هل بإمكان اللغة العربية توحيد العرب ؟؟ بقلم الطاهر كردلاس - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الطاهر كردلاس
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 10 - 1 - 2009
المشاركات: 7
معدل تقييم المستوى: 0
الطاهر كردلاس في البداية
الطاهر كردلاس غير متواجد حالياً
نشاط [ الطاهر كردلاس ]
قوة السمعة:0
قديم 22-05-2009, 23:02 المشاركة 1   
افتراضي هل بإمكان اللغة العربية توحيد العرب ؟؟ بقلم الطاهر كردلاس

هل بإمكان اللغة العربية توحيد العرب ؟؟ بقلم الطاهر كردلاس

مما لامراء فيه أن اللغة ــ بصفة عامة ــ لها أهمية قصوى في تحديد الهوية للقومية لمجتمع معين من المجتمعات عبر عصور التاريخ . وذلك لما تتميز به من خصائص تشترك في تكوين بنيتها الدلالية والتركيبية كما أن لها علاقة بنيوية مع الفكر . إذ أن الكيفية التي ينطق بها الإنسان ويتواصل مع الآخرين هي تقريبا الكيفية التي بها يفكر. وقد قيل في هذا الصدد إن الأسلوب هو صاحبه .
ولعل تساؤلات كثيرة تطرح نفسها هنا بإلحاح :
فما علاقة اللغة بالقومية ــ باعتبار أن اللغة بنية فوقية ــ ولا تمس البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي هي أساس الوحدات القومية لأي مجتمع ؟
ثم ما الفرق بين القومية بمفهومها الواسع ، والقطرية بمفهومها الضيق ؟ وهل المجتمع الذي يدعو إلى تقزيم وحدته داخل القطر الواحد يحدث قطيعة فعلية مع المجتمعات التي يشترك معها في عديد من الخصائص ( مثل اللغة ، التراث، التاريخ ، والجغرافيا ، ووحدة المصير ) ؟؟
هل القضية القومية ( وخصوصا العربية ) أصبحت في خبر كان . بعدما كانت الشغل الشاغل والمطلب الأساسي لكثير من التيارات الإيديولوجية في القرن الماضي ؟؟
هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها الواقع المادي الملموس . فباستقرائنا للواقع العربي الراهن يتبين بالملموس أن المجتمعات العربية المعاصرة اختارت النهج القطري على النهج القومي لاعتبارات سياسية ومصلحية بالأساس .
فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في غالب الأقطار العربية اختارت سيرها وصيرورتها بمعزل عن الأقطار الأخرى .
فالبعض شرق .. والأخر غرب . ولاتجد نهجا بنيويا يربط دولة عربية بأخرى في سائر المجالات . بل نجد الهوة سحيقة بين نظام اقتصادي عربي وآخر متجاور . وبرزت إشكالية التقدم والتخلف بين دولتين عربيتين متصلتين جغرافيا ( السعودية مثلا واليمن . المغرب وموريطانيا. سوريا ولبنان. مصر والسودان وقس على ذلك )..
والأخطر من هذا كله برزت ظاهرة العداء والحقد الإيديولوجي والتطاحن العسكري أحيانا بين عديد من الدول التي تشترك الحدود فيما بينها . وهذا قد يرجع بالأساس إلى الاختلاف الإيديولوجي والتبعية أو الموالاة لمعسكر معين (شرقي غربي ).
في خضم هذا الواقع السياسي والاقتصادي والإيديولوجي العربي القاتم، هل من سبيل إلى وحدة قومية عربية ؟
السؤال قد يبدو للبعض ساذجا إلى حد السخرية والاستهزاء .خصوصا وأن كلمات مثل الوحدة والقومية أفرغت من مدلولاتها ومفاهيمها الواقعية والتجريدية معا .
بل إن السؤال الأكثر سذاجة هو : هل يمكن للغة العربية أن توحد قوميا بين العرب ؟؟ وما هو نوع هذا التوحد ؟ هلا هوشبيه بالنوع السياسي أو الاقتصادي كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد الأوروبي أو غيره من الاتحادات ؟ أم هو فقط توحد لسني ولغوي ليس إلا ؟
لعلي لا أماري إذا قلت إن هاجس التوحد اللغوي ، كان هم المثقفين والمفكرين والفلاسفة العرب في العصور السالفة ، أو في عصر النهضة على الخصوص .. حيث طفت بحدة على الساحة الفكرية إشكالية التقدم والتخلف .. فقد تباينت ردود الفعل والقول معا حول هذه الإشكالية .. فمن المثقفين من أرجع أسباب التخلف إلى عوامل اقتصادية واجتماعية.. ومنهم من أرجعها إلى عوامل دينية.. ومنهم من أرجعها إلى عوامل لغوية ..
