حوالي 100 مليار سنيتم لمحاربة الهدر المدرسي بمراكش وسط انتقادات واسعة
للمراكشية: عبد الغني بلوط
أياما قليلة بعد انطلاقه، بدأ مشروع "تيسير" لدعم الأسر الفقيرة ماديا بهدف تشجيع التمدرس من خلال التحويلات النقدية يلقى انتقادات واسعة من قبل بعض المدرسين والنقابيين والمسؤولين. واعتبر البعض أن طريقة مراقبة التلاميذ عبر تسجيل بصماتهم فيها هدر كبير من الوقت، في حين وصفه آخرون بالطريقة غير المباشرة لمراقبة حضور المعلمين المكلفين دون غيرهم، كما أن أحد نواب وزارة التعليم بأكاديمية مراكش عبّر في ندوة صحفية على تحفظه على المشروع لكونه يعتمد "مقاربة إحسانية" لن تجدي كثيرا في محاربة الهدر المدرسي.
وفي الوقت الذي مازال المشروع مجهولا عند كثير من أطر وموظفي نيابات التعليم بمراكش, أوضحت مصادر جيدة الإطلاع أن المشروع سيجرب خلال الموسمين الدراسيين 2008/2010 في بعض الوحدات المدرسية المحدودة بمؤسسات العالم القروي والأحياء الفقيرة بالمدن المنتمية إلى مجال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأن مراقبة حضور التلاميذ يتم في بعضها عبر آلة الكترونية تتعرف على بصماتهم اليدوية، وهو ما يعني أحذ الكثير من الوقت لتسجيل حضورهم، خاصة وأن المسالة برمتها غريبة لدى الأطفال وتتطلب مزيدا من التدريب والنظافة التامة للأيدي.
وأضافت المصادر أن المدرسين المكلفين يرسلون تقارير يومية إلى الجمعية المغربية لمحاربة الهدر المدرسي التي تترأسها شخصيا لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، مشيرة أن أبوي التلميذ في حالات الأم وغي حالت الأب تستفيد من مبلغ شهري ما بين 60 و80 في الشهر عن كل تلميذ يحضر المدرسة دون تغيب لأكثر من ثلاث مرات، وسيُحول هذا الدعم المالي عبر بريد المغرب إلى أولياء أمور التلاميذ على رأس كل شهرين خمس مرات في السنة، أي عشرة شهور في كل سنة من سنتي البرنامج.وأشار المنتقدون أن المبلغ هزيل خاصة أن البعض بدأ ينقطع فعلا عن الدراسة بسبب موسم جني أشجار الزيتون والتي تدر على الأسرة مبلغا أكبر بتشغيل الأطفال.
وأكد مصدر مسؤول أن "تيسير" مشروع نموذجي لدعم الأسر الفقيرة ماديا بهدف تشجيع التمدرس والقضاء على الهدر المدرسي" رصدت له 50 مليون درهم في السنة بالمغرب, وتتمثل الهيئات المتدخلة بهدف إرساء وتتبع البرنامج، في الجمعية المغربية لدعم التمدرس، والمجلس الأعلى للتعليم، ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبريد المغرب.
http://www.almarrakchia.net/fiche-3024.html