:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 2 - 9 - 2008
المشاركات: 207
|
نشاط [ abouayoub1967 ]
معدل تقييم المستوى:
213
|
|
عودة الى موضوع التشطيب...
19-03-2009, 14:23
المشاركة 11
ما أود التأكيد عليه في مداخلتي الثانية هاته ما يلي:
ü ما أوردته من معطيات حول الحالة ليس ما يدعيه التلميذ أو ما يرغب فيه بل ما تنطق به وثائق الملف وخاصة بطاقة الغياب التي تشهد على غياباته.
ü التشطيب ليس فعلا عملا إداريا يقوم به المسؤول الاداري بمحض إرادته لمجرد الشك أو حتى إن علم يقينا بانقطاع تلميذ بل التشطيب هو نتيجة للانقطاع ،وينبغي أن تشهد عليه مختلف بيانات التوثيق الاداري اليومية:أوراق الغياب اليومية التي يعبئها الأساتذة،بطاقة الغياب ،التقرير اليومي ...وبدون احترام هذا المسار ،قد نحول الأمر الى عملية عبثية،،،فنتخيل المسؤول الاداري وهو يضع بطاقة الغياب بجانبه ،فيقوم بتعبئتها يوميا حتى إذا أكمل المدة القانونية "المفبركة" ،أقفل الملف..وانتهى الأمر.
ü لا ينبغي تبسيط الأمر بجعله مجرد إهمال أو سهو من المسؤول الاداري،فالأمر ليس كذلك...فقد يكون التلميذ المذكور أوغيره قد انقطع فعلا
وكان في حالة غياب متواصل إلا أنه لم يكن يسجل غائبا،طبعا هنا تأتي مسؤولية الأستاذ...وهل إذا حملنا الأستاذ المهمل المسؤولية سيحل الإشكال...لا أعتقد ،ذلك أن آلية المتابعة اليومية في غاية التعقيد...ولربما تستلزم طاقما إداريا كاملا كل همه أن يتتبع إن كان كل أستاذ قد سجل الغياب أم أهمله ،هل سجل فلان وأغفل علان وهكذا .وإن ضبطنا أستاذا قد أهمل تسجيل متغيب ،فعلينا أن نثبت بالدليل شواهد حضوره ...قد يقول قائل:إن المتغيب يعد في العرف الإداري في حالة تغيب ما لم يبرر غيابه..وبالتالي فحضوره لحصة أوأكثر فعليا أو لإهمال مدرسه لا يعتبر؟؟؟
إن الإطار الاداري أمام وضع شبيه بهذا كمن يسير فوق بساط مليئ بالمطبات، ولذلك ،فمهما حرص ،فإنه غير محمي لأنه يتوخى حصر ما لايحصر..ولنا أن نتخيل الوضع في مؤسسة بدونمكتب الغياب والتلاميذ هم من يتكلفون بورقة الغياب...فيفعلون بها ما شاؤوا ..تشطيب،تمزيق،سرقة،ضغط نفسي وجسدي على المكلف بها ...ما الى ذلك من مسلسل العبث..
وحتى إذا عدمنا الى النصوص المؤطرة،فهي تقفز على التفاصيل وتتحدث في العموميات..وكأنها تقول لك :اذهب أنت ومن معك فقاتلوا..فإن انتصرتم ،فأنا معكم ،وإن تورطتم...فلكم البحر ،فاشربوه
ألا تلاحظون أن العديد من التلاميذ يتغيبون لمجرد تهربهم من تبرير غياب لا مبرر له أصلا..!
ألا ترون معشر الإداريين أن التشريعات التي تؤطر العمل التربوي في بلادنا أضحت متآكلة بسبب عدم التحيين...فمختلف النصوص التي تحكم العمل الإداري اليومي تعود الى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي...وكثيرا ما نجد الواقع اليومي يتجاوزها...
حين يشير النص القانوني أن الشهادة الطبية ينبغي أن يصرح بها التلميذ المتغيب أو ولي أمره خلال 48 ساعة من تاريخ الغياب....هل نستطيع في مدارسنا اليوم تطبيق هذه القاعدة؟
إن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التعليمية،إن كان المخططون له يريدون له فعلا أن يصل إلى المبتغى ،ينبغي أن ينص على مراجعة جذرية لكل هاته التفاصيل وأن يذهب إلى المناطق المظلمة التي غالبا ما نلفها في عبارات أنيقة ،تعجب المستمع لها ،فإذا ما جربها ،اكتوى بلسعاتها..
|