حقيقة ام خيال (جميع الاجزاء)

[hlilou]

-هيا (نوا) لنهرب الان ليس هناك وقت .

التفتت (نوا) بسرعة لم تصدق ان (ماسيان) قد عاد ولم يحدث له اي مكروه.

-يا الهي ظننت انك مت ....حمدا لله إإإ

اعطى (ماسيان) اشارة لجنود الدعم للهروب حسب الخطة عبر الغابة حتى اذا تبعهم (السارن) قضت عليهم الفرقة التي تنتظرهم

تمكن (ماسيان) و (نوا) و الجنود من الابتعاد قدر المستطاع حتى تاكدوا ان (السارن) لم يقتفوا اثرهم . وبعد ذلك توجهوا الى مدينتهم دون توقف.

هرع العجوز (ديكر) نحو (ماسيان) و (نوا)

-حمدا لله على عودتكما سالمين ظننا انه حدث لكما مكروه عندما راينا نورا كثيرا جهة الغرب و كانه انفجار كبير .

-تلك الانوار هي التي انقذتنا في اللحظة الاخيرة ، فلولا (نوا) لكنا في عداد الاموات.

-لا تقل هذا (ماسيان) لقد انقذت حياتي حينما كاد التنين يقضي علي ، وكذلك الفرقة التي ارسلت لمساعدتنا لقد كانوا ابطالا حقا.

-اذن هل وجدتم القلادة ؟

-نعم، انها معي الان هاهي ذي.

-الان لم يبقى سوى واحدة.

-هناك مشكلة إ لقد عرفوا هوية (نوا) و هم ايضا يبحثون عن القلادات.

-سوف يسببون لنا المشاكل ، يجب ان نسرع في ايجاد القلادة المتبقية ،اما الان فاذهبا لتستريحا لقد قضيتما يومين عصيبين .

-قبل ذلك يجب ان اعالج اصابتك (ماسيان).

-انت متعبة بسبب الجهد الذي بذلته، لقد حررت طاقة قوية.

-لا ،لست متعبة على عكس ذلك ، ما حدث جعلني اكثر تحكما في طاقتي يمكنني الان ان افعل اشياء كثيرة، يبدو انك لست واثقا من قدراتي .

-حسنا يمكنك معالجتي.

بدات (نوا) تعالج الجرح وذلك بتركيز طاقتها عليه ولكن (ماسيان) بدا شارد الدهن.

-اعرف انك قلق بشان والديك وعالمك.

-اجل،انت محقة ولكني اعرف ان ابي لن يستسلم بسهولة انه حاكم شجاع و جنودنا ابطال اقوياء ارجو ان يصمدوا حتى ننهي مهمتنا.

-نعم (ماسيان)سننهي مهمتنا وسيعود الامن والسلام ، لا تفقد الامل.

في صباح اليوم التالي اجتمع الحكماء لتوديعهم

-نشكركم لانكم ساعدتمونا على ايجاد القلادة .

-بل كل الشكر لكم لقد تمكن جيشنا من اكتساب الخبرة من تلك المواجهة و تعلمنا ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم . لذلك سنبادر نحن بالهجوم لن ننتظر حتى ياتوا الينا.كما اننا نرجوا لكم التوفيق في مهمتكم ، كل الامال معقودة عليكم.

انطلق الثلاثة مبتعدين عن المدينة

-يجب ان نعود الى المكان الذي وجدنا به تتمة البشارة ، ربما نجد هناك بوابة للعالم الذي توجد به القلادة

عندما وصلوا بدا (ديكر) يبحث عن شيء يدل على البوابة

-لقد فتحت بوابات كثيرة لا اعرف العالم الذي يجب ان نذهب اليه.

-انها مشكلة.

-اعتقد انه لدي الحل إإإإ

-هيا، اخبرينا به بسرعة إإإ

-لاحظت انني كلما اقتربت من القلادة توهجت الكريستالة ، اظن انني اذا اقتربت من البوابة فالعالم الذي به القلادة ستتوهج امامه.

-حسننا لنجرب .

بدا (ديكر) يفتح البوابات و (نوا) تقف امامها ، و اخيرا توهجت الكريستالة.

-لقد وجدنا ضالتنا ،هذا هو العالم الذي كنا نبحث عنه.

-اجل، انه هو ،نحن لا نعرف ماذا يخبئ لنا القدر في هذا المكان.

-------------------------------------------------

-------------------------------------------------

دخل (ستاناس) الى قاعة عرش (بؤرة الشر) الذي كان ينتظره

-و اخيرا وصلت إإإ يبدو ان اخبار فشلكم تسبقكم .

-سيدي اغفر لي ......

-انها المرة الثانية التي تفشل في قتل امير (زنابيا) اهو قوي الى هذه الدرجة؟ انه سوى بشري ضعيف.

-سيدي لقد كدنا نفعل لولا تلك الفتاة التي تحمل الكريستالة.

- فتاة؟إإإ

- اجل سيدي؟

- هيا احك لي ما حدث بالتفصيل إإإ

حكى (ستاناس) ما حدث في المدينة الغربية بالتفصيل ل (بؤرة الشر)

-اذن صاحب الكريستالة هي فتاة ،وهي برفقة ذلك الامير و يبحثون عن القلادات.

فكر قليلا ثم قال

-اريد جواسيس في جميع العوالم بهيئة بشر لكي اعرف مكان صاحبة الكريستالة. افهمت؟

-هل نقتلها سيدي ؟

-لا ، حتى ان اردتم لن تستطيعوا ذلك.اريد فقط ان تشرب هذه المادة . واياك ان تفشل هذه المرة .

- هل هذا سم ؟

-لا ايها الاحمق ،اذا ماتت لن اعرف مكان بقية القلادات ابدا ،هذه المادة ستجعلها منا و تحت امرتي و ستعطيني القلادات بكلتا يديها.

-اتعني سيدي ان ذلك النور في الكريستالة سينطفئ؟

-بل سينقلب الى ظلام و حقد و كره وهي التي ستفتح لنا ابواب الظلمات ، لذلك احرص على ان تشرب هذه المادة ، واذا فشلت هذه المرة فلن تنجو من عقابي.

................تابع في الحلقة القادمة

[hlilou]

اجتاز الثلاثة الممر المائي مرة اخرى ليجدوا انفسهم في مدينة ماهولة وسط زقاق ضيق .لم يلاحظ احد عبورهم ،لقد كانت الساعات الاولى من الليل و الظلام حال دون ذلك.
- هل تعتقدان اننا في المكان المناسب؟
- نرجوا ذلك ، سنعرف عما قريب.
- من اين سنبدا البحث عن القلادة في رايكما؟
- اظن اننا يجب ان نقابل الحاكم، ولكن اول شيء بجب الا نثير ريبة احد ،ويجب ان نسال اناسا مناسبين لان القليل يعرف او يسمع عن هذه القلادات.
- لنخرج الان من الزقاق لقد خيم الليل.
خرج الثلاثة من الزقاق سالكين طرقات المدينة التي بدت شبه خالية من الناس.
- ماذا سنفعل الان ،يبدو ان الوقت غير مناسب للبحث.يجب ان نجد مكانا نبيت فيه.
- هل تظنان ان هناك نزلا في هذه المدينة؟
- انظرا هناك، رجل قادم ، هيا لنساله ربما يعرف مكانا ما إإإإ
- انتظرا ساساله وحدي ،ربما يدعر اذا راكما او يظننا لصوصا.
- حسنا انت محقة ، خصوصا وان اشكالنا و البستنا مختلفة .
تقدمت (نوا) الرجل .
- سيدي ، هل يمكنني ان اطلب منك معروفا ؟
- نعم سيدتي ماذا يمكنني ان افعل ؟
نظر اليها الرجل باهتمام وكانه يريد ان يعرف من تكون .
- هل انت غريبة عن هذه المدينة؟
- اجل سيدي ، اريد انا و اصدقائي مكانا نبيت فيه، هل يمكنك مساعدتنا؟
فكر الرجل قليلا ثم قال
- اعيش في منزل صغير بالقرب من هذا المكان ، يمكنني ان استضيفكم هذه الليلة.
- شكرا سيدي نقدر لك هذا المعروف.
عندما راى الرجل (ماسيان) و (ديكر) بدا اكثر استغرابا , مشى الاربعة في الطريق حتى وصلوا الى المنزل.
قدم الرجل العشاء الى ضيوفه
- ارجو ان تكونوا مرتاحين في بيتي المتواضع؟
- نشكرك كثيرا سيدي على صنيعك ، لم نكن نعرف ماذا سنفعل لولا استضافتك لنا.
- هل انتم من بلاد بعيدة؟
- تقريبا...إإإ
نظر الثلاثة الى بعضهم البعض و بعد برهة رد (ديكر)
- نحن من عوالم اخرى إإ
سكت الرجل قليلا ثم رد
- فهمت الان لم اشكالكم مختلفة . منذ وقت طويل لم نرى زوارا من عوالم اخرى.
- ولكن لماذا ؟إإإإ
- لقد منع دخولهم الى المدينة بسبب الحرب .
- هل هناك حرب هنا ايضا؟إإإ
- للاسف نعم إإإ
- هل يمكن ان تحكي لنا ماذا يحصل؟
- اجل، منذ سنة مات الحاكم ولم يترك وريثا للحكم ، كان لديه اخوين ، الاكبر (كاي) الذي اشتهر باستهتاره، وطيشه و احتقاره للناس، و الاصغر (توي) لقد كان الاقرب للحاكم و الاحب للناس بحكمته و تواضعه، وهذا جعل الشيوخ يختارونه للحكم.
لم يتقبل (كاي) ذلك فاضطروا لتقسيم المملكة بين الاخوين، لكن طمع الاخ الاكبر لم يقف عند ذلك بل اراد ان يستولي ايضا على ملك اخيه بحجة انه هو الاكبر.وبدات الحرب و الاسوا في الامر ان (كاي) تحالف مع (السارن)و الاشرار لهزيمة اخيه.
لذلك تم منع القادمين من العوالم الاخرى خوفا من ان يكونوا جواسيس.و لهذا يجب ان تكونوا حذرين.
- وماذا يفعلون بالجواسيس؟
نظر الرجل اليهم بحسرة و كانه خائف على مصيرهم
- يقتلون او يسجنون.
سكت قليلا ثم قال
- انا لا اظنكم اشرارا و يمكنني ان اساعدكم على الخروج من المدينة.
- اجل يمكنك ان تساعدنا كثيرا ولكن ليس في مغادرة المدينة . نريد مقابلة الحاكم إإإ
- مقابلة الحاكم إإإسوف يقتلونكم قبل الوصول اليه إإإ
- لذلك نرجوا ان تقدم لنا يد المساعدة.
فكر الرجل قليلا ثم قال
- حسنا ساحاول ذلك ،اعرف شخصا يمكنه مساعدتكم انه رئيس الخدم في القصر سيجد طريقة لادخالكم. اما الان فحاولوا النوم قليلا.
مر الليل بهدوء و حل صباح اليوم التالي، احست (نوا) باشعة الشمس التي تتسلل عبر النافذة تدفئ جسدها ، و تعكس لون خصلات شعرها التي تنسدل على وجهها ، فتحت عينيها في تثاقل،لاول وهلة لم تميز الخيال الذي يقف امامهاو ينظر اليها في هدوء ، ظنت انها تحلم و انه من نسج خيالها و لكنه كان حقيقة انه (ماسيان)، وثبت من مكانها خجلة
- اسف لم اقصد ان اوقظك...إإإ
- لا ..لا......يبدو اني استغرقت في النوم. لماذا لم توقظني من قبل؟
- لم ارد ازعاجك، انت تحتاجين للراحة بعد الاحداث الاخيرة ، كما انك بدوت مسترخية و غير متوثرة وكان هموما زالت عنك ، لابد انك كنت تحلمين بعالم افضل إإإ
- منذ متى وانت هنا؟
- ليس بالوقت القليل.
ابتسم (ماسيان) ابتسامة خفية احمرت منها وجنتا (نوا)
- هل من اخبار عن كيفية دخول القصر؟
- هذا هو السبب الذي جاء بي الى غرفتك، نحن نجتمع في البهو ، ارسلوني لاوقضك و لكنني لم استطع....لابد انهم الان يتساءلون عن سبب تاخري.هيا اسرعي ووافينا.
احمرت وجنتا (نوا) مرة ثانية من كلام (ماسيان) .
نزلت (نوا) الى البهو لتجد الجميع بانتظارها، لكن كان هناك شخص جديد لم تعرفه
- اعتذر ، جعلتكم تنتظرون.
- لا باس ، لابد انك كنت متعبة، ثم اننا لم نضيع الوقت،لقد كنا نناقش خطة دخولك الى القصر و مقابلة الحاكم.
- لم افهم..... خطة دخولي؟إإإ
ربت (ديكر) على كتف (نوا)
- سوف نشرح لك الخطة بالتفصيل، اولا اقدم لك رئيس الخدم ، انه الشخص الذي سيساعك على الدخول، سوف تقومين بالتنكر كخادمة تحت اشرافه.
- وانتما الن تكونا معي؟إإإ
- لا اظن ذلك سنعتمد عليك هذه المرة.
قاطع رئيس الخدم حديث (ديكر) و (نوا)
- ولكن هناك مشكلة..إإإ
- ماهي...؟
- الكريستالة على جبينك الا تزول ؟ يجب اخفاءها لانها ستثير شكوك الجنود و ربما تكشف امرنا.
- لا عليك سنتدبر امرها.المهم ، متى سنقوم بالمهمة؟
- اليوم، يجب ان تستعدي الان ،لقد احضرت لباسا للخدم ارجو ان يكون بمقاسك سيدتي.
لبست (نوا) الزي ،لكن بقيت مشكلة الكريستالة ، لقد كان الحل الوحيد هو قص مقدمة شعرها لتنسدل الخصلات على جبينها.
خرجت (نوا) من غرفتها وهي تتمنى ان يكون تنكرها مقنعا.
- انا مستعدة الان.
نظر اليها الجميع باستحسان
- حسنا فعلت ،لقد وجدت حلا لمشكلة الكريستالة إإإ
- اجل لقد كان هذا هو الحل الوحيد ، ارجو ان انجح في دوري.
نظر اليها (ماسيان) و (ديكر) في قلق
- نحن نعتمد عليك، كوني حذرة ، اذا احسست باي خطر فانسحبي على الفور لا تترددي.
- اعدكما بذلك.
قال رئيس الخدم
- حان الوقت هل انت مستعدة؟
- نعم ، هيا لنذهب الان.

.......................تابع في الحلقة القادمة

[hlilou]

تبعت (نوا) رئيس الخدم الذي قام بجمع فتيات اخريات ، مشى الجميع في اتجاه القصر ، وعند الوصول الى البوابة لاحظت (نوا) الحراسة المشددة عليها.
مر الجميع تحت نظرات الحراس المثيرة للريبة و تفتيشهم الصارم في حقائب الفتيات ، و اخيرا تمكن الجميع من الدخول الى القصر . شعرت (نوا) بالارتياح ، لكن المهمة الصعبة هي اقناع الملك بمساعدتهم.
اشار رئيس الخدم الى (نوا) بان تتبعه وبدا يكلمها همسا حتى لا يثيرا الانتباه.
- لقد انتهت مهمتي ؟ كوني حذرة غرفة الملك توجد في اعلى البرج و الحراسة مشددة عليها.
- اشكرك كثيرا ، هل يمكنك اخباري على الاماكن التي يتردد عليها الحاكم.؟
- اجل، انها معروفة لانه يقوم بنفس العمل كل يوم ، يذهب الى قاعة الحكم للتعرف على شؤون الرعية وبعد ذلك يجتمع مع الوزراء في وسط القصر اما العشاء فيتناوله في قاعة خاصة بالقرب من غرفته التي تقع في البرج.
- متى تقدمون العشاء ؟
- بعد الغروب مباشرة ،لماذا؟
- اجعلني مع الفتيات اللاتي يقدمن العشاء.
- حسنا، سافعل ارجو لك التوفيق.
تسللت (نوا) بحذرللتعرف على ارجاء القصر، كلما توغلت زاد عدد الجنود و الحرس ، فكرت في استعمال طاقتها لكن خشيت ان يكشف امرها بسبب ضوء الكريستالة كما انها لا تريد ان تؤدي احدا . بقي لها ان تنتظر وقت العشاء ، انها الطريقة الوحيدة لتتسلل الى غرفة الحاكم.
مر الوقت وكانه دهر ، و اخيرا حل الغروب و بدات دقات قلب (نوا) تتسارع انها المرة الاولى التي تنفذ فيها مهمة دون ذعم (ماسيان) و (ديكر) لقد تمنت لو كانا معها.
بدا تقديم العشاء والخادمات يعددن المادبة في قاعة الطعام ، استغلت (نوا) انشغال الجميع لتتسلل ال الجهة الاخرى في البرج حيث توجد غرفة الملك.
و في خطوات مسرعة بدات تقترب لكن لاحظت على الباب حارسين . ماذا يمكنها ان تفعل؟
ارادت العودة لكنها اصطدمت بدورية من الحرس .
- ماذا تفعلين هنا؟ هذا المكان محظور على الخدم إإإ
تسمرت (نوا) في مكانها من الخوف و الارتباك لكنها استجمعت قواها و حاولت ابعاد الشكوك عنها .
- انا خادمة جديدة ،كنت اساعد في اعداد المادبة لكن يبدو انني تهت في ممرات القصر.
- يمكنك الذهاب الى المطبخ عبر ذلك الدرج انه طريق مختصر.
- شكرا سيدي.
شعرت بالارتياح لانها تخلصت منهم لكن المهمة لم تنتهي يجب ان تجد حلا للدخول الى غرفة الملك انها بقربها الان لكنها لا تستطيع الاقتراب.
بدات تنزل الدرج في ذلك الحين لاحظت و جود نافدة صغيرة في اعلى الحائط وضعت لاضاءة المكان ، فكرت ان غرفة الملك في الطابق العلوي اذن فشرفة الغرفة ستكون فوق هذه النافذة مباشرة. انها فرصتها الوحيدة و يجب ان تسرع حتى لا تراها دورية الحرس .
حان الوقت لاستخدام الطاقة لا مفر ، ظهر الجناحان مة اخرى طارت نحو النافذة الصغيرة وجدت صعوبة في الخروج منها لكنها تمكنت من ذلك . كما توقعت ، لقد كانت الشرفة على بضع امتار فقط منها، واخيرا تمكنت من الدخول الى الغرفة ، ما عليها الان سوى ان تنتظر وصول الحاكم.
جلست (نوا) في ركن من الغرفة تجول بنظرها فيها لقد ادهشها فخامتها و التحف الموجودة بها لقد فكرت انها لم تدخل غرفة ملك من قبل ، وفجاة اخرجها من ذهولها صوت اقدام تقترب نحو الغرفة لم تعرف ماذا ستفعل كيف ستواجه الملك؟ ماذا ستقول له؟ هل سيصدقها؟ ربما يعتبرها جاسوسة.
اختبات وراء ستائر الشرفة حتى يحين الوقت المناسب.

[hlilou]

سمعت (نوا) صوت باب الغرفة يفتح و صوت اشخاص يدخلون عرفت انه الملك و معه الحرس. وجه لهم بعض الاوامر ثم النصرفوا.
حاولت (نوا) النظر لمعرفة ماذا يحدث لاحظت ان الحاكم جالس الى مكتبه لم يكن عجوزا كما تخيلته لقد كان في مقتبل العمر.
اغمضت (نوا) عينيها واخدت نفسا عميقا لتستجمع قواها و شتات افكارها وفي خطا مترددة حاولت التقدم وفي غفلة منها اختفى الحاكم من مكانه ،شعرت بالارتباك و الخوف ، ارادت الرجوع الى مكانها لكنها احست بشيء حاد على خاصرتها، وصوتا من خلفها
- اخرج من مكانك دون حركة و الا دققت عنقك.إإإ
تخدرت اطراف (نوا) ولم تستطع الحراك لقد اصيبت بالهلع عندما رات الحاكم يلوح بسيفه لقد ظنت انها لحظاتها الاخيرة ولكنه قام فقط بتمزيق الستار الذي تختبئ وراءه.رفع السيف نحو رقبتها لقد تفاجا الحاكم بما اكتشفه.
- فتاة؟إإ من انت ؟ وماذا تفعلين هنا؟إإإ
ابت الكلمات ان تخرج من فم (نوا) من اثر الصدمة
- هيا تكلمي . هل انت من الخدم ؟كيف دخلت الى هنا؟
استجمعت (نوا) قواها وعرفت ان هذه هي فرصتها الاخيرة ان لم تتكلم الان فلن تفعت ذلك ابدا.
نظرت الى الحاكم في حزم ثم قالت
- سيدي الحاكم انا لست من الخدم دخلت الى القصر متنكرة لمقابلتك، اسمع قصتي وبعد ذلك افعل بي ما تشاء.
كانت عينا الحاكم تحدقا في عيني (نوا) وكانه يتحقق من صدق كلامها.لقد كانت اكثر صدقا في هذه اللحظة من اي لحظة مضت.
اهتز السيف في يد الحاكم في تلك اللحظة عرفت (نوا) انه لن يقتلها وبدت انها اكثر ثقة في نفسها من ذي قبل.
ارجع الحاكم السيف الى غمذه وبدت ملامحه اكثر هدوءا.
- اذن من تكونين، هلا شرحت لي الامر؟كان بامكانك ان تطلبي مقابلتي كباقي الرعية .إإإإ
- ذلك ليس ممكنا سيدي لان المهمة يجب ان تكون سرية لا يعرفها احد سواك حتى لا تتسرب الاخبار .
- يبدو انه امر مهم جدا ليكون بهذه السرية ويبدو انك اكثر اهمية لتقومي انت بذلك.
امسك الحاكم بيد (نوا) وامرها ان تجلس امامه وبدا ينظر اليها في تمعن .
- اول شيء اريد ان اعرفه هو كيف وصلت الى غرفتي؟إإإ
نظرت اليه (نوا) قليلا ثم قالت
- دخلت عبر الشرفة.
- لا بد انك تمزحين لا يمكن ذلك إإإ
اجابته (نوا) بالنفي ثم قامت باظهار جناحيها في محاولة منها لاقناعه بالاستماع.
ارتسمت علامات الدهشة على وجه الحاكم و اقترب منها ليتاكد انها حقيقية . ابتعد مرة اخرى وعلى محياه الحيرة.
- انها ليلة مليئة بالمفاجات، هيا احك لي قصتك لقد تمكنت من اثارة فضولي.إإإ
بدا الحاكم يصغي اليها ولم يحرك ساكنا في حين كانت (نوا) تحكي له ما حصل معها حتى دخولها الى غرفته.
وبعد انتهاءهاعم السكون وبدا الحاكم اكثر هدوءا وكانه يحاول استيعاب ما سمعه، وفجاة نهض من مكانه ليكسر السكون الذي خيم على المكان.
اذن انت تزعمين انك "صاحبة المفتاح"...ولكن كيف يمكنني ان اصدقك دون دليل؟
- حسنا اذا اريتك الدليل فهل ستصدقني؟
- اتمنى ان تكوني صادقةلان "صاحبة المفتاح" هي املنا الوحيد للتخلص من الشر و (السارن).
كشفت (نوا) عن الكريستالة التي في جبينها و القلادتان اللتان في حوزتها و عند اقترابها من الحاكم بداتا تتوهجان.
ذهل الحاكم وزاد من دهشته نصف قلادته الذي بدا يتوهج.
- اذن لقد كنت محقة انت...صاحبة المفتاح انت هي الاسطورة التي لطالما سمعنا عنها ونحن صغارا.لا اصدق ذلك ظننت انها اساطير الاجداد.إإإ
- لا بل هي حقيقة وهي امامك الان.
- ماذا يمكنني ان افعل لمساعدتك في مهمتك؟
- لا يمكنني ان انجح دون استكمال القلادات الاربع ، عرفنا ان القلادة الرابعة هنا واظن انها التي تملكها انت و اخيك.
- اجل انه ارث العائلة الحاكمة ولكن هناك مشكلة ، فانا املك النصف فقط و النصف الاخر لاخي ولا اظنه سيوافق على اعطاكم اياها لانه متحالف مع الاشرار.
- ساذهب اليه ساقنعه بالتخلص منهم . انهم فقط يستغلونه للسيطرة على هذا المكان لن يتوانوا عن القضاء عليه عندما يسيطرون على كل شيء.
- لا انصحك بذلك ،نحن في حرب معه لقد اعمى الطمع و الجشع بصيرته .ربما يؤديك او يسلمك للاعداء.
- لن اكون وحدي سيكون معي صديقاي.
- اذن فانت لست وحدك إإإ هل هما ايضا في القصر؟إإإ
- لاسيدي لم يستطيعا الدخول بقيا في المدينة .
- هل هما من عالمك ايضا؟
- لا بل من عالمين مختلفين.الحكيم (ديكر) من عالم الاراضي المعلقة و (ماسيان) امير "زنابيا".
- امير "زنابيا" إإإلقد سمعت عنه وعن ابيه الحاكم لقد اشتهرت عائلته بالنبل و العدل ، وكنت اتمنى ان اقابلهم منذ زمن. هل يمكنني مقابلتهما غدا؟
- اجل بكل سرور.
وفي تلك اللحظة نزع الحاكم نصف قلادته ثم اتجه نحو (نوا)
- خديها ، انها لك الان ارجو ان تساعدك فيما انت مقدمة عليه .
اخدت (نوا) القلادة ووضعتها في رقبتها
- شكرا سيدي ...حسنا يجب ان اذهب الان...
لكنها عرفت انها لا تستطيع ذلك ،اذا طارت ستجلب الانتباه واذا خرجت من الباب ستكون شبهة لهما ، ماذا سيظن الحرس بهما.
عرف الحاكم ما تفكر فيه بفطنته و ذكائه
- اعرف فيما تفكرين ، لا تقلقي ستخرجين من هذا المكان دون ان يعرف احد.
تقدم الحاكم نحو المدفاة و قام بدفع الحائط الذي ازيح ليكشف عن ممر سري.
- انه سرداب نستعمله عند الطوارئ ، هيا لنذهب الان اتبعيني وكوني حذرة.
امسك الحاكم بيد (نوا)لتتبعه في خطا سريعة . لقد قطعا مسافة طويلة تحت الارض وبعد ذلك وصلا الى النهاية ليصعدا الدرج الذي يؤدي الى مكان اشبه بالمعبد.
- هذا المكان يوجد وسط المدينة ، اذا خرجت من ذلك الباب يمكنك الوصول الى حيث تشائين .
- اشكرك سيدي لانك رافقتني الى هنا . انه لطف منك.
- سررت بلقائك هذه الليلة ، لقد كانت ليلة حافلة بالمفاجات....سنلتقي غدا مجددا ...اليس كذلك؟إإإ
وبهذه الكلمات ودعت (نوا) الحاكم واسرعت نحو الباب الذي سيخرجها الى المدينة و سيوصلها الى صديقيها ، لقد كانت تطوق الى اخبارهما بما حدث معها.
..................تابع في الحلقة القادمة

[hlilou]

في هذه اللحظة كان (ديكر)و (ماسيان) مستلقيين في فراشهما ، لم يستطع احدهما النوم تلك الليلة لقد كانا خائفين على (نوا).

-هل نمت ايها الحكيم ؟

-لا ليس بعد ،ولا اظن اني سانام هذه الليلة.

-انا كذلك….اتعتقد اننا فعلنا الصواب بتركها تذهب وحدها ؟لن اسامح نفسي اذا حدث لها مكروه.

-اجل ،اظن اننا فعلنا الصواب ،انهالا تحتاجنا، انسيت انها" صاحبة المفتاح".

سكت الاثنان وكان كل منهما يحاول اقناع نفسه بهذه الحقيقة.

مر الوقت وكانه دهر لم يستطع (ماسيان) تمالك نفسه،نهض من مكانه و اتجه نحو الباب.

-اين تذهب (ماسيان)؟إإإ

-لا استطيع الصبر يجب ان اعرف ماذا يحدث، ساقابل الحاكم وساشرح له الامر،وان استدعى الامر القتال لاصل اليه سافعل.

-في هذا الليل (ماسيان) من سيقابلك؟ سيظنونك جاسوسااو مجنونا .ومن ستقاتل؟ الجيش كله إإإ يجب ان لا نكون متسرعين بني، سننتظر حتى الصباح و سنجد حلا.

سمعت طرقات خفيفة على الباب استجاب لها كل من في المنزل. خرج الحكيم (ديكر) و (ماسيان) من غرفتهما وبدت انفاسهما تتسارع و حدقتا اعينهما تتسع ،في حين اسرع صاحب المنزل ليفتح الباب.

تفاجا الجميع عندما دخلت (نوا) لم يتوقع احد رجوعها في هذا الوقت و بهذه السرعة.

-الحمد لله على سلامتك ، هل انت بخير؟ الم يصبك مكروه؟

-لا….لا انا بخير.

تنفس (ديكر) و (ماسيان) الصعداء بعد ان اطمانا على سلامة (نوا).

بعد ذلك حكت (نوا) ما حدث معها لصديقيها

-يبدو انه حاكم عادل و حكيم كما قيل لنا .

-اجل، انه كذلكـ، ويريد ايضا ان يقدم لنا يد المساعدة.لقد دعانا غذا لمقابلته في بلاطه.

-اجل، سنفعل، انه شخص يستحق ان نقابله ، اما الان فيجب ان ترتاحي لابد ان المهمة كانت شاقة.

في صباح اليوم التالي توجه الثلاثة الى بلاط الحاكم وفي طريقهم الى القصر اثارت اشكالهم فضول العامة من الناس وعند وصولهم لم يتوقعوا ان يسمح لهم بالدخول وان يستقبلوا بطريقة لائقة .

رافقهم الى قاعة الحكم وفد من حاشية الملك ووجدوا الحاكم في انتظارهم.

-مرحبا (نوا) هانحن نلتقي مرة اخرى، هل وصلت البارحة بخير.

-اجل سيدي، اشكر مساعدتك لي ، اقدم لك صديقاي الحكيم(ديكر) و امير "زنابيا" (ماسيان).

-تشرفت بمعرفتكما ، لقد سمعت عن عالمكم الكثير ايها الامير، وعن عدل ابيكم الحاكم،لقد تعدى صيته العوالم كلها .

-الشرف كله لنا سيدي، نحن ممتنون لانك قبلت ان تمد لنا يد المساعدة.

-نحن في المركب نفسه وان لم نتعاون سيغرق بنا جميعا، لذلك اعرض عليكم مساعدتي . النصف الاخر للقلادة مع اخي ، ولا اظنه سيعطيه لكم بسهولة و خصوصا انه متحالف مع الاشرار.

-اذن ماذا تقترح علينا ان نفعل سيدي؟

-اخي من الصعب اقناعه ،سيظن انها محاولة مني لخداعه،الحل الوحيد هو الذهاب اليه واقناعه ، عساه يستفيق من غفلته ،على (نوا) ان تريه نصف القلادة الذي كان بحوزتي حتى يتاكد من حسن نواياكم و انكم لا تخدعونه.

-ولكن هل سيدعوننا نصل اليه؟ ربما ظنوا اننا جواسيس.

-اجل، لذلك سارسل اليه رسالة ، ساقدم فيها بعض التنازلات وبالمقابل يجب عليه ان يقابلكم و يسلمكم القلادة ، ، انه جشع ،انها الوسيلة الوحيدة لضمان سلامتكم و تخليه عن القلادة.

- نشكرك سيدي ،ستكون بذلك قد اسديتنا خدمة كبيرة .إإإ

-هذا اقل ما يجب ان افعله…كفانا حديثا الان انتم ضيوف شرف عندي،هيا انتم مدعوون الى مائدة طعامي.

انضم الجميع الى العشاء برفقة الحاكم وبعض الوزراء ، انشغل الجميع بالحديث عن الحضارات التي مضت والعالم الذي اتت منه (نوا) الفتاة الغريبة التي اثارت انتباه جميع من في القاعة خاصة الحاكم الذي لا يكاد يخفي اهتمامه بها.

نظر الحاكم الى (نوا)

-هيا (نوا) حدثينا عن عالمك، نريد ان نعرف كيف كان عالم اجدادنا،انها فرصة لندون هذا في كتبنا ليحفظ للاجيال القادمة،اننا لمحظوظون ليحدث هذا الامر في زمننا ، ربما لن يحدث مرة اخرى الا بعد الاف السنين .

تحدثت (نوا) عن عالمها و التطور الذي حدث فيه ومشاكله وعن عدم معرفتهم بالعوالم الاخرى وعن حياتها و كيف كانت تعيش . انصت الجميع باهتمام.

-عندما تنتهي مهمتك ماذا ستفعلين؟إإإ

عم الصمت لبرهة و الكل ينتظر الاجابة لم تعرف (نوا) ماذا تقول.

-لا….لا اعرف.إإإ

-يمكنك البقاء في مملكتي انه لشرف لي سيدتي اذا قبلت بذلك.

قاطع (ماسيان) حديثهما وقد بدا على وجهه الغضب.

-متى يمكننا الرحيل لمقابلة اخيك سيدي؟

-سارسل رسالتي له غذا ، عندما يعود رسولي بالجواب يمكنكم ان تذهبوا بعد ذلك.

-واذا لم يقبل بعرضك؟إإإإ

-انه عرض مغر لا اظنه سيرفضه ،انه اخي وانا اعرفه جيدا.ارجو ان يروقكم المكوت في قصري حتى موعد ذهابكم. سوف يتولى الحاجب مرافقتكم الى غرفكم التي ستقيمون فيها.

________________________________

دخلت (نوا) غرفتها لقد كانت غرفة ملكية حقا بسقف عال واثات مذهب وفرش حريرية .جلست على اريكة تائهة في افكارها و تذكرت انها للمرة الثانية تستقبل في قصر كالملوك ، اولاها في قصر (ماسيان) . وتذكرت ايضا كيف كانت حياتها قبل مجيئها الى هذه العوالم، لطالما تمنت ان تعيش الحياة التي تعيشها الان ، مليئة بالمغامرات و الاحلام و الخيال. كيف يمكنها ان تترك هذا كله و تعود الى الواقع الذي لم تنسجم معه يوما.

اخرجها من افكارها صوت طرقات على الباب.

دخلت خادمتان تحملان صندوقا وضعتاه في وسط الغرفة

-انها من سيدي الحاكم لقد ارسلها لك سيدتي.

-ماهذه؟إإإ

-انها ثياب تليق بك سيدتي ويقول لك سيدي الحاكم ان تقبلي هديته المتواضعة سيكون سعيدا بذلك.

-حسنا، قولا له اني قبلت هديته.

بعد خروج الخادمتان فتحت (نوا) الصندوق، لقد دهشت لرؤيتها تلك الملابس الجميلة ، لم تقاوم عدم ارتدائها ، لبست اجملها لقد كان ثوبا فضيا راقيا،احست بنشوة لم تشعر بها من قبل ،فتحت شرفة غرفتها التي تطل على حدائق القصر ثم خرجت اليها رافعة راسها الى النجوم كم تمنت لو تصل اليها و ان تطير عاليا ،اغمضت عينيها وبدات تدور و تدور في مكانها و يداها مفتوحتان وكانها تريد ان تحضن العالم.

وعندما توقفت و فتحت عينيها كادت تموت فزعا عندما رات خيالا يجلس على حافة شرفتها لم تتمكن من معرفته ، وقف و اتجه نحوها تراجعت الى الخلف خوفا منه ولكن عندما اضاء ضوء القمر وجهه عرفت انه (ماسيان).