مع تناسل النقابات في المغرب وبموازاة مع الازمة التي يعيشعها العمل النقابي لأسباب موضوعية وذاتيةنكثر الحديث عن الاستقلالية وكل نقابة تدعيها وتنفيها عن النقابات الأخرى.وقد ارتايت تقديم هذه الورقة كأرضية للنقاش على أمل الخروج بمفهوم محدد للاستقلالية.
يختزل كثير من النقابيين الاستقلالية في مجرد الاستقلالية عن الأحزاب السياسية. لكن في الحقيقة الاستقلالية هي اولا عن البورجوازية بصفة عامةاي عن جهاز الدولة من جهة وعن ارباب العمل من جهة ثانية.
ذلك ان مشاركة ممثلي النقابات في اجهزة الدولة البورجوازية كالبرلمان و المجلس الاستشاري لحقوق الانسان والمجلس الاعلى للتعليم والتصويت على الميزانيات الحكومية اللاشعبة تهدد باحتواء النقابة وادماجها ضمن آليات الدولة البورجوازية.فالتعويضات المالية لممثلي المأجورين لقاء مشاركتهم في مثل هذه الاجهزة كافية وحدها ،في غياب اية مراقبة جماهيرية، لإفساد هؤلاء الممثلين(فأن يتقاضى هذا الممثل مثلا ما يزيد عن الحد الأدنى للأجور في يوم واحديجعل منه مستقلا عن الطبقة العاملة وميالا أكثر للإرتباط بجهاز الدولة.
الخطر الثاني الذي يتهدد النقابة في استقلاليتها هو علاقتها بأرباب العمل ،mt2لأن الخيوط التي تنسجها مع هؤالء هي في الواقع حبال مثسنة تقيد النقابة وتجعلها عاجزة امام هجومات البورجوازية وفاقدة لعلة وجودها.الاستقلالية اذن تعني اولا الاستقلالية عن البورجوازية وجهاز دولتها،اما حينما نتحدث عن الاستقلالية اتجاه الاحزاب السياسية فإننا نعني بذلك ضرورة استقلال النقابة تنظيميا عن الاحزاب ولا نعني بانها محايدة سياسيا.فاحتداد الازمة الراسمالية يسيس النضال المطلبي،ذلك ان رفض ،مثلا ،الميتاق الوطني للتربية والتكوين والانظمة الاجتماعية والبيروقراطية والانظمة الاساسية والمطالبة بالزيادة في الاجور وبمدرسة عمومية وبالشغل.....هي مطالب تضع النقابة مباشرة في مواجهة الاختيارات العامة للسياسة الاجتماعية والاقتصادية البورجوازية.
وبهذا المعنى ،ترفض الاستقلالية اي تقسيم لصراع الطبقات الى مجالين منفصلين: الصراع الاقتصادي والصراع السياسي من جهة اخرى،وبهذا المعنى ايضا تتعارض الاستقلالية الطبقية مع كل تقديس للاستقلالية النقابية باسم تقسيم متحجر للمهام بين الحزب والنقابة.وهذا لا يعني بالطبع الخلط بين مهام الحزب ومهام النقابة،كما لا يعني إلحاق النقابة بالحزب (أيا كان) والتعامل مع النقابة وفق نظرة اداتية تحول النقابة الى مجرد أداة للضغط الحزبي لا أداة للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة في شموليتها. لكن هذه الحقائق لا تعني منع المناضليت من الانخراط في اي حزب سياسي حسب اختيارهم ولا يجب منع هؤلاء المناضلين من الدفاع عن تصوراتهم الحزبية للعمل النقابي سواء تعلق الامر بالمطالب أو بأساليب النضال.غيرانجعل النقابة تابعة تنظيميا لحزب ما لا يمكن ان يسمح بممارسة الديمقراطية الداخلية على اعتبار ان النقابيين سيكونو بحكم الامر الواقع مكرهين على اتباع الخط السياسي للحزب.
وحدها منظمة نقابية مستقلة عضويا عن اي حزب سياسي تتصارع فيها بكل حرية وبكل روح رفاقية ،مختلف تيارات الحركة العمالية على قاعدة الانضباط والديمقراطية الداخلية،وحدها مثل هذه النقابة قادرة على خدمة مصالح الطبقة العاملة .
اذن كخلاصة الاستقلالية تعني :
*استقلالية نقابية تامة تجاه الدولة.
* استقلالية تنظيمية تجاه الاحزاب السياسية.
ماذا تعني الاستقلالية في العمل النقابي؟
تحية
المواضيع المتشابهه
