لقد أثارني هذا الموضوع و عندما فكرت قليلا ارتأيت أن أدلي بدلوي أنا أيضا لكن سأتناول الموضوع بشكل آخر
الموارد البشرية للوزارتنا العزيزة كما يعلم الجميع تضم العديد من الأطر : منها ما هو مركزي و جهوي و محلي و مقصي -حالتنا نحن - و المفارقة التي أراها في هذا أنه عندما تتحقق نسبة من نجاح منظومتنا التعليمية يطلع وزير في التلفزيون و يرجع ذلك إلى سياسة وزارته الناجعة و المجهودات الجبارة التي قامت بها و كأنه يضحي بماله و وقته أما عندما تكون هناك أزمة تعليمية فالمتهم الأوحد و الوحيد هو الأستاذ و ذلك بسبب الغياب و عدم التفاني في العمل و و و و التهم كثيرة و جاهزة.
في هذه النقطة إذا كنا موضوعيين و نحترم أنفسنا فإما ننسب للمدرسين النجاح و الفشل معا أو نبرأ ذمتهم.
النقطة الثانية التي أردت إدراجها هو أن المذكرات تركز بالأساس على المدرسين باعتبارهم الحلقة الأضعف في المعادلة و أنا أسأل : - من يحاسب المدير على خروقاته؟
- من يحاسب المفتش عندما نجد أن عددا من المدرسين لم ينل نقطته و ضاعت معها آماله في الترقي؟
- من يحاسب النائب على العشوائية التي تعرفها ظاهرة التكليفات و التنقيلات المشبوهة و ...
- من يحاسب الوزير على الأخطاء التي تقوم بها وزارته عندما يحرم عدد من المدرسين من حقوقهم بسبب أخطاء مصبخية؟
من..؟ و من؟ و من؟
كفانا إذن أن نلوم أنفسنا و أن ننظر إلى أصل المشكل، فبالله عليكم هل إذا توفرت الشروط الدنيا للمدرسين في عملهم من ظروف مادية و وسط مشجع و مدير وؤسسة تعليمية و ليس مدير شركة مجهولة الإسم و التتمة تعرفونها، يمكن أن يكون هناك غياب؟
ارجعوا إلى مكمن الداء و تأملوا الوضع - فأنا تأملته و لولا تقتي بالله لقلت لكم إن أبسط ما يمكن أن يوصف به هو مأساوي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
-----------------
أخوكم المدرس رشيد
و حتى لا يفهم البعض خطأ : أنا لا أشجع على الغياب لكن أنا أقول بأن القانون قاصر في هذا الموضوع و ذلك لأن هناك حالات بالنسبة للقانون غياب غير مبرر أما بالنسبة لصاحبها المسكين فالأمر شيئ آخر. ما دام تقييم الغياب يبقى في يد شخص فلابد أن يكون هنا حيف و شطط و ازدواجية و تداخل المسائل الشخصية و المهني أي الشكلي فالعكلي. هل هناك قانون يبرر حالة شخص حال الواد بينه و بين عمله، هل هناك قانون يبرر حالة شخص حالت الأمطار الغزيرة دون لحاقه بعمله مع العلم بأن المسكين لا يستقل سيارة من النوع الفاره و لا حتى إركات و إنما دراجة يقولون عنها ظلما نارية و ما هي بذلك؟ هل ...... و اللائحة طويلة و لو فتحنا دفترا لمثل هذه الحالات لبكى المنتدى و لربما هجر المغرب هو الآخر و حتى لا أكون قد نكدت عليكم أختم بهذه النكتة من نوع السخرية الأليمة :
هل تعلمون بأن المغرب سيحتل في المستقبل القريب جميع دول كوكب الأرض؟
السبب : لأن جميع دول العالم بسبب تقدمها العلمي سوف ترحل إلى الكواكب الأخرى و يبقى المغرب وحيدا على كوكب الأرض.
ماذا؟ أما زلتم رغم هذا تشكون في إمكانية مغربنا فعل ذلك؟
تحياتي الأخوية الصادقة