التعثر الدراسي:العوامل و الآثار و سبل تجاوزها(دراسة ميدانية) - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية منتدى عام متخصص في مواضيع التكوين والاستعداد للامتحانات المهنية والمباريات الوظيفية

أدوات الموضوع

dar kebdani
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 16 - 6 - 2009
المشاركات: 7
معدل تقييم المستوى: 0
dar kebdani في البداية
dar kebdani غير متواجد حالياً
نشاط [ dar kebdani ]
قوة السمعة:0
قديم 19-06-2009, 10:46 المشاركة 1   
افتراضي التعثر الدراسي:العوامل و الآثار و سبل تجاوزها(دراسة ميدانية)

بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة المغربية
وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي
و تكوين الأطر و البحث العلمي
الأكاديمية الجهوية الشرقية
نيابة الناظور
موضوع البحث
التعثــر الدراســي
العوامل و الآثار و سبل تجاوزها
(دراسة ميدانية)

إعداد الأستاذ
رشيد نوري
المؤسسة
مجموعة مدارس دار الكبداني



الموسم الدراسي
2008/2007




بسم الله الرحمن الرحيم

مدخل عام:

لقد تغير مفهوم التربية في العصر الحديث ، وذلك بفضل التطور الكبير الذي عرفته الميادين السيكولوجية و السوسيولوجية ،و شتى ميادين العلم و المعرفة الإقتصادية و الثقافية و التكنولوجية.فلم تعد التربية تقتصر على مجرد تحصيل المعرفة و العلوم ، و لم تعد طرق التدريس الحديثة تركز إهتماماتها عل شحن أذهان المتعلمين بالمعلومات، إذ ما جدوى العلم الذي لا يقترن بالعمل ، فمجرد العلم بالأشياء لا يكفي ما لم تعبر عنه الممارسة و التطبيق.
من هنا أصبحت الحاجة ملحة إلى مناهج للتدريس حديثة و متجددة تراعي الحاجات النفسية و الإجتماعية للمستهدفين من عملية التربية الحديثة،بهدف إحداث تغيير و تعديل في سلوكات المتعلمين مع إكسابهم المهارات و الكفايات التي تخول لهم الإندماج في مجتمعاتهم و المساهمة بالتالي في نموه و تطوره.
و إذا كانت التربية بهذا المفهوم الحديث قد عرفت تطورات على مستوى الطرائق و المناهج ، فلأنها موضع اهتمام الجميع من مؤسسات أسرية،و مؤسسات تربوية ، ومؤسسات المجتمع برمته.فعملية التنشئة الإجتماعية تبدأ في البيت لتنتقل إلى مؤسسة المدرسة لتأخذ شكلها المكتمل في المجتمع.فعملية النمو هي عملية بناء مستمر و متواصل من خلال المراحل العمرية للكائن الإنساني. و لعل أهم مراحل النمو هذه تلك التي يقضيها الفرد بين جنبات المدرسة.إلا أنه قد تتعرض عملية النمو هذه لزلات ،فيتعثر الفرد(المتعلم) و يتخلف و يتأخر عن بلوغ الأهداف المسطرة.و بما أن الكائن الحي هو عبارة عن سيرورة من النمو المتسارع و المتتابع من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج ، كان لزاما على التربية أن تعتني بهذا الكائن منذ المراحل الأولى من حياته و التي تشكل أهم المحطات التي تعمل على تكوين شخصيته .
إن الكائن الحي مثله مثل باقي الكائنات الأخرى ، فهو اشبه بالنبتة ،تراها في بداية تكوينها ساكنة حتى إذا ما وجدت التربة الدافئة و الري و الرعاية اللازمة نشطت و ترعرعت و تدفقت بالحياة.
و كذلك الطفل حتى يتمكن من مواجهة صعوبات الحياة عبر الممارسة اليومية للوضعيات الحياتية ، لابد من الإعتناء به و توفير الوسائل الضرورية الكفيلة بجعله قادرا على التدرب من خلال وضعيات تعليمية و تعلمية تكسبه الكفايات و الخبرات لمواجهة التحديات و الصعوبات المتنوعة بجدارة و قوة عزيمة و حسن تصرف.و لعل أهم العراقيل التي تعتبر عوائق للتعلم هي المتعلقة بالتعثر الدراسي
الذي أصبح ظاهرة يعاني منها جل الممارسين التربويين ،فرغم المجهودات المبذولة،إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تعيق عملية التربية.
من هنا جاءت هذه الدراسة للبحث في الاسباب ،التي تعيق عملية النمو و الوقوف على أهم عوامل التعثر الدراسي،و ذلك من خلال دراسة نظرية و ميدانية لبعض المؤسسات التربوية كنماذج على وجود مثل هذه الظاهرة .و كذا العمل على إيجاد
السبل المساعدة على تجاوزها.
وهكذا فقد ارتأيت دراسة هذه الظاهرة من خلال مدخل عام تعرضت لفهوم التعثر الدراسي لغة و اصطلاحا، و ثلاثة أبواب متعلقة باسباب و عوامل التعثر الدراسي و مظاهره و آثاره،و سبل تجاوزه،و خاتمة.
فمامفهوم ظاهرة التعثر الدراسي لغة و اصطلاحا؟و ماهي العوامل المسببة لها؟وما هي آثارها؟و ماهي السبل المساعدة على تجاوزها؟



مفهوم التعثرالدراسي:
التعثر في اللغة:
جاءفي لسان العرب لابن منظور في باب الثاء المعجمة أن التعثر من أصل كلمة عثر يعثرويعثر عثرا و عثارا ،و تعثر:كبا، و العثرة: الزلة و يقال عثر به فرسه فسقط،و تعثر لسانه :تلعثم و في الحديث :لا حليم إلا ذو عثرة أي لا يحصل له الحلم و يوصف به حتى يركب الأمور و تنخرق عليه و يعثر فيها فيعتبر بها و يستبين مواضع الخطأ فيتجنبها.
و في القاموس المحيط للفيروزآبادي:كلمة عثر بالعين و التاء و الراء أصلان صحيحان يدل أحدهما على الإطلاع على الشيء و الآخر على الإثارة للغبار و عثر الفرس يعثر عثارا و ذلك إذا سقط على وجهه.
وجاء في مختار الصحاح لأبي بكر الرازي في باب العين العثرة الزلة ، و قد عثر في ثوبه يعثر بالضم عثارا بالكسر .
الدرس في اللغة:
و معنى الدرس لغة :الطريق الخفي ، ويقال درست المرأة ، إذا حاضت و درست الحنطة في سنبلها إذا دستها.
و كما يرد لفظ درست مع لفظ القرآن الكريم فنقول درست القرآن و ذلك أن الدارس يتتبع ما كان قرأ كالسالك للطريق يتتبعه.(معجم مقاييس اللغة لابن فارس).
و في مختار الصحاح :درس الرسم عفا وبابه دخل ، ودرس القرآن و نحوه من باب نصر و كتب، و قيل سمي إدريس عليه السلام لكثرة دراسته كتاب الله تعالى و اسمه أخنوخ بخاءين معجمتين بوزن مفعول،و درس الثوب أخلق و باب نصر.
تعريف التعثر الدراسي اصطلاحا:
التعثر الدراسي هو التحصيل في مستوى أقل مما تسمح له استعداداتالتلميذ الدراسية فاذا كانت استعدادات الفرد الدراسية كما يكشف عنها القياساستعدادات عالية وكان يحصل في مستوى متوسط اعتبر متاخر دراسيا واذا كانت نسبة ذكائهتقع في حدود المتوسطه وتحصيلة اقل من المتوسط كان متعثر دراسيا ايضا.اما اذا كانتنسبة ذكائه اقل من المتوسط فان مثل هذا الطالب لا يمكن اعتبارة متعثرا دراسيا ولكنهطالب بطيىء التعلم ويتوقع منه ان يكون تحصيله اقل من المتوسط.
مفاهيم مرتبطة بالتعثر الدراسي:

