عـــــار ثقيــل ( 6/27/2007 )
ينتفض القول من لساني أحيانا وأنا أتابع المهزلة التعليمية التي أصبحت متداولة في بعض الأوساط بـ"فضيحة تارودانت"، حيث تعرض تلميذ نجيب لأبشع عملية قرصنة في تاريخ التعليم بالمغرب، لدواعي لاتزال مجهولة، لكنها دواعي خسيسة مهما كانت المبررات التي قد يتحجج بها الشخص الذي سمح لنفسه بسرقة مستقبل شاب مغربي، يستحق أن يكون نموذجا يحتدى به من طرف الشبان المغاربة• لماذا كل هذا الحقد الأعمى، الذي أضحى يسيطر على عقول عدد من المغاربة، وجعلهم ينغمسون في أثون العقلية التآمرية حتى النخاع• لا يميزون بين الفعل الصالح والفعل الطالح، الذي من شأنه أن ينعكس بالسلب القاتل على الاشخاص المستهدفين• تلميذ تارودانت لم يكبر بعد لكي يخلق أعداء في دائرة معارفه، خاصة من الكبار الذين هم أساتذته ومربوه ومثله الأعلى، ولم يكن من ذلك الصنف المنحرف الذي يزعج سلوكه ادارة المؤسسة وأطرها التربوية•• إنه تلميذ مجد نجيب مواظب مثابر محترم من طرف زملائه وأساتذته• فلماذا تم استهدافه بكل هذه القسوة؟! وهل نفسر ذلك بموت الضمير فحسب؟! أم نضعه خارج المألوف ونقرأ صلاة الغائب على نظامنا التعليمي، الذي لم يعد محصنا بما يكفي ضد مثل هذه الممارسات الخبيثة؟! أمس، نشرت جريدة "الأحداث المغربية" صورة لمواطن مغربي مصاب بمرض نفسي، يجوب شوارع "قرية بامحمد"، حيث كان تلميذا نجيبا اجتاز امتحان الباكالوريا وظل ينتظر النتائج، الى حين أن حولته "مزحة غير ظريفة" من صديق له أخبره بأن النتائج أعطيت وأنه رسب، فتحول من تلميذ يقرأ المستقبل بعيون الأمل والطموح، الى مختل عقليا يقذفه الزمن خارج دورته العادية• أولم يفكر الفاعل أو الفاعلون لحظة ارتكاب جريمة تبديل ورقة الامتحان في التلميذ "الياس هميش"، وفيما قد تخلفه الصدمة من انعكاس سلبي على نفسيته، خصوصا وأنه من الصنف الجاد الذي يقرن مستقبله بما سيحصل عليه من نتائج دراسية؟! إنه العار الذي لا عار بعده!! عار من العيار الثقيل حل بأنبل مهنة على وجه الاطلاق•• مهنة التربية والتعليم التي تشرفها كل الأمم والمجتمعات• وفي انتظار أن يصل التحقيق الى مداه، وتتجلى الحقيقة ساطعة حارقة في سماء مدينة تارودانت الجميلة الهادئة، ويعلم أهلها الكرام البررة الطيبون أن الشر لم يكن يوما ما رودانيا••• لا يسعنا إلا أن نقول على لسان التلميذ إلياس ما قاله الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة## على المرء من وقع الحسام المهند ثم نضيف: رجاء إرحمونا من هذا الشر القاسي•
بوطيب الحانون
منقول من لنفس الكاتب
this.********.write(getadvertisement())