"ام احمد" بائعة الميرمية
عين على غزة واخرى على اطفالها خوفا من إسرائيل....؟
صورة قلمية كتبها مراسل ايلاف في القدس ملكي سليمان: جلست " ام احمد" بائعة الميرمية على حافة الطريق المحاذي لسوق الخضار المركزي والمؤدي الى ميدان المنارة بمدينة رام الله مستغلة حالة الشلل التام التي اصابت المدينة بفعل الحداد استنكارا للهجوم الإسرائيلي على غزة لعلها تفلح في بيع ما استطاعت يديها حمله الى المدينة , فهي تارة ترمق بطرف عينيها المارة لعل احدهم يسألها عن سعر ربطة ميرمية " ضمة" وتارة اخرى تتحدث بالم وحزن شديدين الى زمليتها البائعة حول مايدور من مجازر في غزة على ايدى قوات و طائرات ودبابات إسرائيل.
ففي هذه الظروف الطارئة والمرشحة لوقوع مجزرة اسرائيلية جديدة في اية لحظة يجعل منا متابعة مجرى الاحداث, وتقول ام احمد التي تسكن احدى القرى المحيطة بالمدينة : كل لحظة اسأل بائع النشريات الذي يقف بجانبي ويتابع الاحداث في غزة وغيرها من المناطق عبر مذياعه الصغير بشكل مباشر عن كل حدث طارئ, مشيرة الى انها ومنذ الانتفاضة الاقصى الثانية تبيع ما تنتجه اراضها وبخاصة حديقتها البيتية قرب هذا السوق لكي توفر الطعام لاطفالها الخمسة بعد هجرها زوجها وتزوج بغيرها ثم سافر الى بلاد بعيدة وانقطعت اخباره تماما ولذا فهي تخاف على اطفالها كلما تفجرت الاوضاع الامنية في البلاد وتبقى على اتصال مباشر مع الاطفال من خلال الهاتف النقال لكي تطمئن عليهم من هجمات الجنود الإسرائيليين الذين يحاصرون منزلها كلما حدثت صدامات في قريتها لقربه من مركز قريتها, ولكونها تمضي سحابة يومها حتى الغرب في المدينة واحيانا يفرجها الله وتنهي بيع خضارها بعد العصر.
وتضيف ام العبد: بصراحة الاوضاع تسوء يوم بعد بعد سواء الاوضاع الامنية ام السياسية ام الاقتصادية سيما بعد ان صعدت اسرائيل من عدوانها على ابناء شعنبا في ظل الصمت الدولي والعرب ما يجري في غزة وغيرها من المحافظات,وتردف ام احمد فتقول: صحيح " انا مش متعلمة ولا بفهم في السياسة بس الوقت اللي عشته طوال سنوات الاحتلال " علمني الكثير.
وشهدت محافظة رام الله والبيرة كغيرها من محافظات الضفة الغربية اضرابا تجاريا تاما واغلقت المحال التجارية والاسواق ابوابها وكذلك المؤسسات التجارية والبنوك والمنشات الاقتصادية والدوائر الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات باستثناء الافران والمستشفيات والمراكز الصحية التي شهدت اقبالا محدودا من المراجعين والمرضى, كما وشهدت شوارع المحافظة حركة سير محدودة فيما خلت بعض الشوارع من المارة سيما خلال ساعات الصباح سوى من افراد شرطة السير والاجهزة الامنية الاخرى وبائعي الصحف وعدد من سائقي التكسيات والمواطنين الذين تجمعوا قرب ميادين المدينة لمتابعة ما يجري من عمليات *** الطائرات الاسرائيلية لقطاع غزة عبر شاشات التلفزة والاذاعات المحلية والرسمية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي قطعت برامجها الاعتيادية واصبحت تبث ضمن موجة مفتوحة وذلك منذ اللحظات الاولى لبدء الهجوم الاسرائيلي او كما اطلق عليه الاسرائيليون ب " عملية صب الرصاص" فيما فضل عدد كبير من السكان التزام منازلهم ومتابعة اخبار غزة وبقية المناطق من خلال ما تبثه الفضائيات ومحطات التلفزة المحلية.
ويقول بسام محمود الموظف الحكومي : انه يتابع الاحداث بشكل مباشر ومنذ اللحظة الاولى للهجوم الاسرائيلي مشيرا الى انه يخفى على اطفاله الذين يشاهدون الجثث المشوهه واثار الدمار الذي الحقته الطائرات الاسرائيلية واطفال المدارس الذين كانوا يبكون ويصرخون ولكنه لا يمن ان يمنع اطفاله من متابعة الاخبار ومشاهدة كل شئ.
ويقول المواطن صيام 56 عاما بصراحة لم يمر علي هجوم بهذه البشاعة سواء من حيث عدد القتلى الكبير او الجرحى والدمار والتخريب وحالة الرعب التي سيطرت على اطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة مشددا على انها فرصة للشعب الفلسطيني للوحدة ونسيان الاحداث التي سبقت الهجوم.
اخيرا قال وجيه اسعد 40 عاما انه بقي طوال الليلة الماضية سهرانا يتابع الاحداث والمستجدات الميدانية في غزة مشيرا الى ان لديه تخوفا من ان تتوسع وتستمر العملية العسكرية الاسرائيلية وتدخل القوات البرية الاسرائيلية الى غزة مما يلحق المزيد من الضحايا والتدمير والتخريب هناك, معربا عن امله ان يتوقف الهجوم الاسرائيلي في اسرع وقت اذا مارست الدول الكبرى الضغط على اسرائيل لان لها اي الدول الكبري ايضا مصالح مع الدول العربية والفلسطييين ويجب ان تستخدم الدول العربية سلاح النفط للضغط على هذه الدول.
" ام احمد" بائعة الميرمية من غزة
المواضيع المتشابهه