يرد مفهوم التعثر الدراسي في الأدبيات التربوية بعدة معاني و هي كلها تعني قصور المتعلم عن بلوغ الأهداف المسطرة جميعها أو الحد الادنى منها، و من هذه المفاهيم ،التأخر الدراسي و التخلف الدراسي و الفشل الدراسي وإن كان هذا المفهوم الأخير يعد بمثابة إصدار حكم على المسار الدراسي للمتعلم ، إلا أنه بارتباطه بمفهوم التعثر فهو إنما يعني عدم مسايرة التلميذ للمقررات الدراسية مقارنة مع استعداداته و قدراته العقلية.
و عموما يمكن اعتبار هذه المفاهيم تصب في نفس المعنى الذي هو عدم التكيف الدراسي و بالتالي عدم النجاح في المسار الدراسي .
عوامل التعثر الدراسي:
يمكن إرجاع أسباب التعثر الدراسي إلى عوامل ذاتية ، وأخرى موضوعية،و ترتبط هذه العوامل بدورها بعدة عناصر تكون في الغالب وراء التعثر الدراسي
و سوف أتعرض لكل من العوامل السالفة الذكر مع تحليل عناصرها.
1- العوامل الذاتية:
و يقصد بها تلك المرتبطة بشخصية المتعلم ، فالمتعلم يلج عموما المدرسة حوالي السنة السادسة من عمره ،يكون قد اكتسب مقومات شخصية هي إلى حد كبير من عوامل تكيفه مع ظروف الحياة المدرسية .
أ- العوامل الفيزيولوجية(الجسمية):و هي تلك التي لها علاقة بالصحة العامة للمتعلم بحيث إذا كان التلميذ يعاني من حالة مرضية ، أو من اضطراب في الإفرازات الهرمونية انعكس ذلك حتما على مدى قدرته على مسايرة الدراسة و ما تتطلبه من جهد مستمر، ثم إن صحة الحواس لها تأثير بليغ على مدى تكيف الطفل ، فضعف البصر أو قصره أو طوله،و ضعف السمع و غير ذلك من عيوب الجهاز الحسي ، كلها من شأنها أن تعيق قدرة التلميذ على الاستيعاب و المواظبة فعلى سبيل المثال ضعف البصر من العاهات التي نادرا ما ينتبه إليها الآباء في مجتمعنا حيث تسبب للتلميذ إرهاقا مستمرا يؤدي على نفوره من الدراسة.و خاصة من القيام بواجباته المنزلية ،التي تنجز عادة في المساء ، و بالتالي يكون من عوامل تخلفه عن الركب في نوع من التعليم يلعب البصر فيه الدور الاساسي.
فالضعف الجسدي ومرضه يؤثر تأثيراً مباشراً على قدرات التلميذعلى تلقي
المعرفة و الإندماج في جماعة القسم .
ب- العوامل النفسية:
أما عن العوامل النفسية، فأكدت الدراسات أن انخفاض مستوى الذكاء يرجع كذلك إلى أسباب عدة أحدها أن الجهاز العصبي المركزي لا يعمل بشكل طبيعي، وذلك لأحد سببين، هما أنه ربما أصيب الجهاز العصبي بمركز تلف بسبب مرض أو حادث، أما قبل الولادة أو خلال الولادة أو بعدها، وخلال السنوات الأولى من عمر الطفل أو قد يتأخر أو يختل تطور الجهاز العصبي المركزي عنده، وهذا ما يسمى بالتأخر النضجي أو الانحراف التطوري، ومعنى ذلك أن الجهاز العصبي للطفل لا يتطور بسرعة تطور الجهاز العصبي للأطفال الآخرين الذين في سنه، وهناك أطفال آخرون منخفضوا الذكاء، ولكنهم لا ينتمون إلى ما ذكر سابقاً، ويعرفون بالفئة الحدّية وهم أطفال عاديون، ولكنهم ليسوا في مستوى ذكاء الآخرين ولديهم بطء في التفكير والتعبير إضافة إلى أنه قد يكون للطفل بعض الاستعدادات السلوكية السلبية التي إذا ما نمت لديه تسبب له الكثير من المشكلات، إحداها قد يكون تعثره الدراسي·
ومن هذه الاستعدادات، الاستعداد للقلق والشعور بالنقص وبالذنب والاتكالية، والعداوة، وغيرها ما يجعل الطفل قليل الثقة بنفسه عاجز عن تحمل المسؤولية لا يقوى على حل الصراعات، سريع الغضب، كثير المخاوف، محبط يشعر بالإحباط والفشل وبالتالي يؤدي إلى فشله في الدراسة·
و قد اتجهت سيكولوجية الذكاء في دراستها الحديثة إلى تحليل ظاهرة الذكاء انطلاقا من مفهوم العوامل ،فمنذ أبحاث سبيرمان وبيرت و تورستون،و غيرهم تبين أن الذكاء ينقسم عاما عام و عوامل طائفية .العامل العام هو ذلك الذي يمكن قياسه بكل الإختبارات الذكائية و العوامل الطائفية هي التي لا نجدها في جميع قياسات الذكاء و قد كتب سبيرمان في الموضوع يقول:"إن جميع نواحي النشاط العقلي تشترك في وظيفة أساسية ،أو مجموعة من الوظائف في حين أن العناصر الأخرى الخاصة تختلف تمام الإختلاف في كل عملية عقلية عنها في غيرها من العمليات." و قد فسر الظاهرة بالشكل التالي : لنفرض أربعة اختبارات الذكاء فإن ما تشترك في قياسه هو العامل العام، أما ما تختلف فيه أو تنفرد بقياسه فهو العامل الخاص
وقد توصل تورستون إلى عزل عدد من العوامل سماها القدرات العقلية الاولية وهي الاساسية في كل نشاط فكري و هي :
* عامل سهولة التصور البصري المكاني
* عامل السرعة الادراكية
* عامل العلاقات اللفظية
* عامل طلاقة الكلام
* عامل القدرة العددية
* عامل الذاكرة
* عامل الاستقراء
* عامل الاستنباط
* عامل الاستدلال.
إن هذا التعريج على نظريات الذكاء يساعدنا على طرح مشكل علاقات القدرات العقلية بالتعثر الدراسي. و يعرف الذكاء بأنه مجموع كفاءات الفرد التي تجعله يتصرف تصرفا قصديا و يفكر تفكيرا منطقيا، و يتعامل مع بيئته بصورة فعالة.
تعتبر القياسات السيكولوجية الذكاء العام كقدرة ليست موزعة بين بني البشر بنفس الكيفية ، فهناك فروق فردية تجعل انجازات الأشخاص تتفاوت و تتراوح ما بين 60 أو أقل 140 درجة في سلم قياس الذكاء الذي أسسه" بينيه و سيمون" الفرنسيين في مطلع القرن.فإذا كان معظم الناس ذكاؤهم متوسط أو فوق المتوسط أو دونه، فهناك فئة أقلية ذكاؤها دون المتوسط بكثير ، و اقلية قليلة متفوقة الذكاء.
إن التعليم النظامي الذي وضع للجميع غالبا ما يتوجه لمتوسط الناس أي للذكاء العادي و تكون الاقلية المتخلفة الذكاء أو المتفوقة فيه مهمشة الى حد كبير لان نوعية التعليم لا تراعي مميزاتها الذكائية.
و أما فيما يخص العوامل الطائفية فهناك فروق فردية في القدرات العقلية بحيث حتى و ان تساوى شخصان في مستوى ذكائهما العم فنادرا ما يتساويان في الانجازات الخاصة فيمكن لاحدهما ان يتفوق على الاخر او ان يتخلف عنه. و هذا ما يجعلنا نعتبر ان التخلف في قدرة من القدرات العقلية الخاصة يمكن أن يجعل التلميذ يواجه صعوبات في إحدى المجالات التعليمية أو في معظمها ،مثلا النقص في القدرة العددية و الفشل في المواد العلمية ، أو التخلف في طلاقة الكلمات أو عامل الاستدلال أو غيرها.
ج- العوامل الإنفعالية:
يمكن للحالة الإنفعالية التي يكون عليها التلميذ أن تؤثر في نوعية التكيف الذي يتوصل إليه ، و من أبرز هذه الحالات حالة القلق ، و هو توثر نفسي يشبه الخوف في مظاهره و لكن يختلف في جوهره لان الخوف مرتبط بوجود شيء يحدثه أما القلق فهو حالة اضطراب لا يعرف صاحبه بالضبط سببه ، و إذا كان القلق في العلاقة التعليمية فإنما هو نتيجة ،مثله في ذلك مثل الحمى بالنسبة لكثير من الأمراض فالقلق مؤشر عن وجود قوى انفعالية أكثر عمق في الشخصية و التي يعبر عنها بالحاجات النفسية الأساسية ،بحيث إذا لم تشبع سببت القلق و أدت إلى عدم التكيف ، و من أهم هذه الحاجات ، الحاجة إلى الأمن و الحاجة إلى تأكيد الذات و الحاجة إلى النشاط.
إن الحاجة توتر نفسي مصدره الذات ، يشحن كمية معينة من الطاقة و يوجهها نحو السلوك أي نحو تفاعل الفرد مع المحيط بهدف إشباع الحاجة و إزالة النقص الذي كان سبب اندلاعها .إن عوامل المحيط إما تساعد عملية الإشباع و إما تعيقها.و هذا يعني أن الحاجات النفسية إذا كانت عوامل ذاتية فليست السبب المباشر في التعثر الدراسي و إنما تفاعل الفرد مع المحيط بصدد إشباعها هو الذي يحقق التكيف الدراسي من عدمه فكلما ساعد المحيط على إشباعها كان التوافق الدراسي و العكس بالعكس.
و تجدر الإشارة هنا إلى وجود حاجة نفسية ثانوية و هي الحاجة على المطالعة و حب الاطلاع كما تسمى عادة. و التي بدونها لا يندلع الحافز المحرك للتوافق المدرسي. كما أن الخصائص المزاجية للفرد ، وهي مظهر من مظاهر الشخصية يمكن أن تكون من عوامل التعثر الدراسي مثل التهور و الاندفاع أو عدم الاستقرار الانفعالي أو الحساسية المرهفة الجياشة.فكل هذه الخصائص التي ذكرت إنما هي وليذة تفاعل الطفل مع محيطه الخارجي الاجتماعي(العائلي).
إن الدراسات التربوية كلها تؤكد مدى أهمية المعطيات النفسية سواء الفكرية منها أو الوجدانية ، هذه المعطيات التي تحدد استعداد الفرد للتكيف و التعليم أو عدم استقراره غير أن هذه العوامل إذا كانت أساسية غير أنها ليست أولى و سابقة لعملية تفاعل التلميذ مع وسطه المدرسي.إن عملية التفاعل هذه موقف كلي لايمكن لاي تحليل موضوعي عدم إدراك عناصره في وحدتها الديناميكية.هذا على الأقل ما يؤكده علم النفس الحديث المتمثل في المدرسة الجشطلتية و من أقطابها كورت لوين صاحب نظرية المجال السيكولوجي في علم النفس الديناميكي تتحدد علاقات الفرد السيكولوجية مع محيطه على شكل حيز للحياة او مجال حيوي يحتوي على جميع الوقائع التي بإمكانها تحديد سلوكه و يتكون هذا المجال النفسي الحيوي من مناطق متفاضلة بعضها عن بعض.إن الحدود بين المناطق المختلفة حدود ديناميكية أي أنها قابلة للنفاذ بمعنى أن واقعة في منطقة يمكن أن تؤثر في مناطق أخرى غير ان هذا النفاذ ليس دائما بنفس الدرجة و يدخل في تحديده قرب أو بعد المناطق عن بعضها ،صلابة أو ضعف الحدود أو مرونتها أو جمودها و ينمو المجال الحيوي بكيفية تجعل الطفل يدرك تدريجيا العالم المحيط بموضوعية أكثر تتأثر أقل فأقل بالانفعالات و الحاجات.و يتوقف سلوك الطفل في المرافق التعليمية على خبراته و على المناطق المتجاورة و مدى اتصالها و درجة مرونتها و قابليتها للتغير. و تجدر الإشارة إلى أن مناطق الطفل العادي المتوازن مرنة قابلة للنفاذ تسمح بالتحرك و التغير ، أما الطفل الذي له مشاكل النمو فحدود مناطق مجاله النفسي جامدة صلبة فهي تؤثر في سلوكه و تجعله غير ملائم للواقع و يورد ليفين في الموضوع مثال حركة النكوص و التعثر الناتج عنها.و بناء على هذا الاساس يتبين أن كل العوامل الذاتية السابقة الذكر تعين على تحديد نوعية التكيف الدراسي الذي يحققه المتعلم .و إذا كانت نظرية المجال ل ليفين ترتكز على النظام النفسي و أثره في التعلم ، فإن الدراسات اللاحقة أكدت أن حيز الحياة ليس نظاما نفسيا مغلقا فهو يتأثر بالعالم الخارجي كما أنه يحدث تغيرات فيه.و يرى تولمان أن السلوك و مظاهره المتكيفة أو المتعثرة ناتج عن تأثيرات متغيرات مستقلة منها المتغيرات النفسية و المتغيرات البيئية و التي لا تقل أهميتها.
2- العوامل الإجتماعية و الثقافية:
إن الحديث عن العوامل الاجتماعية و الثقافية يدعو بطبيعة الحال إلى التطرق
إلى العوامل الأسرية لان تأثير الأسرة أساسي و لا منافس له .و في هذا الإطار فقد أنجزت عدة دراسات منها دراسة كلية التربية بجامعة الكويت.
أرجعت هذه الدراسة ـ كلية التربية جامعة الكويت أسباب مشكلة التعثر الدراسي إلى عدة عوامل رئيسة منها العوامل الإجتماعية و المتمثلة في العوامل الأسرية.من مجلة الوعي الإسلامي.
أشارت نتائج الدراسات التي أجريت مع المتعثرين دراسياً بأن أسرهم في أغلب الأحيان هي المسئولة عن فشلهم الدراسي، فالطفل المتعثر دراسياً هو ضحية أسرته لأنها إما أن تكون قد خلقت له المشكلات أو أسهمت في خلقها وتنميتها، فالأسرة مسئولة إلى حد كبير عن العوامل الجسمية والنفسية، فهي التي تنمِّي عند أطفالها الاستعدادات السلبية وتعوق نموهم العقلي وتعرضهم للأمراض والحوادث··· ومن أهم أخطار هذه الأسباب فشلها في إشباع حاجات الطفل وحرمانه من الأمن والطمأنينة، وهذا يؤدي إلى شعوره بالإحباط والصراع والقلق، وهي مشاعر مؤلمة لا يستطيع الطفل تحملها والتغلب عليها·
وأكدت الدراسة أن من هذه الأسباب، الإفراط في إشباع حاجات الطفل الذي يظهر في التدليل والحماية المبالغ فيها، والتساهل الزائد مع الطفل فيتعود على الأخذ دون العطاء، وينمِّي الاتكالية والكسل وعدم بذل الجهد والمثابرة والعمل فيهمل دراسته لأنه يعلم بأنه مدلل ولن يعاقب، وإنه سينال كل ما يرغب به حتى لو رسب لأنه الطفل المدلل···
عامل التنشئة الإجتماعية:
وعددت الدراسة أسباب التعثر الدراسي والتي منها أيضاً إهمال الأسرة في توفير الحاجات العضوية الأساسية، فسوء التغذية يؤدي إلى الهزال وتأخر النمو والخمول، وقلة النوم تؤدي إلى الانفعال الزائد، وعدم التركيز في الدراسة والعدوانية، وأيضاً قسوة الوالدين وجفاؤهم وتسلطهم يشعر الطفل بالنبذ وعدم التقبل وعدم الثقة وفقدان الإحساس بالحب والمكان والتقدير فينصرف الطفل عن الدراسة والتركيز·
دور الأسرة:
وأكدت الدراسةأن غياب الأم أو الأب عن الأسرة بسبب الطلاق أو الهجر أو الوفاة أو الانشغال بالعمل أو بالأصدقاء، كلها عوامل تبعد الطفل عن والديه وتحرمه من حبهما واهتمامهما ومتابعتهما له ما يدفع الطالب إلى التوجه والتعلق بالأصحاب والرفقة السيئة، وهي من أحد الأسباب القوية التي تؤدي إلى فشل الطالب الدراسي، وكذلك كثرة الخلافات والشجار بين الوالدين يؤثر على رعايتهما لأبنائهما وعلى استقرار الأسرة وبالتالي يؤثر على شعور الأطفال بالأمن والأمان·
وتعتبر هذه المشكلات والخلافات بين الوالدين تسهم أيضاً في نشأة المشكلات عند الأطفال لأنها تدل على أن الأب والأم غير سعيدين وغير آمنين فلا يستطيعان تحقيق السعادة والاستقرار لأطفالهم >لأن فاقد الشيء لا يعطيه<·
ومن أثار المنافسة بين الأبناء تفضيل أحدهم على الآخر إما لسبب الجنس أو السن أو السلوك أو الذكاء كما أن عقد المقارنات بينهم يولد الغيرة والخوف وعدم الارتياح·
وأشارت الدراسة، إلى أن طموحات الآباء الزائدة تجعلهم يطالبون أبناءهم بأعمال تفوق قدراتهم ولا يراعون الفوارق الفردية بينهم، ويضعون أهدافاً يعجز الأبناء عن تحقيقها فيشعرون بالفشل والإحباط والصراع والقلق ويلجأون إلى الحيل النفسية التي تستنفد جزءاً من طاقاتهم فيسوء أداؤهم في المدرسة·
مشاكل أسرية:
وأكدت الدراسات، إلى أن انحرافات الآباء وعاداتهم السلوكية السيئة لها تأثير سيئ على نمو الأبناء، وقد تؤدي إلى خلل فسيولوجي أو بيولوجي في نمو الطفل وهو جنين في بطن أمه، فإدمان الأب أو الأم في أثناء الحمل على المخدرات أو تناول الكحول وحتى التدخين من العوامل التي تعوق نمو الجنين النفسي والجسمي، وقد يولد ناقص النمو مشوهاً أو متخلفاً عقلياً أو يعاني من الصرع وهذا يعود إلى جهل الأسرة وعدم تقديرها لهذه النتائج الخطيرة·.و في هذا الصدد وردت في مجلة نور الإيمان بتاريخ 29/11/1428 الموافق 9/12/2007 دراسة علمية حديثة للمركز القومي للبحوث الإجتماعية ما يلي:
أكدت دراسة علمية حديثة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر أن الخلافات الزوجية وافتقاد دور الأب وغياب التفاعل الإيجابي بين الأم وأبنائها من أهم أسباب التعثر الدراسي لدي الأطفال.
وأوضحت الدراسة التي أجريت بالمركز أن التعثر الدراسي للطفل لا يعني بالضرورة نقص معدل ذكائه حيث تبين من خلال الدراسة أن معدلات ذكاء المتعثرين وصلت إلي84% علي حين تبين أن 3% فقط من المتعثرين يعانون مشكلات عقلية أو تخلفا.
وأظهرت نتائج الدراسة أن12% من الأطفال يعانون التعثر الدراسي بينما وصلت نسبة المتفوقين إلي 7%.
و فيما يخص المستوى الثقافي للأسرة و نمط التربية الناتج عنه يعد من أهم عوامل الانذماج الدراسي لأن المستوى الثقافي غالبا ما يحدد مستوى وعي الأولياء بخطورة العمل التربوي و متطلباته . إن تمدرس الأبناء يتطلب تظافر جهود كل من المدرسة و الأسرة و إذا كان الأولياء أميين أو جهال ( باعتبار الأمية ليست الجهل) فلا يجد التلميذ لديهم السند اللازم للنجاح في الدراسة من حيث تنظيم أوقات الفراغ ، كما أن الجهل التربوي يجعل الوالدين لا يحاولان تتبع تطور ابنائهم ، و غالبا ما يكون النظام في الحياة اليومية للأسرة من عوامل التعثر الدراسي.
3- العوامل الإقتصادية و التربوية:
إن العوامل الإقتصادية غالبا ما تحدد فروقا واضحة بين تلاميذ القسم الواحد ، و بالتالي تحدد الظروف المادية لدراسة ناجحة أو متعثرة .فلقد أثبتت دراسات عديدة أن الهرم المدرسي في الدول المتقدمة غالبا ما يعكس الهرم الاجتماعي ، حيث الذين يصلون إلى أرقى مراتب الدراسة ينتمون إلى الفئات الاجتماعية المحظوظة ، و الذين يتوقفون عن الدراسة قبل انهاء أشواطها لمختلف الأسباب ومن أهمها فشلهم الدراسي ينتمون إلى الفئات التي تمثل أسفل الهرم.
الأسباب التربوية:
و منها تلك التي تتصل بتربية الطفل داخل الاسرة بكيفية لا تهيئه للاندماج الدراسي ، و تلك المتصلة بالنظام المدرسي نفسه من اكتظاظ ، أو نظام التقييم و الامتحانات ، أو البرامج ، أو التعليم الجمعي و لعل من أهم هذه الاسباب ، الجو الذي تتم فيه العملية التعليمية
وأوضحت الدراسات، أن العوامل المدرسية لا يقل تأثير الخبرات المؤلمة في المدرسة عن تأثير الخبرات المؤلمة في البيت في تعثر الطالب الدراسي، وأن اضطراب علاقة الطفل بالمدرِّس لا تقل أهمية عن اضطراب علاقته بأبيه··· ومن أسباب هذا الاضطراب، قسوة المدرِّس وجفاؤه وتحقيره للطفل وإهانته وإهماله، ومقارناته غير العادلة بين التلاميذ، وتفضيل تلميذ على آخر، وهذا يجعل التلميذ يشعر بعدم الثقة في نفسه وفي المدرسة، ويشعر بعدم التقبل والتقدير والإحباط، وهذا الشعور بالخوف يشغل الطالب عن التركيز والاستيعاب والإجابة على أسئلة الاختبارات.
و هنا تلعب العلاقات الانسانية دورا أساسيا في ظهور حالات التخلف الدراسي حتى عند الأطفال ذوي الذكاء المرتفع.
