إقليم بن سليمان: من يحمي هؤلاء التلاميذ من هذا الوحش؟؟؟؟

[آثار على الرمال]

- لهؤلاء الأبرياء الحق في الاستفادة من الخدمات التي يوفرها تزويد المدرسة بالكهرباء، مثل الإنارة وشاشة التلفزيون والحاسوب في زمن الطفرة التكنولوجية
- من يحرم أبناء الفلاحين بدوار أولاد وهاب والدواوير المجاورة بقيادة الزيايدة بإقليم بن سليمان من الوصول إلى مدرستهم في أمان، والتزود بتعليم نافع وعصري؟؟؟

* حقوق الطفل: لأي طفل تم سنها؟
لا يمكن لجميع تلاميذ مدرسة أولاد وهاب وتلاميذ الدواوير المجاورة، أن يتمدرسوا طيلة السنة الدراسية فالمحظوظون منهم هم من يستطيعون ذلك، أما من حكمت عليه الأقدار بأن يسكن خلف ذلك الوحش الممتد طولا، والهائج شتاء، فإنهم يتمدرسون في الأيام الأولى من شهر شتنبر وأكتوبر وإلى حدود الأيام الأولى من شهر نونبر، لكن من تساقط الأمطار يتحرك الوحش، ويقطع الطريق على التلاميذ الصغار، ويمنعهم من الوصول إلى مدرستهم، وكل من حاول أن يجرب مغامرة تخطي الوحش، ابتلعه، يقف هذا الوحش في طريق عدد من التلاميذ الصغار، لذلك يعود الصغار إلى أكواخهم، أو بالأحرى يمنعهم آبائهم من ركوب المخاطر، ويبقى المساكين بلا تعليم إلى أن تشرق شمس شهر مارس أو أبريل، حيث يكون الالتحاق بالمدرسة متأخرا جدا، ويجد التلاميذ زملائهم قد قطعوا أشواطا في المقررات الدراسية، وطبعا يكون الرسوب ويتكرر الرسوب ويغادر التلميذ المدرسة من القسم الأول ابتدائي. الوحش هنا هو واد النفيفيخ، الممتد على مستوى قبيلة أولاد وهاب جماعة الزيايدة، حيث لا قناطر تسهل على التلاميذ عبور هذا الوادي الجارف. يقع هذا في عهد الحديث عن حقوق الطفل، وعن حقه في التعليم، وعن إلزامية التعليم، وعن إشاعة تقول أن الدولة بصدد التفكير في دعم الأسر المعوزة لأجل استمرار أبنائها في التعليم، هؤلاء الأبرياء لا يريدون من الدولة سوى بناء قنطرة، تجعل وصولهم إلى مدرستهم آمنا، ومستمرا بلا انقطاع وبلا خوف أو فزع، لأنه قد يكون الجو غير ممطر ويلتحق التلاميذ بمدرستهم لكن مع أولى الزخات المطرية تتحرك السيول، فيتم عزل الصغار عن بيتوتهم، ويخوض ذويهم مغامرة هيتشكوكية لأجل عبور السيول الكاسحة، وصغارهم بين أذرعهم فمن يتحمل وزر المغادرة الاضطرارية لهؤلاء التلاميذ للمدرسة؟ طبعا وبدون أدنى تفكير في الجواب إنها الدولة، ومن يدفع ثمن إهمال هؤلاء التلاميذ؟ طبعا التلاميذ أنفسهم أول الضحايا، لكن يجرون خلفهم مجتمعا يدفع ثمن عدم تمدرسهم…

* بدائيون في زمن العولمة؟؟
لا يشكو تلاميذ مدرسة أولاد وهاب بقيادة الزيايدة فقط من هيجان وادي النفيفيخ، والحؤول دون وصولهم إلى مدرستهم طيلة موسم الأمطار، بل تشكو المدرسة ذاتها من ظلام دامس، ليس في الفصول والأقسام فقط حتى في تنوير العقول البريئة، في ساحة مدرسة أولاد وهاب ينتصب عمود كهربائي، جل ساكنة هذا الدوار تستفيد من نعمة الكهرباء إلا المدرسة وبعض المغضوب عليهم من سكان الدوار، مدرسة بلا كهرباء رغم أن العمود الكهربائي يقف شامخا في ساحتها، فهل من إهمال أكثر من هذا؟ يقضي التلاميذ بمدرسة أولاد وهاب ست سنوات من التعليم، والمحظوظ منهم من يستطيع تجاوز عقبة المستوى الابتدائي والسفر إلى مدينة بنسليمان الواقعة على بعد حوالي 15 كيلومتر عن الدوار المذكور، لكن رحل التلاميذ المتوفقين من هؤلاء الأبرياء سرعان ما تتوقف، في مدينة بنسليمان يكتشف هؤلاء التلاميذ القادمين من دوار وهاب والدواوير المجاورة، أنهم كانوا يعيشون في العهد الحجري، حيث يصطدمون بعالم تقني متطور مقارنة مع حمولتهم البدائية، بشاشات التلفزة، وبالحواسيب، وعموما يجدون أنفسهم في عالم متقدم يصعب عليهم الاندماج فيه، ناهيك أنه يحكم على هؤلاء، أن يتحولوا إلى رجال في ثياب أطفال، فأهلهم يكترون لهم غرفا يكدسونهم فيها، ويتحول التلميذ إلى "رب أسرة"، مكلف بتدبير حياته اليومية بمصروف هزيل، ومكلف بالقيام بالأشغال المنزلية من تصبين وغسيل وإعداد طعام، ثم الدراسة، مادامت فرص الالتحاق بالخيرية أو الداخلية الوحيدتين في المدينة ضئيلة. فلو حظيت مدرستهم بنعمة الكهرباء لأمكن لهم على الأقل الاحتكاك بالحاسوب، وبشاشة التلفزة، وبعموم نعم الكهرباء، لذلك فانه حتى من يتوفق من وسط هؤلاء الأبرياء لا يلبث أن يعود إلى الدوار غير قادر على مسايرة إيقاع تعليم أكبر من مخيلته، ليمتهن "حرفة بوه" حيث الأعمال الشاقة بلا نتيجة، ويكبر الطفل ويبني له كوخا بقرب والديه لأجل تفريخ حفنة من العيال يلقون ذات المصير، وهكذا يتناسل الفقر.

* من غشنا فليس منا؟
في يونيو 2007 وتحت ضغط احتجاج ساكنة دوار ولاد وهاب، تفضلت عمالة إقليم بن سليمان ببناء ما سمتها قنطرة المدرسة المذكورة، ورصدت لهذه القنطرة غلاف مالي الله وحده الأعلم بقيمته، وتم بناء هيكل القنطرة دون القنطرة، وجاءت أمطار 2008 و 2009 لتحطم القنطرة، وتحطم معها حلم تلاميذ لم يسبق لأي منهم أن عبر فوقها، بل اكتفوا فقط باللعب فوق اسمنتها في فصل الصيف، جرف الواد القنطرة وجرف معه حلم طفل صغير يريد أن يتعلم، ويتفوق، وينجح ويضمن له مستقبلا بعيدا عن مصير الآباء والأجداد، من أجل إعانة الآباء والإخوة وانتشالهم من براثين الفقر. لم تعد هناك قنطرة، ولم تعمر القنطرة سوى سنة واحدة ونصف، ولم يكتمل بناؤها أصلا، ولازالت غارقة في الوادي، شاهدة على الحديث النبوي الشريف "من غشنا فليس منا"

* صيحة:
نناشدكم، ليس كمسؤولين بل كآباء لكم فلذات أكباد تتمنون لهم النجاح، وتصرفون عليهم الغالي والنفيس لأجل النجاح، نناشدكم أن تتدخلوا لتأمين وصول هؤلاء التلاميذ إلى مدرستهم، في الخريف والشتاء والربيع، يعبرون الواد غير آبهين بسيوله. ابنوا لهم قنطرة، ولا تحرموهم من نعمة العمل والتعليم، وساعدوهم على أن يكونوا رجال الغد، لأن البناء السميك يبدأ من حفر الأساس. نناشدكم ليس كمسؤولين بل نناشد مشاعر الأبوة فيكم، هؤلاء أبناؤكم، اجعلوهم يتمتعون بنعمة الكهرباء، فالأمر لا يتطلب أكثر من خيط لا يتعدى طوله أربعة أمتار، لتنيروا لهم حياتهم، وتجعلوهم يكتشفون المصباح الكهربائى والشاشة، والحاسوب… أغيثوا تلاميذ مدرسة أولاد وهاب بجماعة الزيايدة بإقليم ابن سليمان. أغيثوا أولئك الأطفال فإن اتفاقية حماية حقوق الطفل التي صادق عليها المغرب لا تستثنيهم وأن ميثاق التربية والتكوين الذي تم إعداده تحت إشراف صاحب الجلالة جاء لدعم التمدرس. نرجوكم ونتوسل إليكم باسم أولئك الأطفال الذين نقرأ في عيونهم رسائل يحملوننا مسؤولية إيصالها لكن، بكل صدق.

محمد الشمسي
رئيس جمعية الخير لتنمية البادية
وحماية البيئة بابن سليمان
2009/04/10

[الطاهر]

مشكور أخي الكريم
هذا مايعانيه غالبية قاطني الشريط الممتد على ضفاف نهر بهت
(فاض الواد.... رجع الواد..... نتسناوه يرجع )وهكذا دواليك......
هذه قصة الساكنة باختصار
تحياتي

[lahoucine666]

هذا مجرد قطرة في بحر المشاكل التي يعانيها المتعلم المغربي فالله نطلب ان يكون في عونهم