قبل مناقشة ما تفضل بطرحه الأخ أبو حسام مشكورا،يجب الإشارة اولا إلى ضرورة التخلي،ولو منهجيا،عن التراكمات السيكولوجية السلبية في علاقة المواطن/المدرس بالمرفق العمومي(الوزارة) التي يطبعها التوجس وعدم الثقة...وذلك مشروع ومبرر واقعيا وتاريخيا.لكن رغم ذلك،ووسط هذه المستنقعات من الفساد واللامواطنة واللامسؤولية والاستهتار... مؤخرا أصبحت تلوح في ظلمات وطننا بعض نقط الضوء،التي علينا ان نرعاها ونعمل على النفخ فيها لتكبر اكثر...شخصيا اعتبر مشروع تأسيس "جمعية دعم مدرسة النجاح" من بين نقط الضوء هذه،واظن ان من اهداف الوزارة في هذا المشروع تحفيز وتعبئة المدرسين للمساهمة في الاصلاح وبكيفية مباشرة انطلاقا من مؤسساتهم،وإبجاد صيغة"قانونية"لتمكين المؤسسات التربوية من دعم مالي مباشر؛ومناقشة لملاحظات الأخ أبو حسام بدت لي بعض التوضيخات التالية:
1- من الناحية القانونية الشكلية ملاحظات الأخ وجيهة،وعلى الجهة الوصية استدراك ذلك.لكن الذي يهم هو الجوهر أساسا،المبادرة في حد ذاتها.
2- بالنسبة لحل الجمعية:مادامت الجمعية في شكلها هذا تابعة تنظيميا للمؤسسة،لا بأس ان تحل من طرف الجهة الوصية،لكن وجب تحديد الأسباب المشروعة لحل الجمعية بنص كذلك في القانون الأساسي لقطع الطريق امام المزاجية والسلطوية...
3- بالنسبة لتوقيت التأسيس اظنه غير ملائم...لكن لا بأس ان ندفع في تحقيق هذا المشروع وأممنا كل الوقت...
4- بالنسبة لتحديد صفة أعضاء الجمع العام والمكتب التنفيذي أظن بأن سلطة تخطيط وتحديد مشاريع الجمعية تبقى بيد الأساتذة في الجمع العام،والمكتب التنفيذي هو مجرد منفذ لقرارات الجمع العام،فقط يجب الحرص على عدم تداخل المهام واحترام الاختصاصات.
5- بالنسبة لمهام مجالس المؤسسة فصلاحيتها تبقى هي هي،وحسب اهداف المشروع فإنه جاء لـ"تحسين وتطوير اداء مجالس المؤسسة،وعلى رأسها مجلس التدبير"،اما بخصوص سلبيات أداء مجالس التدبير وبعض مشاكلها فلنا(نحن المدرسين) نصيب كبير من المسؤولية في ذلك،ولا يمكن تحميل كل المسؤولية لغيرنا.
6- بالنسبة لعقد الشركات،فإنه لا يجب أن نفهم دائما الشركات ذات الطابع المالي والمادي،ممكن ان تكون هناك شركات تربوية،ثقافية،ترفيهية، تكنولوجية،صحية...وهناك مدارس داخل المغرب حققت شراكات جد رائدة في هذا المجال حيث كان المستفيد الكبير من ورائها التلاميذ والمؤسسات التعليمية...
بصفة،عامة،رغم المؤاخذات الشكلية ذات الطابع القانوني والتطبيقي...يبقى مشروع تأسيس"جمعية دعم مدرسة النجاح"إجراء واداة جد مهمة للرقي بمنظومتنا التربوية،خصوصا أن هذه الأداة وضعت مباشرة في يد المعنيين المباشرين بالعملية التعليمية التعلمية،فقط المشكل الكبير،هو غياب المناخ السيكولوجي والقيمي الإيجابين والظروف الاجتماعية والتربوية والمهنية الملائمة لكل الأطر التربوية حتى ينخرطوا بكل ثقة وحماس ومسؤولية ومواطنة في كل مشاريع الإصلاح المستعجلة وغير المستعجلة؛مثلا كيف يمكن لمدرسين بمناطق نائية صحراوية او جبلية تفصلهم عن مركز إداراتهم مسافات ومسافات من المشي والركوب...وضعيتهم المالية والاجتماعية والمهنية جد متردية...كيف يمكن لهم ان يساهموا بحماس في مشاريع الاصلاح الرباطية المكيفة المكاتب والرواتب؟!رغم ذلك شيء من المواطنة،وعوض ان نلعن دائما الظلام لنشعل شمعة من اجل مستقبل أبنائنا ووطننا.