هيام الهادي من الجزائر العاصمة لمغاربية – 30/12/08
[Getty Images] يمنع حظر جديد لوزارة التربية التلميذات الجزائريات من وضع المكياج أو ارتداء ملابس "غير محتشمة".
وضعت وزارة التعليم الجزائرية سلسلة من الإجراءات التأديبية الجديدة في 13 ديسمبر تخص المدارس الثانوية. المذكرة 786 أُرسلت لمديري المدارس في كافة الولايات 48 وتأمرهم بمنع التلميذات من وضع المكياج وارتداء ملابس مثيرة داخل بنايات المدارس.
وحذرت وزارة التعليم من أنها لن تقبل أي تجاوزات للسياسة الجديدة.
المذكرة واضحة: فلا يمكن للفتيات من الآن فصاعدا القدوم إلى المدرسة بالمكياج أو ملابس غير محتشمة. المذكرة ستفرض أيضا على التلاميذ من الجنسين ارتداء بذلات حالما تنتهي الوزارة من صياغة السياسة. ومن المتوقع أن يمتثل الموظفون الإداريون والتلاميذ للسياسة الجديدة مباشرة بعد عودتهم من عطلة الشتاء السبت المقبل 3 يناير.
وأثارت القرارات نقاشا ساخنا في الجزائر بين مؤيد ومعارض.
وعقب الجدل الذي أثارته السياسة، أوضح وزير التعليم أبو بكر بنبوزيد أن وزارته تقوم فقط بتطبيق مقتضيات القانون على التوجيه التعليمي وأنه لا يحاول بأي شكل من الأشكال تقييد حريات التلاميذ. وأضاف بنبوزيد "في المستقبل، على التلاميذ والتلميذات ارتداء وزرات ستحدد الوزارة ألوانها".
ويفضل رئيس الاتحاد الوطني لأولياء الأمور الاعتدال. ولدى سؤاله من قبل مغاربية، قال السيد مباركي بوعلام إنه "علينا الاعتدال في كل شيء. صحيح أن المدارس هي مكان للتربية...وطبعا ستدان التعسفات. التلاميذ الذين يتمتعون بسلوك جيد لن يخشوا شيئا. وهم في مأمن من الدخول في تجاوزات".
صالحة، أستاذة فرنسية في ثانوية مختلطة في الجزائر العاصمة، لها موقف أكثر قوة، وأيدت بشدة الإجراء الجديد. وقالت لمغاربية "أنا أعمل في قطاع التعليم منذ أزيد من عشرين سنة.... عليّ القول أن الجيل الجديد مختلف جدا. إنهم يتصرفون وكأنهم أكبر سنا.... لا أعتقد أنه يجب أن يحضروا إلى المدرسة بالمكياج أو الملابس المثيرة. المدارس ليست منصات للعرض. الشيء نفسه يسري على الأولاد. أعتقد أنه قد آن الأوان للوزارة كي تتصرف حيال ذلك".
ويعتقد معظم الآباء أن المذكرة مبررة. مصطفى، أب لأمل ورامي، وهما تلميذان في الثانوية، علق قائلا "تأتي الفتيات للمدرسة بالمكياج كالكبار. وأخريات ترتدين ملابس مثيرة. عندما أشاهدهن أتساءل إن كانوا قد جاءوا للتعلم أو لغرض آخر. عندما سمعت عن قرار الوزارة للحد من هذا الوضع، رحبت بالنبأ".
لكن بعض الآباء لا يتفقون تماما مع هذه الخطوة. نعيمة، أم لتلميذة في السادسة عشر، قالت "بمنع المكياج وما يسمونه ملابس مثيرة، فإن وزارة التربية توجه رسالة تقول إنه عليك الحكم على الكتاب من عنوانه. لا أعتقد أنه يمكنك الحكم على الناس من خلال ملابسهم. أنا أترك لابنتي حرية اختيار ملابسها. وتضع قليلا من المكياج. هذا لا يعني أن لديها عادات سيئة فأنا أراقبها جيدا. وهي تلميذة جيدة".
ورغم بعض الانتقادات، فإن وزارة التعليم تخطط لتطبيق الإجراءات الجديدة بالكامل.
موقع مغاربية كلّف مراسلين محليين تحرير هذه المادة.