في البداية أعذرني على التذكير عوض التأنيث ، رغم أن الأمر سيان في المشاعر....فكما قال الشاعر:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ..... وما الــتذكير فخر للهلال
للعقل عند الإنسان حيّزان: الوعي واللاوعي. يصغي اللاوعي إلى ما يقوله الوعي ويقوم، بناء على ما سمعه، بوضع خطة عمل ويلزم حيز الوعي أن يتصرف وفقا لها.
اللاوعي لا يمتلك القدرة على التمييز بين الحقيقة والوهم فيصدّق كلّ ما يسمعه ، إذا استطاعت البيئة أن تقنع الإنسان بأنه جماد خالي من المشاعر وأن"الرجل الذي تضعفه امرأة - مع كامل احترامي - ليس رجلا "، يتلقف حيّز الوعي تلك القناعة ويخبر بها اللاوعي، الذي يقوم، وبناء على تلك القناعة، برسم خطة عمل وفرضها على حيّز الوعي. ويقود صاحبته من خلالها إلى تصرف يثبت أنه"المرأة حين تضيع حياتها في التأوه من أجل رجل ، ليست امرأة".
وهدا ما أكده كذلك السوسيولوجي الفرنسي بورديو من خلال حديثه عن كون الهيمنة الذكرية معطى أنتروبولوجي من خلال رصده البنى اللاواعية التي تحدث عنها زميله كلود ليفي ستروس في أدبياته، فمعظم المجتمعات القديمة كانت تتبنى خيار هيمنة الرجل للقوة والفحولة...، ولا ينبغي أن تسيل دمعة على خده من أجل امرأة ، لان دلك مؤشر على الضعف، والمرأة هنا قد تكون أرض أو ثروة أو منصب أو حياة....وأشكال الأنوثة والذكورة وعلاقتها بالمشاعر يفسرها بورديو بما يسمى بالتعارضات الكونية و الثقافية المحددة للعلاقة بين الرجل و المرأة ، و هي تعارضات تكشف عنها القوانين الطبيعية السائدة في الكون ، لدلك قلت"الرجل الذي تضعفه امرأة - مع كامل احترامي - ليس رجلا ، كيف أرض نفسي بسبب شخص قد يستحق أو لا يستحق،وهذا رأيي حتى بالنسبة للمرأة ، حين تضيع حياتها في التأوه من أجل رجل ، ليست امرأة" هدا الاعتراف منك يستحق التقدير لأنك امرأة حديدية، ومن مجندات أثينا اليونانية...لكن الا يعتبر قولك سوى محاولة للخروج من دائرة الطبعي التي وجدت نفسك فيها؟؟
ألم تسقطي في قولك هدا رهينة حيّز اللاوعي ؟؟؟ أليس كلامك محاولة لكسب رضى الشريحة العريضة من شعب قتله هوسه "الرجولي"؟؟؟
ألم يقول غرامشي"لا هيمنة إلا بتواطئ المهمين عليه"؟؟؟
كما تعرفين لا يستطيع أي إنسان ذكر أو أنتي أو حاكم أو جبّار أو ديكتاتور في الأرض أن يستعبدك ما لم يكن عقلك مستعد للاستعباد أولا، وعندما تحرر عقلك تستطيع أن تتحرر من جبروت هده الاحكام.
اللاوعي عندك يصرّ على أن تكوني جزءا من ذلك المهيمن عليهن ، لكنّ الوعي يتساءل: لماذا يفرضون عليّ أن أكبت المشاعر الطبيعية في كانسانة؟!!
ولا يجد ذلك الوعي من حيلة إلاّ نفي تلك المشاعر وادعاء الطهر والقوة والتحكم.
المشاعر عامل مهم، بل هي أهم عامل يكمن وراء علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان وخصوصا عندما تكون صادقة، هي جزء من التركيبة النفسية البشرية. ليست سيئة عندما تضبط، لكنها قاتلة عندما تفلت.
ألم يكون الحب شعار الإسلام،الحب الذي لا يدنس بغائية ولا برغماتية مقيتة؟؟؟....الا تعلمين أنه من بين أربعٍ وثمانين مرة ، وردت فيهاكلمة الحب ومشتقَّاتها فى القرآن ؟؟ ألم يقل الله تعالى: "قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً" سورة يوسف/30 ؟؟؟ ألم يقل الرسول "ص":"اللهم هدا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك" ؟؟؟ أو كما قال.... اعترافا من أفضل مخلوق على فضيلة المشاعر النبيلة...وعدم قدرتنا على السيطرة عليها....أليس هناك "الحب في الله" وهو الذي يحدث بين ناس لا تجمعهم مصلحة فيتبادلون النصح والمحبة والإخلاص لوجه الله تعالى دون انتظار أي مكافأة دنيوية لأفعالهم سوى أن يبادلهم الآخرون هذا الحب الخالص ....أختم حديثي بما أورده د.محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في كتابه "الحب والجمال والإسلام" فهو يصف الحب الذي يجمع بين الرجل والمرأة بأنه "الحب الذي بدأت به الحياة البشرية مضيفا أنه هو أساس الوجود وذلك استنادا لأن الله عز وجل قد خلق "آدم وحواء" وأسكنهما الجنة ثم أهبطهما الأرض لتنتشر الذرية من بعد ذلك"..... ولكل الدفترين كل الحب والمودة.