إلى الأخ قريش.
انتظرت كثيرا الجواب عن أسئلتي : أين أنكرت عنك وجودك؟ و أين دعوتك إلى التوحد معي؟
وبما أنك لا ترغب في الجواب، بعدما أفرغت ما ما في جعبتك، وأقفلت باب النقاش. لا بد من إبداء بعض الملاحظات:
1- أنا لم أنكر عنك وجودك. من أكون حتى أنكر أو أعترف بوجودك! الذي يعطي شرعية الوجود في الساحة النقابية هو التمثيلية المنبتقة عن صناديق الاقتراع، هو الارتباط بالطبقة العاملة والدفاع عن مصالحها والاستماع إلى همومها، هو التجدر في الطبقات الشعبية الكادحة والانغماس في مشاكلها.
2- أين دعوتك أخي للتوحد معي؟ أنا أنتسب لمركزية نقابية عتيدة ( ك د ش )، وأنت تنتسب لنقابة فئوية. المركزيات تتوحد فيما بينها، والفئويات يمكن أن تتوحد لتصبح نقابات قطاعية وبعد ذلك يمكن التفكير في المركزية. يعني بالواضح أن المسافة بيننا طويلة جدا.
3- إذا كنت تقصد بالفكر العامي، فكر عموم المواطنين، فيكفينا ذلك فخرا لأننا نعتز بارتباطنا بعامة الناس. وهنيئا لك أنت بفكرك النخبوي المتعالي، وهنيئا لك ببرجك العاجي.
4- صحيح أن تنظيمنا يلغي ذاتية الفرد، الذي ينصهر في الجماعة ويسعى لتحقيق المصلحة العامة. فهنيئا لك أنت بذاتك المتفردة ونقابتك الفئوية التي لا يهمها إلا مطالبها الخاصة.
5- أما خبر المفتش الذي ضغطوا عليه في النقابة والحزب، حسب قولك. أخبرك فقط أن مركزيتي لا تنضوي تحت حزب معين، وإنما تضم فسيفساءا حزبيا وجمعويا ومستقلين. ما هو الحزب الذي ضغط عليه إذا؟
6- أما اعتبارك لكل مناضلي ومنخرطي المركزيات النقابية قطيعا، موقف ليس بغريب عن من يدعي أنه يقوم بالتأطير بأسلوب علمي وحضاري وراق. هنيئا لك أنت باستقلاليتك... طبعا الاستقلالية عن هموم الشغيلة والطبقة العاملة.
7- من هاجم الأول يا أخي هو أنت... ومن حسن الحظ أن ما نكتبه يحتفظ به في منتدانا هذا. ألست القائل : "... أن نعود إلى التبهديلة وغلى الجهل والتعمية والتكلاخ..." ومن دعاك إلى العودة يا أخي؟
8- التاريخ وحده سيبين لنا من ارتكب حماقات في الشأن النقابي، هل هو من يبني ويوحد أو من يشتت ويخرب؟
9- صحيح أن اللامنتمين تصدروا الانتخابات. ولكن لم تقل لنا من يكون هؤلاء. هم باختصار كائنات غريبة عن العمل النقابي، سخرتهم الإدارة والباطرونا لضرب النقابات. واللامنتمون ليس هم المستقلون يا أخي!
تحياتي لكم جميعا.