السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموت هو النهاية المخيفة
النهاية التي لا نريد التفكير فيها
القضية التي تشغلنا لكننا لا نريد الخوض فيها
توقف معي لحظة انتظر اقرأ المقال كله أرجوك اكمله حتى النهاية
لأننا نتحدث عن النهاية
الموضوع لا يخص فرد معين
بل يخصنا لأنه يعمنا كلناالآن تخيل معي كل شيء اجلس الآن وحدك وفكر فيما سأخبرك به
تخيل نفسك الآن أنك ميت
أنت الآن ميت نعم ميت مسجى في مغسلة الأموات يقصون ثيابك
ليخلعوها بدلأ منك إنك لا تستطيع الحراك ولا الرفض
يقلبونك ويرشون عليك الماء
تلتف داخل الكفن وحتى وجهك سيختبيء !
ويأتي ذويك وأهلك ليودعون وجهك يقبلونك وتتساقط دموعهم على وجهك تتمنى لو تكلمهم لو تمسكهم لكن لا حراك إنك مجرد جسد لا إرادة ولا قدرة معك !
أغمض عينيك ستخنقك عبرة طويلة وربما تنزل منك دمعة حارة مثل حرارة مشاعرك
ستتخيل حزن أهلك عليك وبكاء أبنائك وزوجتك وأقاربك
ستشفق على نفسك وأنت تتخيلهم بدونك لاشك ستبكي على نفسك أكثر حينما تتخيل نفسك بدونهم
أنت الآن ستذهب ولوحدك وللمكان الذي لا تريد إلى القبر
ق ب ر
قربت المقبرة بودك لو تهرب بلفافتك البيضاء أن تفر لكن القبر بانتظار مكثك فيه أنهم ما حفروه إلا لك ولك وحدك لا يشاركك فيه أحد ولأول مرة تتمنى لو يشاركك أحداً في أملاكك
إنك هذه اللحظة لا تتخيل من هذا المصير إلا شيئاً واحداً وهو( الوحدة )
لو جلسنا وحدنا داخل بيوتنا لشعرنا بالوحشة ولخفنا من أي صوت لانتفضنا من أي حركة
فكيف لو بقينا وحدنا في المقبرة في الظلام والصحراء والعراء و الأحجار والهوام و عواء الكلاب والسكون و الخوف
من غير أن نفكر في عذاب القبر و حياة البرزخ فكيف لو فكرنا في هذه الأمور؟!
القبر.هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا لتصبح شخوصاً حقيقية
إما أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين يوم القيامة
وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد هلعاً إلى هلعنا
لو سافرنا عن أهلنا لمزقنا الشوق إليهم فكيف بسفر لا رجعة بعده؟
لو لم يأتي من الموت إلا الفراق وترك الأهل والاخوة والأحباب والوحدة لكان الأمر فوق احتمالنا
فكيف بما بعد الموت والمصير والحساب
بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟
هكذا عشت وهكذا سأنتهي
ياااه إنها لحياة سخيفة إذا كانت هذه هي نهايتها !
نجادل ونخاصم ونحارب وننتصر لآراءنا وننتقم لذواتنا نشتم ونقذف ونكذب ونفجر نفعل كل شيء من غير أن نحسب حسابأ لهذا المصير وهذا المكان
إنك تستطيع أن تفعل كل شيء لا أحد يمنعك ولاأحد يعرفك ولا أحد يعاقبك
لكن الله يسمعك ويرى مكانك ويعرف اسمك وجنسيتك بل والأدهى من ذلك كله أنه يعرف نيتك
ولقد أعد للنية الخبيثة ناراً مؤصدة مهمتها أنها تطلع على الأفئدة تلك القلوب التي نبت فيها النفاق والخداع والمكر
لو أنك عرفت بأنك ستموت في حادث سيارة هل ستقود السيارة ؟
ولو أنك عرفت أنك ستموت بعد أسبوع هل ستكتب مقالأ مقذعأ سيئأ تسب فيه وتشتم وتتهم وتظلم وتنشر به الشائعات وتسيء فيه لدينك و لبلدك ولأمتك
أتحداك
إنك في لحظات الخوف لا تفكر إلا بنفسك و تتوسل للحي القيوم أن يغفر لك ذنبك
ستنشغل عن كل شيء كل شيء
أي خوف وهلع وحزن سيخيم عليك لو قيل لك أنك ستموت ستنسى كل اهتماماتك وكل تطلعاتك وآمالك
التجارة ..الأسهم السفر الزواج العمل والناس والأصدقاء والأعداء وسينحصر تفكيرك فيك أنت وأنت فقط
إننا نخاف من المرض ليس لأنه مرض
إننا في الواقع نخاف من المرض لأنه يقربنا من الموت ويذكرنا به
لكننا يجب أن نعلم أن الموت قد لا يخبرنا وقد لا يرسل لنا رسول المرض ليهيئنا ليعلمنا
فقد يأتينا فجأة ومن غير أن نشعر وبغتة ونحن في لحظات لهو أو سكر أو معصية
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد*وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد *لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
http://saaid.net/mktarat/m/images/7.JPG