" الكتاب والقرآن " كتاب ذو منهج جديد لتناول القرآن الكريم باعتباره كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلغة عربية وبهذا نالت هذه اللغة التي كانت تنتشر في صحاري الجزيرة هذا الفضل من رب العالمين فماذا اعتبر شحرور هذا الكتاب الذي بين أيدينا ؟
يفرق شحرور بين الكتاب والقرآن والفرقان والذكر ... بمنطق حل مجموعة من العويصات الفكرية التي تخبط فيها علماء المسلمين ومتكلميهم كقضية خلق القرآن وما شابه لكنه طرح عدة إشكاليات فقية وفكرية اتسمت بمبالغته في التأويل بحيث أعطى الحق لنفسه أكثر من اللازم للتعامل مع النص القرآني المقدس وهذا ما أسقطه في التناقض وتجاوز الفقه الإسلامي بشكل لا يقبله العقل المنطقي لأن الفقه المتعامل به حاليا وفي شموليته تم تأسيسه على علم أصول الفقه وهو علم يستند عليه ويؤصله ويجعل أمر تجاوزه يسقطنا في إحداث فوضى فكرية وضجيج وبلابل نحن في غنى عنها فنحن نفضل التعامل مع أي علم أسس له مسبقا بشكل منطقي على أن نتجاوزه ونكون قد خرجنا عن هذا البنيان المؤسس له سلفا وأنا لا أدعو مطلقا إلى تجميد العقل وأسره بالسلف وإنما أقصد من خلال هذا احترام علم أسس له أصحابه منطلقات لا ينبغي تجاوزها تحت أي مسمى من المسميات لأن هذا التجاوز سيلحق بنا ضررا كبيرا في منطقاتنا ويدعونا إلى التشكيك فيها وهذا سيحدث فوضى عقدية من شأنها أن تأتي على الأخضر واليابس .
فتجاوز أصول الفقه في هذا الكتاب يبدو جليا عندما طرح قضية المرأة من خلال تأويلات للنص القرآني وهذا شكل مرغوب فيه ولكن في إطار ما أصل له وإن كنا نؤمن بالعلم فهذا لا يمنعنا من احترام علمنا وعلمائنا من خلال ما أسسوا له من علوم تبقى أبدية . فشحرور لم يتجاوز فقط أصول الفقه وأدبيات التفسير والتأويل وإنما تجاوز السنة النبوية واعتبر النص القرآني فقط هو الذي يجب الاعتراف به واعتبر التفسير النبوي هو أول فهم لهذا النص وبهذا يمكن تجاوزه لأنه يعتبر شكلا من أشكال الفهم الإنساني المجرد عن الإله وهذا يجرنا إلى اعتبار السنة النبوية بما فيها من ضمن التراث الإنساني الذي ينبغي اعتماده في مرحلة ما وتجاوز ببساطة لأنه فهم إنساني ...
ويبقى التعليق لكم ...