عبد العزيز رباح، الحزب السياسي الذي لا يتواصل مع المواطنين هو حزب ضعيف

[fouad99]

عبد العزيز رباح، نائب رئيس فريق العدالة والتنمية

الحزب السياسي الذي لا يتواصل مع المواطنين هو حزب ضعيف
أكد عبد العزيز رباح، نائب رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن الحزب السياسي الذي لا يتواصل مع المواطنين للمساهمة في تنمية وعيهم السياسي واهتمامهم بالشأن العام هو حزب ضعيف لا يقوم بالأدوار المنوطة به كما هي مقررة في الدستور وقانون الأحزاب، موضحاً أن انطلاق قافلة المصباح في دورتها الرابعة من العاصمة الإسماعيلية يهدف تبليغ رسالة إلى من يهمهم الأمر، بأن حزب العدالة والتنمية يعتز بمنتخبيه ومستمر في دعمهم بكل الطرق المشروعة والقانونية حتى يتم الكشف الظلم الذي لحقه بـ"عزل" رئيس المجلس الجماعي لمكناس.
تنظمون قافلة المصباح في حلتها الرابعة تحت شعار "تواصل مستمر"، كيف ذلك؟
يحتل التواصل ضمن منظومة حزب العدالة والتنمية أهمية خاصة إلى جانب تأطير المواطنين، فنحن نعتبر بأن الحزب السياسي الذي لا يتواصل مع المواطنين للمساهمة في تنمية وعيهم السياسي واهتمامهم بالشأن العام هو حزب ضعيف لا يقوم بالأدوار المنوطة به والمقررة في الدستور وفي قانون الأحزاب.
وعليه، فحزب العدالة والتنمية يعتبر أن من واجب منتخبيه وكل هيآته بذل كبير الجهد في التواصل مع المواطنين على امتداد ربوع الوطن وحتى خارجه. وقافلة المصباح ليس استثناءً في هذا، فهي تقليد سنوي ثابت وراتب ومحدد في الزمن درج عليه فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، لا ترتبط باستحقاق معين، نجدد من خلال فعالياتها المتنوعة العهد مع المواطنين، إلى جانب الدور التشريعي والرقابي والاقتراحي الذي نقوم به.
بالإضافة على هذا البعد التواصلي، فحزب العدالة والتنمية، يحرص دائماً على أن يساهم في رفع سقف التنافس بين الأحزاب السياسية وبين المنتخبين، فكما تعرفون الساحة السياسية يقع فيها أحياناً جمود لا يتلاءم مع التحديات الواجب كسبها، وتلج متاهات الإشاعة والإشاعة المضادة.
يأتي الإعلان عن قافلة المصباح في ظل ظرف سياسي يعيش الحزب فيه على إيقاع "عزل" بلكورة، لماذا اخترتم الإعلان عن انطلاق فعالياتها من مكناس؟
في كل سنة، تختار القافلة دائماً نقطة لانطلاقتها قد تكون مدينة من المدن أو جماعة من الجماعات، وهذه السنة اخترنا الانطلاق من العاصمة الإسماعيلية باعتبارها تعيش مخاضاً سياسياً، والحزب السياسي ليس جليداً جامداً، فهو يتفاعل مع هذه التحولات السياسية، وأردنا أن نوجه رسالتين إلى من يهمهم الأمر: الأولى رسالة اعتزاز بمنتخبينا بمكناس نجدد دعمنا اللامشروط لهم بكل الطرق المشروعة والقانونية ونؤكد ظلم حزبنا في هذه القضية. والثانية رسالة لعموم منتخبي العدالة والتنمية ولأعضائه ومتعاطفيه أنهم أمام ما قد يواجهونه في طريقهم الإصلاحي من تحديات ومعاناة لن يتخلى عنهم حزبهم أبداً فسيكون لهم دائماً منه السند والمتابعة والرعاية الكاملة.
تتحدثون عن هدف الرفع من تنافسية الأحزاب، ولكن بعض الجهات المغرضة تتهمكم بتنظيم حملة انتخابية قبل أوانها. هل هذا صحيح؟
في المشهد السياسي، للأسف الشديد، بعض المنافسين الضعفاء يريدونك ضعيفاً حتى تتساوى معهم في الضعف، بدل أن يسعوا لتقوية ذواتهم حتى نكون جميعاً في مستوى انتظارات الشعب المغربي والتحديات التي يعيشها الوطن. لكن نحن في حزب العدالة والتنمية لا نقيم وزناً لهذا الكلام، لأن دور الحزب السياسي هو أن يشتغل دائماً، والحمد لله حزبنا يشتغل باستمرار سواء في زمن الانتخابات أو في غيرها وعلى امتداد الزمان والمكان، وما ثبت علينا أن توقفنا في زمن معينة أو في جغرافية معينة.
لكن لماذا دائماً نتابع فقط حزب العدالة والتنمية، مع أن هناك أحزاباً حديثة النشأة تصول وتجول في المغرب وتغطي أنشطتها وسائل الإعلام العمومية دون أحد يتحدث عنها أحد؟
أعتقد أنه إذا كنا نريد للمشهد السياسي المغربي أن يتغير، ونريد لمشاركة المواطنين في الحياة العامة أن تكون إيجابية لا تعتبر الأحزاب مجرد "دكاكين انتخابية"، فيجب أن ننوه بمثل مبادرة العدالة والتنمية وغيرها من المبادرات التي لا بد أن تكون نوعية.
من أهداف قافلة المصباح التعريف بحصيلة الفريق، كيف ذلك؟
كما الدورات السابقة، قافلة المصباح تحرص، من خلال تواصلها المباشر مع المواطنين، على الاطلاع عن كثب عن المناطق التي تزورها، وتوفر للمواطنين فرصة لاكتشاف فعل سياسي جديد ونوعي. كما تحرص على عرض حصيلة الفريق وتترك للرأي العام الحكم عليها، فهناك فئات عريضة من الشعب المغربي لا تتوصل بأنشطة وفعالية الأحزاب السياسية والمنتخبين.
نريد أن نكسر تلك الصورة النمطية التي تروج عن البرلماني والمنتخب، والتي تعتبره مجرد سائل ومعقب على الوزير في الأسئلة الشفوية، ولطالما طالبنا بقناة برلمانية تطلع المواطن على أداء البرلمانيين ودورهم في المراقبة وإنشاء لجن تقصي الحقائق، والمهام الاستطلاعية والدور التشريعي.
اخترتم زيارة ست جهات تتميز بشساعة عالمها القروي، لماذا التركيز على القرى؟
القافلة اختارت هذه الدورة العالم القروي تفاعلاً مع الخطابات والتوجيهات الملكية والبرامج الحكومية التي تضعه ضمن أولوياتها على اعتبار أن الأحزاب السياسية هي أيضاً مشاركة في تدبير الشأن العام وفي تأطير المواطنين. بالإضافة إلى أن العالم القروي مؤخراً تعرض لكثير من الهزات والفيضانات والكوارث الطبيعية والبرد القارس أكدت عزلته وتهميشه وأيضاً حاجته الملحة لبرامج تنموية حقيقية، فنحن نريد الاستماع إلى مقترحات المواطن القروي التي يمكن أن تكون مؤثرة في مستقبله، ونريد أن نساهم في مسيرة تنميته حتى يكون على قدر المساواة مع العالم الحضري.
تركيزكم على العالم القروي، ألا يمكن أن يصطدم مع ما يعرفه هذا الأخير من نفوذ للأعيان والنزعة القبلية؟
من قال إن القبيلة ضد الأحزاب السياسية؟ ومن قال إن الأحزاب السياسية تريد أن تتغلب على منطق القبيلة أو الأعيان؟ فليس من أهداف الأحزاب السياسية أن تكسر منطق القبيلة والأعيان، لأن في الانتماء للقبيلة وللقيم التي تحكمها إيجابيات التضامن العائلي والتآزر والحفاظ على الثروات والتماسك الاجتماعي، بل الهدف، ونحن نبني دولة الحق والقانون والمؤسسات، جعل منطق القبيلة والأعيان يتماشى مع هذا التوجه الجديد.
هل ستكتفون في قافلة المصباح بالتواصل المباشر مع المواطنين فقط؟ أم أنكم تفكرون في إبداع وسائل أخرى؟
نحن نقترح على الدولة أن تشجع أنماطاً جديدة من تمثيليات العالم القروي، فبالإضافة إلى القبيلة التي تمثل من نواب الجماعات السلالية، والأعيان الذين يشكلون نوعاً من التمثيلية المعنوية وليس بالضرورة التنظيمية، والجماعات المحلية التي تحتاج إلى تأهيل لتمثيله إيجابياً، ندعو المسؤولين والفاعلين إلى خلق تمثيليات جديدة كما في العالم الحضري مثل التعاونيات والجمعيات، وإيجاد نخب هي ليست بالضرورة تلك الموظفة بالإدارة، فكم من خريجي الجامعة يتعاطون للفلاحة أو التجارة أو غيرها حاصلين على شواهد عليا، وعلى الأحزاب السياسية أن تطور من تمثيليتها في العالم القروي.
رغم كل هذا، تعلمون أن العالم القروي لا يزال يرزح تحت وطأة ضعف البنيات التحتية والعزلة التامة، وما الفيضانات وحصار السكان وسط الثلوج إلا دليل على ذلك، فما مقترحات الفريق للنهوض بالعالم القروي؟
فريق العدالة والتنمية استطاع أن يقدم العديد من المقترحات المتعلقة بالتنمية الفلاحية والقروية، ووجه أسئلة كتابية وشفوية تطالب بضرورة توفير التجهيزات الأساسية، كما اقترح تثمين وحماية الثروات الطبيعية كالغابات والرمال وأراضي الجموع والمعادن والماء، ولا شك أننا سنكتشف قضايا أخرى من خلال تواصلنا مع العالم القروي عبر زيارات استطلاعية للأسواق ولمواقع مهمشة من القرى عانت من التقلبات المناخية الأخيرة. فالاهتمام بالعالم القروي وتأهيله اقتصادياً واجتماعياً سيساهم أكيد في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لهذا البلد.
حاوره عادل الكرموسي