من المعلوم أن للأخلاق مكانة قصوى في حياة الأفراد والجماعات والشعوب والأمم، حيث تعتبر العمود الفقري للمعاملات والعلاقات بين الناس أجمعين، إذ ترتبط ارتباطا وثيقا بالإيمان والصدق وتقدير المسؤولية وتميز سلوك الإنسان عن سلوك باقي المخلوقات والكائنات في ممارساته وأعماله وتحقيق أهدافه وحاجاته الطبيعية. ولا يتأتى ذلك إلا بانتهاج الفرد طرقا سليمة وأساليب مشروعة. وبقدر ما يتحلى الإنسان بالأخلاق الحميدة والمعاملات الطيبة بقدر ما يضيف إلى قيمته الإنسانية قيمة إضافية تسعده في حياته الخاصة والعامة وفي علاقاته مع محيطه الاجتماعي والثقافي.
إن الحديث عن الأخلاق الحميدة يجرنا بشكل مباشر إلى الحديث عن الاستقامة والإخلاص والنزاهة والمعاملات الفاضلة المترفعة عن الشبهات وسوء النوايا والممارسات البعيدة كل البعد عن المساس بحقوق الآخر الطبيعية وكرامته الإنسانية بأي وسيلة أو أسلوب قد يلحق به ضررا ماديا كان أو معنويا. إلا أنه، ومع كامل الأسف، ساءت الأخلاق والمعاملات وتفشت الرذيلة في جميع الأوساط الاجتماعية، وعلى رأسها الغش بشتى أشكاله وألوانه وبمختلف مفاهيمه، حيث طال جميع الميادين ، فغزا المؤسسة التعليمية والتربوية ونخر جسدها فعلا وممارسة، كما نخر، بشكل عام، جسد المؤسسات والمجالات الاجتماعية. فما هو الغش؟ وما هي تجلياته؟ ومن هو الغاش أو الغشاش؟ وما هي الآثار النفسية للغش على الغشاش؟ وما هي الأضرار المترتبة عن الغش على الفرد والمجتمع؟ في هذه المقالة المتواضعة، سنحاول الإجابة، قدر المستطاع، على هذه الأسئلة المحورية، والمؤسسات التعليمية، حاليا، تشهد امتحانات نيل شهادة البكالوريا وما يختلها من ممارسات مشبوهة بعيدة عن المشروعية والنزاهة، حيث الغش يغزو الصفوف وأوراق التحرير، وأضحى ظاهرة بكل المقاييس، تفشت وانتشرت وتعقدت وعسرت مناولتها وحلولها، فانعكست سلبا على أخلاقيات المهن وأخلاقيات التعامل والمعاملات في المجتمع.