العشرة المبشرون.. بالخزي كتب عادل القصار :
الكويت الدولة التي قال عنها اميرها الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح – رحمه الله - انها ستكون آخر دولة عربية تقوم بتطبيع العلاقات مع اسرائيل , هل تستحق ان تكون الدولة العربية الاولى التي تتصدر مقالات كتابها السواد الاعظم من قائمة الكتاب العرب المنافحين عن مصالح الكيان الصهيوني؟ تلك مفارقة عجيبة تجعل الحليم حيرانا تجاه ما يراه اليوم من تقلب الوجوه وتبدل الضمائر...
وفقا لمصادر المركز الفلسطيني للاعلام تشير الى وقوع سابقةٍ، هي الأولى من نوعها، فقد أوصت “تسيفي ليفني” وزيرة الخارجية بنشر مقالات هؤلاء الكتاب على الموقع الرسمي باعتبار ان مقالاتهم تمثل وجهة النظر الصهونية الرسمية، وان هؤلاء الكتاب هم سفراء اسرائيل للعالم العربي، وهم افضل من يوصل وجهة النظر الى الشارع العربي بشأن حركة حماس.
وفي سياق متصل، وصف رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت هؤلاء الكتاب بأنهم أكثر انتماءً الى الصهيونية من هرتزل نفسه. فعندما قام أحد مساعديه بترجمة مقال احد الكتاب الكويتيين، قام عن كرسيه ورفع يديه في الهواء متلفظا بكلمات النشوة، واقترح ترشيح ذلك الكاتب الكويتي لأعلى وسام في إسرائيل، ووصفه بأنه أكثر صهيونية من هرتزل.
هل يعقل ان تكون المأساة الدموية، التي ارتكبتها اسرائيل في غزة بصواريخها ومدفعيتها وراجماتها وقنابلها العنقودية والفوسفورية المحرمة دوليا، مكافأة من عاقل باستحسان جريمتها القذرة هذه التي ادانتها معظم المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان؟
ماذا عساهم هؤلاء الكتاب يجنون من وراء فعلتهم هذه من قبل اسرائيل سوى التمجيد والشكر والعرفان بالجميل؟ وهل هذا الترحيب يكفي جزاء ما صنعوا؟
نتمنى نشوة البهجة والسرور التي ارتسمت على وجه «اولمرت» تجاه هؤلاء الكتاب الكويتيين ان تنقلب في يوم ما الى نقمة وجحيم، يوم ان يكون هو وطغمة حكمه الفاسدة على رأس قوائم المجرمين الذين تلاحقهم المحاكم والمنظمات الدولية لما ارتكبوه من جرائم انسانية بحق سكان غزة. ومثلما تلاحق وتطالب اسرائيل بمحاكمة كل صاحب رأي وفكر ينكر ويستهزئ بمحرقة الهولوكوست التي ارتكبتها النازية بحق اليهود... نتمنى ان يسري ذلك على كل كاتب عربي وقف بصف الجلاد الصهيوني وانكر المجزرة التي ارتكبها بحق الضحية شعب غزة الابي... فنزف لتلك الكوكبة من الكتاب يومها بشرى الخزي والعار جزاء ما اقترفوه من اثم.
* * *
آخر العنقود:
ياليت لدينا رجالا اقوياء وصادقين في قولة الحق مثل الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان.. الذي خرج منسحبا من منصة دافوس الاقتصادية في سويسرا، وذلك احتجاجا على منعه من الرد على اكاذيب واباطيل الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بشأن الهجوم الاسرائيلي على غزة.
قبلة كبيرة على رأسك الطيب.. يا طيب
«فهل من مدكر؟»
(عادل القصار – اميركا)
[email protected]