الدار الآخرة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين


أدوات الموضوع

الصورة الرمزية karamat
karamat
:: دفاتري بارز ::
تاريخ التسجيل: 9 - 9 - 2008
المشاركات: 101
معدل تقييم المستوى: 0
karamat في البداية
karamat غير متواجد حالياً
نشاط [ karamat ]
قوة السمعة:0
قديم 05-02-2009, 20:43 المشاركة 1   
قلوب الدار الآخرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء:
تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة.
ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء:
تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.
فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله، كفى بالموت مقرحا للقلوب، ومبكيا للعيون، ومفرقا للجماعات، وهاذما للذات، وقاطعا للأمنيات، فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك وإذا نقلت من سعة إلى ضيق، وخانك الصاحب والرفيق، وهجرك الأخ والصديق وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر، وغطوك من بعد لين لحافك بتراب ومَدَر فيا جامع المال، والمجتهد في البنيان ليس لك والله من مال إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب وجسمك للتراب والمآب. فأين الذي جمعته من المال؟ فهل أنقذك من الأهوال؟ كلا .. بل تركته إلى من لا يحمَدُك، وقدِمْتَ بأوزارك على من لا يعذُرُك. ولقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى: "وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة" [القصص: 77] أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة وهي الجنة؛ فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا بما ينفعه في الآخرة لا في الطين والماء والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن، ونحو هذا قول الشاعر:
نصيبُك مما تجمع الدهـر كله *** رداءان تُلوى فيهـما أو حنـوط

وقال آخر:

هي القناعة لا تبغي بهـا بدلا *** فيها النعيم وفيـها راحـة البـدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها *** هل راح منها بغير القُطن والكفن؟

من كتاب (الدار الآخرة) للشيخ محمد متولي الشعراوي، ج1، ص: 82.








d8s
آخر مواضيعي

0 الصيف استراحة مُحَارِب وثبات في المَحَارِب
0 كلمات مشرقة
0 يا هذا 2
0 اسماء ومعانيها
0 أخطاء شائعة
0 يا هذا
0 وصية
0 الدار الآخرة
0 استفسار
0 طلب مساعدة


karamat
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية karamat

تاريخ التسجيل: 9 - 9 - 2008
المشاركات: 101

karamat غير متواجد حالياً

نشاط [ karamat ]
معدل تقييم المستوى: 0
قلوب الدار الآخرة 2
قديم 08-02-2009, 15:45 المشاركة 2   

