الحركة - 06/03/2009
خوف غير مسبوق من فاتح ماي ومن نتائج 12 يونيو
الخطاب المزدوج للحكومة و"نقاباتها" يعجل بأزمة اقتصادية خانقة
الرباط - حبيبة حكيم العلوي
يتردد في الأروقة الحكومية، أن هناك تنسيقا بين الحكومة والنقابات الدائرة في فلكها، من أجل إيجاد السبل الكفيلة بإطفاء الحريق المحتمل يوم فاتح ماي، بسبب ارتفاع الأسعار، وجمود الأجور ومن جهة أخرى هناك تخوف كبير للأحزاب المشكلة للأغلبية من نتائج الانتخابات المقبلة، بالنظر لعدم وفاء الحكومة بالتعهدات التي أعلنت عنها في التصريح الحكومي. النتائج الأولى اتضحت من خلال النقاش الحاد بين حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، بخصوص مسألة التعاطي مع الإضراب الأخير، حيث أعلن الثاني تضامنه مع المضربين بخصوص الاقتطاعات التي أقرتها الوزارة الأولى. والفعل ورد الفعل حول هذه القضية أسفرا عن شد للحبل كاد أن يعجل بنهاية عمر هذه الحكومة.
النقابات المذكورة عقدت أكثر من اجتماع في وقت قياسي، توصلت من خلالها إلى ضرورة الاجتماع اليوم (الجمعة) بالدار البيضاء لوضع النقاط على الحروف أولا من حيث الاستعدادات لفاتح ماي الذي سيشكل منعطفا خطيرا في حياة هذه الحكومة، لأن هناك أوامر عليا أعطيت لهذه النقابات لكي تتحمل مسؤوليتها التأطيرية يوم عيد الشغل، ومن يقول النقابات يقول الأحزاب الحكومية، ومن هنا سينبثق مشكل يصعب حله، ويتمثل في السؤال التالي: هل ستقف النقابات إلى جانب أحزابها المشاركة في الحكومة في ورطتها، أم ستخرج إلى الشوارع للتعبير عن مطالب المواطنين؟ نظن أن المهمة الثانية هي مهمتها، لكن بما أنها تعمل وفق المناورة، فستدس سمها في العسل كما هو دأبها دائما وتعلن عن أشياء لصالح المواطنين مثلا ،ولكن المسألة ستكون ظرفية وستتنصل منها الحكومة بسرعة لأنها مجرد "تخريجة".
اجتماع اليوم سيسفر لا محالة عن وجهات نظر ليس إلا بخصوص الحوار الاجتماعي والجميع سينتظر طبعا الأنفاس القليلة التي ستسبق خطاب وزير التشغيل، خصوصا وأن شهري مارس الجاري وأبريل المقبل سيعرفان حركة إضرابات غير مسبوقة بالإضافة إلى وقفات لجمعيات المستهلكين بجميع أنحاء المملكة.
الوضع الاقتصادي جد صعب والحكومة لا تملك البديل، وبديلها هو العنف، وهي التي عنفت مساء أول أمس العشرات من العائلات بإقليم سيدي قاسم، آمرة إياها بالرجوع إلى دواويرها ، بالرغم من التساقطات المطرية الغزيرة، التي شهدتها المنطقة وجميع أنحاء المملكة، والسبب هو ما تكتبه الصحافة عن أوضاعهم المزرية داخل الخيام.
http://www.harakamp.ma/articles/mars_09/a_060309_9.htm