إصلاحات التعليم
بالواضح
المغربية
الصحراء المغربية : 20 - 03 - 2012
تعود المغاربة على "خطاب إصلاح التعليم" لدرجة اليأس من إصلاحه، ومن صلاحه!
فمنذ عهد الراحل يوسف بلعباس، الذي كانت قراراته في التعليم سببا في انتفاضة 23 مارس 1965، إلى زمن الناس هذا، في عهد محمد الوفا، لم يمر وزير دون أن يترك بصمته في الميدان
واشتهر الوزير الأخير، أحمد اخشيشن، ببرنامجه الاستعجالي، الذي لم يعد يجد من يدافع عنه، بعد أن تغير الجالس على مقعد وزارة التربية الوطنية.
في أكتوبر 1999، أقر الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي وضعته لجنة من الفعاليات السياسية والنقابية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية، على ضوء أربعة عقود من التجارب والإخفاقات. وكان مفترضا أن يعالج الميثاق أمراض المدرسة المغربية، لكن يبدو أن باب "الإصلاحات" ما زال مفتوحا.
إن الإصلاح، بالمعنى الإيجابي، لا يمكن إلا أن يكون مطلوبا، شريطة أن ينصرف إلى العمق، ويستحضر حقيقة أن الأمر يتعلق بقضية وطنية، تهم الأغلبية الساحقة من أبناء المغرب، وليس بمصلحة حزبية، تغيب فيها الحسابات السياسية النظرة الاستراتيجية لدور المدرسة العمومية، كما حصل في تجارب سلبية سابقة، مثل مشروع التعريب الارتجالي، في ثمانينيات القرن الماضي.
إن أطفال اليوم هم رجال ونساء الغد، وهذه حقيقة حسابية بسيطة مكرسة ومكرورة في الخطاب الإعلامي والتربوي، وإذ استطاع الوفا الوفاء بما يحمله من وعود للنهوض بالمدرسة العمومية، فسيغطي بذلك على أخطاء الراحل عز الدين العراقي، سلفه الاستقلالي في كرسي الوزارة.