بوشتى بوكزول
نفذ أساتذة ثانوية الزهراء الإعدادية بنيابة طنجة أصيلة وقفة احتجاجية يومه الخميس 16 أبريل، استغرقت يوما كاملا على غرار ما تعرفه المؤسسة من أوضاع متردية و مزرية،حسب البيان الذي صدر بنفس التاريخ ، و الذي أشار إلى أن الوقفة جاءت كخطوة نضالية في إطار مسلسل احتجاجي، انخرط فيه الأساتذة منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، و سجل أول وقفة احتجاجية يومه 24 فبراير 2009. و نتيجة لنهج سياسة الآذان الصماء و التماطل الذي تنهجهما نيابة التعليم بطنجة أصيلة، قرر الأساتذة و بالإجماع رفع السقف الزمني للوقفات، من ساعة كل أسبوع إلى يوم كامل في الأسبوع، كان آخرها تاريخ إصدارالبيان .
و تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن حضرت لجنة نيابية للوقوف على الحالة الراهنة للمؤسسة و وعدت بأنها ستبقى على اتصال من أجل حل المشاكل العالقة، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق. و الجدير بالذكر أن مؤسسة الزهراء الإعدادية صورة مصغرة لما تشهده المدرسة الوطنية من ترد و تدهور بما تعرفه من اختلالات كبرى، ففي الوقت الذي يتعدى طاقمها 70 إطارا ما بين إداري و تربوي، فإن المؤسسة لا تتوفر على قاعة للأساتذة، علاوة على الغياب التام لمعظم المرافق الحيوية بما فيها المرافق الصحية التي لا تصلح حتى إصطبلا للبهائم، بله اعتمادها مرافق للتلاميذ، إضافة إلى غياب المكتبة و معدات المختبرات العلمية، و غياب قاعات مخصصة لتدريس مادة الاجتماعيات، و مستودعات لائقة بمادة التربية البدنية و الرياضة، هذا في الوقت الذي تظل فيه المؤسسة عرضة للغرباء و الهوام، بل حتى الكلاب الضالة تجد طريقها إلى المؤسسة بسبب الهدم الذي عرفه سور المؤسسة و لم يعرف طريقه إلى الإصلاح ، مما زاد في استفحال تردي الوضع بالمؤسسة و خلق أتعابا للأطر الإدارية على مستوى الإشراف و التتبع اليومي لسير التمدرس، أما على مستوى آخر فإن المؤسسة لا تتوفر سوى على ملعب وحيد يتناوب عليه ست أساتذة للتربية البدنية، و يستوعب حوالي 2600 تلميذ، الأمر الذي يفرض على أساتذة المادة مجهودات جبارة في تكييف جحافل التلاميذ مع خصوصيات الفضاء الضيقة، و إذا أضفنا إلى ذلك الحالة المتدهورة للأقسام، و ما يعانيه التلاميذ و الأساتذة على السواء من الحساسية التي يسببها إشعاع أسقف البناء المفكك الذي تجاوز مدة صلاحيته كحجرة صالحة للتدريس ، تسجل معه المؤسسة حالات إغماء متزايدة مع ارتفاع درجات الحرارة. فإنه يمكن القول بأن المؤسسة وحدها تحتاج إلى أكثر من برنامج استعجالي، يبدأ بالليل قبل النهار .
هذا و قد تضمن البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية 14 مطلبا ملحا اعتبره الأساتذة حدا أدنى للنهوض بأوضاع المؤسسة من الواقع المزري، بما يتماشى مع شروط التحصيل العلمي و كرامة المدرس و الأطر العاملة بها. و قد ذيل الأساتذة المحتجون البيان برسالة إلى السيد النائب أرسلوها عبر السلم الإداري؛ موضوعها " طلب زيارة السيد النائب للمؤسسة " و ذلك قصد معاينته شخصيا و عن قرب للأوضاع الكارثية التي يعمل فيها الطاقم التربوي و الإداري. و على إثر ذلك، اتصل السيد النائب الإقليمي هاتفيا بمدير المؤسسة من أجل استدعاء مجلس التدبير، الأمر الذي رفضه الأساتذة المحتجون، و الذين أصروا على ضرورة حضور النائب الإقليمي للمؤسسة و رجحوا كون المكانة الرمزية للمؤسسة التعليمية باعتبارها القلب النابض للمجتمع تستدعي تدخل القائمين عليها معاينة و لا تتطلب إصلاحات صورية من المكاتب .
المصدر: موقع "
الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بطنجة" - الجمعة 24 أبريل 2009