" الشِيشَة " بنكهْة الموت !
[IMG]http://www.************/vb/images/no.jpg[/IMG]
يوسف معضور
Tuesday, March 03, 2009
يَبدو أن مُعظم الأباء يَجهلون تَماما ما تَحتضنه بعض المقاهي التي تُجاور الثانويات و الإعداديات التي يَدرس بها أبنائهم،وخصوصا تلك التي تتوفر على القَبو "لاكَاف" وإنطلاقا من قراءة سوسيوثقافية مختصرة، فالقََبوُ له دلالة مكانٍ لإيداع كل ماهو غير مَرغوب فيه أو لا يُراد إظهاره للعامة !!وفي هذه الحالة فقَبْو تلك المقاهي يدخل في خانة الأشياء التي لا يراد إظهارها ! بحيث يضمن لمن يتردد عليه ظُلمة يُكسرها ضوء أحمر خافت وموسيقى التيكتونيك الصاخبة !!ويضمن كذلك أجواء يُكسر بها تلاميذ وتلميذات المؤسسات المجاورة رتَابة مُقرر دراسي ثقيل في نظرهم!! يَتضمن جغرافيا بلدان بعيدة عنَا بالاف الكيلومترات...وتاريخُ أشياء لم يعد التاريخ هو نفسه قادر على تَذكرها !! ورتابة مُقررتربية دينية تَعتمد على سؤال "هل تجوز الصلاة بجوارب مثقوبة " و تَنسى الأهم…
أماكن يتردد عليها التلاميذ و التلميذات !يبحثون فيها عن البَديل الذي وَجدوه على شكل دُخان الأرجيلا "الشيشة" وما يصاحبها من طقوس ! ليملؤا الفراغ الأخلاقي القاتل !! الذي رسمه سوء التتبع و المراقبة من طرف الأباء والذين قد تجدهم في غالب الأحيان يجهلون أين تَقع المؤسسة التي يدرُس بها أبنائهم وبالأحرى معرفة ما يوجد بمُحاداتها من عُلب الموت البطيئ !! وفراغ اخر داخل المؤسسة متمثل في نقص حاد لبرمجة الأنشطة الثقافية والتربوية موازية للتحصيل الدراسي تجعل التلميذ يُفجر طاقاته و يُنمي قدراته وتَقيه شر"الشيشة" و طقوسها !!
أمَام أنظارأرباب تلك المقاهي صعود ونُزول دون أي منع لولوج التلاميذ والمراهقين المقهى !وقد تطرح هنا مسألة، أن تلك الفضاءات مخصصة للراشدين فقط ؟ والإجابة، أن كل "ممنوع مرغوب فيه" خصوصا إذا كانت المسألة تهم فئة تمر بمرحلة عمرية حساسة من خلالها تكتشفُ وتبحثُ في كل شيء و كذلك قرب المؤسسات التعليمية منتلك المقاهي يُشبه هنا قرب الزيت من النار !
هي مُفارقة غربية حقاً، فعوض أن نجد فضاءات للمطالعة ومكتبات متعددة الوسائط وفضاءات للتنشيط الثقافي والفني، بمحاداة المؤسسات التعليمية، نجد مقاهي بطابقها التحت أرضي يحدث العَجب العُجاب .