بمعاينة المشهد النقابي ببلادنا بمختلف تلويناتنه ،وأطيافه،لايمكن أن يزعم أنه جسدا سليما معافى من الأمراض، بل هو مريض أصلا إلى حد بعيد، وتعتوره عدةأعطاب سواء على مستوى الأداء، والاستراتيجيات التي يعتمدها،والأفاق التي يرسمها لنفسه ،وأول هذه الأعطاب ،تحكم السياسوي الأني في النقابي لخدمة أجندة سياسية محضة، والمثال الحي الذي يجسد هذا المعطى اعتماد عباس الفاسي في الحكومة السابقة على الذراع النقابي لحزبه الاتحاد العام للشغالين ،وشركاؤه معه في الحكومة من وزراء الاتحاد الاشتراكي على ذراعهم النقابي فدش ،حيث أن حكومة عباس الفاسي عمدت إلى ترويض هذين الأذرعين النقابيين التابعين للجناحين في الحكومة ونجحت إلى حد بعيد إلى تحييد الذراع النقابي للعدالة والتنمية ،وحتى كدش مع الأسف فأفضى هذا الوضع إلى إقبار اتفاقية فاتح غشت 2007بالكامل رغم أنها كانت ملزمة للحكومة بقوة القانون ،ونرى أن هذا السيناريو ذاته هو الذي يتكرر أمام أعيننا في حكومة بنكيران حيث إلى حد الساعة لم يتم الحسم النهائي في اتفاقية 26 أبريل بالرغم تكاد تستوفي سنتين من عمرها ،وما زال التعتيم الإعلامي من النقابات سيد الموقف بخصوص هذه الاتفاقية ،حيث أن النقابات الموقعة تقدم إفادات مضطربة متناقضة بين الفينة والأخرى بصدد هذه الاتفاقية ،أو ليس لها ماتقوله في شأنها كالصم البكم شأنها كحال في من في كرشه عجينة بخصوص الاتفاقية المبرمة بينها وبين الحكومة في عهد الفاسي، وهذا ما يعني أن دهاقنة السياسة هم الذين يستثمرون العمل النقابي لخدمة أجندتهم السياسية،ومصالحهم الضيقة، بل ينكصون الوعود لتنفيذ الالتزامات ضد القاعدة الانتخابية التي انتخبتهم من رجال التعليم التي كان من المفترض أن يقابلوها بالإنصاف، بدل الجحود كما هو واقع الحال ،وأية مصداقية سيتحدث عنها بوجود تكريس الشعبوية في العمل النقابي وأعتقد أن تجميد الاتفاقيات وتعطيلها وإفراغها من محتواهاوتأجيل الانتظارات إلى مالانهاية لاتحصل بمحض الصدفة بل تقع برغبة جميع الأطراف تبادل المصالح ،والأدوار ،وتقديم التنازلات والتنازلات المضادة والضحايا في جميع الأحوال هم قواعد هذه النقابات والعطب الثاني وهو أثر خطورة تفشي الريع النقابي ،والتستر على الأشباح، والمرضان هما من تجليات الشعبوية السياسية والنقابية وأثر من أثرهما ومن إفرازات الوضع السابق la loi clientèle وبالمناسبة نحيي المناضل الفذ السي محمد الوفاسليل الزعيم علال الفاسي صاحب كتاب النقد الذاتي الذي أبدى حرصه على استئصال الريع النقابي والكشف عن الأشباح لمعاقبة المتسترين والمتورطين مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الله الراشي والمرتشي والوسيط بينهما ويجب أن نعمل جميعا من أجل تجسيد الشعار المخلص تحيا النقابة المواطنة شعارا وسلوكا وممارسة صيانة لحرمة العمل النقابي من الدنس ،وقد دنس،واعوذ بالله من الدنس