أما آن لمعضلة حركية التلاميذ في بداية كل موسم دراسي أن تنتهي ؟
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
أما آن لمعضلة حركية التلاميذ في بداية كل موسم دراسي أن تنتهي ؟
مع مطلع كل موسم دراسي تعود معضلة حركية التلاميذ إلى الواجهة بحدة حيث تقع بعض المؤسسات التربوية تحت ضغط كبير بسبب الرغبة في التحاق المتعلمين بها ، أو بسبب رغبة آبائهم وأوليائهم في ذلك . ومعلوم أن وزارة التربية الوطنية تعتمد التخطيط الذي من المفروض ألا توجد بوجوده هذه المعضلة المؤرقة للإدارات التربوية ولآباء وأولياء المتعلمين. ومع وجود ما يسمى الأحواض المدرسية التي تتحكم في حركية المتعلمين ، وتحدد روافد المؤسسات المستقبلة لا يعقل أن تكون معضلة حركية التلاميذ بهذا الشكل اللافت للنظر والمثير للقلق في نفس الوقت . ولحد الآن لا توجد مقاربات تربوية معلومة تعتمد للتعامل مع حركية المتعلمين . فقد تدور بعض الأحاديث عن بعض مبررات هذه الحركية من قبيل السكن المجاور للمؤسسات التربوية، أو غير ذلك من المبررات التي لا يمكن اعتمادها ضمن معايير مقاربة حقيقية. فعلى سبيل المثال لا يمكن اعتماد معيار السكن المجاور للمؤسسات التربوية لعدة اعتبارات منها طبيعة توجيه المتعلمين ،حيث يصير من المفروض على بعض المتعلمين الالتحاق بمؤسسات لا علاقة لها بجوارهم ، وهذا يكفي لجعل معيار الجوار غير كاف لتبرير حركية المتعلمين . ومن المعلوم أيضا أن فكرة الحوض المدرسي والروافد لا يمكن أن تصح كمعيار في كل الحالات لأن المؤسسات التربوية لم تؤسس على أسس تخطيط دقيق حيث توجد بشكل عشوائي فرضه توسع المدن بسبب النمو الديموغرافي . وهذا الوضع جعل المؤسسات التربوية تتكدس في وسط المدن ، وتتشتت في الأحياء الناشئة ذلك أن المسافات الفاصلة بين هذه المؤسسات الواقعة في وسط المدن قريبة جدا، بينما المسافات بين المؤسسات في الأحياء الناشئة عبارة عن مسافات معتبرة. وتلجأ الجهات المسؤولة في الغالب إلى معالجة حركية المتعلمين بطريقة عشوائية يقع بموجبها الضغط على بعض المؤسسات التربوية التي تصير تحت رحمة ما يسمى ظاهرة الاكتظاظ غير التربوية. ومما يزيد الطين بلة أن حركية التلاميذ تصير موضوع زبونية ومحسوبية ، وربما موضوع متاجرة ومقايضة أيضا في بعض الأحيان. ففي الموسم الماضي وبعد رفض إحدى المؤسسات استقبال أحد المتعلمين لجأ إلي ولي أمره ،وهو من أسرة التعليم أيضا فيممنا صوب مؤسسة مجاورة بحثا عن مقعد لهذا المتعلم المغربي الذي من حقه أن يسجل بإحدى المؤسسات التربوية ،فوجدنا نفس الذريعة التي تذرعت بها المؤسسة التي رفضت تسجيله بداية . وبعد بحث السيد مدير المؤسسة الثانية في شأن ذريعة الحراسة العامة التي قدمت رقما مغلوطا للمسجلين في المستوى الذي كان يرغب المتعلم الالتحاق بها ، تبين أن الأمر يتعلق بعملية تمويه كاذب من أجل الاحتفاظ بمناصب شاغرة للتوظيف الزبوني ليس غير مع شديد الأسف. و حديث وقصص هذه الزبونية يتداول مع بداية كل موسم دراسي . ولا بد لمعضلة حركية التلاميذ أن تعالج بطريقة دقيقة عن طريق تكوين لجان مختصة لفحص عمليات تسجيل المتعلمين وفق معايير محددة ومضبوطة ، وللحد من ظاهرة العبث بحركية المتعلمين ، ومن سلوكات مؤسفة تتكرر مع بداية كل موسم دراسي ، وتسبب الإزعاج سواء لإدارات المؤسسات التربوية أو للآباء والأولياء أو للمتعلمين . والمطلوب من الجهات المسؤولة أن تبادر بتشكيل لجان لمعاينة المؤسسات التي تعاني من هذه المعضلة عوض تشكيل لجان ذات وظائف صورية لمعاينة الدخول المدرسي المعاينة المهرجانية الاحتفالية التافهة ، مع العلم أن أول ما يجب أن يعاين هو معضلة حركية المتعلمين التي تؤثر على الانطلاق الفعلي للدراسة ، وتتسبب في هدر معتبر للزمن المدرسي وزمن التعلم بالنسبة لفئات من المتعلمين الذين يتحركون من مؤسسة إلى أخرى مع انطلاق الموسم الدراسي .محمد شركي
وجدة سيتي نت
15-9-2011