قراءة فى الصحافة العبرية 8/2/2009 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

mohamed-h
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 14 - 10 - 2008
المشاركات: 57
معدل تقييم المستوى: 0
mohamed-h في البداية
mohamed-h غير متواجد حالياً
نشاط [ mohamed-h ]
قوة السمعة:0
قديم 08-02-2009, 22:11 المشاركة 1   
منقول قراءة فى الصحافة العبرية 8/2/2009

قراءة فى الصحافة العبرية 8/2/2009
التاريخ : 1430-2-13 هـ
الموافق : 2009-02-08 م
الساعة : 12:28:38
القسم : الصحافة العبرية


خاص ـ نداء القدس تبلور صيغة لتحرير جلعاد شليت
هآرتس
عاموس هرئيل وآفي يسسخروف:
من اكتوى بأمل عابث جدا مرات عديدة ملزم الان بحذر شديد، ولكن في نهاية الاسبوع كان يخيل لاول مرة بانه يوجد مبرر لبعض التفاؤل. فقد نشأت الان فرصة حقيقية، ليس فقط لاتفاق على تهدئة طويلة في قطاع غزة، بل وايضا - حسب مصادر مختلفة مقربة من المفاوضات، لتحرير جلعاد شليت.
وقالت مصادر اسرائيلية وفلسطينية أمس انه تبلور اتفاق تهدئة بين اسرائيل وقيادة حماس في القطاع، بوساطة مصرية. وبتقديرها، تحتمل بشائر ايجابية أولية قبل الانتخابات للكنيست بعد غد، ولكن الكثير منوط بتحقيق موافقة رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق خالد مشعل. وزير الدفاع ايهود باراك قال انه تجري "جهود جبارة" لتحرير شليت في الوقت القريب القادم. هذا واجتمع "المطبخ السياسي" أمس في تل أبيب للبحث في التفاهمات المتبلورة.
غموض لا يزال يلف تفاصيل عديدة في الاتصالات. ومع ذلك يتبين أن التغيير الكبير وقع في موقف "قيادة الداخل" لحماس، مسؤولي المنظمة في قطاع غزة ممن لم يرَ الكثير منهم ضوء النهار منذ ستة اسابيع. فقد مل اسماعيل هنية ومحمود غزة، الذي سافر أمس لاول مرة من القطاع الى مصر ومن هناك الى سوريا بهدف حث اتفاق الصفقة، مل على ما يبدو من الاجواء الخانقة في الخنادق.
العملية العسكرية الكثيفة لاسرائيل، استمرار الحصار الاقتصادي والتهديد المتواصل على حياة مسؤولي حماس - والذي لم يرفع حتى بعد خروج قوات الجيش الاسرائيلي من القطاع - أدى الى النقلة لدى الغزيين. فالقيادة السياسية في القطاع مستعدة الان لصفقة، تتضمن فتح المعابر، وقف النار لسنة ونصف وعلى ما يبدو ايضا تحرير شليت مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
اجمال نهائي للتسوية (عن التوقيع لا مجال للحديث على ما يبدو) فالحديث يدور عن "وثيقة غير ورقة") لا يزال منوطا بسلسلة من الشخصيات في الجانب الفلسطيني. يمكن الافتراض بان "رئيس اركان" حماس احمد الجعبري، سيتحفظ من الاتفاق. مهم أكثر من ذلك موقف خالد مشعل في دمشق، الذي على مدى كل الاشهر الماضية وقف ليمثل "الرمز اليميني" في حماس، بالقياس الى القيادة في قطاع غزة. وفي الاونة الاخيرة تبذل جهود كبيرة - من مصر، الفرنسيين، الاتراك ووساطة اخرى - لاقناع سوريا ومشعل بقبول الصفقة. والزهار سيوضح لمشعل موقف غزة والذي يقول ان رفض الاقتراح المصري سيكون تفويت لفرصة تاريخية لضمان سيطرة حماس في القطاع.
العداء بين قادة حماس الداخل وقادة حماس الخارج تعاظم في اثناء الحرب وذلك لان رجال غزة شعروا بان المنفيين من دمشق يشجعونهم على الصراع ضد اسرائيل في الوقت الذي يدفع سكان القطاع وحدهم الثمن. مثل عربي يقول انه "من يتلقى العصي ليس كمن يعدها". المسؤولون من غزة، اولئك الذين نجوا من الحرب (ثلاثة من اعضاء العشرية الرائدة في حماس قتلوا في اثنائها) يسعون الان الى أن يمسكوا بأيديهم بالخيوط التنظيمية.
كي تكون صفقة، على المكعبات ان تسقط في الترتيب المناسب في الجانب الاسرائيلي ايضا. هنا المسألة الرائدة، عاطفيا وسياسيا على حد سواء، هي تحرير شليت. وكما افادت "هآرتس" فان رئيس الوزراء ايهود اولمرت يلقي الان بكل ثقله لتحقيق اتفاق قبل أن يغادر المكتب في القدس. اولمرت لين مؤخرا موقفه وانضم الى موقف وزير الدفاع ورئيس الاركان غابي اشكنازي.
اولمرت مع باراك
اذا ما ورث بنيامين نتنياهو، كما تشير الاستطلاعات، اولمرت، سيكون في ذلك حل مثالي من ناحيته. اولمرت سينظف الطاولة من مشكلة جماهيرية مشتعلة ونتنياهو لن يتهم بالمسؤولية عن تحرير مئات القتلى. ولكن كل شيء هو مسألة توقيت: لنفترض انه نشر بيان عن اختراق غدا، قبل 24 ساعة من الانتخابات. فهذا كفيل بان يكون تطورا يدفع اصوات طائشة من اليمين باتجاه الوسط واليسار، ربما لدرجة التأثير على حسم الانتخابات. يتضح هنا ظاهرا ايضا اشتباه بتدخل اجنبي في نتائج الانتخابات في اسرائيل. هل الضغط المصري الهائل على حماس للتوصل الى اتفاق مبدئي على شليت منذ الان، ليس محاولة لمساعدة تسيبي لفني وكديما على الفوز في الانتخابات؟
في الجانب الاسرائيلي، الرجل المفتاح في المفاوضات هو اللواء احتياط عاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع. وجلعاد بعيد عن أن يكون زبونا سهلا.
واحد من أسلاف ايهود باراك في الوزارة اشتكى قبل بضع سنوات من أن جلعاد يسافر الى القاهرة مع تعليمات في اتجاه ما ويعود من هناك مع اتفاقات في اتجاه آخر. واذا كان هكذا هو الحال، أجاب مساعدوه، فعليك ان تقيله. فثار الوزير قائلا: "ما القصة، كيف يمكننا بدونه؟"
جلعاد، الذي بلور ايضا اتفاق التهدئة موضع الخلاف في حزيران من العام الماضي، هو عراب الاتفاق الحالي. دليل آخر على انه جلب نتائج من زيارته الاخيرة في القاهرة هو وقف هجمات كديما على باراك، بسبب الرد العسكري المضبوط على استئناف نار الصواريخ من القطاع. تجلد باراك، الموضوع السياسي الساخن قبل اسبوع فقط، اختفى تماما عن جدول الاعمال. التفسير لذلك هو انه في القيادات السياسية العليا ليفهمون بانه يمكن الوصول الى اتفاق مع حماس، من شأن عملية دراماتيكية للجيش الاسرائيلي أن تحبطه.
في السنتين الاخيرتين ترددت اسرائيل بين "شليت صغير وشليت كبير" - صفقة مقلصة، انسانية في تدرجها، يعاد فيها مخطوفنا مقابل سجنائهم، أم خطوة اكبر بكثير، تتضمن محاولة للوصول الى استقرار لزمن ما في الساحة الجنوبية. حسب التقارير من الجانب الفلسطيني يبدو أن وجهتنا نحو "شليت كبير". اذا ما حصل هذا بالفعل، ينبغي القول ان اسرائيل ما كانت لتتوصل الى ذلك دون "رصاص مصهور". الحملة العسكرية موضع خلاف سياسي ولكن مشكوك فيه أن يكون ممكنا دون الضربات التي تلقتها حماس تحقيق تغيير في مواقف قيادتها في غزة وموافقتها على تهدئة بعيدة المدى، تسمح للمنظمة بمهلة زمنية للانتعاش.
من ناحية حماس، توجد ايضا مزايا لا بأس بها في الصفقة المتبلورة. استطلاع للرأي العام اجري الاسبوع الماضي في المناطق اظهر ان القتال في غزة رفع بالذات التأييد لحماس، والتي لاول مرة تتجاوز فتح.
تحرير مئات الأسرى ، بينهم اولئك الذين يقضون عقوبات سجن طويلة ويعتبرون ابطالا في اوساط الجمهور الفلسطيني، سيعزز فقط مكانة الحركة. اذا ما وعندما تجرى انتخابات للرئاسة والبرلمان في السلطة، فستصل اليها حماس من موقف ثقة عالية بالنفس.

الهدف: تحقيق حسم واضح
يديعوت
يوفال كارني:
قبل يومين من الانتخابات، وفي ضوء الاستطلاعات الاخيرة التي تشير الى معركة متلاصقة بينهما، يغير زعيما الليكود وكديما الاستراتيجية ويوجهان كل المدافع الثقيلة ضد الاحزاب الصغيرة.
في الليكود فهموا في نهاية الاسبوع بان الحديث عن فوز نتنياهو كان سابقا لاوانه. وقال النائب جلعاد اردان انه "رغم الاحساس وكأن الليكود ونتنياهو انتصرا - واضح الان ان هذا ليس حقيقيا بهذا القدر". اما لفني، تشجعها الاستطلاعات، فقالت للنشطاء: "نحن سننتصر". بل بدأت تتشاور مع مقربيها لاعداد خطة عمل لليوم التالي - في حالة انتصارها في الانتخابات بالفعل.
في وضع لم يعد فيه واضحا من سينتصر، هذا اذا صدقنا الاستطلاعات، فقد انتقل رئيس الليكود بنيامين نتنياهو ورئيسة كديما تسيبي لفني لادارة معركتيهما الى داخل معسكريهما: نتنياهو يحاول وقف انزلاق الاصوات الى ليبرمان ويجند اصوات اليمين لليكود ("فقط ماحل، ماحل، ماحل") (ماحل هي اشارة الليكود في الانتخابات)؛ اما لفني فتتوجه الى منتخبي ميرتس وحزب العمل وتقول: "مقعدان، ثلاث مقاعد اخرى لكديما - فننتصر على بيبي".
رسائل نتنياهو ولفني في نهاية الاسبوع بدت مشابهة على نحو مدهش. "لا يهم اذا كان الاتحاد الوطني ، البيت اليهودي او اسرائيل بيتنا ستحصل على مقعد واحد اكثر أو أقل"، قال نتنياهو في مقابلة مع كل وسيلة اعلام محتملة، "ولكنه مهم جدا كم مقعد يحصل الليكود. من يريدني رئيسا للوزراء يجب أن يصوت لليكود، والا فسيحصل على لفني وكديما في السلطة".
بذات الكلمات تقريبا تحدثت أيضا قيادة كديما للانتخابات: "لا يهم ان يكون لحزب العمل مقعدين اخريين او لميرتس مقعدا اقل. يهم ان نحصل على مقعدين - ثلاثة مقاعد كي ننتصر على بيبي". بل ان كديما يعتزم طرح حملة جديدة في اللحظة الاخيرة وعنوانها "فقط بانتخاب تسيبي - ننتصر على بيبي".
في الساحة السياسية يتعاظم التقدير بان نتائج الانتخابات ستكون متلاصقة، ويحتمل أن لا يتحقق حسم حقيقي. النتيجة: رغم أن كتلة اليمين قد تكون أكبر، فلا يزال من ينتصر سيجد صعوبة في تشكيل ائتلاف مستقر. "كل من يريد تغيير السلطة لا يمكنه أن يصوت لحزب يؤدي الى استمرار كديما امساكه في السلطة - وحتى لو لم يكن هكذا فهذا سيؤدي الى حكومة متضعضعة ومرة اخرى سنجد انفسنا في انتخابات بعد سنتين"، اوضح النائب اردان.
في قيادة كديما وافقوا على هذا المبدأ: "اذا كانت النتائج متلاصقة، فلهذا معنى واحد: فوضى سياسية. تسيبي ستحاول تشكيل حكومة ولن تنجح، بيبي سيحاول تشكيل حكومة ولن ينجح. فماذا سيحصل عندها، نتوجه لانتخابات مرة اخرى؟
من ينتصر سيكون أغلب الظن متعلقا بقدر كبير برئيس اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان. مصدر في الليكود ادعى بان الخطأ الكبير لنتنياهو هو قرار عدم ادارة حملة ضد ليبرمان وهكذا سمح له بتآكل الليكود. نتنياهو يصمت، ولكن مسؤولين في الليكود يخشون من أن ليبرمان سينغص عيش رئيس الليكود بعد الانتخابات ولن يوصي به امام رئيس الدولة بتشكيل الحكومة.
تلميح بذلك جاء من ليبرمان نفسه الذي قال انه لا يستبعد ائتلافا مع لفني ايضا.


ليبرمان: انا لست في جيب احد
يديعوت
أدفا كوهن:
صباح أمس توقفت سيارة في وسط بلدة عومر قرب بئر السبع. ومن السيارة طل رجل ذو لحية. "اين ملاعب التنس هنا؟"، سأل افيغدور ليبرمان.
رئيس اسرائيل بيتنا الذي قضى نهاية الاسبوع في الجنوب، قرر استغلال ساعات الصباح في مباراة تنس قاسية مع ايرز بدش، ابن اخ رئيس المجلس بيني بدش. ومع أن بدش فاز على ليبرمان بالنقاط الا ان الحاضرين اشاروا الى أن ليبرمان اظهر لياقة بدنية لا بأس بها.
انتصار أم غير انتصار ، في اليوم التالي للانتخابات الكرة ستكون في يدي ليبرمان. في مناسبة ثقافية في بئر السبع حرص ليبرمان على الابقاء على غموض في كل ما يتعلق بخطواته المستقبلية. واوضح قائلا: "انا لا استبعد الجلوس مع أي ائتلاف. انا لا افرض نفسي على احد. من لا يريد أن يجلس معنا في الحكومة فدعه لا يجلس. بقي ثلاثة ايام فقط على الانتخابات، وفي السياسة الاسرائيلية هذا زمن طويل جدا".
وقال رئيس اسرائيل بيتنا في اللقاء انه لم يتلقَ من رئيس الليكود نتنياهو أي وعد لمنصب كبير بعد الانتخابات. "انا لا اصر على أي شيء باستثناء مبادىء حزبنا. نحن نرى أنفسنا شريكا كبيرا في الحكومة التالية وسيتعين علينا أن نجلس مع كل الجهات لبلورة الخطوط الاساس". وبذات المناسبة اطلق لذعة نحو شاس قائلا: "ما اغضب الحاخام عوفاديا ليس الزواج المدني بل كمية المقاعد لحزبنا".
وبينما يحرص ليبرمان على الغموض بالنسبة لخطواته السياسية بعد الانتخابات، فان لديه خططا للعام 2013. فقد وعد امس قائلا: "في الانتخابات القادمة، سنحصل على 30 مقعدا".

المفاتيح لدى ليبرمان
معاريف
ميراف دافيد:
اذا استندنا الى نتائج الاستطلاعات، فان اليوم التالي للانتخابات يمكن أن يجلب معه واقعا جديدا: توزيع للمقاعد ليس فيه حزبان كبيران، بل بضعة احزاب متوسطة رائدة. في مثل هذه الحالة، يكون الحفاظ على الاستقرار الائتلافي معقدا.
يحتمل جدا أن في صباح يوم الاربعاء، عندما تكون النتائج الحقيقية واضحة لا تزال تكون هوية رئيس الوزراء غير واضحة. رئيس اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان سيلعب في هذه المرحلة دورا اساسا. في اسرائيل بيتنا يقولون انهم لا يستبعدون لفني ولكن نتنياهو هو شريك طبيعي أكثر، ولكن في الليكود يخشون من أنه في حالة نتيجة متلاصقة يمكن لليبرمان أن يوصي الرئيس بلفني وليس بنتنياهو لتشكيل الحكومة.
اذا كان الليكود هو الحزب الاكبر، ونتنياهو سيشكل الحكومة، فستكون هذه عملية قصيرة نسبيا، اذ ان في يده عدة امكانيات:
1. حكومة وحدة
الى مثل هذه الحكومة سيسعى نتنياهو الى أن يدعو ايضا كديما والعمل على حد سواء، اضافة الى شاس او اسرائيل بيتنا. اذا نجح العمل في الحصول على 15 مقعدا فأكثر، في الحزب يقدرون بانهم لن يودعوا طاولة الحكومة. في حالة تحطم، ستتصاعد الاصوات التي ستدعو الى البقاء في المعارضة.
العوائق: معركة بين كبار كديما: لفني ستدعو الى البقاء في المعارضة فيما أن وزراء الحزب سيسعون الى جرها الى حكومة نتنياهو. اضافة الى ذلك، الليكود سيكون عمليا اقلية في الائتلاف.
2. وحدة ضيقة 1
في الاسابيع الاخيرة فحص نتنياهو امكانية دعوة العمل الى ائتلاف يضم ايضا اسرائيل بيتنا وشاس وابقاء كديما خارج الحكومة.
العوائق: الكثير من كبار رجالات حزب العمل يعارضون الجلوس مع ليبرمان. وقد تنشأ خلافات ايضا بين اسرائيل بيتنا وشاس في مواضيع الدين والدولة.
3. وحدة ضيقة 2
اذا قرر حزب العمل انه لن ينضم الى حكومة نتنياهو فسيضطر الاخير الى دعوة كديما الذي لا مشكلة له للجلوس مع اسرائيل بيتنا في الائتلاف.
العوائق: سعر كديما كفيل بان يكون عاليا: فهو كفيل بان يطالب بحقيبتين كبيرتين من أصل الحقائب الكبيرة الثلاثة.
4. حكومة يمين ضيقة
السيناريو الاقل معقولية، ولكن هناك من يتحدث عنه في كديما، هو أن يكون كديما والعمل في المعارضة ليبقيا نتنياهو مع حكومة يمين ضيقة.
العوائق: نتنياهو معني بالامتناع عن حكومة يمينية تعتبر متطرفة للغاية.
امكانيات لفني
في حالة أن يكون كديما هو الحزب الاكبر سينشأ وضع معقد لا يكون فيه الحزب الاكبر ينتمي الى الكتلة الاكبر، اذ حسب كل التقديرات سيكون لكتلة اليمين بين 63 و 67 مقعدا. في مثل هذه الحالة ستصبح مهمة لفني تشكيل حكومة مهمة معقدة.
الامكانية الوحيدة هي عمليا ائتلاف كديما، العمل واسرائيل بيتنا. في كديما يأملون بانه من اللحظة التي يكلف فيها الرئيس لفني مهمة تشكيل الحكومة فان الشركاء سيدخلون انطلاقا من الخوف بان غيرهم سيتفقون على الدخول قبلهم. في كديما يعولون اساسا على ليبرمان الذي خلافا لرئيس شاس يشاي لم يعلن عن أنه يؤيد نتنياهو.
العوائق: يظهر السؤال اذا كان على الاطلاق الرئيس سيكلف لفني بتشكيل الحكومة حتى لو كان كديما هو الحزب الاكبر.

صفقة قاتمة في الضفة
هآرتس
أسرة التحرير
حكومة اولمرت انتخبت بالوعد بحث "الانطواء" في الضفة، في مركزه اخلاء عشرات المستوطنات ولكنها تنهي ولايتها حتى دون ان تفي بالتعهد الذي ورثته من سابقتها امام الادارة الامريكية بتفكيك كل البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ اذار 2001.
مصير ميجرون، كبرى البؤر الاستيطانية التي اقيمت خلافا للقانون على ارض فلسطينية خاصة قرب رام الله، يتضح بكسل في محكمة العدل العليا. الدولة وعدت بالاخلاء، ولكنها طلبت تأجيل الاخلاء المرة تلو الاخرى، كي تحقق اتفاقا مع المستوطنين خشية المواجهة العنيفة. في التصريح المشفوع بالقسم الذي تقدمت به الدولة الاسبوع الماضي الى محكمة العدل العليا جاء ان وزارة الدفاع تواصل "اجراء مداولات" مع مجلس "يشع" على مصير 26 بؤرة استيطانية غير قانونية. ووقع على التصريح ايتان بروشي، مساعد وزير الدفاع ايهود باراك لشؤون الاستيطان، والذي اشار الى أنه حتى اليوم اخلي "بعض البؤر" وعدد ثلاث بؤر هامشية نسبيا.
محضر المداولات الداخلية مع ممثلي المستوطنين حول شروط اخلاء ميجرون، والذي نشر مضمونه في "هآرتس" يوم الاربعاء الماضي يدل على أنه مقابل وعدهم باخلاء البؤرة دون ضرب الجنود وشتم الشرطة، باراك يقترح على ذوي السوابق جائزة تشجيع: بدل الكرفانات 45 عائلة غازية ستحظى بـ 50 منزلا من طابق واحد لكل منها في "بلدة أهلية" تقام لهم في نطاق مستوطنة ادام، شرقي جدار الفصل. والى أن تقام المنازل، فان وزير الدفاع يطلب تأجيل اخلاء "ام البؤر" لسنتين حتى ثلاث سنوات.
قضية ميجرون هي وصمة عار مزدوجة على جبين الحكومة: احتقار القانون والعدل في الداخل، وتآكل المصداقية تجاه الخارج. أي قيمة هناك لتصريحات القادة حول استعدادهم لتنازلات اقليمية بعيدة المدى توجب اخلاء عشرات الاف المستوطنين، في الوقت الذي يخشون فيه من اخلاء حفنة عائلات؟
وليس في هذا ما يكفي. الصفقة مع المستوطنين ستتضمن اقرار خطة لاقامة 250 وحدة سكن على الاقل. حسب القانون، الامر سيستوجب اعطاء نفاذ لخطة مفصلة لاقامة عدد اجمالي من 1.400 وحدة. واذا كان هذا هو الحال، فمن ثمن اخلاء ميجرون سيكون تسويغ توسيع كبير لمستوطنة اخرى. ينبغي الامل الا تعطي محكمة العدل العليا اليد للصفقة القاتمة، وان تأمر الدولة باخلاء ميجرون على الفور.

مثلث برمودا
يديعوت
ناحوم برنيع
"يحتمل ان ننتخب، ولكن لن نتمكن من الحكم"، قال نتنياهو امس.
خلافا لمعظم الامور التي قيلت عشية الانتخابات، ففي هذه الجملة كان اكثر من مجرد حقيقة: اسرائيل كفيلة بان تستيقظ يوم الاربعاء صباحا مع ساحة سياسية مفتتة، قابلة للابتزاز يوجد فيها الكثير من شظايا الاحزاب، ولكن ليس فيها حزب سلطة.
نتنياهو يقدر انه في غضون سنة، سنة ونصف، سيتعين علينا التوجه الى الانتخابات مرة اخرى. يحتمل ان يكون متفائلا.
لقد تحدث في القدس، في قاعة افراح لم يكن فيها فرح، بل فقط نشطاء قدامى من الليكود، ممن اختبروا خيبات الامل، وجلسوا حول كعكات ملونة يتابعون بشك من يفترض ان يكون رئيس الوزراء القادم. حتى في ايامه الاصعب، في انتخابات 1999، وفي انتخابات 2006، كان حول نتنياهو نواة من المؤيدين رأوا فيه صنمهم المعبود. ليس هذه المرة. مع انه يقف على شفا عودة محتملة الى المنصب المنشود، الا ان السحر قد تبدد. نتنياهو اصبح في نظر ناخبيه شرا لا بد منه، اهون الشرور، بالضبط مثل خصومه.
ليبرمان وصل الى الساحة العامة كمرعي لنتنياهو. تسيبي لفني وصلت الى الساحة العامة كمرعية لليبرمان، في ديوان رئيس الوزراء. ومن مثل برمودا هذا كفيل بان تقرر شخصية اسرائيل في اليوم التالي.
لنفترض للحظة، مع كل التحفظات اللازمة بان الصورة التي تنشأ عن الاستطلاعات دقيقة. لنفترض ان الميول التي اشارت اليها الاستطلاعات في الايام الاخيرة ستتعاظم في الـ 48 ساعة القريبة، فبتأكيد يحتمل ان يكون هنا في نهاية يوم الانتخابات ثلاثة احزاب تحتفظ بـ 20 حتى 25 مقعدا في الكنيست. من سيكون الاول بينها من الصعب ان نعرف، الليكود او كاديما او - بقدر ما يبدو الاخير خياليا - اسرائيل بيتنا لليبرمان. يجدر انتظار لاصوات الجنود.
في 61 سنة لدولة اسرائيل لم تقم فيها حكومة يكون فيها الحزب الرائد صغيرا وضعيفا بهذا القدر (استثنائية كانت الحكومة التي اقامها شارون في 2001، ولكنه انتخب لرئاسة الوزراء في انتخابات شخصية باغلبية هائلة. كان له تفويض). هذا سيجعل من الصعب جدا اقامة حكومة ويجعل ادائها اصعب.
في الماضي، في وضع التعادل بين الحزبين الكبيرين، اتفق بينهما على اقامة حكومة وحدة وعلى تناوب في منصب رئيس الوزراء - وكل ذلك كي لا يبتزا من الاحزاب الصغيرة. ولكن الاحزاب الكبيرة كانت في حينه كبيرة، والتعادل كان تعادلا. اما الان فاذهب لتعرف. الاحتمال الكبير ان لفني ونتنياهو سيضعان مصيرهما في يد افيغدور ليبرمان: فهو سيقرر من يكون رئيس (ـة) الوزراء.
"كاهانا محق" يصرخ الشعار على طول الطرق. اذا كانت هذه نتيجة الانتخابات، فسيكون ممكنا شطب كلمة محق وكتابة "انتصر" بدلا منها. كاهانا انتصر.
السيناريو القاسي هذا يمكن منعه. قبل كل شيء، اولا، بالامتناع عن التصويت المزاجي في صالح قائمة ليبرمان. ثانيا، بالسلوك المسؤول لقادة الحزبين بعد الانتخابات. لا يوجد الكثير من الناخبين - بمن فيهم اولئك الذين يفكرون بانتخاب ليبرمان - يرغبون في ان يكون هو الرجل الذي يقرر اذا كان ينبغي مهاجمة المفاعلات الذرية لايران. يوجد حد لكل نهفة.
في بداية الحملة الانتخابية نشر الليكود صورا كبيرة لمنتخبه: نتنياهو في الوسط، على جانبيه بني بيغن ودان مريدور، وفي الخلفية بعض الشيء بوغي يعلون. يوم الجمعة نشر الاعلان من جديد، ولكن مريدور لم يكن فيه. احد ما امر بقصه واخراجه. لهذه الدرجة كبير خوف نتنياهو من اثر ليبرمان.
يكاد يكون مطلوبا تكريس "الرسم الاسبوعي لطفل في يديعوت احرونوت نشر يوم الجمعة لهم. وسيسأل العنوان الى اين اختفى دان". "العم بيبي اخذ الطفل دان في جولة مشتركة الى صندوق الاقتراع. فجأة التقى العم الكثير من رفاق ايفات، فاختفى دان. فهل يمكنكم العثور عليه؟

كاهانا انتصر
هارتس
جدعون ليفي
بامكان الحاخام مئير كاهانا ان يرتاح في مرقده بسلام: نظريته انتصرت. الكاهانية تحولت الى نهج شرعي في الخطاب الشعبي المركزي في اسرائيل، بعد عشرين عاما من استبعاد قائمته وبعد سنوات طويلة من اغتياله. ان كان هناك شيء ما يميز الحملة الانتخابية الخاوية المقبلة، التي ستنتهي بعد غد، فهو تحويل العنصرية والشوفونية القومية الى قيم مقبولة دارجة.
لو كان كاهانا حيا وخاض انتخابات الكنيست الثامن عشر، فلن يتوقف الامر على عدم استبعاد قائمته وانما كان ليفوز باصوات كثيرة على غرار ما يتوقع لقائمة "اسرائيل بيتنا". المحظور اصبح مباحا، والمنبوذ اصبح مقبولا والمكروه اصبح مسلما به - هذا هو المنحدر الشديد الذي تدهور اليه المجتمع في اسرائيل خلال العقدين الاخيرين.
لا حاجة للتوقف عند الاكتشاف المدوي الذي توصلت اليه هارتس، عندما كشفت النقاب عن ان افيغدور ليبرمان كان عضوا في حركة "كاخ" في شبابه. الجواد الاسود لهذه الحملة الانتخابية كان وبقي كاهانيا. الفوارق بين كاخ وبين اسرائيل بيتنا ضئيلة، ليست مبدئية وهي بالتاكيد ليست موجودة في المستوى الاخلاقي. الاختلاف موجود في تفاصيل تكتيكية: ليبرمان يدعو الى "اختبار ولاء" فاشي كشرط لاعطاء المواطنة لعرب اسرائيل، وكاهانا دعى لحرمانهم من مواطنتهم من دون شروط. عنصري واحد (ليبرمان) يدعو لنقلهم للدولة الفلسطينية، واخر (كاهانا) دعى الى طردهم.
الان ها هو مبتدع العنصرية الاسرائيلية الجديدة يوشك في التحول الى قائد لحزب كبير على ما يبدو سيكون شريكا في الحكم مرة اخرى: نتنياهو قد تعهد بان ليبرمان سيكون في حكومته وزيرا هاما. لو ان شخصا شبيها به انضم الى حكومة ما في اوروبا لقطعت اسرائيل العلاقات معها. ولو ان احدا ما كان قد توقع في عهد كاهانا البائس بان الوعد بتحويل خليفته الى وزير هام سيعتبر هنا ذات يوم مكسبا هاما من الناحية الانتخابية، لقالوا ان هذا كابوس ليلي. ولكن الكابوس اصبح هنا والان.
ليبرمان وجنوده يمتطون موجة الكراهية للعرب والديمقراطية وسلطة القانون، والشوفينية القومية والعنصرية والتعطش للدم، تلك الامور التي تحولت ويا للفزع الى ذخر انتخابي ساخن في السوق. هو مثل كل الشخصيات السياسية على شاكلته يؤجج المشاعر المتدنية في الصهيونية، خصوصا في اواساط ابناء الشرائح الفقيرة المنبوذة والقادمين الجدد، و ليس هناك فقط. شبان كثيرون ومن بينهم جنود مغسولي الادمغة سيعطونه صوتهم. لا ينبذهم احد. هو حدد لنفسه هدفا سهلا وضعيفا نسبيا، عرب اسرائيل، وها هو يضرب انصاره بهم. ولكن نظريته ونهجه قد تغلغلا الى ما هو ابعد من ذلك.
ليبرمان وصلت الشارع والجمهور، وهذا الجمهور متعطش للكراهية والانتقام والدم. حرب عدمية مع مئات الاطفال القتلى استقبلت هنا بالتعاطف، ان لم نقل بالفرحة. حاولوا استبعاد القوائم العربية بمبادرة من احزاب من الوسط ومن اليسار، وهذه القوائم مستبعدة مسبقا من اية حسابات سياسية. الطلاب العرب لا يستطيعون اسئجار شقة. عندما ستندلع هنا ذات مرة انتفاضة عرب اسرائيل سنعرف من الذي نوجه اليه اصابع الاتهام - من حرض بصورة اجرامية ضدهم، وبدرجة لا تقل عن ذلك من حول هذا التحريض الى مسألة دارجة مقبولة وشرعية. الورم الخبيث قد ارسل اوراما شبيهة به لكافة انحاء الجسد الاجتماعي ولم يتبق الان الا توجيه نداء يائس وصرخة اللحظة الاخيرة: ابعدوا اياديكم عن هذا العمل الشرير. اياكم ان تنتخبوا اسرائيل بيتنا حتى لا تتحول لا سمح الله الى بيت اسرائيلي حقا.

اوباما كبير عليكم
هارتس
تسفي بارئيل
"اجل هي تستطيع"، "كبير عليه"، "صغير عليه" - ما هي القائمة الفنية التفصيلية التي يعدها فنيو السياسة الاسرائيلية من اجل الفوز في الانتخابات؟ بعد ان اصبح متفقا عليه ان المرشحين ليسوا قادة كبار وانهم قادرون في اقسى الاحوال، ربما، على قيادة العجلة المتعثرة الاسرائيلية حتى الاشارة الضوئية التالية - لم يتبق الا ان نسأل ان كانوا قادرين على الاقل على فهم قوانين الحركة المرورية الجديدة. هذه القوانين التي توضع في واشنطن واوروبا وحتى في الدول العربية.
لان الحسم القادم لن يتجسد من خلال قدرتهم على اتخاذ قرارات عسكرية حكيمة في الثالثة فجرا، وانما بالتحديد في مسألة ان كانوا قادرين على عض الشفتين. ليس ان كانوا قادرين على قيادة طائرات سلاح الجو والتوجه نحو طهران، وانما ان كان بامكانهم عدم اصدار هذا الامر. السؤال القريب جدا المطروح على المحك هو كيف سيرد رئيس الوزراء القادم مثلا على الشروع بالحوار المباشر بين ايران والولايات المتحدة؟ هل سيقوم بحشد كل الانصار في واشنطن وينصب خيمة احتجاجية قبالة الادارة الامريكية، ام انه سيعطي رياحا دافعة للمبادرة.
ذلك لانه من السهل الحسم عندما يكون العدو مجموعة من مطلقي الصواريخ المحبوسين بين سكان مدنيين معرضين للضربات، وحيث ينحصر كل عالمك الاستراتيجي، مقيدا في شريط ساحلي صغير، لا يمكنه ان يشكل تهديدا وجوديا حقيقيا. ولكن ما العمل عندما يتعلق الامر بمنتخب الكبار؟
تصريحات براك اوباما ووزيرة خارجيته وحتى كبار القادة في الجيش الامريكي، تشير الى ان الجليد الامريكي الذي وضعه بوش في مواجهة ايران بدأ يتجاوب هو الاخر مع سخونة الكرة الارضية وانحباس حرارتها. ايران هي شريكة محتملة في دعم التنظيمات، هم يقولون ذلك في الوقت الذي تقوم فيه دول اوروبا بتكريس ورعاية مفاوضاتها الدبلوماسية مع طهران - من الواضح ان قدرة الحسم واتخاذ القرارات في الثالثة فجرا التي ستواجه اي قائد اسرائيلي ليست الامر الاهم الان.
ليست العلاقات مع ايران وحدها هي التي تتحول الى استراتيجية امريكية جديدة، بل هناك ايضا العلاقات مع سورية والمطروحة على المحك الان. التقارير التي تفيد بان اوباما ينوي تعيين سفيرا في سورية تثير تقلصات وانكماشات موجعة في بطون عدة قطاعات في اسرائيل، ولكن يبدو ان عصارة المعدة الاسرائيلية لا تقلق الادارة الامريكية الجديدة في واشنطن بصورة كبيرة. سورية تريد التفاوض مع اسرائيل وهي على وجه الخصوص تسعى لتطبيع العلاقات مع واشنطن، ولدى اوباما ما يقترحه ويعرضه.
هو ايضا يدرك على ما يبدو ان سياسة العقوبات لم تتمخض عن ثمار حقيقية. لم يحدث في سورية عصيان مدني ضد النظام بسب العقوبات، ولا في طهران ايضا. ايران، رغم العقوبات، نجحت في تطوير تكنولوجيا راقية اتاحت لها اطلاق قمر اصطناعي وصاروخ يحمله الى الفضاء الخارجي، وسورية نجحت في فرض ارادتها على لبنان. اوباما ادرك على ما يبدو بسرعة كبيرة جدا ان الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني قد يعرقل تحركات الولايات المتحدة مساعيها في المنطقة، ولذلك سارع الى ارسال اشارة تحذيرية للمنطقة على صورة جورج ميتشل. اسرائيل ما قبل الانتخابات ضبطت غير جاهزة لذلك. لم يتمكن اي مرشح من ابراز او اشهار خطة او برنامج سياسي او فكرة
الفجوة بين واشنطن والقدس لا تكمن في فهم جوهر التهديد - الولايات المتحدة بقيادة اوباما هي الاخرى تقدر ان ايران ليست سويسرا وسورية ليست المكسيك - والمعضلة هي كيف يمكن انتزاع هذا التهديد واستبعاده. المسألة التي يتوجب ان تطرح على كل واحد من المرشحين الاسرائيليين هي اذن ان كان اوباما كبير عليهم، وليس ان كانت رئاسة الوزراء كبيرة عليهم. هل يوجد بينهم من يستطيع ان يرى في السياسة الامريكية الجديدة فرصة، وليس فقط تهديدا وضمان عدم انحدار اسرائيل في مسار التصادم مع الادارة الامريكية؟
وها هم المرشحون يصمتون صمت القبور في هذه المسالة الوجودية بالنسبة لاسرائيل بالتحديد. هم يعرفون كيف يقولون لنا ماذا قال كل واحد منهم وما الذي لم يقله خصمه في قضية الحرب على غزة والهجمة البرية في لبنان، او في قضية ازالة الحواجز وفتح المعابر. ولكن هذه شعارات انتخابية عديمة المعنى. هل قال احد منهم شيئا في الاونة الاخيرة بصدد ايران؟ هل تحدث احد ما بصورة موضوعية حول تواصل الحوار مع سورية؟ ان كانت هذه مسائل غير هامة للحملة الانتخابية فلماذا تتحول الى هامة بعدها او قبلها؟ وربما كان الامر هو انهم قد خدعونا.


مبادرة سلام جديدة
هارتس
يحزقيل درور
احد الاخطاء الجسيمة في عملية "الرصاص المصهور" كان، ان العملية العسكرية لم توضع في اطار سياسي يسعى لدفع السلام للامام، ويؤدي الى تقليص قدرة مجموعات مثل حماس على التحرك. هذا الخطأ نمطي ومميز لنظرة الجزئية الموضعية، التي جاءت لتحل محل رؤية الاستراتيجية الشمولية.
لو كانت لدى الحكومة الاسرائيلية مثل هذه الرؤية لاعترفت بالحاجة الى نظرية سياسية جديدة، الى جانب تعزيز الردع والعقاب ازاء التعرض لاسرائيل. عميلة سلام تقوم على شعار "المزيد من نفس الشيء" ستكون عديمة الجدوى على المدى البعيد. تغير المجريات التاريخية الخطيرة يحتاج بالضرورة تدخلا مكثفا بدلا من المساعي المقطوعة والمجزئة. طرح خطة سلمية اسرائيلية جديدة ترتكز على المبادرة العربية هو امر يستوجبه الواقع.
الديناميكية الاقليمية والتغيرات الجيواستراتيجية العالمية تحول التشبث بتصور "ادارة الصراع" الى امر متزايد الخطورة بالنسبة لاسرائيل. نشر سلاح الابادة الجماعية وازدياد الاطراف المتشددة الاصولية، مع الخوف من عدم الاستقرار في الدول العربية المعتدلة، تجتمع معا لتتحول الى منحدر شديد الانزلاق. تضاف الى ذلك سياسية براك اوباما المتوقعة، التي تستوجب تجديد السياسة من جانب اسرائيل ايضا.
خطط السلام التي يكثرون من الخوض فيها مصابة بـ "نظرة - النفق". حتى ان تم التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين فلن يكون راسخا ومستقرا وسيشكل خطرا على الاردن وفي وقت لاحق على اسرائيل.الاتفاق مع سورية من دون فك ارتباط مع ايران لن يضمن الهدوء في الشمال. والاعتقاد بصحة "السلام الاقتصادي" مع مواصلة السيطرة الاسرائيلية في المناطق لا يمكنه ان يمنع التدهور.
اوراق المساومة التي تمتلكها اسرائيل محدودة. سيكون من الخطأ التنازل عن هذه الاوراق مقابل اتفاقيات سلام مع الدولة الفلسطينية ومع سورية فقط، والوعود المبهمة بالتطبيع التي تتضمنها مبادرة السلام العربية. الاتفاق الشرق اوسطي الشامل وحده الذي يرسخ اوضاع الدول العربية المعتدلة، هو الذي يمكنه ان يواجه ايران والمجموعات الاصولية المتعصبة، والذي يتضمن ترتيبات امنية موثوقة ومصداقة، هذا الاتفاق هو الذي يمكن ان نقول انه يستوجب ويعادل الانسحاب من المناطق وتقديم تنازلات مؤلمة في القدس. لتسوية كهذه فقط، بدعم اغلبية الدول الاسلامية والدول الكبرى، فرصة واحتمالية للحصول على تأييد الاغلبية في اسرائيل.
لذلك على اسرائيل ان تبادر على قفزة في الرؤية النظرية. بدلا من اتفاق انابوليس وخريطة الطريق اللذان ركزا على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، سيتم السعي للتوصل الى اتفاق مع واشنطن - يصمم صورة لانهاء الصراع الشامل الاسرائيلي - العربي - الاسلامي - و"اطلس" للاتفاق الاقليمي، يكون فيه كل تنازل اسرائيلي مصحوبا بخطوات من الجانب الفلسطيني والسوري واغلبية الدول العربية والاسلامية على طريق اقامة علاقات سلمية دافئة وتسويات امنية. مشكلة اللاجئين ستحل من خلال التوصل الى صيغة متفق عليها للتعويض واستيعاب الراغبين من الفلسطينيين في الدول الشرق اوسطية وفقا لقدرة هذه الدول.
الرؤيا الاستراتيجية الجديدة يجب ان تتضمن خطوات لترسيخ الانظمة في الدول العربية المعتدلة حتى توفر فسحة من الزمن للتنمية الاقتصادية والعصرنة، التي لا تعتبر كل محاولة "للدمقرطة" صيغة تؤدي الى التعصب والتشدد. التسويات الامنية ونزع السلاح تحت رقابة متواصلة سيتضمن ايران ايضا ويشل قدرة المجموعات الفصائلية مثل حماس وحزب الله ويمنع الدولة الفلسطينية من التحول الى طرف مهدد لاسرائيل والاردن والشرق الاوسط.
ليس من المهم في هذا السياق من الذي سيفوز في الانتخابات القريبة. مع كل التباينات في القيم والتقييمات والتقديرات، سيكون على رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم ان يتمتع بالابداع السياسي من خلال رؤية اقليمية بعيدة المدى، وان يبادر الى طرح تصور سياسي - امني استراتيجي جديد لاخراج اسرائيل من هذا المأزق.

حكومة الحربين
هارتس
عنار شليف
اغلبية حكومات اسرائيل لم تشن اية حرب خلال فترة ادائها لمنصبها. عدد من هذه الحكومات شن حرب واحدة، الا ان حكومتنا الحالية قد حققت رقما قياسيا عندما خرجت لحربين خلال فترة رئاسة واحدة مع انها كانت قصيرة.
التساؤل حول اسباب تمكن هذه الحكومة من ذلك يتزايد في ظل حقيقة، ان الشعار الذي طرحه حزب كاديما يبدو من الناحية الشكلية معتدلا بصورة استثنائية. الحدث المركزي الذي تسبب بولادة حزب كاديما هو فك الارتباط عن قطاع غزة وخطط االانفصال عن اغلبية الضفة التي كانت النقطة المركزية في برنامج كاديما للانتخابات السابقة. فكيف حدث ان الحزب الذي امل حقا وصدقا في توفير حلول بعيدة المدى لمشاكل المنطقة، قد وجد نفسه يخوض حربين عنيفتين بصورة استثنائية تاركا من وراءه ذيلا طويلا من الدمار؟
هذا السؤال يمكن ان يوجه للجانب العربي ايضا، الذي لا يخلو من المسؤولية في هذا السياق، ولكن في الساحة الاسرائيلية من الممكن حسب رأيي تلخيص الرد بكلمتين اثنتين: النهج احادي الجانب. انسحاب اريئيل شارون من قطاع غزة كان احادي الجانب، كذلك الحال مع انسحاب ايهود باراك من لبنان في عام 2000 . فكرة النهج احادي الجانب تحولت الى قيمة اسرائيلية سامية جديدة والى راية لحزب كاديما.
تبلور وضع متناقض لامنطقي، تقوم فيه اسرائيل بالانسحاب من المناطق التي وافقت على الانسحاب منها بصورة كاملة بصورة احادية الجانب، من دون تفاوض واتفاق كان بامكانهما تعزيز شأن ومكانة المعتدلين ومنع صعود الاطراف المتشددة، وبث شعور بالمسؤولية لدى الطرف الاخر. من الممكن الافتراض ان فك الارتباط عن غزة من خلال اتفاق مع محمود عباس كان بامكانه ان يمنع صعود حماس في القطاع. ولكن طريقة تنفيذ فك الارتباط حولته الى حملة من الدمار وسياسة الارض المحروقة. ومن خلال ذلك تم تضييع احتمالية لفرصة نادرة للحوار والتسوية واستباحة غزة والتفريط بها للمتطرفين وزرع بذور لحملة الدمار القادمة.
ربما كان الانسحاب للخط الاخضر صعبا جدا من الناحية النفسية بالنسبة لصناع فك الارتباط، لدرجة دفعتهم للتأكد من ان الفلسطينيين لن يكون مشاركين في هذه الخطوة ولن يربحوا منها؟ وبالعكس طرح الانسحاب تقريبا كعقوبة للطرف الاخر، وبذلك حظيت الخطوة بالشرعية في نظر الرأي العام الاسرائيلي. النهج احادي الجانب اوقع الكثيرين بسحره سواء في اليسار او اليمين، بسبب الجمع بين الانسحاب وبين ازالة الطرف الاخر وحذفه من الصورة.
ليس صدفة ان احتمالية المصالحة قد ضاعت في الجبهتين اللتين طبقت فيهما الفكرة، لبنان وغزة، وشق الطريق امام التطرف والحرب. وربما من المثير للسخرية، ان الاب الروحي للنهج احادي الجانب، قد اضطر لتحمل نتائجه بعد ذلك بسنوات من خلال عملية "الرصاص المصهور" التي دفعته لمواجهة الوالدين المتحمسين الذين تبنوا العملية، ايهود اولمرت وتسيبي لفني. باراك قد تخلى قليلا عن الطفل الشقي الذي ولده وفكر بصوت مسموع بالتوصل لاتفاقيات وتسويات مع حماس، ولكن تفاني واخلاص الوالدين المتبنيين كان بلا حدود، وانتهت الحرب بوقف اطلاق نار احادي الجانب. الا ان الدمار والاف القتلى والجرحى في غزة لم يتمخضا عن الردع المأمول: خلال ايام تواصلت اعمال العداء بسرعة.
نادرة هي الحالات التي تمنى فيها فكرة سياسية واحدة بمثل هذا الفشل الذريع في فترة قصيرة كهذه، مرة تلو الاخرى. وحقيقة ان الدرس لم يستوعب رغم كل ذلك هي مسالة تقشعر لها الابدان. على كاديما ولفني على راسه ان يقوما بمحاسبة النفس والابتعاد نهائيا عن النهج احادي الجانب. في الوقت الحالي تبدو لفني كممثل حماسي لهذه الفكرة تحديدا.
ليس بامكان حرب واحدة ان تصوب ما خلفته حرب اخرى، مثلما لا تعتبر لفني تصويبا لايهود اولمرت. معاييرها طاهرة ونقية وهي لطيفة المحيا، الا ان معارضتها للتسوية والحلول من خلال التفاوض اكبر من تلك التي توجد لدى اولمرت حتى. هي الوحيدة في المركز السياسي التي تتحدث عن تدمير حماس، وفي فرنها تخبز من الان رويدا رويدا الحرب القادمة.
وربما رغم ذلك يمكن ان ننهي بعبارات متفائلة. فعملية الرصاص المصهور قد انتهت كما نعلم بالتفاوض: مؤتمر دولي بهيج انعقد في القدس وتمخض عن حوار حقيقي بين رئيس حكومة اسرائيل ورؤساء ستة دول ريادية في اوروبا. وبذلك يمكن ان ننهي مع شعور بالرضا بالقول ان صاروخا واحدا لم يطلق من اوروبا على اسرائيل منذ ذلك الحين.


عرب اسرائيل - التغلب على الغضب والاغتراب
يديعوت
أ. ب يهوشع
ومرة اخرى، مثلما هو دوما عشية الانتخابات في اسرائيل، من المهم أن نتوقع من عرب اسرائيل، او من الفلسطينيين الاسرائيليين، المشاركة بشكل نشط في المعركة الانتخابية. هذه الانتخابات، اكثر من الانتخابات السابقة، مجرد تصويت عرب اسرائيل مهم، حتى بدون صلة اي حزب يختارون.
عندما يقوم المواطن بواجبه ويمارس حقه في التصويت لا يمكنه ألا يفكر الى الامام ايضا، كيف سيجدي تصويته في الوصول الى الهدف الذي يتطلع اليه وكيف سينخرط في منظومة القوى التي ستتبلور بعد الانتخابات. تفكير وهوية الناخب موجودان في المعركة وليس خارجها. عرب اسرائيل، الذين مشاكلهم الوجودية والسياسية على درجة من الكبر، لا يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بان يغتربوا عن الانتخابات، حتى لو كانوا غاضبين، ولديهم اسباب وجيهة لذلك، على دولة اسرائيل.
اذا كان اغتراب لعرب اسرائيل عن دولة اسرائيل ومؤسساتها، ويجد هذا تعبيره بعدم الاكتراث من الانتخابات، فستستغله دوائر اليمين لتبرير ازاحة المسؤولية والتكافل السلطوي تجاه الاقلية العربية القومية. عدم مشاركة، او قلة مشاركة عرب اسرائيل في الانتخابات القريبة ليس فقط ستضعف جوهريا معسكر الحل الوسط والسلام وبالتالي تعرقل اكثر فأكثر حل اقامة دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل، بل هذه المرة عبر ايديولوجيا حزب اسرائيل بيتنا وعبر الشعار الخطير والجديد "بلا ولاء لا مواطنة" سيستشري سم خطير في الجمهور اليهودي الاسرائيلي تجاه عرب اسرائيل، وهذا السم يجب وقفه فورا وبحزم. ثمة مجال للتخوف من الا يتمكن الجمهور الليبرالي الاسرائيلي العام من وقف هذا السم دون مساعدة جدية من جانب عرب اسرائيل في الساحة السياسية.
رغم المشاكل التي كانت ولا تزال قائمة بين الاقلية العربية والاغلبية اليهودية في دولة اسرائيل، فعلى مدى 62 سنة الاخيرة عرف الطرفان كيف يحافظان على التعايش المحتمل في داخل جحيم الحروب، تأثير التنظيمات والاحتلال حولهما. كان واضحا أن الطرفين يجندان حكمة ضرورة التعايش المعقول والضروري، والا لكان واضحا ان الاغلبية والاقلية المتداخلتين جغرافيا الواحدة بالاخرى دون امكانيات الفصل من شأنهما أن يتدهورا الى هوة خطيرة.
ايديولوجيا "بلا ولاء لا مواطنة" والاخذة في التغلغل في الجمهور اليهودي، مصدرها غريب عن تاريخ الصهيونية. فهي لم تطلق من محافل اليمين الكلاسيكي، ليس من حركة بيتار وليس من ورثته في الليكود. كما أن الحركة الوطنية - الدينية، حتى بمفهوم ارض اسرائيل الكاملة، امتنعت عن هذا النوع من الاستفزاز.
فلا يدور الحديث عن ولاء بمعنى العلاقة بالمنظمات او اعمال الخيانة، مثلما حاول بنيامين نتنياهو اعطاء شرعية ديماغوجية لهذه الايديولوجيا. التنظيمات والخيانة تبحث في المحاكم وفي الشرطة وليس في لجان فحص الولاء.
يدور الحديث بصراحة عن ولاء ايديولوجي مثلما حاول ليبرمان ورجاله صياغة ذلك. فمن يأخذ لنفسه الحرية لفحص ولاء العرب الاسرائيليين من شأنه في المستقبل أن يغرى بفحص ولاء اليهود ايضا. من هنا حيوي القضاء على هذا الميل ذي نزعة القوة وهو في مهده، على يد كل القوى الديمقراطية الاسرائيلية والا فان من شأنه أن يحظى بزخم خطير.
وعليه، ففي هذه الانتخابات على عرب اسرائيل أن يفهموا بان لا يدور الحديث فقط عن مساعدة برلمانية لمسيرة السلام، بل عن سلامة القيم الاساس للديمقراطية الاسرائيلية. الاغتراب وعدم الاكتراث في يوم الانتخابات، بسبب حساب سياسي هذا او ذاك، سيشكلان خطرا على الحقوق الاساس لنا جميعا، من يهود وعرب على حد سواء.


المخاطر التي تواجهها اسرائيل اعظم من كل المناكفات السياسية
اسرائيل اليوم
ايتان هابر
واضح للموقع أدناه بان السطور التالية ستقرأ وتسمع كقصص خيالية، جملة من الاخطاء وربما الهراء. وها هي: في الانتخابات التي ستجرى هذا الاسبوع مطلوب لنا رئيس وزراء بمستوى دافيد بن غوريون، ذو رؤيا، حازم، جريء، لا يساوم حين ينبغي ويساوم حين لا يكون مفر. زعيم.
امامنا مشاكل وجودية لم نشهد لنا مثيل منذ قيام الدولة. امامنا اوضاع قاسية للغاية لدرجة "ان نكون أو لا نكون" في مجالات الامن، الاقتصاد والعلاقات مع الاسرة الدولية، مواضيع قال عنها النائب سيلفان شالوم ذات مرة بحكمة كبيرة: "بالنسبة للعالم هذه مسائل جودة حياة، اما بالنسبة لنا فهي الحياة نفسها".
لقد سبق ان كتبنا وكتب آخرون جدا عما ينتظرنا في السنة - السنتين القريبتين: قنبلة نووية ايرانية ومحاولة تحقيق حلم الامبراطورية الايرانية عبر سوريا، العراق، الاردن وحتى جسر دامية؛ التأثير الجارف للازمة الاقتصادية في العالم والذي سيصل الينا ايضا وينطوي على بطالة أليمة؛ ادارة امريكية جديدة لا تصفق لكل خطوة خرقاء من جانبنا؛ حماس وايران في الجنوب، سوريا وحزب الله في الشمال. في كل دولة اخرى هذا جدول اعمال لخمسة اجيال، عندنا لا يوجد حتى خمسة ايام رأفة لرئيس الوزراء والحكومة. وربما في بعض المواضيع نكون حتى تأخرنا عن الموعد.
يوم الثلاثاء القريب القادم، في الساعة 22:00 ستحتبس دولة اسرائيل نفسها للحظة واحدة طويلة وتنظر الى شاشات التلفزيون. من انتصر؟ بيبي؟ تسيبي؟ وماذا عن باراك وليبرمان؟ النجم الصاعد؟ ولكن لزعمنا يكاد لا يكون هناك جواب على مسألة من سينتخب، اذ كل من سينتخب سيرث جحيما سياسيا ولن يتمكن من أن يؤدي مهامه كما ينبغي. ليس أي من المرشحين بن غوريون، ومشكوك ان يكون هو ايضا، في 2009، يمكنه أن يقوم بهذه المهمة.
اذا فاز نتنياهو وسعى الى ان يضم ليبرمان الى حكومته كما وعد، فيحتمل جدا أن تبقى تسيبي لفني وايهود باراك في الخارج كمن يقول: "لنراكم". في هذه الحالة سيكون بوسع نتنياهو وليبرمان على الفور أن يقررا موعد الانتخابات التالية. من ناحية نتنياهو، الذي يعرف ويفهم جيدا طرق الحكم في الولايات المتحدة ورأي الحكومات الاوروبية، فان هذه صيغة للانتحار. عليه أن يكون غريب الاطوار ومخدرا كي يقيم مثل هذه الحكومة.
يحتمل أن يدعو لفني وباراك ان يرتبطا به وان يشكلوا ائتلافا من 90 نائبا، مع شاس ويهدوت هتوراة، حكومة من 22 وزيرا (حسب مفتاح وزير واحد لكل اربعة نواب). المعنى الائتلافي هو أنه يحتاج الى جانبه ما لا يقل عن 11 وزيرا يخضعون لامرته كي يحافظ على الاغلبية (والذين هم، حسب الحساب البسيط 44 نائبا لليكود). ومن يمنحه قوة شبه مضاعفة لتلك التي كانت له في الكنيست؟ تسيبي؟ باراك؟ فكلاهما معا الى جانب ليبرمان سيكمنون له كل يوم لسقوط حكومته. ذات الامور تنطبق على لفني اذا فازت، وحتى على باراك. كل المشاكل التي تقف امام نتنياهو تكمن لهما ايضا.
الاستنتاج: فور نشر نتائج الانتخابات فان الثلاثة - نتنياهو، لفني وباراك - ملزمون بان يجلسوا في غرفة مغلقة وان يسرقوا كل الاوراق السياسية الداخلية. معنى الامر: عدم مراعاة علاقات القوى البرلمانية، اقامة حكومة طوارىء وطنية يكون فيها عدد متساو للوزراء لكل حزب، تحديد خطوط اساس مقبولة من الجميع، القرار بتغيير طريقة الانتخابات وربما موعد الانتخابات للكنيست - والانطلاق فورا على الدرب. "لحظة أزمة ليعقوب".
والا، فان كل واحدة من كلمات حاييم نحمان بيالك التالية ستكون محقة، فهيمة وسليمة: "الا يوجد شخص في يهودا، الا يوجد واحد في كل معاركهم، رجل جندي يحكم بجسارة، عظيم روح ووكيل شعب، حازم وذو قلب، عصا حديدية ومهارة ايدي، يمسككم من شعر رؤوسكم ويهزكم بيد قوية... كي يعيد لكم روحكم وقوتكم ومن أجل وجودكم؟


اوباما، الشرق الاوسط والاسلام
اسرائيل اليوم
دانييل بايبس
لماذا نحاول التقدير، في الاسبوع الثالث من الولاية، لخط الرئيس الامريكي في مجال مثل الشرق الاوسط والاسلام؟ إذ في حالة اوباما يدور الحديث عن سجل مليء بالتناقضات. اولا، ماضيه المحمل بالراديكالية المناهضة للصهيونية، ولكن منذ انتخب عين اشخاصا من الوسط - اليسار للخريطة واقواله مشابهة لسلفه. ثانيا، لانه يبدو أن الشرق الاوسط سيحتل مكانا هاما في ولايته: في الاسبوعين اللذين مرا منذ تسلم مهامه القى خطابا في اثناء تنصيبه ذكر فيه الشرق الاوسط، رفع هاتفا دبلوماسيا اول لرئيس السلطة ابو مازن، عين مبعوثين هامين ومنح مقابلته الى شبكة "العربية".
فما الذي يمكن بالتالي توقعه؟ في موضوع افغانستان والعراق لن تكون مفاجآت - تركيز على الاول على حساب الثاني. في موضوع ايران - استعداد لاجراء حوار مع نظام هناك الى جانب اقوال واهية بان افعال طهران ليست مقبولة. في كل ما يتعلق بالمواجهة الفلسطينية - الاسرائيلية يوجد خليط غريب. من جهة، اقوال بشأن الاحتياجات الامنية لاسرائيل وانعدام تنديد بحربها ضد حماس. من جهة اخرى، اوباما اثنى على المبادرة السعودية التي بموجبها يعترف العرب بوجود اسرائيل مقابل انسحاب اسرائيلي الى حدود 1967. هذه المبادرة تختلف عن مبادرات دبلوماسية اخرى في أن قضايا كثيرة لا تجد حلها وفي ان اسرائيل مطالبة بان تعتمد على النوايا الطيبة للعرب.
وبالنسبة للعالم الاسلامي يجدر أن نتذكر بانه عندما يتحدث اوباما عن تطلعه، "للعودة الى الاحترام المتبادل والتعاون الذي ساد بين امريكا والعالم الاسلامي قبل عشرين او ثلاثين سنة فقط"، فانه يعيد كتابة التاريخ: 1989 كانت سنة سيئة و 1979 كانت السنة الاصعب بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي. الخميني اسقط نظام الشاه الايراني وفي تشرين الثاني 1979 سيطر على السفارة الامريكية في طهران والنشاط الاسلامي المتزايد في مكة ادى الى موجة من الهجمات على الممثليات الامريكية في ثماني دول ذات اغلبية اسلامية.
وباختصار، يبدو انه لا يزال من الصعب تقدير ميله في شأن النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني ولكن في كل ما يتعلق بتراجعه عن مطلب بوش بالتحول الديمقراطي في العالم الاسلامي فان الحديث يدور عن مصدر للقلق.


تانغو اخيرة قبل الانتخابات
معاريف
افي رتسون
لا يمكن الوقوع في الخطأ في ان تسيبي لفني منذ زمن بعيد لم تعد في فزع فقط. بل هي في هستيريا. يوم الاحد تحدثت عن حمامة السلام في العام 73 وفي يوم الثلاثاء، مع اول غراد على عسقلان، لبست السترة الحربية، تجاوزت افيغدور ليبرمان وباروخ مرزيل من اليمين وطلبت من ايهود باراك ان يعود ليسحق للفلسطينيين وجوههم، وكأن بوزير دفاع دولة اسرائيل دمية بخيوط يحركها رجال حملتها الانتخابية. وفي الليل قفزت لفني الى نادي رقص في تل ابيب، معقل الذواقين، تعانقت وتبادلت القبل مع مهندس الصوت، وسارعت الى ساحة الرقص حيث اظهرت كفاءات انا اهرونوف. فما الذي لا يمكنه عمله كي لا تنزل عن مستوى الـ 20 مقعدا في يوم الناخب. رئيس وزراء اخرى ام ربما انتهازية دبلوماسية؟
ايهود باراك. لدى ايهود باراك الامور مضنية. باستثناء الصدام مع حاييم رامون في مواضيع حرجة لشعب اسرائيل مثل من يسكن في طابق اعلى، يتعاطون في حزب العمل من نتائج الانتخابات بعدم اكتراث تقريبا. فليكن ما يكون. المهم ان الاستطلاعات باتت تتنبأ لنا كذا وكذا اكثر مما كنا قبل ان نضرب العرب، وحتى ليورام مارتسيانو فجأة فرصة للدخول الى الكنيست.
بشكل عام، هناك انطباع بان باراك لا يريد ان يتجاوز كاديما. فهو منطفىء بعض الشيء ويبدو ان من الخير له المكان الذي يقع فيه كصلاحية عليا في شؤون الجيش والامن. وعليه لا حاجة الى الغاء الامكانية التي بموجبها اذا عرقل اوفير بنس وشيلي يحموفيتش دخول حزبهما الى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، فسيكون باراك بما فعله موشيه ديان، يتجاوز حزبه ويقبل بمنصب وزير الدفاع في حكومة الليكود. في مكانته، وبالاساس في سنه، الامر مطلوب. اذ لمن تبقت الطاقة اللازمة للتصويت وللاجتماعات لمركز الحزب، عندما تكون القرارات الحاسمة الحقيقية تقبع في البوابة ونتنياهو يظهر عدم قدرة على الحل الوسط والتصميم في شؤون الامن والبرغماتية في المواضيع السياسية.
بنيامين نتنياهيو. نتنياهو في حالة ضغط، هذا واضح. النزول عن ثلاثين مقعدا في الاستطلاعات لم يفعل ولليكود خيرا. الاستراتيجية التي تتبنى الحفاظ على الوسط والقائم وعدم اغضاب احد من اليمين ومن اليسار استنفدت نفسها.
اذا كان حتى الان تركزت الحملة الانتخابية على زعيم الليكود وحده لتوجب على نتنياهو ان يدخل الى الوعي ايضا النجوم التي تزين القائمة، وعلى رأسهم بني بيغن، بوغي يعلون، سيلفن شالوم، جدعون ساعر، دان مريدور، ليمون لفنات. ليس لاي حزب جوابا على هذا العرض المثير للانطباع. صحيح انهم جميعا تقريبا يظهرون على اليافطات الكبيرة في ارجاء الدولة، ولكن هذا لا يكفي. كان ينبغي لهم ان يظهروا ايضا على الملأ. اذا كان نتنياهو منشغلا جدا في اليوم التالي، يجدر باحد ما الى جانبه ان يذكره بالايام السابقة، وهم ليسوا كثيرين.
افيغدور ليبرمان. كم ازدواجية اخلاقية توجد حول زعيم اسرائيل بيتنا وحزبه. اذا كانوا حقا يريدون ابقائهم خارج ادارة اصحاب القرار في الدولة فما هي مشكلة كاديما والعمل في ان يعلنا صراحة بانه بعد الانتخابات ستقوم هنا حكومة دون ليبرمان ودون حزبه؟ اذا كان ليبرمان حتى الان مجرد فاشي ففي الاسبوع الماضي تبين انه كاهاني ايضا. فضلا عن ذلك؟ 14 او 18 مقعدا، لا يغيروا هذا في الامر من شيء. صحيح ان هذا ليس لطيفا، ولكن اصوات ليبرمان مسوغة تماما كالحلال. بالضبط مثل اصوات محمد بركة والجبهة الديمقراطية او احمد طيبي والقائمة العربية الموحدة الحركة العربية للتغيير. فصوت من هذه الاصوات لم يشترى او يسرق. غير انه في الديمقراطية، اذا لم يستغل ضعفها لمصالح شخصية واعتبارات حزبية، فان الاغلبية الكبيرة من 70 مقعدا ينبغي لها بالفعل ان تراعي الاقليات الا انها غير ملزمة بان تنتحر بسببها ومن اجلها.
المصدر: خاص نداء القدس









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 اضراب وطني للمنسقية الوطنية للدكاترة بقطاع التعليم المدرسي يومه الاثنين و غدا الثلاثا
0 طائرة صغيرة تسقط في مقبرة
0 النقابات تُعلّق الإضراب وتعود لطاولة الحوار
0 اضراب وطني للدكاترة العاملين بوزارة التربية الوطنية يوم 15 ابريل مصحوب بوقفة
0 قراءة فى الصحافة العبرية 8/2/2009
0 قائمة العار.. أقلام عربية بأوسمة صهيونية
0 غزة والتآمر الدولي
0 زلزال غزة له ما بعده
0 رمضان شلح لحماس : نعم لقد انتصرت المقاومة و انتصرت غزة و ارادة شعبنا
0 مواقع اخبارية مقربة من حركة حماس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصحافة, العبرية, قراءة

« تعذيب الحاج حتى الموت في سجون عباس | جريمة إعدام المجاهد الحاج في سجون عباس تكذّب الدعوات الزائفة للمصالحة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في الصحف (عدد 2717 ) 19/6/2009 abouyacer دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 19-06-2009 17:26
الموجز الصجفي لقسم الاتصال - مصلحة الصحافة 29/5/و1/6/2009 ابن خلدون دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 02-06-2009 10:44
مشروع قراءة أولية في البرنامج الاستعجالي 2009/2012 fde الأرشيف النقابي 2 17-01-2009 09:33
¤ فيديو ¤ فضيحة على العبرية ¤ الصهاينة يشكرون مصر و قناة العبرية oussamabr دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 2 11-01-2009 22:32


الساعة الآن 08:39


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة