قلبي يعتصر.. اللهم إنا مغلوبون فانتصر
مايسة سلامة الناجي
الاثنين 27 ماي 2013 - 19:40
مغنية تغني فبلادي بسليپ! مغرب الأمازيغ، مغرب الأدارسة، مغرب طارق بن زياد، مغرب فاطمة الفهرية، مغرب فتح بالإسلام الغرب، مغرب لم تقدر عليه الإمبراطورية العثمانية.. ولا أحد من أبواق الأحزاب تكلم، ولا أحد من خدام المساجد فتح فاه!! وا إسلاماه!!!قهرونا بالسلطة والمال، قهرونا بالمعنى الحقيقي لكلمة قهر، لنحس أمام هذه الفتنة العظيمة الطاغية المهولة بالضعف والفقر، لنحس بهزالة قدرتنا على التغيير، على إحداث فرق، على أننا نعني شيئا لولاة الأمر. قهرونا بالنفوذ، قهرونا وحبسوا ديننا بين الحدود، فرقونا وجمعونا على الفسق وجعلوا الفسق سبب الوجود. قهرونا يا رب، قهرونا وقلوبنا تعتصر وتئن، قهرونا وأرواحنا إليك تحن، قهرونا يارب حتى أصبحنا نساوي معنى الجبن!
أنا مقهورة مما أرى، وآسفة على ما جرى، وغضبي حبيس صدري يكاد يتفطر وينفجر، وليس لي إلا القلم به أشكو وأعتصر، أفرج به عن نفسي وأبكي به مع قرائي على واقعنا المرير، على أملنا الضرير، على إسلامنا الذي سجناه في المساجد حتى أصبحنا غرباء بإيمان أسير! أنا آسفة على ما ينشر الإعلام، آسفة على هزالة الأقلام، آسفة لأني امرأة ضعيفة لا أملك أن أدافع عن الهوية والإسلام. حزينة جدا، لا أكاد أقرأ شيئا أو أرى صورة لعارية أو فاجرة أو قينة على منصة يصفق لها الآلاف من الشباب التائهين الضائعين إلا وامتلأت الجفون بالدموع وتقطعت الأحشاء ألما على ضعفي المستكين، حزينة على الشعب المسكين، الذي يرفض ولا يقدر أن يمنع، يصرخ ولا يقدر أن يدفع، يشجب ويستنكر ولا أحد لصوته يسمع!!
أعتذر منكم، والله، لا أملك إلا الكلام، ليس لي إلا دموعي لأدافع عن الإسلام. هرمت وشخت أمام الحاسوب، أتحسر على مقالات ومقالات أنشر فكرة صغيرة عن الستر والقوامة أمام أطنان من الشتائم والشبهات، لأقنع بعضا من الشباب.. فيأتي الفسق الدجال لينشر الفكر المغاير في أيام ويهدم ما حاولت أن أبني ويجعل تفاؤلي بنهضة غبارا من سراب. أتحسر، لهذا الدين الحبيب، وأخاف أن أكون من الجيل الذي سيجعل من الإسلام الغريب! ماذا عساني أن أفعل وامرأة تغني بالملابس الداخلية، ثم قالوا عمن يشجب بدافع الدين أن فكره عنصرية! ماذا عساني أن أقول، والكلام في هذا المقام يزول.
مهرجان السينما.. ووليد توفيق.. وآراب آيدل.. وأسبوع المسرح.. وريهانا.. ومهرجان الموسيقى.. وسهرة السبت.. ودنيا باطما.. وإكس فاكتر.. ونغمة وآتاي.. وليالي الطرب.. والفائز بأحس صوت.. وكوميديا.. ومهرجان الضحك.. والبنادر.. والتعارج والشيخات.. إلى أين المفر؟ إلى أين الهروب؟ إلى أين السبيل! وحسبنا اللـه ونعم الوكـيل. لولا الأمل في قوله تعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين"، لاعتزلتهم إلى الكهف حتى يجعل الله من أمرنا مخرجا أو يأخذنا مع السابقين! قلبي يعتصر.. اللهم إنا مغلوبون فانتصر..