بسم الله الرحمان الرحيم

الدار الآخرة (2) .. موعد الموت

علاقة الإنسان بالقيامة تختلف باختلاف مراحل الحياة، فهو في الحياة الدنيا محجوب عن كل ما سيحدث يوم القيامة، فإذا مات أبصر أشياء وحُجبت عنه أشياء، فإذا بُعث رأى كل شيء عين اليقين، أي كواقع وحقيقة، والله سبحانه وتعالى أخفى عنا موعد الأجل، وفي ذلك حكمة ورحمة، أما الحكمة فإننا نتوقعه في كل لحظة وننتظر أنه سيحدث في كل ثانية، فنحن لا نعرف متى نموت، ولكن كلٌّ منا يمكن أن يأتي أجله في أي لحظة، وهذا يضع في نفس الإنسان المؤمن الخير، فما دام لا يعرف متى سيلقى الله تعالى؛ فإنه يسارع في الخير، ويغتنم الفرصة ليفعل كل ما يستطيع من الخير، والمسارعة في الخير تعود على الناس كلهم، فكلما فعل الإنسان خيرا انتفع به المجتمع كله، وهكذا يريد الله سبحانه وتعالى منا أن نسارع في الخيرات، هذه واحدة.
أما الثانية: فهي أن نبتعد عن المعاصي لأننا لا نعرف ما إذا كان الأجل سيمتد بنا حتى نتوب أم لا، فنبتعد عن المعاصي خوفا من أن يداهمنا الأجل فنلقى الله ونحن على معصية.
إذن .. إخفاء موعد الموت عنا، هو إعلام به أولا لأننا نتوقعه في أي لحظة وهو دافع لنا إلى عمل الخيرات والبعد عن المعاصي.
أما الرحمة فهي أننا لو عرفنا موعد أجلنا لظللنا طوال عمرنا في هم، ذلك أنه عندما تتوقع بلاء سيحدث لك، فإنك تعيش في هم عميق وأنت تنتظره وفي كل يوم ستقول لم يبق لي على الأرض إلا كذا، لم يبق لي لأترك أولادي إلا كذا، سأترك أولادي صغارا لا يستطيعون مواجهة الحياة، وهكذا تبقى في هم وغم طوال حياتك، ولذلك رحمة من الله أخفى عنا موعد الموت لنستطيع أن نقبل على الحياة بأمل أننا سنعيش، بل إن الإنسان يحلم بأنه سيفعل كذا وكذا في العام القادم أو الذي يليه، وربما يكون أجله بعد أسبوع أو أسبوعين، أو ربما لحظات قليلة، ولكن هذا الأمل في الحياة يجعله يبني ويعمل وينفق فيفيد المجتمع كله، فأي بناء في الأرض مهما يكن هدفه يفيد المجتمع لأنه يفتح أبواب الرزق للناس كل الناس، فأنا حين أبني عمارة استفاد من مالي من حفر، ومن وضع الحديد، ومن قام بأعمال البناء، والنجارة، والبياض إلى آخره، كل هؤلاء استفادوا، فكأنني أعطيت حركة حياة للمجتمع بصرف النظر عما أخذت.
إذن .. فلفائدتي ولفائدة المجتمع أخفى الله موعد الموت، ولكننا نعرف يقينا أننا سنلاقيه وذلك قوله سبحانه وتعالى: "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم"(1) [الجمعة:8].
ويقول بعض العارفين: أن سهم الحياة وسهم الموت ينطلقان معا، وأن ملك الموت في حالة بحث عن ذلك المكلف بقبض روحه فلا يجده ولا يعثر عليه إلا ساعة يشاء الله تعالى لهذا الأجل أن ينتهي، ففي هذه الساعة يلتقي ملك الموت مع ذلك الذي انتهى أجله، ولكن قبلها لا يلتقيان أبدا.
وقوله تعالى: "تفرون منه" لأن الإنسان إذا رأى شبهة الموت في أي عمل، كأن يكون في هذا العمل خطورة قد تؤدي به إلى الموت فإنه يهرب منه، ولكن هذا الهروب لا ينجيه إذا جاء أجله.
ومع أن موعد الساعة لا يرتبط بحياة الإنسان الدنيوية لأن الذي ينتقل من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ التي هي بين الموت والقيامة، يرى أشياء كثيرة كانت غيبا عنه في الدنيا، ويوقن مؤمنا كان أو كافرا بالساعة، فإن السؤال الدائم على لسان البشرية كلها هو: متى تقوم الساعة؟ ربما إحساسا منا بهول هذا اليوم، وربما لأنه نهاية حياة وبداية حياة أخرى مختلفة تماما، ولذلك فقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موعد الساعة، فأنزل الحق سبحانه وتعالى: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة" [الأعراف: 187].
المسؤول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين سألوه هم اليهود، فهم الذين كانوا يريدون أن يتحدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما في كتبهم وعلمهم، فسألوه عن الساعة وعن الروح، وعن ذي القرنين، وجاءت الإجابة من الله سبحانه وتعالى مطابقة لما عندهم في التوراة وزيادة عليها، فعندما سألوه مثلا عن أهل الكهف، قال الله سبحانه وتعالى مصححا لهم الزمن الموجود في التوراة فقال لهم: "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" [الكهف: 25].
وعندما بحثوا من أين جاءت التسع، علموا أن الفرق هو بين التاريخ القمري والتاريخ الشمسي، فالله سبحانه وتعالى يؤرخ لكونه بأدق الحسابات، ولذلك فإن التوقيت العربي هو أدق الحسابات، فكل عالم البحار يؤرخ له بالهلال، وحسابات التاريخ الدقيقة تؤرخ بالهلال، ونحن نحسب الشهر بالهلال، لأن الشمس لا تدلنا على حساب الشهور، وإنما الشمس دلالة يومية على الليل والنهار، أما القمر فنعرف منه أول الشهر ووسطه وآخره، والثلاثمائة سنة الشمسية تزيد عن القمرية بتسع سنوات.



------------------------------------
(1) وقال الحق سبحانه وتعالى: "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا" (آل عمران: 145).
وقال الحق سبحانه وتعالى: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" (النساء: 78).
وقال الحق سبحانه وتعالى: "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (الأعراف: 34).
وقال الحق سبحانه وتعالى: "نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين" (الواقعة: 60).
وأخرج مسلم [2663/32] عن عبد الله بم مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة. لن يُعجِّل شيئا قبل حِلِّه، أو يؤخر شيئا عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار، أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل".

مصدر المقال : كتاب (الدار الآخرة) للشيخ محمد متولي الشعراوي، ج1، ص: 78.

d8s

التعديل الأخير تم بواسطة karamat ; 08-02-2009 الساعة 15:47
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأجرة, الدار

« تعرف على شعور حبيبك | أخْطَاء لُغُويّة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدار الآخرة (3) .. سكرات الموت معلم دفاتر المواضيع الإسلامية 0 22-04-2009 14:20
الدار الآخرة (1) .. فضل ذكر الموت والاستعداد له fotowa79 دفاتر المواضيع الإسلامية 1 21-01-2009 08:17
ما هو سبب توقيف الأجرة kamalyounes87 دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 5 23-11-2008 12:40
تحويل الأجرة tanzidanour الأرشيف 2 12-11-2008 17:36


الساعة الآن 18:20


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة