الإدارة التربوية
من المؤسسة إلى النيابة: الدفاع أم الانتفاع؟
/03/2008
بقلم : Mohammed Hathout
عن وجدة سيتي 21/3/2008
في البداية أبارك للأسرة التعليمية تزامن مناسبات عديدة، إذ نعيش هذه الأيام ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، أتمنى على الله أن يهلها علينا جميعا باليمن والإيمان والصحة والعافية في الدين والدنيا.
ففي زحمة الأحداث ، أصدرت جمعية الإدارة التربوية للمدارس الابتدائية بنيابة وجدة أنجاد – كرد فعل - بيانا بلسان نقابي تهاجم فيه البيان الصادر عن الجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM بحثت في ما سمته بالمتغيرات والمستجدات التي عرفتها الساحة التعليمية المحلية والوطنية، وأرهقت نفسها في مناقشة مستفيضة وعميقة لتخرج في النهاية ببيان حقير وفقير لم يحمل أكثر من جمل خطابية تعكس أسلوب التعالي الذي يستعمله بعضهم في تسيير ضيعته الخاصة به والتي اعتقد أن أباه تركها له .
تعود خلفيات هذا الاجتماع إلى الخروقات التي مارسها أحد أفراد هذه الجمعية والذي بشهادة كل من يعمل معه أنه ارتكب خروقات عديدة لخصها أساتذة المدرسة في ملف ثقيل جدا ، مست كل المجالات من نهب وتجاوزات أخلاقية وفضائح مالية وأخطاء إدارية وحدث ولا حرج ... وكأن المؤسسات التربوية أصبحت ماخورا لإشباع العقد وتفريغ المكبوتات، وأخذت القضية مجراها الإداري وصدر في حق المعني بالأمر ما صدر لكن " النقابي الجديد " وهو مدير معروف "بالتبزنيس " في مجال الإعلاميات، ولكونه يعيش داخل مؤسسته بواد الناشف على مجموعة من الخروقات ، قرأ بصورة خاطئة المثل القائل : إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وهذا ما حاول ترويجه لإقناع باقي المديرين بأن الدور آت عليهم لا محال، استنهض الهمم الخائرة والعزائم الغائرة، واستل سيفه الخشبي وأصدر البيان ـ الذي يُعتقد أنه كاتبه ـ يخاطب فيه النيابة وهو يقصد أنه يخاطب النقابة المقصودة.
فإذا نحن قرأنا هذا البيان بنوع من التعقل سنلاحظ أنه لا يخرج عن ثلاثة محاور:
1.
محور الخطابة: يستهله بمجموعة من البنود : الأولى يعتز فيها بالقطاع الذي ينتمي إليه صوريا وليس فعليا، ويحذر من مغبة نشر التفرقة بين صفوف هيئة التدريس، ونحن نقول له تكلم عن هيئة التسيير لا التدريس، فلو كان في لبك مثقال ذرة من الاحترام لهذه الهيئة لعدلت بين الأستاذات في مؤسستك وعدل من معك في مؤسساتهم، ونسأله كيف يتحدث عن التفرقة ونحن نعلم أنكم في هذه الهيئة الخاصة بالتسيير قلوبكم شتى وأنتم تتظاهرون بأن قلبكم واحد ، و الثانية يتطاول على هيأة نقابية بجلال قدرها .
2.
محور الهجوم : التهجم على النقابة والدفاع عن بعض موظفي النيابة التي لا يغادرها، ويقضي جل أوقاته فيها أكثر مما يقضيها في مؤسسته، حيث اتخذ من مكتب " الكتابة الخاصة " للسيد النائب مكتبا له ، والنيابة مرتعا له ، وسخرت له جميع إمكانات النيابة من معطيات ومعلومات على كل موظفي إقليم وجدة أنكاد بدون حسيب ولا رقيب ، على مرأى ومسمع من السيد النائب الإقليمي ، ومستغلا جهل المسؤول المكلف بمصلحة الموارد البشرية في المجال الإعلامي ، وفي هذا المحور استعرض نوعا من الخطابة التي تشبه جعجعة بدون طحين، بحيث رتب الكلمات ورصف المعاني بنوع من الغباء لأنه احترم الجملة ولم يحترم معناها ( انظر البند العاشر في بيان جمعية الإدارة التربوية للمدارس الابتدائية بنيابة وجدة أنجاد ).
3.
محور التهديد و الوعيد: التهديد الذي وصل فيه إلى القول بمقاطعة البريد، فأين مصلحة رجال ونساء التعليم ؟ وما مصير المراسلات ؟ واختتم بمصطلح جديد في الإدارة العمومية: تقديم استقالة جماعية، لمن تقدم هذه الاستقالة ؟ هل تعني ما تقول ؟ أم تتكلم هكذا كما يتكلم طفل في الشارع، أو عجوز في جلسة سمر عائلية ؟ إن التهديد بإلقاء المفاتيح أمر فيه نوع من المغالطة و التخويف ليس إلا، وهذا التهديد لن يصدر من إداري قطعا، لأن الإدارة تفرض نوعا من الالتزام الأخلاقي و القيد الوظيفي ( راجع التشريع المدرسي ) ، أم أنك تصدر بيانا نقابيا ، هل هي استقالة أم إقالة ؟ إننا نعرف ألأنفس المريضة على الكراسي و التعالي ، إنكم لن تجرؤوا على فعل ذلك أبدا ، فالمثل الشعبي يقول " اللي ما يقدرش يضرب ياخذ حجرة كبيرة " لقد أنطقك الله بكلمة حاولت كتمانها، إنك تخاطب النقابة بشعورك اتجاه النيابة.
لقد تم استغلال بعض المديرين ببشاعة، وتم جرهم من حيث لا يدرون إلى معركة مواجهة تنظيم نقابي عمله مراقبة الإدارة والتشارك معها لحل مشاكل رجال التربية و التكوين، فهل سيفهم السادة المديرين ما يحاك ضدهم في الخفاء ؟
لقد أبان بيان جمعية الإدارة التربوية للمدارس الابتدائية بنيابة وجدة أنجاد عن جانب من الأشياء التي كنا ننبه إليها في الكثير من الاجتماعات. تعقل أيها المدير" النقابي الجديد " إنك مسؤول عن مؤسسة ولست مسؤولا عن مكتب بالنيابة إذا كنت قد نسيت.