وما يهمنا هنا هو العامل اللغوي . حيث سادت أفكار منذ عصر النهضة ولازال صداها إلى اليوم . ومن هذه الأفكار التقليل من أهمية اللغة العربية في مسايرتها للركب الحضاري، بكل تجلياته سواء في الميدان العلمي والفلسفي والتكنولوجي.. أو في ميدان التقنية والمعلوميات المعاصرة .. حيث بدأت أصوات ترتفع كما ارتفعت من قبل بإعطاء الأهمية القصوى للهجات المحلية .. لأنها تعبر عن الهوية السيكولوجية والسوسيولوجية أكثر مما تعبر عنه اللغة العربية، التي جمدت في قوالب منطقية صارمة .. ولم تراع التغيرات البنيوية للواقع المادي المتفجر بين لحظة وأخرى..وبالتالي تراجعت اللغة العربية وتحنطت بين بطون الكتب والتراث العربي الجامد ولم تعد تستمع إلى نبضات الواقع اليومي لجماهير الشعوب العربية التي اختارت اللهجات العامية ..
و قد كان مرجع بعض المثقفين في هذه النظرة للغة العربية والتقليل من شأنها هو ما لمسوه من ثورة لغوية في بعض اللغات أو اللهجات المحلية من فرنسية واسبانية وإيطالية وغيرها من اللغات أو اللهجات الأوروبية الأخرى..
حيث انفصلت هذه اللغات عن لغتها الأم اللاتينية .. وكونت لنفسها قواعد وتركيبات جديدة سايرت التطور الاجتماعي والعلمي والفكري حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ..
بل أكد هؤلاء أن القواميس العربية القديمة يرجع أغلبها إلى العهود السحيقة ولم يتغير أي شيء في بينة اللغة العربية ولا في تراكيبها ( لا حرفا ولا فعلا ولا اسما ولا صرفا ولا نحوا ولا أسلوبا ولا بلاغة .... ) ..
لاشك أن الدراسة العلمية في المجال اللغوي ، المبنية على أسس موضوعية تؤكد بما لا يدع مجلا للشك أن اللغة العربية لعبت دورا حاسما في تاريخ الأمة العربية ، وفي توحيدها وفي صهرها في بوثقة واحدة . فهي تملك من مقومات الخلود والتطور والتكيف مع المتغيرات الطارئة ما يشبه الإعجاز ..
فهي تتوفر على ميكانيزمات بنيوية داخلية تمكنها من التوالد والتناسل المستمر ، بحيث تستطيع استيعاب وتمثل وتلقف وامتصا ص كل طارئ لغوي في سائر حقول المعرفة .. فخصائصها وتفردها التركيبي والدلالي والصوتي والنحوي والصرفي والبلاغي واشتقاقاتها اللانهائية ، يجعلها لغة طيعة لدنة سلسة يستطيع أي أديب أو فقيه أو سياسي أو رياضي أو عالم أو فيلسوف ، أو متخصص في أي ميدان معين ، أن يتعامل معها بسلاسة دون تعقيد أو تمحل ..
إن العيب كل العيب لا يكمن في بنية اللغة العربية .. بل في الانحطاط الفكري والثقافي الذي طال المجتمعات العربية ووصم
أهلها بالخنوع والخذلان والتبعية والتماهي في الغرب واعتبار لغتهم وثقافتهم ، هي أرقى من لغتهم وثقافتهم .
فتقاعسوا عن نصرة لغتهم والنهوض بها وتطويرها وجعلها بين مصاف لغات العالم المتقدم ..
والدليل على هذا هو تسلح الثقافة المعاصرة ( بكل فروعها من شعر ورواية ومسرح وسينما وصحافة وفلسفة وسائر العلوم المختلفة ) باللغة العربية وجعلها تعبر عن الواقع المعاصر بدون أدنى عقدة أو إحساس بالنقص أو الدونية ..
فهل سؤالنا الذي جعلناه عنوانا لهذه المقالة ، له من الشرعية ما يجعلنا نؤكد فعلا ، أن اللغة العربية مؤهلة ( بكل ما تملك من مقومات ) أن تكون لغة تواصلية وحدوية ، تجمع كلمة العرب وتوحد إشكالاتهم المعرفية والوجودية ، رغم ما يبدو من صراعات وتناقضات عميقة سياسية وإيديولوجية في الوطن العربي ورغم الزحف الامبريالي ( الغربي ) المتمثل في الاختراق اللغوي والمعرفي ( والعولمي ) ..









آخر مواضيعي

0 بشارة البشارات نهلة
0 ابــتــســام بــاســمــة شعر : الطاهر كردلاس ابــتــســام بــاســمــة
0 الفكر العربي المعاصر .. المأسوف عليه !!! بقلم الطاهر كردلاس -- تيكوين --
0 معاناة مدرس - نص : الطاهر كردلاس - تبكوين --
0 هل بإمكان اللغة العربية توحيد العرب ؟؟ بقلم الطاهر كردلاس
0 الجيل الجديد.. الجيل القديم.. أية علاقة .. أي تواصل؟؟؟
0 حضرة المدير الجديد بقلم الطاهر كردلاس


zaid21
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 20 - 9 - 2008
المشاركات: 61

zaid21 غير متواجد حالياً

نشاط [ zaid21 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 23-05-2009, 00:24 المشاركة 2   

اللغة العربية لغة غير واقعية لأنها لغة الإديولوجيا الدينية ولايتكلمها حتى السعوديون أنفسهم،فما بالك بالأقوام التي تمتلك لغات خاصة بها تعكس تميزها الحضاري والثقافي والهوياتي.فلماذا تصرون على أن تكون لغة شبه ميتة لغة حتى من ليسوا عربا؟أليس هذا من تلبيس إبليس؟
اللغة العربية لغة إلى الزوال كما اللغة اللاتينية،والمعول عليه هواللغات القطرية التي يتكلم بها الناس على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم،جاهلهم وعالمهم.
العالم اليوم يسير في أفق تيسير اللغة لتواكب كل أشكال التعبير والعربية الفصحى لكي تكون لغة اليومي وجب خلق أناس مثل سكان الجزيرة العربية إلى حدود القرن الثاني الهجري وهذا مستحيل.فالعربية استنفذت شروط وجودها فلتترك المجال للغات القطرية كي تنطلق بدون كوابح ايديولوجية قاتلة.وكفانا رؤية إلى الماضي من حيث ينظر غيرنا إلى المستقبل.


الحاميدي
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية الحاميدي

تاريخ التسجيل: 10 - 4 - 2009
المشاركات: 26

الحاميدي غير متواجد حالياً

نشاط [ الحاميدي ]
معدل تقييم المستوى: 0
ميدالية شكر وتقدير
قديم 23-05-2009, 00:56 المشاركة 3   

الاستاذ الطاهر كردلاس من خيرة الاطر التي فقدها اقليم السمارة الحبيب بسبب الحركة الانتقالية لما عوهد فية من بلاغة وفصاحة لغوية وحنكـة ادارية، اغتنم هذه الفرصة كي اشكرك من موقعي الخاص واناشدك على المزيد من العطاء اللغوي.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغة, العرب, العربية, الطاهر, بإمكان, توحيد, بقلم, كردلاس

« معاناة مدرس - نص : الطاهر كردلاس - تبكوين -- | رسالة دعوة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوزيع السنوي للجيد في الرياضيات – للمستوى التعليمي الثاني ابتدائي. aboumouna المستوى الثاني 5 30-07-2014 13:06
الفكر العربي المعاصر .. المأسوف عليه !!! بقلم الطاهر كردلاس -- تيكوين -- الطاهر كردلاس دفاتر المواضيع العامة والشاملة 0 22-05-2009 23:08
معاناة مدرس - نص : الطاهر كردلاس - تبكوين -- الطاهر كردلاس مختارات أدبية متفرقة 0 22-05-2009 23:05
حضرة المدير الجديد بقلم الطاهر كردلاس الطاهر كردلاس مختارات أدبية متفرقة 0 22-05-2009 22:35


الساعة الآن 10:09


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة