مازالت الأسرة العربية تتطلع إلى واقعها متهمة إياه بالقصور الواضح في تربية النشء،
ويأتي ذلك عبر تسليم الأبناء -إلى حدٍّ كبير- لتقنيات اليوم
من برامج فضائية، أو إنترنت، أو ألعاب حاسوبية،
بما تحتويه وتبثه تلك التقنيات من ثقافة،
تؤدي إلى توجيه الطفل توجيهاً غير مباشر، ومما يؤثر على نفسية الطفل،
ويتدخّل في تشكيل قيمه، وأخلاقياته، وسلوكه سلباً أو إيجاباً..
بمعنى آخر، بلهجة لا تنقصها الصراحة:
لقد سرقت هذه الفضائيات منا أبناءنا:
جنى عمرنا، وفلذات أكبادنا، ورصيدنا للمستقبل في هذا الزمان الشديد!!
طبعاً لا يمكن أن يكون الحل بمنع الأبناء من متابعة هذه الفضائيات؛
فعزلهم عن العالم أصبح مستحيلاً، فضلاً عن أنه ليس الحل السليم،
بل إن ذلك هروب من المواجهة أو تأجيل لحل المشكلة؛
إذ من الصعب الإحجام التام عن التعامل مع تلك التقنيات،
وحجب الطفل عنها وعزله عن العالم،
من منطلق أن العالم صار قرية صغيرة،
فكيف والحال في بيئة اجتماعية متلاصقة متجاورة
كفيلة بكل تأكيد عبر الشارع، والمدرسة،
والحديقة أن يحتك الطفل بأيٍّ من تلك المؤثرات..
إذن فالسؤال الذي يطرح نفسه:
هل مازال مسوّغاً الاستمرار في حجب الطفل عن التعامل مع تلك التقنيات؟
أم أن الأسلم هو تقريبه منها بشكل مقنن وموجّه
وتحت المراقبة والعين البصيرة والتوجيه الواعي؟
بالمقابل هل تضمن الأسرة آلية وخطة واضحة وناجحة في عملية التقنين
أم أن هناك تخبّطاً لا محالة سيلقي بظلاله،
مما سينعكس سلباً على تربية النشء
أكثر من النتائج الإيجابية التي يمكن أن نحصدها من الانفتاح أياً كان؟
شاركنا برأيك....