20-02-2010, 14:58 أبو عداس
بيان من إمارة الهجاء
أما قد وبلغنا تطاول اللولو علينا وإقدامها على هجونا فقد كان حريا بنا أن نترك اعتزالنا ونعيد الامور إلى نصابها ونقطع ألسنة السوء
وهده مفلقة في حقك يا لولو فرديها إن استطعت
على ماض بكوا فما بكاك لقادم *** ويا بئس نصر بات بطعم الهزائم
والحب مدامة لو جئت تذوقها *** لقيت منها أمر من ضرب الصوارم
فكيف صبري والجفون هدب كليلة *** خمائل أظلت بياض الخدود النواعم
كأن كفها في غرامي كف غمامة *** إذا رقت فاضت علي بألوان المظالم
ومن أظلم من حبيب وفاك غدره ** فإن شئت عدلا في الهوى فلا تخاصم
نثرت في ساح الدفاتر لما طرقتها** قصيدي كما نثرث صنوف الدراهم
وكل مكرم الناس من حسن عطائه** وما عطائي فيها إلا حز الجماجم
فبات الغلاق فيها يحتسب البلا ** وباتت التدلاوية في نواح المآتم
شردمة كلما طلع المفلق عليهم ** كان كطلوع الضرغام على البهائم
فقتلت حتى كأن الرؤوس لعبتي ** وحتى كأن من سالمت لم يسالم
فما لها طلعت بعد اعتزالي مولولة** كالدود من رفات غلاق أو جثة هادم
تطن كالذباب يتباهى بخرطومه ** كبرا إذا ما حام فوق رأس النائم
أو كالقرادة تنازع الثور قرنه ** حمقا وقد باءت منه بدهس القوائم
وبين الشعر لو تدرين والماء نسبة ** ففي شعرك يا هذه ريح الماء العادم
ومن فساد العقول ان ينتقص فاضل ** بحلم حتى عد عفوي بعض جرائمي
يا لولو الغباوة فعل الملوك فعالنا ** وفعلك يا هذه لا يليق حتى بخادم
وإسمك يا هذه سبق الفعال معرة ** فاسألي أهل مصر عن أسماء "العوالم"
أمطت اللثام منكم عن كل خسيسة ** فلم أجد أحط منك في شح المكارم
يا هذه لغة الضفادع تلك لغاتكم ** ولغاتنا ينبيك عنها زئير الضراغم
أنا قد عرفت الغواني قديما وعرفنني** فما خلت أن لبعضهن عقول البهائم
أما إن القبح لمثلك يا هذي نعمة** لست تبلغينها ولو بارتقاء السلالم
حتى ليهرع القرد من مرآك مدبرا ** ويفزع الخنزير رعبا إلى التمائم
ولو لم يكن نسب الإنسان للقرد فرية ** لطربوا براسك هذا أقرب الجماجم
أنا اعتزلت حربكم فدعوا تطاولا ** فحظكم منه حظ الضباع من الضراغم
ويا لولو لو كان مرامك مني مناحة ** فقد أتحفتك من هجوي بسود المآتم
غلاق لطالما توعدت والسيوف لوامع** بهذه اللولو ومن قبل توعدت بهادم
فما وجدت لهم ولا لك من فضيلة** ولا زال تنكيلي بكم بعض ملاحمي
فدعوا حربي فإني قد نبذت ساحة ** يكون لخير الأعداء فيها لسان الأعاجم