العصا لم تنزل من الجنة.. ما الذي نزل منها حقاً؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر المواضيع التربوية العامة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بجميع المواضيع التربوية العامة التي لا يوجد لها تصنيف ضمن الدفاتر أدناه ..

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1386
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1386
قديم 02-12-2014, 22:58 المشاركة 1   
افتراضي العصا لم تنزل من الجنة.. ما الذي نزل منها حقاً؟

العصا لم تنزل من الجنة.. ما الذي نزل منها حقاً؟
د.مصطفى ابوسعد
بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه المقالة خطواتٍ عملية في تحقيق التغيير المنشود والتحوّل التام عن أساليب العنف مع فلذات أكبادنا.

قوة التغيير والبحث عن البدائل:

البديل عن العقاب والقسوة والغلظة في التربية يحتاج إلى قوة التغيير لدى الآباء والأمهات. تغيير في الاعتقادات التي ترسخت حول أساليب التعامل مع الأبناء، وتغيير في المواقف والسلوكيات الأبوية.

إن البرمجة الإيجابية للسلوك الفعال في توجيه الأبناء تبدأ من نقطة أساسية هي الاقتناع العميق بضرورة التغيير (إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

لنتعلم مقتضيات التغيير:

السلوك البديل والتغيير يقومان على أسس ومقتضيات لا بد من إتقانها والتدريب عليها لاكتساب الأبوة الإيجابية ومهارات التربية الإيجابية. ومن هذه المقتضيات:

1- حل المشكل لا إفراز التوتر:

لنضع سلوكين أمامنا: ونحن أمام سلوك مزعج ومرفوض لدى الطفل أفرز غضباً وانفعالاً لدى المربي ترى هل نفرز هذا الانفعال من خلال التدخل العنيف والتغليظ والبحث عن الوسائل العقابية؟ أم نجعل هذا الانفعال متجهاً نحو إيجاد الحلول والبحث عنها؟!

2- إدارة الغضب والانفعالات:

الغضب والانفعالات لدى الإنسان إيجابية لو أحسن إدارتها والتحكم فيها. فهي مصدر القوة والتفاعل ودليل على اهتمام الإنسان بعبادته وقيمه، ومن لا انفعال له ولا غضب يعتريه قد يكون غير مهتمّ. وكذلك الآباء والأمهات والمربون بصفة عامة إن لم يغضبوا لسلوكيات مرفوضة فإنّ ذلك من مؤشرات قلة الاهتمام وقلة استشعار المسؤولية وحجمها (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وقلة الإحساس بالنتائج الأخروية. (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة).

الانفعال مطلوب، والانقياد الأعمى للانفعال مرفوض
والمربي الناجح من يملك نفسه عند الغضب وحالة الانفعال..

إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم الغضب وفي الوقت نفسه مدح من يغضب لمحارم تنتهك. وهو بذلك يحذرنا من الانفعالات السلبية للغضب وينهانا عن الغضب السلبي الذي يكون دافعه – غالباً – الذات والأنانية. وبالمقابل الغضب للمبادئ والقيم والمعتقدات هو إحدى علامات وسمات الإيمان المتقد.

الانفعال يمنحك قوة الاهتمام والبحث عن الحلول السلمية لتغيير سلوك مرفوض لدى ابنك، وهذا هو الانفعال الإيجابي. أما الغضب الذي يفرز عقاباً وضرباً وصراخاً وتحطيماً وشتماً ولمزاً وسخرية فهو انفعال هدام لا يغير شيئاً ولا يدفع الابن نحو سلوك إيجابي. وإن بدا لنا ذلك فهو مؤقت ومرحلي وبدافع الخوف والتخلص من هياج الغضب وتوابع الانفعالات ليس إلاّ.

إن سلبيات الغضب السلبي كثيرة منها أن الطفل يتخلّى عن السلوك المرفوض بدافع الخوف منك. والأخطر من هذا أنك تتعود مكافأة ذاتك بالغضب السلبي الذي يفرز مادة شبيهة بالمخدر تجعلك تدمن على هذا السلوك لتُصبح سمتك الغضب لكل صغيرة وكبيرة.

إن تكرار هذا السلوك الانفعالي السلبي يجعلك تعتقد أنك تحسن صنعاً، وأن أبناءك يطيعون ويسمعون، وأنك ترى نتائج إيجابية على المدى القريب. لكن تذكر أن الثمن الذي ستدفعه على المدى البعيد باهظ وكبير.. لأنك أوهنت الروابط العائلية. إنهم يطيعونك.. لكنك فقدت ثقتهم ومحبتهم.

إنّ قوة التغيير ضرورة لمن أحب أن يصبح مربياً إيجابياً. وتبدأ من داخل النفس البشرية. وما ورد في المقالات السابقة من مفاهيم ومهارات سيؤهلك لهذا التغيير الإيجابي. وما سنتناوله لاحقاً سيمنحك مفتاح خطوات البرمجة الإيجابية لسلوكك كي تصبح مربّياً إيجابياً.

التربية الإيمانية: (العقدية – العبادية)

الحاجة إلى الإيمان حاجة نفسية أساسية لا غنى للطفل عنها بل تعد الموجّه الرئيس والمهذّب لباقي االاحتياجات. والحاجة إلى الإيمان ضرورة إنسانية لتمييز الإنسان عن غيره من المخلوقات. فمن خلالها تهذّب الأخلاق والغرائز وتوجه وجهتها الصحيحة المنسجمة والفطرة السليمة.

- مبادئ التربية الإيمانية:

تقوم التربية الإيمانية على مبدأين أساسيين:
1- الإيمان بالأصول الستة التي حدّدها حديث جبريل عليه السلام: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) (رواه مسلم).
هذا المبدأ الذي يمثل العقيدة والأصول التي تقوم عليها شرائع الإسلام، وعنها تنبثق فروعه. فهو نقطة البدء بالنسبة لنمو الإنسان، وهو نقطة البدء لكل كيان أو حضارة، وهو الموجهة للإنسان وقيمه وأفكاره وسلوكه. فهو باختصار: المنطلق والمنبع لتربية متوازنة إيجابية للإنسان..
2- الالتزام بفرائض الإسلام والتمسك بأحكامه باعتباره نتيجة حتمية لرسوخ الإيمان في القلب والتصريح به باللسان.. فكلما ازدادت العقيدة رسوخاً نمَّت الالتزام والامتثال لأوامر الخالق.

- هدف التربية الإيمانية:

تهدف التربية الإيمانية إلى تنمية الوازع الديني من خلال ترسيخ العقيدة السليمة القائمة على توحيد الخالق من خلال تحقيق أنواع التوحيد الثلاثة: (الألوهية – الربوبية – الأسماء والصفات) إلى جانب ممارسة ما يترتب على هذا التوحيد من عبادات وشرائع.

فالمربي المسلم يسعى إلى ترجمة هذه العقيدة من خلال تقديمها للطفل منذ نشوئه لربطه بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه على أصول العقيدة، وتعليمه العبادات، مبتدئاً بالحفظ، ثم الفهم، ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق، فالممارسة والتعبد.

- لماذا التربية الإيمانية؟

يعتبر المنهج الإسلامي التربية الإيمانية المنطلق الأول لبناء الإنسان المسلم، وهدفاً أولياً ورئيسياً بسبب العديد من الاعتبارات:

-الاعتبار الأول:
الحاجة الأصلية في النفس الإنسانية إلى العقيدة الدينية واعتبار أن الإيمان لازم وضروري ومهم في حياة الإنسان، ومصدر للقوة والاطمئنان، الشيء الذي تؤكده الدراسات النفسية والفلسفية في تاريخ الحضارات.

- الاعتبار الثاني:
ما تشكو منه الحضارة المعاصرة التي نعيشها من مساوئ وعيوب ناتجة عن ضعف التمسك بالقيم الإنسانية وبفضائل الأخلاق، ومن بعض التبذل والتحلل والانغماس في الشهوات مما يصدر في غالب الأحوال عن ضعف العقيدة ونقص النوازع إلى الإيمان.

- الاعتبار الثالث:
ما يشكو منه المجتمع المعاصر من بعض مظاهر الضعف الأخلاقي وبعض مظاهر الضعف في الروح المعنوية، مما قد يسبب سريان روح التهاون في أمور الدين والتقصير في القيام بما يحض عليه من تعاون ومحبة وتماسك اجتماعي ومن مكارم الأخلاق.

- الاعتبار الرابع:
حاجة الشباب في هذا العالم – ولا سيما في الوطن العربي – إلى قيم واضحة تجنبهم الحيرة الفكرية وتكون لهم سنداً في تبيين صور المستقبل بين المذاهب والدعوات المختلفة والتيارات المتعددة التي يموج بها العالم في الوقت الحاضر.

- الاعتبار الخامس:
التربية الإيمانية تشكل جهاز دفاع قوي لرعاية الفطرة والحفاظ عليها، تلك الفطرة التي يولد عليها الإنسان (كل مولود يولد على الفطرة) كيفما كان هذا الإنسان، يولد ولديه ميل للتدين والاعتقاد بوجود قوي فوق كل القوى، وخالق مسيطر مبدع متحكم في قوانين هذا الكون.









آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !


الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1248
افتراضي
قديم 03-12-2014, 06:54 المشاركة 2   

ما أحوجنا حقّا إلى تربية إيمانية متنورة بعيدا عن الانفعال و الغضب...
شكرا جزيلا أختي المحترمة على هذا الموضوع المتميز

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

nadiazou
:: مراقبة عامة ::

الصورة الرمزية nadiazou

تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032

nadiazou غير متواجد حالياً

نشاط [ nadiazou ]
معدل تقييم المستوى: 1386
افتراضي
قديم 03-12-2014, 09:17 المشاركة 3   

العفو أستاذي الجليل منكم نستفيد شكرا على مرورك الطيب


benghazinour
:: دفاتري بارز ::
الصورة الرمزية benghazinour

تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2008
المشاركات: 82

benghazinour غير متواجد حالياً

نشاط [ benghazinour ]
معدل تقييم المستوى: 198
افتراضي
قديم 03-12-2014, 16:27 المشاركة 4   

جزاك الله خير الجزاء


nadiazou
:: مراقبة عامة ::

الصورة الرمزية nadiazou

تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032

nadiazou غير متواجد حالياً

نشاط [ nadiazou ]
معدل تقييم المستوى: 1386
افتراضي
قديم 03-12-2014, 20:03 المشاركة 5   

شكرا جزيلا أخي الفاضل على مرورك الطيب

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« منهج تصحيح الأخطاء .. نظرة تقويمية | التفوق الدراسي .. فن المنافسة على القمة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجب الذنب أصل الإنسان والبذرة التى يبعث منها يوم القيامة والجزء الذي لا يبلي ولا تأكله الأرض . nadiazou دفاتر العلوم وأنواعها وأخبارها 2 09-08-2014 15:17
محمد أضرضو، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا ر: تم ضبط 86 حالة غش في اليوم الاول على صعيد الجهة منها 72 بالهاتف التربوية دفاتر أخبار المؤسسات: مدارس، ثانويات، نيابات، أكاديميات 0 12-06-2014 22:28
أزمة التعليم: إنها من بين أخطر مفرداتها هي التي تكمن في المفهوم الذي به نشتغل بوجمع خرج دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 2 05-09-2013 22:31
تجهيزات خاصة بالنوادي البيئية تستفيد منها المدارس القروية بأكاديمية الجهة الشرقية التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 31-01-2012 16:36
هل حقاً تعرف نفسك **وفية دفاتر** دفاتر التـنـمـيـة الـبـشريـة 3 26-06-2009 21:23


الساعة الآن 07:34


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة