"أفضل ألا يعمم الخطاب ، وأن يعوض ضمير الرفع الدال على الجماعة بتاء المتكلم ، بذلك نكون موافقين لما قال ديكارت بأنه موجود ما دام يفكر، والآخر لا سبيل إلى معرفة وجوده ، فكيف سنعرف مرضه يا ترى.."
يا حبيبي "علال ابن الشرق " تعلم أن الألم والحرمان والسعادة والفرح والحب والكره ...عناوين حياة الإنسان المميزة والتي مع تناقضها نجدها تعيش فينا ...ولكننا نحاول نتجاهلها بكل الطرق حتى لا نشعر بها إلا عندما نكون مع المسمى قلبا وقالبا "الغير "، انه المرأة التي تعكس ما داخلنا...انه الأنا الأخر الذي يسكنني ، ونعايش تجربة "النحن"....عفوا كنت سأسرد عليك أقوال فلان وعلان...وكأني بنفسي في درس "الغير"...عفوا...لكن السؤال هنا الذي سأوجهه لك .. لما نبدي الحزن ونحن سعداء ولما الألم يسكننا ونحن فرحين ؟؟؟ أليس كل دلك من أجل مشاركة الغير تجربته الوجودية المحزنة أو المفرحة...يا "علال ابن الشرق" الا يمكنك أن تلمح الحزن والدمعة أو الفرح والابتسامة في وجه الغير دون أن ينبس ببنت شفة ؟؟
"ما أدراك أخي العزيز ، هل كشفت عما يخبؤه الجنان ؟؟".... لما لا نستطيع أن نتكلم عن مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا وقلبنا وعقلنا للغير....هل الأمر يرتبط بحواجز اجتماعيه أو بيئية أو ثقافية أو نفسية أو مباديء كالتي لدى هدا المجتمع العربي المتخلف .. والذي لا يرحم أبدا حتى الحب الصادق بسبب الأفكار البدائية والفاسدة التي تربي عليها ...بل أنه لا يستطيع فيه الفرد قول "أحبك" للأم مرات كثيرة؟؟ فما بلك بالأخت و الاخ والعمة....وبشكل مباشر: كم مرة تقول فيها "أحبك" لأبنك أو لأبنتك في اليوم يا "علال"؟؟؟
اعلم أن الإجابة صادمة و اكبر من يستوعبها العقل.....ولكن لما لدينا العقل الكبير والفهم الواسع والقلب الذي فيه من المشاعر والأحاسيس .....لما لا نوظفها.... لما كل هدا الكبث...وهنا اكرر المطلب الإنساني النبيل وهو: لا نجعل الأمواج العاتية من العادات والتقاليد البالية و(حشومة)مهما كانت قوتها تؤثر فينا وتجرفنا معها إلى طريق عدم الإفصاح عن الطبيعي...وان كان الغالبية من المتدخلين أفصحو عن عدم المقدرة على الإفصاح لان الذي حصل على مستوى بنيات نفسية اجتماعية تاريخنية طويلة....لا يمكن بجرة القلم تغيره....
"أما هذه فلا ، إذ لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ، إذ ذلك بميعاد ، لا يحيد عنه المرء قيد أنملة ، إلا أن تعني بكلامك موتا غير الموت الحقيقي ، فقد يسلم لك الكلام....."
"علال" أتخشى الموت ؟؟ فعلا الموت هو عالم نخافه.... ليس لشيء بل لأننا اعتادتنا على التهرب منه وعدم التهيؤ له.... لكن عندما نراه بصور عديدة نجده عالم ليس فيه ما يخيف لان الموت هو رحيل الأجساد.... وليس ما نتركه خلفنا من أشياء جميله ......نعم الموت الحقيقي هو موت ذكرياتنا وموت كل شيء فينا من فرح ومسرات وصراحة وصدق وكل ما يجعل الحياة تسير وفق قانون الحب والأمل ..... إذا نحن ميتون فيجب أن لا يغرنا السير واستنشاق الهواء والضحك واللهو وكل أمور ومغريات الحياة .. نعم نحن ميتون لأننا لم ننجز ما نصبوا إليه .. نعم نحن ميتون عندما نبني كياننا ومستقبلنا لكن نفقده بلمح البصر .... رحيل الأجساد هو الموت الرمزي الذي كلنا سائرون إليه لكن أن تموت كل ذكرانا ولا نترك خلفنا إلا الفشل فهذا هو الموت الحقيقي ... نعم انه الموت الحقيقي ؟؟؟
نعم حان وقت الاعتراف بموت الكثير في المغرب....وفي هدا الكون رغم أنهم أحياء ...بمفهوم المجتمع فقط.....أعتقد أن الموت من أتعس الأشياء التي لا يحبها الناس ....لدا أنادي بالحياة ليس فقط البيولوجية وإنما الوجودية....
مودتي وتقديري