القافلة الإفريقية للتحسيس بظاهرة تشغيل الأطفال تنطلق من فاس
النقابة الوطنية للتعليم( ف د ش )
تعلن:
«فاس مدينة خالية من تشغيل الأطفال»
م.ا بو مهدي حسني
انطلقت الأسبوع الماضي قافلة محاربة تشغيل الأطفال بمساهمة النقابة الوطنية للتعليم /ف د ش وعضوية جمعيتين هندية وأخرى نيبالية وإعلاميين من هولندا،حيث ستجوب لمدة أكثر من شهر دول: أوغندا .الزيمبابوي- كينيا واثيوبيا بعد القيام بنفس المهمة بالمغرب على اعتبار التجربة الناجحة التي قادتها النقابة المغربية في خمس مدارس بمدينة فاس.
وتتمثل مهمة أعضاء القافلة في تحسيس أصحاب القرار بظاهرة تشغيل الأطفال وآثارها الوخيمة على التطور الاجتماعي والتعريف بالتجارب الناجحة التي اشرف عليها أعضاء البعثة في بلدانهم في أوساط هيئات المجتمع المدني والنقابات التعليمية
نفس المهمة قامت بها القافلة في المغرب، حيث كان لأعضائها لقاءان مع كل من وزيري التربية الوطنية والتشغيل، بحضور الكاتب العام للنقابة و ت /ف د ش الأستاذ عبد العزيز ايوي، وقد كانت مناسبة للتعريف بالنتائج الهائلة التي حققها برنامج الوقاية من تشغيل الأطفال الذي نفذته هذه النقابة في خمس مدارس بأحياء شعبية بمدينة فاس خلال الأربع سنوات الماضية ، والذي سيتوسع ليشمل مدارس في 5 جهات أخرى من المملكة، بدءا من الموسم الدراسي الحالي بشراكة مع نقابات أوربية وهيئات مهنية، ومشاركة أكاديمية التعليم بجهة فاس بولمان وجمعيات مثل امجد ، وعلاء الدين للمسرح.
واهم ما ميز النقاش مع وزير التعليم هو التزامه بدعم برنامج يهدف إلى جعل مدينة فاس "مدينة خالية من تشغيل الأطفال"، وهو ما أكده الأستاذ نحاس حميدة، الكاتب الجهوي ل ن و ت /ف د ش الذي ترأس ورشة بمقر الأكاديمية الجهوية بفاس يوم 10/10/08 في موضوع حمل شعار:« أوقفوا تشغيل الأطفال ، المدرسة أفضل مكان للعمل» بحضور أعضاء القافلة ومسؤولي المؤسسات التعليمية المستهدفة من البرنامج والخلايا العاملة فيه وأعضاء اللجنة المشرفة وفاعلين في الميدان.
مستشار البرنامج المنفذ بمدينة فاس الدكتور احمد بوزيان، أبرز معضلة تشغيل الأطفال التي تبلغ فعليا مليون ونصف بالمغرب، خلافا لما يتعارف عليه رسميا من كون الرقم هو 600الف، ذلك أن 800الف طفل آخر لا يوجدون على مقاعد الدراسة، وبذلك فإنهم إما في حالة شغل أو مهددين به بين حين وآخر. وأكد الأستاذ الباحث في تدخله على تحقيق برنامج الوقاية من تشغيل الأطفال لهدفه الأساسي الذي هو القضاء على التسرب المدرسي وذكر إن التسرب تراجع إلى 120 في الموسم الماضي في المدارس الخمس وقد كان يصل إلى 1381 قبل ثلاث سنوات، وذلك بفضل تكاثف جهود ن وت/فدش بالمغرب و النقابة الهولندية Aob والفرنسية unsaللتربية ومؤسسات دولية داعمة. ويرجع ذلك إلى قناعة المتدخلين بان عمل الأطفال شيء شنيع ولا مبرر إطلاقا لوجوده. ويجب على الدولة توفير الشروط لبقاء الأطفال في الدراسة إلى سن 15 سنة. ومهمة البرنامج أيضا الإقناع والضغط في هذا الاتجاه، إضافة إلى ما وفره البرنامج من تكوين للأطر العاملة (التواصل- بيداغوجية الدعم ....) وتحسين لفضاء المؤسسات وتوفير الدعم التربوي(دروس مجانية) والاجتماعي(أدوات مدرسية) الصحي (نظارات) إنشاء مكتبات في كل مؤسسة...
وكانت مناسبة لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان الدكتور حسن أمزيل، ليستعرض أهم إجراءات البرنامج الاستعجالي لوزارة التربية الوطنية، والإجراءات العملية لتنفيذه بالجهة وخاصة ما يتعلق بمحاربة الهدر المدرسي الذي يعرف خطورة اكبر في المجال الحضري بالجهة أكثر من القرى على التوالي: 80 في المائة مقابل في 19القرى.ويرجع ذلك حسب المسؤول إلى المجهودات التي قات بها الأكاديمية، والمتمثلة خصوصا في اعطاء اهمية للدعم الاجتماعي من أدوات مدرسية وإطعام ومنح دراسية والدعم الصحي بتعاون مع اليونيسيف وإصلاح المدارس، والنقل المدرسي وأورد مثالا على ذلك : تزويد بادية صفرو بحافلة لنقل التلاميذ من جماعة تازوطة من طرف بالبرنامج موضوع الاجتماع.
في معرض تقييمه للبرنامج المذكور، أكد الأستاذ عزيز منتصر نائب الكاتب العام ل ن وت /ف د ش ومنسق البرنامج أن العمل على محاربة تشغيل الأطفال نابع من قناعة النقابة الوطنية للتعليم بأن هذه الظاهرة لا تعرقل فقط النمو الاقتصادي والاجتماعي، بل تفرمل التطور الديمقراطي للدول النامية. كما ثمن مبادرة القافلة التي تجوب عدة دول افريقية والتي تعد ثمرة للتعاون الدولي في هذا المجال من اجل نقل التجربة والمساعدة على إعداد برامج لمواجهتها بناء على الواقع الملموس في الدول المعنية.
ممثل الهند في القافلة السيد كيت عن منظمة mvf عبر في كلمته عن سروره بملاحظة نجاح البرنامج بفاس بعد أن حضر انطلاقه قبل أربع سنوات، ومثل لذلك بملاحظة انه في إحدى المدارس المستهدفة لم يتخلف هذه السنة إلا 3 أطفال من أصل 1056 تلميذا وسيحمل هذه البشرى لبلاده. وذكر بأن تشغيل الأطفال يعد اهانة ومسا بكرامة المواطن ، ولذلك فان المكان الطبيعي والوحيد للأطفال هو المدرسة والحل هو التعليم ثم التعليم..وهي مسألة لا تفاوض عليها. وتعد تجربة فاس قيمة مضافة للعمل في الميدان وثمن شعار جعل مدينة فاس مدينة خالية من تشغيل الأطفال.
هذا وكان أعضاء القافلة قد زاروا صبيحة ذلك اليوم مدرسة القدس بفاس، واطلعوا عن كثب على مختلف أنشطة البرنامج وكل ما أنجز وما تحقق من قضاء شبه تام على الهدر المدرسي.
2008/10/20
جريدة الاتحاد الاشتراكي
rs5rs5rs5