فجأة تركت البيت , تركت الزوج و تركت الأطفال,تركت علامة استفهام كبيرة و جعلتنا ندور في دوامة من الحيرة ,ترى ما السبب ستة عشرة سنة من العشرة تتبخر أمام أعيننا لترجع هي لبيت والديها و يعود خالي لبيت والديه رفقة ثلاثة أولاد أصغرهم لم يتجاوز السنة و أكبرهم يساوي سنه فترة الزواج بعد حذف مدة الحمل .
أين المشكل ؟؟و فيمن ؟؟وما الذي يدفع أما للتخلي عن فلذات أكبادها.
الخيانة؟؟طبعا مستحيل فالطرفين بعيدين عن أي شبهة خاصة أنهما أبناء أصول و متدينان.
العوز المادي؟؟ طبعا غير ممكن فكلاهما متيسر الأحوال.
طرحنا أسئلة كثيرة كهذه في مؤتمر القمة الذي عقدته العائلة ولكن المؤتمر انتهى بالفشل .
التجأنا الى الجهود الدبلوماسية الأسرية لوقف النزاع و لكن ضاعت الجهود سدى.
يكتفي خالي بالصمت المطبق و يرفض الذهاب لمصالحتها,وتكتفي زوجته بالامتناع عن اجراء أي لقاء أو ادلاء أي حوار مع أي كان
يرتفع السكري عند جدتي و يوافقه ضغط الدم عند جدي في مسألة الارتفاع ,الطفل الصغير مريض فوقت التسنين طبعا لا سبيل لتأجيله ,الطفل الأوسط يرفض الدراسة و الأكل ,أما الكبير فظل يحمل من الكبر الاسم و انطلق يلهوا مع أبناء خالتي الذين يقضون في بيت جدي ما لا يقضونه في بيتهم.
الكل في العائلة منشغل مضى شهر كامل دون أن يحصل أي جديد ,أصبح المشكل كابوسا يسكن أحلامنا و يعكر صفو يومنا .
انتهى الأسبوع الأول من الشهر الثاني و كنت في بيت جدي ذلك الصباح ,الطفل الصغير مقيد في عربته تحت أوامر جدتي التي تمنع الجميع من الاقتراب منه خوفا عليه منا ربما كي لا نفترسه ,جدي كعادته ملتصق بالتلفاز يشاهد الجزيرة ,سمعنا جرس الباب الذي لا يكف هو و الهاتف عن الرنين في هدا البيت, فتحت الخادمة الباب و فجأة دخلت زوجة خالي كعادتها تلبس أجمل الثياب صافحت الجميع و حملت الصغير الذي بكى شديد البكاء عند رؤيتها و اتجهت صوب الباب لتغادر بعد أن طلبت من جدتي الحاق أطفالها بها الى منزل خالي بعد عودتهم من المدرسة .
هكذا انتهى الخلاف و بقيت لنا علامة الاستفهام الكبيرة و علامة تعجب أكبر؟؟؟؟