و مهما يكن ، فإن حالات التعثر الدراسي نادرا ما تعود إلى سبب واحد ، و إنما تظافر عوامل متنوعة و تداخلها هو الذي يجعل المتعلم يتعثر في دراسته أو يفشل فيها .فعلى سبيل المثال يمكن لطفل ذي ذكاء متخلف أن يصل على مستوى مقبول من التعليم بشرط أن توفر له الرعاية الأسروية و المدرسية اللازمتين و أن يخضع لنظام تعليمي يناسب خصائصه العقلية ، لكن إذا ما كانت الأسرة عاجزة عن مساعدته و توجيهه بالأسلوب اللائق ، و إذا ادمج نظام تعليمي لا يراعي الفروق الفردية كان مصيره الحتمي هو الفشل الدراسي.
آثار التعثر الدراسي:
إن التعثر الدراسي من الظواهر الأكثر شيوعا ، حتى في الأنظمة الأكثر تطورا و لقد قدر الأخصائيون نسبة هذه الظاهرة على أنها تمس على الاقل 20 بالمائة من المتمدرسين حتى في الولايات المتحدة. و نظرا لهذا الانتشار فإنها قضية حضيت باهتمامات المربين و المسؤولين عن شؤون التعليم، لما لها من عواقب اقتصادية و اجتماعية.كما أنها تثير قلق أولياء التلاميذ المتخلفين لما يمكن أن ينتج عن فشلهم الدراسي من عواقب على مستقبلهم الاجتماعي
إن تعثر تلميذ في دراسته يتجلى قبل كل شيء في نتائجه الدورية التي تعبر عن نقص في قدرته التحصيلية و انخفاض في مستوى إنجازاته الدراسية المختلفة مع العلم أن هذا الانخفاض ما هو كذلك إلا مقارنة مع متوسط مستوى انجازات أقرانه في العمر و في فصل الدراسة.
و كما يمكن الحديث عن تعثر دراسي في حالة تلميذ حقق إنجازات دون المستوى المتوقع اعتبارا لقدراته الحقيقية.
و إذا كان التعثر الدراسي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الفشل الدراسي فإنه في معظم الحالات يسبب تمدرسا صعبا متسما بالتكرارت المتعددة.
و انطلاقا مما سبق ذكره فإن للتعثر الدراسي عدة آثار سلبية على حياة التلميذ المدرسيةمنها:
1- الخجل و القلق:
يمكن للخجل أن يكون عائقا كبيرا لاندماج التلميذ مع جو الحياة الدراسية لما يحدثه من صعوبات الاتصال مع الغير ، و خاصة و إن حكم الغير على الشخص يكون عادة مبنيا على ما يبدو منه من مظاهر سلوكية ، و مادام التلميذ الخجول يتجنب كل ما يمكن أن يعرضه للاخرين و يجعله محل الأنظار فإن حكم هؤلاء عليه ، و سينطلق مما يظهر به، و غالبا ما لا تعطى له قيمته الحقيقية.
و عوامل الخجل عديدة أهمها تلك المتصلة بحياة الأسرة منها:
_ تأثر الطفل بأبوين لديهما نفس صفة الخجل
_ كون الأسرة تعيش حياة منعزلة عن العلاقات الأجتماعية
_ إفراط الأم في حماية الطفل ، أو عدم مرونة تصرف الأب تجاهه
_ انتقال الطفل إلى محيط يختلف تماما عما تعود عليه و هذا يعرف خاصة عند أبناء الجاليات.
غير أن الخجل في حد ذاته لا يشكل عائقا للتعلم ،الا إذا لم يتمكن التلميذ من التغلب عليه داخل القسم. و هنا تقع مسؤولية المربي في ارتكابه أو عدم ارتكابه أخطاء تربوية لانه في حالة وقوع هذه الأخطاء التي لا تساعد التلميذ على الشعور بالألفة و الانفتاح على الآخرين ،زاد انغلاقهو شعوره بالحرج و بالتالي كان خجله عائقا و مظهرا من مظاهر عدم التكيف الدراسي.
أما القلق ، فهو أكبر مؤشر على وجود مشاكل التكيف الدراسي،و هو يتجلى في عدم ثقة التلميذ بنفسه ، و في تردده ، و في الارتباك الذي يصيبه كلما كان عليه أن يفصل في موقف من المواقف الدراسية. و هو يعود كالخجل إلى عوامل عائلية مثل:
_ تصرف الأم القلقة على ابنها.
_ ردور فعل الوالدين العنيفة لأخطاء ابنهما.
_ الإفراط في تخويف الطفل و مطالبته ب الحذر.
غير أن العوامل المدرسية في غالب الاحيان تكون حاسمة و اهمها ردود فعل المدرسين العنيفة و المفاجئة التي تفقد الطفل ثقته بنفسه ، فالقلق قبل كل شيء مظهر لعدم الثقة بالنفس و هو يظهر كلما عجز الطفل عن إشباع حاجته إلى تاكيد ذاته ، إما بسبب تصرف المدرس أو بسبب سوء اندماج مع جماعة الاقران ، لذلك نجده منتشرا عند التلاميذ الضعاف خاصة.
كما أن نظام التقييم و الامتحانات يخلق بدوره جوا من القلق و التوجس يؤثر في إنجازات التلاميذ و ذلك باقتراب فترات الامتحان ، و قد بينت دراسات ميدانية انتشار هذه الظاهرة ، خاصة عند الذين ينتمون إلى وسط عائلي يبني مطامحه على نجاح الولد الدراسي.
2_ مظاهر العدوانية:
إن مظاهر العدوانية عديدة و متنوعة ، وهي كلها مظاهر سلبية مثل استعمال العنف ضد الأشخاص أو الاشياء ، المشاركة و المشاغبة و التسلط و كثيرا ما تعرف حياة القسم مثل هذه المظاهرلاسباب كثيرة .
* منها الأسرية مثل الجو العائلي المتميز بالشدة و العنف أو الغير الثابت
بحيث يكون تارة متشددا و تارة إباحيا أو مبنيا على نزوات الوالدين و انفعالاتهم اللحظية في توتر دائم بسبب مشاكل مادية أو بسبب ثقل عبء الام نظرا لكثرة أتعابها المنزلية.
* و منها المتصلة بحياة المدرسة حيث يكون الاعتداء أحيانا مرتبطا بجو القسم و نمط المعاملة التي يعامل بها المدرس تلامذته فعلى سبيل المثال يمكن للتلميذ المتقدم في السن الذي يجد صعوبة في مسايرة ركب زملائه أن يوجه عدوانه ضد التلميذ الصغير السن المتفوق في الدراسة كأسلوب لفرض نفسه على الآخرين خاصة إذا شعر بأن مدرسه يعامله معاملة سلبية في وقت أنه يفضل التلميذ المتفوق.
و كما يمكن للعداء أن يكون ميزة سلوك التلميذ المدلل في أسرته و الذي يتسلط
على زملائه كتعويض للاحباط الذي يعرفه نتيجة عدم اشباع حاجة الشعور بالذات، بسبب معاملة والديه له.
و أحيانا يعرف فصل الدراسة نوعا من التلاميذ اللاإنضباطيين الذين لا يستطيعون ضبط سلوكهم على مقاييس الجماعة فتتبادر منهم مظاهر العداء الموجهة ضد الآخرين.
3_الانقطاع عن الدراسة:
يمكن لانقطاع التلميذ من المدرسة أن يكون طارئا أو متكررا و في الحالة الثانية يعتبر فعلا مظهرا للتعثر الدراسي للتلميذ و ذلك لاسباب عديدة ،أحيانا ينتج هروب الطفل من المدرسة عن عدم اهتمام الأسرة بتمدرسه إذ يشجع الوالدين تغيب ابنهم لأتفه الأسباب مما يجعله بدوره لا يقدر إلزامية الحضور بالمدرسة.
كما أن شعور التلميذ بنوع من النفور من قاعة الدرس يمكن أن يدفعه إلى الهروب و التغيب ، و ذلك إذا كان حضوره مرتبطا باستمرار بتجارب مؤلمة
مثل العقاب الشديد و المتكرر بسبب صعوبة تعلمه أو الشعور بالتحقير ، إما من
قبل المدرس أو التلاميذ الاخرين أو الاعتقاد بأن المظهر الخارجي الذي يقدمه للاخرين غير مشرف و يبعث على السخرية و الاحتقار .
و هناك عوامل أخرى متصلة بالبرامج و مدى إغرائها ، فأحيانا يفضل التلميذ قضاء وقت ممتع خارج المدرسة بدل قضاء حصة مملة لا تثير لديه أي فضول فكري و لعل اكبر سبب لهروب التلميذ من الدراسة نظام التقييم المعتمد على المنافسة و ترتيب التلاميذ حسب الاستحقاق ، ثم الربط بين الرتب الأولى و المدح و الرتب الاخيرة و الذم و التحقير.هذا النظام يجعل التلميذ المتأخر عن الركب يعاني من احباط مستمر خاصة إذا عوقب من قبل اسرته بسبب نتائجه فيكره الدراسة و يتربص الفرص للهروب منها.
دراسة ميدانية في العوامل والأسباب لظاهرة التعثر الدراسي:
لقد قمت بعرض و تحليل لبعض اهم العوامل و أسباب التعثر الدراسي و ذلك من خلال دراسة ميدانية لنمادج من المؤسسات التعليمية المتواجدة بتراب جماعة دار الكبداني على مستوى نيابة الناظور و هي:
* مجموعة مدارس دار الكبداني.
* مدرسة ابن رشد.
* مجموعة مدارس الرميلة،(فرعية القندوسي).
* مؤسسة يعقوب المنصور بتراب جماعة العروي.
و قد قمت باتباع منهجية عمل، و ذلك بتوزيع مجموعة من الإستمارات على
على مجموعة من الأساتذة بالمؤسسات الآنفة الذكر ، بحيث قام الأساتذة بملء الإستمارات المقترحة و المتضمنة لمايلي:
- عدد التلاميذ الجدد و المكررون حسب الجنس، والمجموع.
- ملء جدول خاص بعدد المتعثرين و المتعثرات حسب الجنس، والمجموع، والنسبة المائوية لكل فئة من التلاميذ.
- تحديد أسباب التعثر من خلال مجموعة من الأسباب الذاتية و السوسيوثقافية المقترحة.
- و أخيرا ذكر اسباب أخرى و التي يراها الاساتذة من عوامل التعثر الدراسي.
- و بعد جمع المعطيات الخاصة بكل مستوى دراسي قمت بتفريغها في جداول جامعة للإحصائيات و الأرقام المتعلقة بظاهرة التعثر الدراسي، في شكل جداول تركيبية ، وأخيرا تحليل المعطيات المتوصل إليها. وفيمايلي نموذج للاستمارة
نموذج للإستمارة الخاصة بالتعثر الدراسي
المملكة المغربية المؤسسة:.........
الفئة المستهدفة:.... وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي
و تكوين الأطر و البحث العلمي موضوع الدراسة:التعثر الدراسي
نيابة الناظور السنة الدراسية:2008/2009
إعداد الأستاذ: رشيد نوري

استمارة حول ظاهرة التعثر الدراسي
دراسة في العوامل و الأسباب و النسبة المائوية



1- تفريغ معطيات إحصائية للتلاميذ: سنوات التكرار للتلاميذ في المستويات 6:
6
5
4
3
2
1
عدد التلاميذ

المكررون
الجدد
عدد التلاميذ
....
....
...
...
...
...
الذكور
.........
..........
الذكور
....
....
...
...
...
...
الإنــاث
.........
.........
الإناث

2- إحصاء عدد التلاميذ المتعثرين و نسبة التعثر: * نسبة التعثر= عدد المتعثرين/عدد التلاميذ
مضروب في 100
نسبة التعثر:%
عدد المتعثرين/المتعثرات
عدد التلاميذ
..........
.......
الذكور
..........
.......
الإناث
.........
.......
المجموع

3- أضع علامة* في الخانة المناسبة مبينا أسباب التعثر: ذاتية /سوسيوثقافية.مع ترتيبها حسب اهميتها:
الأسباب السوسيوثقافية:
الأسباب الذاتية:
.........
العوامل الاجتماعيةالعوز+الفقر)
.......
عدم التركيز و الانتباه داخل القسم
.........
تفشي الأمية في الوسط الأسري
.......
ضعف الذكاء
.........
عدم اهتمام الأسرة بتمدرس أبنائها
.......
الانطوائية و الانعزالية
.........
عدم تتبع الأسرة لمسار أبنائها الدراسي
.......
عدم المشاركة التلقائية في العمل الجماعي
.........
انعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة
.......
عدم الاكتراث لما يقدم داخل القسم
.........
عدم التشجيع على التمدرس
.......
عدم إنجاز التمارين المنزلية

أسباب أخرى المرجو ذكرها):-.................................................. .....
-.................................................. ......
* نتائج تفريغ معطيات مؤسسة : مجموعة مدارس دار الكبداني:

البنية التربوية لمجموعة مدارس دار الكبداني (المركزية):2009/2008
الأقسام
هيئة التدريــــــــــــس
المجــــــــــــــموع
المكررون/المثلثون
الجـــــــــــــــدد
المستوى
1
مزدوج
معرب
إناث
مج
إناث
مج
إناث
مج
1
-
1
17
32
4
6
13
26
1
1
1
-
7
26
1
5
6
21
2
1
1
-
9
19
3
4
6
15
3
1
1
-
5
24
0
1
5
23
4
1
1
-
11
25
0
5
11
20
5
1
1
-
6
19
0
1
6
18
6
6
5
1
55
145
8
22
47
123
المجموع




تفريغ المعطيات الخاصة بعدد المتعثرين/ المتعثرات و النسبة المائوية:م/م دار الكبداني
المجموع
نسبة التعثرالدراسي
المجموع
عدد المتعثرين /المتعثرات

المستوى


الإناث
الذكور
الإناث
الذكور
50%
46.15%
52.63%
16
06
10

الأول
57.69%
42.85%
63.15%
15
03
12
الثاني

63.15%
26.31%
36.84%
12
05
07
الثالث

41.6%
25%
48.7%
10
01
09
الرابع

52%
18.18%
78.57%
13
02
11

الخامس
23.07%
0%
23.07%
03
00
03
السادس


من بين الأسباب المذكورة في الاستمارات مايلي:
الأسبا ب الذاتية :
من بين الأسباب التي ذكرها الأساتذة: ضعف الذكاء العام، الانطوائية و الانعزالية، عدم الاكتراث لما يقدم داخل القسم، عدم إنجاز التمارين المنزلية.
الأسباب السوسيوثقافية:
العوز الاجتماعي،الفقر، تفشي الأمية في الوسط الأسري، عدم هتمام الأسرة بتمدرس أبنائها، عدم تتبع الاسرة لمسار ابنها الدراسي، إنعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، عدم تشجيع الآباء لأبنائهم، انعدام التواصل بين المدرسة و الأسرة.
أسباب أخرى:من بين الأسباب الأخرى التي ذكرها الأساتذة الذين قاموا بملء الاستمارات مايلي:
- العاهات الفيزيولوجية لدى بعض المتعلمين(ضعف البصر، السمع،الخ...)
- علاقة الأسرة بالمدرسة منعدمة.
- إنغلاق المدرسة و اقتصارها على التعلمات الاساسية دون انفتاحها على أنشطة موازية:نادي الفنون ، المسرح المدرسي، أنشطة ثقافية و ترفيهية و رياضية.
- انعدام التعليم الأولي بالنسبة للمستويات الأولى.
- عدم وجود تحفيزات كوسائل سمعية لصرية تجذب التلميذ و التي تعتمد على الحسحركي.
- انعدام الروح التنافسية بين التلاميذ.
- تغير نظرة المجتمع للمدرسة و العاملين بها بحيث أصبحت مجالا غير محاط بالاهتمام و العمل التشاركي معها

نتائج تفريغ معطيات مدرسة ابن رشد: عدد المتعثرين و نسبة التعثر
البنية التربوية لمدرسة ابن رشد الأقسام:2-3-5-6:
المجموع
المكـــــــــــــــــررون
الجـــــدد
المستوى
الإناث
الذكور
الإناث
الذكور
34
00
03
17
14
2
25
01
01
10
13
3
21
00
00
9
12
5 فوج 1
24
00
00
8
16
5 فوج 2
21
00
00
8
13
6



المجموع
نسبــــــــــــــة التعثــــــــــــــر
المجمـــــــــــوع
عدد المتعثرين/المتعثرات
المستوى
الإناث
الذكور
الإناث
الذكور
26.45%
5.88%
20.58%
09
02
07
الثاني
68%
32%
36%
17
08
09
الثالث
23.80%
14.28%
9.52%
05
03
02
الخامس فوج 1
25%
8.33%
16.66%
06
02
04
الخامس فوج 2
33.32%
9.52%
23.80%
07
02
05
السادس


الأسباب المذكورة في الاستمارات:
زيادة على الأسباب الذاتية و السوسيوثقافية المذكورة في الاستمارات و التي اشار اليها الأساتذة في معرض ملء الاستمارات.فقد تمت الإشارة لأسباب أخرىمن بينها:
- كثرة المواد و الكتب المقررة
- انعدام التعليم الاولي أو الكتاتيب القرآنية





*نتائج تفريغ معطيات مؤسسة يعقوب المنصور(العروي):
البنية التربوية لمؤسسة يعقوب المنصور المستوى:5-6
المجموع
المــــــــــــــــــــكررون
الجـــــــــــــــــــــــــــــدد
المستوى
الإناث
الذكور
الإناث
الذكور
26
03
06
04
13
الخامس
27
01
01
11
14
السادس ف1
22
00
02
08
12
السادس ف2


تفريغ معطيات المتعثرين/ المتعثرات، والنسبة المائوية:

المــــــجموع
نسبـــــــــة التعثــــــــــــــــــــر
المــجموع
عدد المتعثرين/ المتعثرات
المستوى
الإنـــــــــــاث
الذكــــــــــــــــور
الإنــــــــــاث
الذكــــــــــــــور
49.99%
19.23%
30.76%
13
05
08
الخامس
50%
12.5%
71.42%
11
01
10
السادس ف 1
46.15%
15.38%
30.76%
12
04
08
السادس ف 2

الأسباب المذكورة في الاستمارات:
الأسباب الذاتية:
- عدم التركيز و الانتباه داخل القسم
- ضعف الذكاء العام
- الانطوائية و الانعزالية
- عدم المشاركة التلقائية في العمل الجماعي
- عدم الاكتراث لما يقدم داخل القسم
- عدم الاهتمام بجودة تقديم التمارين
- عدم إنجاز التمارين المنزلية
الأسباب السوسيوثقافية:
- العوامل الاجتماعية: العوز الاجتماعي+الفقر
- تفشي الأمية في الوسط الأسري
- عدم اهتمام الأسرة بتمدرس أبنائها
- عدم تتبع الأسرة لمسار أبنائها التعليمي
- انعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة
عدم تشجيع الآباء لأبنائهم.
اسباب أخرى:
كما تمت الإشارة إلى أسباب أخرى منها :
الأكتظاظ الناجم عن قلة عدد الحجرات و كثرة التلاميذ
قلة الاعتمادات المالية المخصصة للتعليم الأولي العمومي
و كذا المكتبات المدرسية و القاعة المتعددة الوسائط الخاصة بكل مؤسسة مع انعدام مختبر مجهز بالوسائل البيداغوجية الكفيلة بتقديم دروس المواد العلمية بحيث تتحقق المردودية المرغوبة .

نتائج تفريغ معطيات فرعية القندوسي مؤسسة الرميلة(المستويات :1+2و ق5)
عدد التلاميذ :م/م الرميلة فرعية القندوسي الأقسام:1+2 مشترك و 5:
المجموع
المكــــــــــررون
الجـــــــــــــــــــــــدد
المستوى
الإناث
الذكور
الإناث
الذكور
19
05
04
06
04
1+2 مشترك
07
01
01
03
02
الخامس5


عدد المتعثرين/المتعثرات و النسبة المائوية:بفرعية القندوسي م/م الرميلة كق1+2و ق5:

المجمـــــوع
نسبـة التعثــــــــــــــــــــــــــر
المجمــــــوع
عدد المتعثرين/المتعثرات
المستوى
الإنـــــــــــــــــاث
الذكــــــــــــــور
الإنـــــــــــاث
الذكـــــــور
28.85%
14.28%
14.28%
02
01
01
الأول+الثاني
36.84%
45.45%
25%
07
05
02
الخامس


الأسباب المذكورة في الاستمارات:
الأسباب الذاتية:
-- عدم التركيز و الانتباه في القسم
- ضعف الذكاء العام
- عدم الاكتراث لما يقدم داخل القسم
- عدم ‘نجاز التمارين المنزلية
الأسباب السوسيوثقافية:
- تفشي الامية في الوسط الاسري
- عدم اهتمام الأسرة بتمدرس أبنائها
- عدم تتبع الأسرة لمسار أبنائها التعليمي
- انعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة
اسباب أخرى:
- غياب الوسائل التعليمية في الوحدات الدراسية النائية
- تفشي بعض الإعاقات المرضية كصعوبة في النطق من تلعثم و تأتأة(3حالات بالمستوى الاول)
- عدم تكامل الوحدات فيما بينها (مطالبة التلميذ بكتابة جملة في النشاط لعلمي و هو لا يزال في بداية تعلم الاحرف) مثلا في بداية السنة الدراسية
انعدام الرغبة في التعلم ( المدرسة =المطعم او الاستراحة )
- عدم استيعاب البرامج الجديدة.
استنتاجات حول الدراسة الميدانية لنماذج من المستويات المستهدفة:
من خلال دراسة لبعض العوامل و الأسباب لظاهرة التعثر الدراسي يمكن استنتاج أهم الخلاصات و المتمثلة فيمايلي:
- أن نسبة التعثر عند الإناث أقل منها عند الذكور .
- أن نسبة التعثر الدراسي في الأقسام الأولى اكبر منها في المستويات العليا فنجد مثلا أن نسبة التعثر في المستوى الاول و الثاني كبيرة شيء ما إذا ما قورنت بالمستويات الأخرى
المستويات:3-4-5-6 .
- كما نجد أن الإكتظاظ داخل القسم من بين اسباب التعثر التي ذكرت.
- أن من بين عوامل التعثر الدراسي نجد انعدام التواصل بين المدرسة و الأسرة .
كما أن من أهم الأسباب ايضا انعدام التعليم الأولي الشيء الذي يجعل فئة كبيرة من التلاميذ
الذين يلجون المدرسة في القسم الأول يتعثرون دراسيا من خلال تكرار السنة الأولى حتى يتمكنوا من تثبيت معارفهم بشكل جيد كما أن عددا من التلاميذ يلجون المدرسة في سن متأخرة مما يؤثر سلبا على اندماجهم و تكيفهم الدراسيين.
و في هذا الصدد هناك دراسة جديدة أعدت في استراليا حول ما إذا كان دخول الطفل المدرسة يشكل فارقا أنه من الافضل إلحاق الاطفال بالمدرسة في سن مبكرة بدلا من تضييع الوقت ، و قام الباحث أندرو مارتين من جامعة سيدني باستراليا بمراجعة النتائج الأكاديمية ل 3864طالبا في سبعة من المدارس الثانوية في مدينة سيدني الأسترالية للتوصل إلى علاقة بين نتائج الطلاب الأصغر سنا أو الأكبر سنا عن هذه المرحلة و قام مارتين بمراجعة نتائج الأبحاث المتوفرة في هذا الصدد تظهر أن التلاميذ الأكبر سنا يحققون نتائج أفضل خلال السنوات الاولى من التعليم الإبتدائي مقارنة بمن هم أصغر سنا منهم .
و توصل مارتين أن الطلاب الكبار أقل حرصا و غالبا ما يتغيبون عن المدرسة و يحققون إنجازا أقل من الطبيعي.
و أكد أن الأمر ينتهي في المرحلة الثانوية بأن الأصغر سنا هم من يحققون النتائج الأفضل.
أما النتيجة الأهم التي توصلت إليها الدراسة ، فهي أن المدرسة رحلة طويلة يصعب أن تتنبأ في بدايتها بما قد تنتهي إليه.
السبل و مقترحات الحلول لتجاوز ظاهرة التعثر الدراسي:
1- البيداغوجيا الفارقية و دورها في تجاوز التعثرات الدراسية: إن وجود الفروق الفردية في القسم الواحد أمر يعرفه كل مدرس فبالرغم من تقارب التلاميذ في العمر الزمني إلا أنه يوجد بينهم عدد لا حصر له من الاختلافات في نواحي الصحة الجسمية و الاستعدادات الفكرية و العقلية هذا الى جانب الفروق الفردية في النواحي المزاجية.
وقد تقدمت مباحث علم النفس الفردي في العصر الحديث و في القرن العشرين على وجه الخصوص، بحيث أصبح موضوع قياس الفروق الفردية و الاستفادة منها في التوجيه المهني و التعليمي من اهم الموضوعات التي تشغل بال علماء النفس و المربين في وقت واحد.
كما أصبحت هذه الابحاث في خدمة المدارس و المدرسين فكثيرا مما يشكو منه المعلمون من ضعف في المستوى التعليمي لبعض التلاميذ و تعثرهم الدراسي في كثير من الاحيان ليس بالبساطة بحيث يتقبله الدرسون على انه ظاهرة عادية و انما تبذل المدرسة كل جهدها للتعرف على الظروف المحيطة بكل حالة بدراسة النواحي الصحية و الجسمية و قياس القدرات العقلية و التعرف على الصفات المزاجية السائدة و تجرهذه الدراسات الى التعرف على الظروف المنزلية و الى سير التلميذ التحصيلي في المدرسة و طرق التدريس المتبعة و البرامج و الكتب المدرسية و غيرها من احوال الجو الاسري .
و بناء على هذا الأساس فيمكن معالجة التعثر الدراسي للمتعلمين انطلاا من هذه العناصر و ذلك بمعالجة النواحي الجسمية و العقلية و المزاجية.
أولا- في النواحي الجسمية:
1- إذا ما تمت ملاحظة بعض الاضطرابات في النمو الجسمي العام للتلميذ أو في صحته العامة فيجب إخبار اولي الامر عن طريق المدرسة و على المدرسة أن تتعاون مع ولي الامر في تحويل التلميذ إلى الجهات الطبية المختصة قصد العلاج.
2- كما أن هناك حالات من التلاميذ قد يعانون من أمراض الحواس كضعف الإبصار أو ضعف السمع ،و المدرس كثيرا ما يكتشف هده الأمراض في التلميذ عن طريق عملية القراءة و الكتابة ، وعليه أن يعاون التلايمذ في تغلبهم على العقبات التي تنشأ بسببها عن طريق جلوس التلاميذ المصابين بها في مكان مناسب من القسم حتى تتخذ الاجراءات الطبية الفعالة.
3- و في بعض الاحوال قد يكتشف المدرس أن كثيرا من ضعف التلميذ و عجزه عن مسايرة الدراسة راجع إلى ما يعانيه من سوء التغذية و هنا يمكن أن تتعاون المدرسة مع الجهات المسؤولة في تقديم وجبة غذائية للتلاميذ المحتاجين .
4- ينقص و يفتر نشاط التلاميذ العقلي بسبب الجلوس و الاصغاء فترة طويلة و لهذا يحسن أن تتخلل الدروس فترات من النشاط الترويحي في شكل أنشطة موازية و أناشبد و ألعلب ترفيهية.
5- قد تضعف مقاومة بعض التلاميذ و قدرتهم على الاحتمال بسبب ما يعتريهم من نمو جسمي مفاجئ أو بسبب ما يمرون به من أزمات كأزمة التسنين و الفطام عن البيت في القسم التحضيري ، و كأزمة المراهقة و البلوغ في بعض الحالات في نهاية المدرسة الابتدائية ، ولهذا يجدر بالمدرس ألا يرهقهم بالأعمال أو يحملهم فوق طاقتهم .
ثانيا- في النواحي العقلية:
يصادف لمدرس تلاميذ أذكياء و تلاميذ آخرين متوسطي الذكاء و فئة أخرى متعثرين داخل القسم الواحد ، و من المتفق عليه أن تصنيف التلاميذ إلى مجموعات على أساس قدراتهم العقلية و التحصيلية يوفر الكثير من الجهد على المدرس عندما تكون هناك أقسام تضم الاذكياء و اخرى للمتوسطين و اخرى للمتعثرين و مع ذلك فقد تحول الامكانات المدرسية دون هذا التقسيم ، وفي هذه المرحلة يمكن أن يضع المدرس في اعتباره ما بين التلاميذ من اختلافات و فروق عند ألقيام بإعداد الدروس ، و فيمايلي بعض الأمثلة :
أ- يمكن الاهتمام باستخدام وسائل تعليمية متنوعة في أثناء شرح الدروس فمن التلاميذ من يفهم عن طريق السمع و هؤلاء هم السمعيون ، ومنهم من لا يفهم الا عن طريق الرؤيا و المشاهدة و هؤلاء هم البصريون ، و هناك فئة ثالثة لا تفهم الا عن طريق استخدام أكبر عدد ممكن من الحواس
ب – كما يمكن للمدرس القيام بإعداد اسئلة بحيث تشمل على ثلاثة مستويات ، اسئلة تناسب الاذكياء و اسئلة تناسب المتوسطين و اسئلة تناسب المتعثرين بحيث يجد تلاميذ كل فئة مجالا للمشاركة في الدرس و التوصل إلى ما يهدف اليه من معلومات أو خبرات.
ج- و يمكن أيضا ان يعد المدرس التدريبات و التطبيقات المتنوعة بحيث تسمح لكل فئة من التلاميذ بأن تبرز ما لديهم من استعدادات فيكون هناك تطبيقات تناسب كل فئة من المتعلمين و يكون التقويم مناسبا لكل مجموعة من التلاميذ ففي درس في الرياضيات مثلا يطالب المتعلم بحل مسألة تتكون من ست مسائل فإذا قام التلاميذ المتعثرين بحا اثنتين فقد تمكنوا فعلا من تجاوز جزء من تعثراتهم مقارنة مع قدراتهم.
د - و في مجال النشاط العام داخل القسم أو خارجه يجب مراعاة الفروق الفردية لمقابلة الميول و الاستعدادات بحيث يشترك كل تلميذ فب نوع النشاط الملائم له فهناك أنشطة تتطلب مجهودا عقليا و أخرى يزداد فيها المجهود العضلي وهكذا.
ثالثا- في النواحي المزاجية الانفعالية).
المزاج هو الصفة التي يتصف بها السلوك ، فبالرغم من توفر قسط ملائم للفرد من الذكاء و الصحة الجسمية فإننا نلاحظ أن بعض الأفراد يغلب على سلوكهم حب الانطواء و حب العزلة عن الناس ،بينما الآخر يتصف بالنشاط و الحيوية و الانبساط فتبدو البساطة في انفعالاتهم و التعبير عنها بسهولة و يسر و نجد صنفا من الناس يتصف بالمثابرة في أي عمل يقوم به فلايقلق و لا يتضجر و يدأب حتى يصل إلى هدفه بينما صنف آخر يتردد في أي تصرف يقوم به و يتأفف لما يقابله من صعاب و يعتريه الضيق،و بالرغم من توفره على قدر أكبر من الذكاء فإنه قد لا يصل إلى هدفه لعدم توفره المثابرة و هي صفة مزاجية.
و المدرس في القسم قد تقابله هذه الأنواع من الأمزجة ، و لهذا فعليه ألا ينخدع بما يبديه بعض الناس من انبساط زائد ، و عليه ألا يغض الطرف عن المنطوين فيهملهم أو يتهمهم بالعناد ، بل عليه أن يحاول التعرف على حقيقة حظ كل اولئك من الذكاء ، و عليه أن يشعر المنبسط بأن هناك وسائل للحصول على التقدير الاجتماعي عن طريق خدمة الجماعة و العمل المثمر لها.
و بذلك يحد نوعا من رغبته المتحفزة للظهور بأية وسيلة و اما بالنسبة للمنطوي فالمدرس يحاول جهده أن يخرجه من هذا الانطواء و يشركه في العمل الجمعي داخل القسم ، و يعرض انتاجه الأدبي أو الفني على التلاميذ ، و يدمجه في الجماعات المدرسية و بذلك يهيء له فرص النمو الاجتماعي السليم .و بالنسبة للمترددين من التلاميذ الذين يبدو عليهم الضجر و يتركون ما يكلفون به من عمل بدعوى صعوبته و عدم توفره القدرة لديهم على أدائه أن يدربهم على الثقة بالنفس و على حسم المواقف التي تعترضهم بعد بذل الجهد المناسب لتفهمها و التعرف عليها. و بناء على ذلك يمكن للمدرس تدريب التلاميذ على الجرأة الأدبية و ذلك بواسطة تدريبهم على القيام بتصحيح الأخطاء بأنفسهم.
إن الاساس في تصحيح الخطإ أن يقوم المتعلم بتصحيح خطئه بنفسه ، ففي ذلك فرصة له لإعمال العقل و الاستفادة من التعلم السابق.
و ينبغي بالتالي على المدرس أن يكون يقظا تمام اليقظة لأخطاء التلاميذ حتى يعاونهم على حذفها و التخلص منها فالتعلم هو بالأساس تعديل للسلوك الخاطئ و احلال السلوك السليم محله.
سبل تجاوز و علاج اضطرابات النطق و الكلام:
تعريف اضطرابات اللغة و النطق: هي أخطاء كلامية في حركة الفك و الشفاه و اللسان أو عدم تسلسلها بشكل مناسب .
‘ن الأطفال في سن الطفولة المبكرة تختلف لغتهم عن لغة الراشدين ، إذ أنها تتميز بلثغات مختلفة و تدل معايير النمو أن الطفل العادي يستطيع أن يتخلص تماما من العيوب اللغوية فيما بين الرابعة و السادسة من العمر و إذا لم يتخلص منها في هذه السن كان مضطربا في كلامه.
أشكال اضطرابات اللغة و النطق:تعتبر اللغة وسيلة هامة للتوافق الاجتماعي ، و إن طلاقة اللسان من مستلزمات الشخصية الناضجة و لكن قد تمنع الطلاقة اضطرابا تصيب اللغة و الكلام و يمكن أن تقسيم هذه الاضطرابات إلى:
1- اضطرابات النطق
2- اضطرابات الكلام
3- اضطرابات الصوت
1- اضطرابات النطق: عبارة عن صعوبة في إصدار الأصوات اللازمة للكلام بالطريقة الصحيحة و هي من أكثر العيوب شيوعا عند الأطفال و من هذه العيوب نجد الحذف كحذف صوت تتضمنها الكلمة، و هناك الإبدال حيث يتم إصدار صوت غير مناسب بدل صوت آخر، كاستبدال (س)بحرف (ش- ث)، أو استبدال حرف (ر) بحرف (و) مثال : خووف بدل خروف و هو ما يعرف باللثغة.
و هناك عيب التحريف، و هو إصدار الصوت بطريقة خاطئة إلا أن الصوت الجديد يكون قريبا و هي اقل انتشارا.
2- اضطرابات الكلام:إن الكلام هو نعمة من نعم الله على البشر و من أهم وسائل التواصل . يقول الله تعالى على لسان موسى عليه السلام:"رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"طه آية 24-28
و لقد عني العرب بالعيوب اللغوية و أمراض الكلام فقد درسها الجاحظ في كتابه البيان و التبين و من أشكال هذه العيوب:1- اللجلجة و هي احتباس في الكلام يعقبه انفجار للكلمة بين شفتي الطفل مضطربة بعد معاناة في حركات ارتعاشية مثال اللجلجة تكرار الحرف أو الكلمة عدة مرات مثال كلمة (محمد) م م م م محمد
2- التأتأة:و هي عدم الطلاقة في سيولة الكلام بشكل يلفت النظر ، مما يعيق التحدث مع الآخرين و المتأتأ يكرر حرفا أو كلاما بشكل لا إرادي، مصحوبا باضطراب في التنفس.3- اللثغة: وهي استبدال حرف بحرف كما سبق مثال
(مدرثة) بدل مدرسة 4- الخمخمة:و هو خروج الكلام من الأنف بصورة مشوهة غير مألوفة،فينطق حرف(الميم) باءا أو دالا بسبب وجود فجوة في الحلق أو سد فتحات الأنف.و لهذه الاضطرابات عدة عوامل مسؤولة منها الاسباب العضوية و النفسية و هي الغالبة في معظم الاحيان. ن أنأمنأن
و لعلاج اضطرابات النطق و الكلام هاته من الضروري أن يبدأ الطفل الذي يعاني من اضطرابات اللغة في الحصول على العلاج قبل أن يصل إلى سن المدرسة ، لأن اكتساب اللغة عادة يتم على مدار الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل و يمكن الاستعانة ببعض الطرق المقترحة لعلاج هذه المشاكل :
1- العلاج الجسمي : التأكد من أن المريض لا يعاني من أسباب عضوية خصوصا النواحي التكوينية في الجهاز العصبي و أجهزة السمع لأن السمع هو أول خطوات اكتساب اللغة
2- العلاج النفسي و يكون بتقليل التوتر النفسي للطفل و تنمية شخصيته.
3- العلاج الكلامي و هو علاج مكمل للعلاج النفسي و هو أسلوب التدريب على النطق الصحيح . و من بين طرق العلاج : الاسترخاء الكلامي بحيث يجعل المريض في حالة استرخاء بدني و عقلي ثم يبدأ في قراءة قطعة ببطء مع إطالة في كل مقطع يقرأه مثل بندورة ، ب..ن..دو..رة.
العلاج البيئي : و ذلك بإدماج الطفل في نشاطات اجتماعية و رياضية و فنية، و جعله يلعب مع أطفال آخرين ، حتى يتدرب على الأخذ و العطاء و يتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي و تنمية شخصيته.
و فيمايلي بعض التمرينات المساعدة للنطق و الكلام:
* التحكم بحركات اللسان أمام المرآة.
* فتح الفم و إخراج اللسان بشكل مروس للخارج دون لمس الاسنان أو الشفاه ثم إعادته للداخل ببطء.
* فتح الفم و جعل اللسان يلامس الاسنان في الفك الأعلى ثم الأسفل ببطء و بسرعة.
* فتح الفم قدر المستطاع و جعل اللسان يلامس الشفة العليا ثم السفلى ببطء و بسرعة.
* فتح الفم و جعل اللسان يقوم بعملية نقلة من اليمين إلى الشمال و بالعكس.
* نفخ شمعة أو فقاعات صابون أو ريشة.
* ترقيص لهب شمعة عن بعد لاطول مدة.
* جذب الهواء للداخل كتمرين التثاؤب لرفع سقف الحلق .
تدريب الطفل على التنفس السليم لإخراج الصوت ( شم وردة من الأنف ثم النفخ من الفم).
* تدريب الشفاه بنطق الحروف الصوتية، أ... و... ي...،أأ.. وو.. ي ي
* تقسيم الكلمات إلى مقاطع، مثل : تلفون ت.. ل.. فون
بيداغوجيا اللعب و دورها في تجاوز التعثر الدراسي :
التعليم عن طريق اللعب:لا يستطيع من يتناول طرق التربية الحديثة أن يهمل نشأة مدارس رياض الأطفال حيث يتم تعلم الأطفال عن طريق اللعب و عن طريق استخدام الاجهزة الحسية و عن طريق القصص و غيرها من الاساليب التي نستطيع أن نتعرف عليها تعرفا واضحا في مدارس فروبل لتعليم الأطفال و في مدارس مايا منتسوري.
يرى فروبل أن التربية يمكن أن تعتمد على استعدادات و ميول و نشاط الاطفال و من أهم هذه الميول ميل الطفل الفطري إلى اللعب فينمو جسميا و عقليا و خلقيا فيتعلم الطفل و هو يظن أنه يلهو و يلعب.
و قد قامت منتسوري أيضا بوضع مجموعة من الألعاب التعليمية و تشمل هذه الالعاب تدريب الاطفال على عمليات الحل و التركيب و الربط و تشمل فلاحة البساتين و ما يتبعها من ملاحظة النبات و الحيوان و العناية بها .و هناك أجهزة تعليمية ابتدعتها منتسوري أجهزة تعليمية تسهم في تعليم الاطفال فمثلا لتدريب حاسة النظر يمكن ان نعطي الطفل قطعة من الخشب بها ثقوب يمكن أن تثبت بها عشرة اسطوانات مختلفة بعضها متساوي الارتفاع مختلف في الحجم و البعض الاخر مختلف الارتفاع و الحجم معا و البعض الثالث متساو في الحجم مختلف في الارتفاع .
و لتدريب حاسة اللمس تستعمل لوحات مستطيلة بها ورق مختلف في النعومة و اخر مختلف في الخشونة ، و يمرر الطفل عليه بيديه ليفرق الناعم و الخشن و بين درجات متنوعة.
و لتدريب حاسة السمع أوجدت صناديق مملوءة بالرمل و بعضها مملوء بالحصى فيميز الطفل بين صوت الرمل و صوت الحصى و هو يحرك الحصى .
فاللعب يعتبر بمثابة نشاط يمارسه الطفل دون ضغوط من البيئة أو الوسط يقوم به بمحض حريته و إرادته و بمتعته.و يرتبط عامة بثقافة الطفل (الوسط) و بالخيال و الرموز و اللغة و البيئة ، و لذلك يكتسي اهمية بالغة في بناء شخصية الطفل ، لأنه يستحضر قوانين و قواعد الحياة العامة.
و هناك عدة أنوع كثيرة من اللعب البيداغوجي من بينها:
لعب الادوار و هذا يمكن أن يستثمر في إطار الأنشطة الموازية كنشاط المسرح المدرسي.و اللعب التعبيري ، و اللعب الفني و الرياضي ، و اللعب الإدراكي /الذهني ، و اللعب الحسحركي ، و اللعب الإبداعي.
و بناء على هذا فيمكن اعتبار اللعب كنشاط تربوي يمكن للمدرس أن يستعين بواسطته على زرع الثقة في نفسية المتعلمين عامة و المتعثرين منهم على وجه الخصوص ، لان في إطار جماعة اللعب يستطيع المتعثرون من التكيف مع جماعة اللعب و بالتلي تجاوز تعثراتهم بشكل أفضل و يتم تحقيق النتائج المتقدمة في تحصيلهم الدراسي عموما.
خاتمة:
إن التعلم وظيفة أساسية في حياة الكائن الإنساني ، لانه أهم ميزة تميزه عن باقي الكائنات، ويتصف سلوك الإنسان بقابلية التغير و التعديل الذي يؤهله للتوافق مع متطلبات المحيط و بالتالي القدرة على الاندماج في المجتمع ، و عملية التعلم هاته هي الآلية الأساسية في هذا التعديل السلوكي ، و ذلك باعتبارها الوسيلة الكفيلة في اكتساب الكائن الإنساني لكينونته من خلال اكتساب المعارف و الخبرات و الاتجاهات و القيم الذي تؤدي إلى ارتفاع قدرته على مواجهة متطلبات البيئة الطبيعية و الثقافية.
كما يلعب التعلم أيضا دورادورا كبيرا في النمو و تكون الشخصية ، لذلك كان التعلم موضوع دراسات متنوعة انكبت عليها مختلف مدارس علم النفس بمناهجها المتعددة ، و تبلورت نظريات متعددة لتفسير آلياته و العوامل المتحكمة فيه و كذا معيقاته و التي هي بالأساس معيقات للتعلم تتمظهر في أشكال متعددة منها التعثر الدراسي بكل تمظهراته وعوامله النفسية و الفيزيولوجية و الاجتماعية .
ولعل التعثر الدراسي باعتباره ظاهرة تربوية لا تخلو منها حتى المؤسسات التعليمية في أكبر الدول المتقدمة يمكن أن يعمل المهتمون بالمجال التربوي و كذا شركاء المدرسة من اسرة و مؤسسات مجتمعية من اجل التعون كل من موقعه للحد من هذه الظاهرة.
فالأسرة باعتبارها المؤسسة الأولى في عملية التنشئة الاجتماعية ينبغي أن تقوم بالأدوار المنوطة بها و ذلك بالاهتمام بتمدرس أبنائها من خلال التتبع و مد جسور التواصل مع المدرسة و كذا تشجيع ابنائها على التمدرس و العمل على أن توفير الجو الايجابي في الاسرة.
و من جهة أخرى ينبغي على المدرسة أن تقوم بتةفير الوسائل اللازمة و الجو التربوي الملائم للعملية التعليمية.حتى تكون هذه الظروف مجتمعة مساعدة في تجاوز التعثرات الدراسية بكل أشكالها.
و من جهتها أيضا ينبغي على المؤسسات المجتمعية أن تقوم بالدور الموكول إليها و ذلك بمساعدة المدرسة عبر الشراكات التي تعود بالنفع و الخير العميم على الناشئة ، التي تعد بمثابة رأس المال البشري الذي إن أحسن الاستثمار فيه سيمد المجتمع بالطاقات و الكفاءات التي تسهم في تطورا لمجتمع و رقيه و ازدهاره.
و لعل أهم جانب في هذا الموضوع هو العلاقات الإنسانية باعتبارها تتحكم في الجو النفسي الذي تتم فيه العملية التعليمية .
و هذا يتطلب من المربي احترام الطفل في شخصيته ، و مراعاة دوافعه و محاولة تفهمها و هذا يتطلب من المدرس معرفة التلميذ معرفة حقيقية ، معرفة نفسية و اجتماعية ، وحتى يتسنى كل ذلك لابد من تظافر جهود الجميع من أسرة و مدرسة و مجتمع معا للرفع من مستوى التحصيل الدراسي و تجاوز كل مل من شأنه أن يكون سببا في التعثر الدراسي ، لان الأمم تقاس بمدى جودة أنظمتها التعليمية و مدى قوة مستوى أبنائها الدراسي ، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل معا من أجل الرفع من جودة التحصيل الدراسي للناشئة.
لائحة المراجع

1- لسان العرب لابن منظور ط 1 دار صادر بيروت لبنان
2- معجم مقاييس اللغة لابن فارس تحق عبد السلام هارون دار الفكر س 1399ه1979م
3- مختار الصحاح لابي بكر الرازي المكتبة العصرية صيدا بيروت
4- القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي ط2 مؤسسة الرسالة 1407ه
5- كتاب التربية تأليف محمد السرغيني –محمد علي الهمشري- محمد عبد الحميد الدميري- محمد العالم.دار الرشاد الحديثة الدر البيضاء
6- وصل اللاحق بالسابق لتفسير اللائق الحسن بنعبد الله و عبد الباقي داود مطبعة السلام فاس1982
7- اللغة و التواصل التربوي مقاربة نفسية و تربوية.اضطرابات اللغة و النطق و سبل علاجها اعداد نزهة أمير الحاج محمد.2008
8- الدليل البيداغوجي للتعليم الإبتدائي تاليف مجموعة من الباحثين .
9- الجريدة التربوية جريدة تعنى بشؤون التربية و التكوين و المجتمع مقال : ما هو السن الأنسب لالتحاق الطفل بالمدرسة.عدد الإثنين 27 أبريل 2009 .العدد 25
10- علم النفس الاجتماعي تأليف الدكتور حامد عبد السلام زهران الطبعة الخامسة 1984 عالم الكتب القاهرة.
11- مطالعات في علم النفس العام ترجمة عبد الرحمن صالح عبد الله.الطبعة الأولى 1394ه/1984م دار الفكر
42









آخر مواضيعي

0 مشروع المؤسسة:إحداث قاعة متعددة التخصصات التربوية
0 مشروع المؤسسة
0 التقويم و الدعم من خلال المقاربة بالكفايات
0 الإسعافات الأولية
0 دينامية الجماعة داخل القسم( دراسة تحليلية)
0 التواصل التربوي:تقنياته و أساليبه
0 التعثر الدراسي:العوامل و الآثار و سبل تجاوزها(دراسة ميدانية)


salsabil05
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 18 - 6 - 2009
المشاركات: 28

salsabil05 غير متواجد حالياً

نشاط [ salsabil05 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 19-06-2009, 21:39 المشاركة 2   

بارك الله فيك

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لتعثر, ميدانية, الآثار, الدراسيالعوامل, تجاوزهادراسة, سبل

« تقرير حول الجودة في قطاع التربية و التكوين 2009 | * موضوع متجدد *مكتبة المواضيع الخاصة بالتحضير للامتحانات المهنية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أساليب كشف التعثر الدراسي ahmida دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 3 23-04-2016 22:33
أسباب التعثر الدراسي alhaj mohand دفتر المواضيع التربوية العامة 11 09-06-2009 17:16
اساليب كشف التعثر الدراسي. ahmida الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 0 24-05-2009 14:09
اساليب كشف التعثر الدراسي. nafiss دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 21-05-2009 20:25
التعثر الدراسي ؟ أبو غفران دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 1 01-12-2008 18:50


الساعة الآن 17:10


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة