تدريب "شرطة عباس" ... ملابسات الدور الاردني

[ابو ضياء]

فهد الخيطان

تدريب "شرطة عباس" ... ملابسات الدور الاردني

وجود قوة امنية مؤهلة اصبح غطاء لتنفيذ اسرائيل مشاريعها الاستيطانية من دون مقاومة

(9/3/2009)

ايدت اسرائيل بقوة توجه الادارة الامريكية لزيادة ميزانية تدريب الشرطة الفلسطينية في الاردن بنسبة 70 بالمئة تقريبا لتصبح 130 مليون دولار للعام الحالي مقابل 7 ملايين دولار العام الماضي.

وفي تصريح لوكالة »رويترز« قبل ايام اعتبر متحدث اسرائيلي الخطوة بمثابة »اختبار لقدرة عباس على كبح جماح مقاتلي حماس« في الضفة الغربية.

واشنطن من جانبها قالت ان خطط توسيع البرنامج الامريكي تهدف الى تعزيز قوات الامن التابعة لعباس في الضفة الغربية وذلك عن طريق زيادة تمويل التدريب والمعدات.

الجانبان الامريكي والاسرائيلي اشادا اكثر من مرة بكفاءة عناصر الشرطة الفلسطينية الذين تلقوا التدريب في الاردن بعد ان نجحوا في اداء مهماتهم في المناطق التي تسلموا مسؤولية الامن فيها مثل مدينة الخليل.

وقد اشار الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه بوزارة الخارجية الامريكية قبل اسابيع الى الدور الاردني في هذا المجال واعتبره دعما لجهود حفظ الامن والاستقرار وتحقيق السلام.

المحافظة على الاستقرار والامن في الضفة الغربية قضية حيوية بالنسبة للاردن ترتبط من وجهة نظر المسؤولين بالامن الوطني الاردني ولهذا السبب لا تتوانى الحكومة عن دعم الجهود الرامية لمنع الفوضى هناك لما لها من نتائج سلبية على المصالح الوطنية الاردنية.

لكن استمرار حالة الانقسام الفلسطيني تجعل من مهمة تدريب »شرطة عباس« خدمة اردنية لطرف ضد الاخر خاصة وان دور الشرطة الفلسطينية قد ارتبط في الاونة الاخيرة بقمع حركة حماس وشل قدرتها في مدن الضفة وفق اجندة تتلاقى فيها المصالح الاسرائيلية مع مصالح سلطة عباس.

كما ان موافقة الاردن على القيام بمهمة تدريب الشرطة جاءت في سياق دعم عملية السلام وحل الدولتين الذي يحقق للاردن امنه الوطني والقومي على المدى الاستراتيجي, اسرائيل تتنكر لهذه المبادىء وتواصل سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس, وكل ما تريده من قوات عباس ان تحفظ الامن وتقمع المقاومين لسياستها كي تمضي في تنفيذ مخططاتها, ولهذا تحرص على وجود قوات شرطة مؤهلة وقادرة على القيام بهذه المهمة القذرة نيابة عن جيش الاحتلال. وقد شهدنا نموذجا لهذا الدور ابان العدوان الاسرائيلي على غزة حيث تولت شرطة عباس قمع الفلسطينيين المتظاهرين ضد العدوان.

ليس من مصلحة الاردن الاستمرار في تدريب الشرطة الفلسطينية التي يرتبط اسمها بالاردن في اوساط سكان الضفة الغربية, بعد ان تبدلت مهمة هذه القوات واصبحت في خدمة الامن الاسرائيلي الذي يوظفها كغطاء لتنفيذ مشروعه الاستيطاني.

علينا ان نتوقف قليلا ونعيد تقييم القضية بما يخدم مصالحنا فالمهمة لم تؤد غرضها ووجود قوات امن فلسطينية مؤهلة لم يلغ الاخطار على الاردن وانما ضاعفها واصبح يغري بعض الاطراف للمطالبة بتوسيع نطاق الدور الاردني في الضفة الغربية.
منقول عن جريدة ..العرب اليوم..الاردنية