:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 24 - 1 - 2008
المشاركات: 20
|
نشاط [ sergmed ]
معدل تقييم المستوى:
0
|
|
البرود والحبرة
11-09-2008, 12:28
المشاركة 21
ج- البرود والحبرة
تعريـف :
البرد ثياب عربية معروفة([1])، والبرد والجمع أبْرَادٌ وأبْرُدٌ وبُرُودٌ: أكسية يلتحف بها، وقال الجواهري: كساء مربع فيه صغر تلبسه الأعراب، وقال المجد: أكسية يلتحف بها([2])، وقال ابن سيدة: البرد ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي([3]). ويقال برد وشيٌّ من الوشي والوشي: النقش والموشي منه([4]) والبرد السيراء ضرب من البرود , برد مسير مخطط([5]).
وقد جاء عن السلف أنه r قد لبس البرود, وكانت محببة إليه،و عن مؤمل بن إسماعيل أخبرنا سفيان عن ابن جريح عن عطاء أو غيره عن ابن يعلى عن أبيه قال: "رأيت النبي r يطوف بالبيت مضطبعا ببرد أخضر". رواه أبو داود([6]). وقال عبيد الله بن إياد، عن أبيه عن أبي رمثة، قال: "رأيت النبي r وعليه بردان أخضران". إسناده صحيح ورواه الترمذي([7]). والبرد الأخضر هو الذي فيه خطوط خضر([8]). وعن عارم بن الفضل، أخبرنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمر وعن زر بن حبيش الأسدي قال: "جاء رجل من مراد، يقال له صفوان بن عسال إلى رسول الله rوهو متكئ على برد له أحمر"([9]). و قال ابن سعد في طبقاته أخبرنا سريح بن النعمان، أخبرنا هشيم، أخبرنا حجاج عن أبي جعفر محمد بن علي، أن رسول r كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر ويعتم يوم العيدين الصفرة([10]). وقال أيضا ,أخبرنا موسى بن إسماعيل وسعيد بن سليمان قال: حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله، قال كان رسول الله r يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة([11]). وجاء في صحيح البخاري، حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك عن إ**** بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، بن مالك قال: "كنت أمشي مع رسول الله r وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله r، قد أثرت بها حاشية البرد، من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول اللهr، ثم ضحك ثم أمر له بعطاء"([12])، ونجراني نسبة إلى نجران بلدة باليمن([13]).
وقد اشتهرت برود تزيد عند العرب, وضرب بها المثل، وإليها تنسب البرود الفاخرة، وتزعم أنها قبيلة للجن([14]). واكتسبت البرد اليمانية هي الأخرى شهرة كبيرة بين الجاهليين، وبقيت شهرتها في الإسلام، وهي ذات ألوان, وفي كتب الأخبار إن وفد رؤساء مكة حينما ذهبوا إلى سيف بن ذي يزن، لتهنئته ودخلوا عليه في قصر غمدان ووجدوه متضمخا بالعنبر يلمع بيض المسك في مفرق رأسه، وعليه بردان أخضران، قد ائتزر بأحدهما([15]). وربما كان يلبس بردين يمانيين أو سحوليين من هذه الغلاظ([16]) قال الترمذي في شمائله: حدثنا عبد حميد حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي r خرج وهو متكئ على أسامة بن يزيد عليه ثوب قطري قد توشح به وصلى بهم، وقطري: منسوب إلى قطر بكسر القاف، بلد باليمن يجلب منها برود فيها حمرة ولها أعلام وفيها الخشونة([17]).
ومن ضروب البرود التي لبسهاr: البرد الحِبَرَةُ وهو الحِبْرُ والحَبِيرُ، وقد حَبَّرَهُ أي نقشه([18])، وقال القرطبي: سميت حبرة لأنها تحبر أي تزين والتحبير التزيين والتحسين([19]) والحبرة بوزن عنبة، برد يماني يصنع من القطن وكانت أشرف الثياب عند العرب([20]), وقيل هي من برود اليمن تتخذ من كتان أو قطن مخططة بخطوط حمر وربما كانت بزرق أو خضر([21]). قال الهروي: الحبرة موشية مخططة، وقال الداودي لونها أخضر([22]). وكانت أحب اللباس إلى رسول اللهr، عن قتادة قال: "قلنا لأنس بن مالك أي اللباس كان أحب إلى رسول الله r أو أعجب إلى رسول الله قال: الحبرة([23]). وعن محمد بن المثنى حدثنا معاد بن هشام حدثني أبي عن قتادة، عن أنس قال: "كان أحب الثياب إلى رسول الله r الحبرة"([24]). وإنما كانت أحب إليه لِلِينها وموافقتها لجسده الشريف فإنه كان على غاية من النعومة واللين ونحو الخشن يؤذيه([25]). ولأنها أكثر احتمالا للوسخ من غيرها([26]), وقال ابن بطال: إنما كانت أحب إليه r لأنها فيما قيل لونها أخضر وهو لباس أهل الجنة([27]). وقال صاحب المختصر في الشمائل المحمدية وشرحها، ولا يعارض لبس الحبرة ما تقدم من أن أحب شيء إليه القميص، لأن ذلك بالنسبة لما خيط، وهذا بالنسبة لما يرتدى به([28]), وقال محمد بن إ****: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله r لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء، وأن رسول الله r ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى أن عُثْنُونَهُ ليكاد يمس واسطة الرحل([29]). وقال الترميذي في شمائله: حدثنا محمد بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة هم أبيه قال: رأيت النبي r وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بريق ساقيه، قال سفيان: أراها حبرة([30]). وقال معن بن عيسى حدثنا محمد بن هلال قال: رأيت على هشام بن عبد الملك برد النبي rمن حبرة له حاشيتان([31]). عن أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي rأخبرته أن رسول الله r حين توفي سجي ببرد حبرة([32]).
([1])- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ص 101.
([2])- عون الباري لحل أدلة البخاري للإمام العلامة أبي الطيب صديق حسن علي الحسيني القنوجي البخاري شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، دار الرشيد –حلب- سوريا، الطبعة 1404 هـ , 1984، ج 5، ص 273.
([3])- لسان العرب، ج 1، ص 368.
([4])- التلخيص في معرفة أسماء الأشياء، ج 1، ص 199.
([5])- نفسه, ج 1، ص 198.
([6])- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 453 / الأنوار المحمدية، ص 252.
([7])- أخلاق النبي، ص 101 / الوفا بأحوال المصطفى، ج 2، ص 566 / الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية، ص 252 / زاد المعاد، ج 1، ص 145 / نهاية الأرب، ج 18، ص 285 / مرآة الجنان، ج 1، ص 38 / الشمائل المحمدية، ص 74.
([8])- زاد المعاد، ج 1، ص 145.
([9])- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 451.
([10])- نفسه, ج 1، ص 451.
([11])- نفسه ,ص 451 / أخلاق النبي، ص 100 / كنز العمال، ج 7، ص 121 / الوفا بأحوال المصطفى، ج 2، ص 566.
([12])- صحيح البخاري, كتاب اللباس, باب البرود والحبرة والشملة, ج 7، ص 267 / الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1، ص 461 / الوفا بأحوال المصطفى، ج2, ص 566 / أخلاق النبي، ص 101 / نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري، ج 18، ص 287.
([13])- نفسه، ج 7، ص 267.
([14])- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 5، ص 54-55.
([15])- نفسه، ص 54.
([16])- إحياء علوم الدين، ج 4، ص 246.
([17])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 70 / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 483.
([18])- التلخيص في معرفة الأشياء، ج 1، ص 199.
([19])- فتح الباري، ج 10، ص 340 / عون الباري، ج 5، ص 272 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 100.
([20])- نفسه, ج 10، ص 340 / عون الباري، ج 5، ص 272.
([21])- شرح الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ج 1، ص 100.
([22])- فتح الباري، ج 10، ص 340.
([23])- صحيح مسلم, كتاب اللباس والزينة, فصل لباس الحبرة رقم, ج 3، ص 1648 / الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1 ص 455 / أخلاق النبي، ص 99 / نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري، ج 18، ص 486.
([24])- صحيح مسلم, كتاب اللباس, والزينة فصل لباس ثياب الحبرة, ج 3، ص 1648 / صحيح البخاري, كتاب اللباس باب البرود والشملة, ج 7، ص 268 / الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 72 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 100، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج 1، ص 38.
([25])- شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 100.
([26])- نيل الأوطار، ج 1، ص 100.
([27])- عون الباري، ج 5، ص 272.
([28])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 72.
([29])- سيرة ابن هشام، ج 3، ص 555.
([30])- الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، ص 72 / شرح الشمائل المحمدية، ج 1، ص 100.
([31])-نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري، ج 18، ص 486 / الأنوار المحمدية، ص 254 / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 7، ص 493.
([32])- صحيح البخاري, كتاب اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، ج 7، ص 269.
|