آخر ما نطق به عباس الفاسي، الوزير الأول المنتهية ولايته هو طلبه من أعضاء حزبه "صون كرامته". فقد نقلت وسائل إعلام أن عباس الذي ظل صامتا طيلة أربع سنوات، وأمام ضغط الغاضبين داخل اللجنة المركزية لحزبه، بعد أن تم إقصائهم من عضوية الحكومة، طلبهم وهو يتوسل إليهم :"حافظو لي غير على كرامتي" !
توسل عباس الذي قالت وسائل الإعلام التي نقلت الخبر، جاء بمثابة استعطاف وفي لحظة ضعف، لكن هناك من قرأ فيه، من داخل أعضاء لجنة حزبه المركزية، مجرد محاولة للخروج من الباب الخلفي تهربا من المحاسبة، خاصة وأنه كذب على بعض أعضاء الحزب عندما قال لهم بأنه اقترح أسماءهم للإستوزار، وبعد ذلك تم تسريب أخبار وجود "فيتو" عليهم من قبل القصر لإقصائهم من الحلم بمقعد الوزارة. ولم تفتضح "كذبة" عباس إلا بعد التعيين الرسمي للحكومة، حيث اكتشف أعضاء حزبه أنه نصب اثنين من أصهاره وزراء، وقبل تحت ضغط القصر استوزار موظف دولي باسم حزبه رغم أن إسمه لم يكن واردا للإستوزار!
من حق أعضاء حزب الفاسي أن يغفروا له أخطائه بل وحتى كذبه، فذلك شأن حزبي داخلي. لكن ماذا بشأن 30 ألف مغربي كذب عليهم عباس وشرد أسرهم في فضيحة "النجاة"؟ أليست لهؤلاء أيضا كرامة يجب أن تصان؟ فمكن فكر في صيانة كرامتهم؟ لا عباس فكر في ذلك، ولا أعضاء حزبه الغاضبين اليوم فقط لأنهم لم يدخلوا إلى الحكومة ! وقبل ذلك ماذا تساوي كرامة عباس أمام كر امة أكثر من 30 مليون مغربية ومغربي تم فرضه عليهم كـ "عقاب ملكي" جماعي لمدة 4 سنوات، فقط لأن 63 في المائة من الشعب، وحسب الأرقام الرسمية، قاطعوا الانتخابات عام 2007، لأنهم يدركون مسبقا بأن اللعبة مغشوشة من أساسها؟ !
لقد ظل عباس الفاسي طيلة 4 سنوات يحتقر المغاربة الذين نصب على إدارة شأنهم العام، وطيلة سنوات وجوده على رآسة الحكومة لم يتوجه قط إلى الرأي العام لمخاطبته، كما لم يزر البرلمان المفترض أنه يمثل "إرادة الشعب"، إلا مرتين الأولى لنيل "ثقته" والثانية للدفاع عن "حصيلته".. واليوم نكتشف أن الوزير الأول الذي وضعت مفاتيح الدولة بين يديه كقدر محتوم، يكذب على حزبه فماذا عن كذبه على المغاربة طيلة 4 سنوات؟ ! هؤلاء أيضا من حقهم صون كرامتهم... الشعب يريد محاسبة من كان السبب وراء سرق كرامته...
حنظلة...