الحلقة : 5
لامناص من الفرعية(1/2)
بحكم تخصصي في مادة الاجتماعيات، علمت أنني متواجد على السفوح الشرقية لسلسة جبال الأطلس الصغير.وتيقنت أن الصلة منقطعة مع العالم الخارجي.ولم يبق أمامي إلا الفرعية.استفسرت عنها زملائي، فأخبروني أنها منزوية وراء الجبال غير بعيد عن المركزية ب9 كلم وهي فرعية صغيرةبها حجرة دراسية واحدة من البناء المفكك، كما حذروني من شخص في الدوار يدعى" الفقيه"وبأن علاقتي بالدوار ستحددها طبيعة علاقتي بالفقيه، فإذا كانت طيبة مع الفقيه، فهي طيبة مع الدوار، وإذا كانت متوترة مع الفقيه، فهي متوترة مع ساكنة الدوار، هذا ما أخبرت به، وأضافوا أنه ينقل الأخبار للسيد المدير وأنه كان السبب في تأجيل ترسيم الأستاذ السلاوي الذي عمل سنة واحدة بهذهالفرعية،ذلك أن السلاوي لم يتأقلم مع ظروف العمل والاستقرار،ربما أصيب بصدمة نفسية،حين كان يدخن كثيرا، ويجلب معه الحشيش من مدينة سلا
ولما يتحشش، يتقابل مع ساكنة الدوار ويتبول ، نهاه الفقيه،لم ينته،وحين سئل عن سبب تبوله
على الدوار أجاب:
ـ أنتم السبب في تعييني،
ـ وكيف؟
ـ لو لم تسكنوا هنا،لما كنت عينت هنا .
حينها تأكد أن الأستاذ طار ليه لفريخ فأخبر الفقيه المدير ،وتم تأجيل ترسيمه بجرة قلم السيد المدير.
انتقلت،وتركت الأستاذ السلاوي يجتر همومه وقد قضى 7 سنوات،وضعيته معلقة،لا هو مرسم حتى يشارك في الحركة الوطنية المشروطة بالترسيم ،ولا هو مؤقت. قرار إداري صعب، المسكين كان في حاجة إلى طبيب.
رغبت في التعرف على الفقيه،مسألة وقت لا غير.
إقامة السيد المدير في المركزية لا تتعدى أسبوع واحد،ريثما يتبث الأساتذة في أماكنهم،ويعود لقريته،ينعم بالراحة المديرية إلى حين اقتراب العطلة،فتراه يشمشم من سافر،ومن بقي،يراسل الرباط مباشرة،والسعادة تغمره،بدوري، حصدت خلا ل سنتين عملتها معه،على انقطاعين عن العمل وثلاثة اقتطاعات لازالت تؤثث ملفي الشخصي إلى اليوم.
يعتمد في ضبط الغياب على مخبرين من ساكنة الدواوير، يمدونه بكل المعلومات،من بينهم الفقيه
لا يهمه أنت تعمل أم لا،يهمه فقط التواجد،التواصل منعدم بينه وبين الأساتذة أصلا،ومما
زاد في الطين بلة،رفض بعض الأساتذة دفع مبلغ 200درهم للواحد، للسيد المدير،مقابل توقيع
محضر الخروج الفارط في أكادير عوض الحضور إلى المركزية.
لاشك أنه عرف رؤوس الفتنة،وعملية الانتقام بدأت،تراه يحرك الأساتذة كالبيادق،من كان يعمل
في الفرعية، أصبح يعمل في المركزية، ومن كان يعمل بالمستوى الخامس أصبح يعمل بالمستوى الثاني أو الثالث، مزاج السيد المدير، ولا راد لمزاجه إلا الله.