تقوم الشقيقتان رشيدة وحسناء الناجمي برعي الغنم عوض متابعة دراستهما الابتدائية، وذلك بعدما تم طردهما من طرف مدير مدرسة أنوال الابتدائية بعين عودة.
و تعود فصول القضية حينما استدعى المدير الشقيقتين اللتين كانتا تتابعان تعليمهما بالمستوى السادس ابتدائي، ليطلب منها مغادرة المدرسة، بذريعة أنهما تجاوزتا السن القانوني للتمدرس بالسلك الابتدائي.
تقول رشيدة الناجمي"فوجئنا بالمدير يصادر الكتب المدرسية ويطالبنا بالمغادرة دون إبداء سبب وجيه، والحال أن المدرسة استقطبت العديد من التلاميذ في سننا وربما أكبر، تابعوا تعليمهم وانتقلوا للمستوى الإعدادي دون أن يتعرضوا للطرد كما حصل لنا، لمسنا تعاطفا من طرف الهيئة التعليمية التي حاولت التدخل لكي يعدل المدير عن قراره لكن دون جدوى".
ويؤكد عبد الكبير الناجمي، والد الفتاتين أنهما ترغبان في متابعة تعليمهما خاصة أنهما لم ترسبا، ويتبقى لهما سنة واحدة لكي تحصلا على الشهادة الابتدائية، يضيف"المدير لم يكلفه نفسه عناء استدعائي بصفتي ولي أمر الفتاتين، بل اكتفى بطردهما مباشرة".
وكخطوة لتدارك الموقف وعودة الفتاتين لصفوف الدراسة بعد حوالي شهرين من مغادرتهما المدرسة، قامتا بالتوجه لنيابة التعليم بغية طرح الموضوع، تشير رشيدة"طلبوا منا إحضار نتائجنا الدراسية، وأخبرنا أحدهم أنه سيتصل بالمدير لكي نسترجع كتبنا ونعود لمقاعد الدرس، لكن دون جدوى فلم يتغير شيء".
وحول سبب طرد الفتاتين، يبرر عبد العزيز المحمدي، مدير مدرسة أنوال الابتدائية بالقول"من الصعب تقبل فتاة تبلغ من العمر 17 سنة، والأخرى 19 سنة بالابتدائي من الناحية التربوية، خاصة أن القانون الموجود يشير إلى 15 سنة كحد أقصى للسن لدى المتمدرسين، ففي سن 19 من المفروض أن يحصل الطالب على شهادة الباكالوريا، عوض الدراسة بالمسلك الابتدائي".
يضيف "صحيح أن الدولة منحتهم الحق في الدراسة، لكن المسؤولية تقع على عاتق الآباء الذين يأتون بأبنائهم للتمدرس في سن متأخرة، نتائج التلميذتين لم تكن جيدة على الإطلاق، و المعلمون يتعاطفون معهما لكي لا تكررا السنوات الدراسية بالنظر لسنهما المتأخر".
ويستغرب مدير مدرسة أنوال من الحديث عن طرد الفتاتين، معتبرا أنها ظاهرة تعم العديد من المدارس على صعيد مختلف جهات المغرب، وأنها لا تقتصر على المدرسة التي يديرها فحسب. يشدد"إذا حصلتا على ترخيص من النيابة، فمن المؤكد لن أمنعهما من مواصلة الدراسة".
ويأتي هذا القرار في سياق مغاير لما تقوم به الحكومة المغربية، من خلال شعاراتها المطالبة بمحاربة الهدر المدرسي، وإتاحة الفرصة للفتيات بالوسط القروي بغية تعليمهن، وتحفيز الآباء على تمدرس أبنائهم ومواصلة مشوارهم الدراسي.
المصدر : موقع صافي