يد الأمن المشلولة.

[العقرب الأحمر]

يد الأمن المشلولة.

منذ تفكيك مجموعات شرطة القرب، والأوضاع الأمنية بالبلاد تزداد سوءا، حيث أصبحت العديد من المدن المغربية تعيش على إيقاع العديد من الجرائم المتنوعة، والتي ترمي إلى تهديد أمن وسلامة المواطنين في حياتهم وممتلكاتهم، في المقابل تجد عناصر الأمن عاجزة عن حمايتهم، بل حتى حماية عناصرها التي تعرضت في أكثر من مرة إلى هجومات من طرف الخارجين عن القانون، الذين أصبحوا أسيادا للقانون بفضل شرائهم للذمم،وتقاعس بعض رجال الأمن عن أدائهم لمهامهم، منهم المغمور الذي يكتفي بوضع نظارات سوداء ويدخن "المارلبورو" معتقدا نفسه "طوم كروز" لا يصلح لشيء فقط أداء أدوار سينمائية بئيسة على الغلابى والدراويش، أما مع أباطرة الإجرام فتجده متواضعا ومطواعا، ومنهم من يعتبر أن الأجرة التي يتقاضاها لا تفرض عليه تعريض حياته للخطر، سيما وأن إدارته بخيلة جدا معه فيما يخص التحفيزات والترقيات، كما أن القانون قد لا يرحمه في كثير من الأحيان، خاصة فيما يتعلق بالتدخلات وتحديد المهام، مما يجعل الشرطي عاجزا عن التدخل في الوقت المناسب، إذ عليه أن يعلم رؤساءه، وينتظر مؤازرة زملائه، فحتى استعمال سلاحه الناري، فهو مرهون بشروط عديدة ومحرجة، قد تجعل الشرطي يفكر ألف مرة ومرة، قبل أن يطلق رصاصة واحدة، وهنا أتذكر قصة أحد ضباط الشرطة، حين وجد نفسه وجها لوجه مع أحد الخارجين عن القانون، أثناء مداهمة فرقة من الشرطة القضائية له، حيث اتجه المجرم مهرولا نحو ذاك الضابط شاهرا في وجهه سيفا، مما جعل الضابط يطلق عليه رصاصة أصابته في ساقه، نقل على إثرها إلى المستشفى، ثم أدانته المحكمة بسنتين سجنا نافذة، وبعد خروجه من السجن، رفع دعوى قضائية ضد الضابط، الذي مثل أكثر من مرة أمام قاضي التحقيق، ولولا معرفة الضابط جيدا للقانون، لأصبح في خبر كان، خاصة ونحن نعلم أن بعض الجمعيات تتعطش لمثل هذه القضايا.
لقد أصبح الوضع الأمني بالمغرب مقلقا جدا، أمام تنامي ظاهرة العنف والاعتداءات بالسلاح الأبيض، والسرقات، واعتراض سبيل المارة والضرب والجرح العمديين نهارا جهارا، وكأن الأمن في قيلولة .. طبعا ما كان ليحدث مثل هذا في عهد شرطة القرب، حيث كان يكفي أن تنوي رجل أمن حتى تجده أمامك إما بدراجته النارية أو بسيارة رباعية الدفع، أما الآن ف"الحاضي الله"، فقد يتطلب منك الأمر انتظار ساعات طوال حتى تلمح سيارة نجدة، خاصة في الليل، وأنت أيها المسكين ممنوع من حمل أي أداة تدافع بها عن نفسك، لأنك إذا ضبطت بشيء من ذاك فانتظر أقسى العقوبات، لأنك تجهل القانون، في حين تجد المجرمين أصبحوا فقهاء في القانون، وكما يقول المثل " اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب".
صراحة، ورغم كل التبريرات التي قيلت في الموضوع، فأنا لم أستسغ بعد فكرة تفكيك تلك الفرق، كان على المسؤولين أن يعالجوا الداء قبل الاستئصال، وأن يفكروا جيدا في الفراغ الأمني الذي سينتج عن تفكيك تلك الفرق. ثم لماذا لا يتم الاستعانة بالقوات المساعدة والجيش، بدل الاحتفاظ بهم في الثكنات، مادامت الجهات الأمنية تشكو من قلة الموارد البشرية.
الآن بتنا نلمح عصابات مدججة بالسيوف والعصي، وحتى الكلاب المدربة، وكأننا في الأدغال، مشاهد من الرعب والخوف، ما كنت أعتقد أن أراها في مدينة قيل أنها عاصمة العلم، وقيل أنها مدينة سياحية.. لو كانت هوليود، لقلنا أن الأمر يتعلق بتصوير شريط سينمائي، أما وأن الأمر ليس كذلك فما عليك إلا أن تقرأ سورة ياسين، لعلها تنفعك مع أولئك الوحوش، الذين وللأسف يجدون من يحميهم.

جريدة الخط الأحمر

[أبو الزهراء]

أصبت أخي الكريم،فأمننا يفتل عضلاته فقط أمام الشيوخ و الأرامل و الرضع و المعطلين ،و عدا ذلك فيده مشلولة