.·°·.¸{السـلام .·°·.¸{}¸.·°·.عـليـكم }¸.·°·.
إن إعداد الجيل إعداداً تربوياً كاملاً لا يكون بالعلم وحده؛ فالمعلومات بحد ذاتها لا تصنع مجتمعاً سوياً ولا تبني جيلاً ناضجاً، بل ولا تنفع دنيا وآخرة، ما لم تكن معززه بالعلم والأخلاق الذي هو ثمرتها وغايتها. فينبغي أن تكون همة المعلم والمعلمة أكبر من مجرد نقل المعلومات والمقررات إلى أذهان الطلاب والطالبات، فلا بد أن تتضح الرؤية ويتحدد الهدف بأن مهمتهم صقل العقول وبناء الشخصية، وتقويم السلوك والمساهمة في صناعة الأمة وتكوين مستقبلها.
إن المعلم مطالب بأن يبني الدين والخلق في قلب الطالب، ويخرج ذلك الإنسان السوي في تفكيره ومشاعره وأقوله وأفعاله.
ومن السهولة أن يصل المعلم إلى هذا المستوى التربوي الناجح إذا تابع سؤال نفسه بصدق، وحرر الإجابة بنزاهة، وهو يقوم بمهمته التعليمية:
- هل أنت تتعامل مع الإدارة لتسلم من عقابها، أم أنك تتعامل مع الموجه لتسلم من عتابه، أم أنك تتعامل مع الله الذي يعلم السر وأخفى؟
فمراقبة الله واستشعار اطلاعه أثناء أداء المعلم مهمته سيحميه من كثير من الآفات التي تعيق عمله، وتحبط فاعليته، وسيكون ذلك دافعاً له للعطاء والإنتاج.
المعلم المخلص الجاد مرابط من المرابطين؛ فهو مرابط على ثغور التعليم أن تهب من خلالها رياح الانحراف والفساد، وهو مرابط لحماية العملية التعليمية من كل وسائل النقص وخطوات التغيير السلبي، وهو مرابط كذلك لحماية الجيل من تيارات الانحراف ومؤثرات الفساد وقرناء السوء، وحتى من البيت المنحرف أحياناً.
ولكي يكون للمعلم أثره التربوي الفعال، فلا بد له أن يحرص على ائتلاف قلوب الطلبة، حيث إنه لا يمكن أن يصل إلى عميلة التغيير الإيجابي إلا من خلال كسب القلوب بالوسائل المباحة والمشروعة. والأصل الشرعي ينبهنا إلى ذلك، لاسيما عند مباشرة التوجيه والتأثير قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: من الآية 159)
1ـ البشاشة وحسن اللقاء؛ حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه البخاري) فليس من شرط المعلم أن يكون عابساً مقطباً لا يبتسم ولا يضحك؛ بل إن البشاشة والهشاشة من الرفق الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: {إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه} (رواه ابن حبان).
2ـ الهدوء: وعدم مقابلة غضب الطلبة وأصواتهم بالمثل، وتجنب الألفاظ السيئة من السب والشتم والتعيير.
3ـ الوفاء بالوعد: فهو من خلق المؤمن، فإذا وعد المعلم أحد الطلبة بمكافأة أو بحث مسألة فليجتهد بالوفاء بذلك.
4ـ العدل: فإن التمييز بين الطلبة يحدث الغيرة بينهم وسوء الظن بالمعلم، نعم قد يخص طالباً مميزاً بحسن خلقه وأدبه ويثني عليه؛ ليسعى هو وزملاؤه على الاجتهاد وطلب الازدياد.
5ـ أن يؤكد المعلم للطالب باستمرار أنه ناصح له ومخلص في إيصال الخير له.
6ـ عدم إدخال الإدارة في المشكلات ما دام هناك سبيل إلى حلها، مع تحمل أخطاء الطلبة ومساعدتهم في الخروج من المشكلات.
إن الشدة تجعل بين المعلم وبين الطلبة فجوة كبيرة؛ فالدين المعاملة، ولكن لا بد من الوسطية، حيث إن هناك طرفاً متساهلاً من المعلمين لا يهتم بالمقرر، ولا بالتصحيح، ولا بالعدل، يأخذ الأمر بكل رخاوة وعدم جدية، متساهل ولا يراعي الأمانة، فأين هم من قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} (الأحزاب:72)؟!
فالكثير لا يعطي التعليم حقه، لا من حيث تحضير المادة، ولا إلقائها، ولا من حيث مراقبة الطلبة في الحضور، ولا من حيث الاعتدال في الأسئلة والتصحيح، بل ربما يتقربون إلى الطلبة بتسهيل المقرر دون مراعاة الأمانة، فالمقصود الاعتدال والواقعية ومراعاة الظروف.
تحية خاصة الى طاقم الاشرافــ و الى اعضاء فريق العمل
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته