إن المسؤولية في الإسلام تكليف لاتشريف, تكليف يعقبه حساب, وكل إنسان سيسأل عما استرعاه حفظ أم ضيع كما في قوله تبارك وتعالى (( وقفوهم أنهم مسؤولون )) الصافات 24 ومن هذا المنطلق فإن المسؤولية تعني تحمل التبعات وهي تتدرج تبعا لاختلاف المسؤوليات في المجتمع وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته0 رواه البخاري ومسلم وهكذا قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم مسألتين أساسيتين : الأولى : أن المسؤولية تلزم كل فرد من أفراد المجتمع0الثانية : إن المسؤولية تكون متفاوتة من حيث التبعات فهي تتدرج من أعلى إلى أدنى وأعلاها مسؤولية الإمام أو الحاكم 0فإذا تأمل المسلم هذا الحديث، رأى أهميةَ المسؤولية والرعاية وأنها تتناول من في القمة إلى الخادم، وكل مسؤول وكل راع على قدره، علم أهميةَ المسؤولية في الإسلام، وأنها مسؤولية عظيمة وعنها السؤال يوم القيامة، (فَلَنَسْـئَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْـئَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)) [الأعراف :7]
لكاتبة الاستاذه دلال سعد متعب ال حجيل الدوسري بتصرف