إلى الأخ الكريم الذي يطلب توضيحا حول الأمور التي ترفع أو تنصب أو تجرّ:
أولا: إن شرح هذه الأمور يتطلب وقتا لا يتسع المجال هنا للتطرق إليه بأدق التفاصيل.
ثانيا:سأعرض هنا أمثلة آمل أن ترفع ولو قليلا من الالتباس:
- إن الأمور التي تتحكم في الرفع أو النصب أو الجر هي ما يطلق عليه النحويون " المحمولات على المعاني الإعرابية أو "العامل" " و هي الفاعلية و المفعولية و الإضافة... فالاسم المعرب عندما يكون مرفوعا مثلا ، فالمتسبب في ذلك إما كونه فاعلا أو نائبا له أو مبتدأ أو خبرا أو اسما لناسخ فعلي أو خبرا لناسخ حرفي.... و عندما يأتي الاسم منصوبا فمردّ ذلك إلى كونه واحدا من المفاعيل الخمسة {المفعول به / ...المطلق/... لأجله/... فيه/...معه} أو اسما لناسخ حرفي أو خبرا لناسخ فعلي ... و عندما تجد الاسم مجرورا فاعلم أن السبب في ذلك واحد من حروف الجر أو كونه مضافا إليه. أما الفعل المعرب فأسباب نصبه واحد من حروف النصب و هي أن،لن،إذن،كي. و أسباب جزمه واحد من حروف الجزم و هي لم،لمّا،لا الناهية، لام الأمر. و إذا لم يكن مسبوقا بواحد من تلك الحروف فرفعه واجب...
و باختصار: فإن المتسبب في الرفع أو النصب أو الجر، هو موقع الكلمة المراد إعرابها {أي سياقها في الجملة}، أما الضمة و الفتحة و الكسرة و الألف و الواو و الياء و ثبوت النون و حذفها... فكلها علامات للحالة الإعرابية التي تأتي عليها الكلمة المعربة، لذلك يجدر بنا القول مرفوعٌ و علامة رفعه كذا / منصوبٌ و علامة نصبه كذا/ مجرورٌ وعلامة جره كذا؛ لا أن نقول مرفوع بالضمة أو بالألف أو بالواو أو بثبوت النون.../ منصوب بالفتحة أو بالياء أو بحذف النون/ مجروربالكسرة أو بالياء...
ثالثا: بالعودة إلى المثال الذي ورد في تعقيبك، فمردّ رفع كلمة "تلميذ" في الجملة التالية: " عمر تلميذ مجد" كونها خبرا للمبتدأ، و ليس السبب في ذلك الضمة، فالضمة لا ترفع و إنما تؤشر على حالة الرفع ، أي تدل عليها. و خير دليل على ذلك أنّ الضمة ستختفي بمجرد تحويلك " تلميذ" إلى صيغة المثنى= عمر و زيد تلميذان...
آمل أن يكون هذا التوضيح مقنعا، و عذرا مرة أخرى، أخي الكريم على الاقتضاب و الاختصار ، فالنحو العربي بحر عميق لا يدركه أمهر الغواصين.