إن راهن العمل الجمعوي الأمازيغي بالمغرب آنيا يجنح نحو متاهات عبثية لا وجودلها في منظومة القيم الامازيغية من مفهوم تويزة إلى أدويروالنوبث . واعتبر ذالك دخيلا مفتعلا وغريبا لإلحاق التخلف بالرؤية السديدة بعد إستمالتها و إغراقها في الذاتية والأنى الأعلى .وهو أمر اعتبر عند الفاعل الجاد والنزيه كارثة شاذة تنتعش خلفها كل أصناف الفطريات المقومجة والإنتهازية التي تحضر لإنتخابات مفركة على حساب القوت اليومي لفئة شعبية عريضة لكسب استحقاقات 2009 .
مما تحول مشهد العمل الجمعوي الأمازيغي إلى الهراء وتبادل الناب والتهم المجانية ونسيان المواقف المبدئية لكسب المعركة الهوياتية في بعدها الحداثي والإنساني التي تتعرض لإجهاز خطير ....
فتحولت المعركة من الموضوعية والواقعية إلى الذاتية والنرجسيية والخزعبلات الوهمية .وهي بداية شرعنة الإستعداء الذي هوسلوك غير حضاري أوثقافي في وسط الفاعلين الجمعويين. وهذا التحامل والتنابز لم يألفه قط الفكر الامازيغي عبر مر تجاربه العريقةكما تبرهن الحضارة الإفريقية والمتوسطية ..
وهو ما حذى بإفراغ الدينامية الثقافية التي كانت سائدة قبل عقد من الزمن على الاقل من محتواها النضالي واالتاريخي ....إلى التقاعس والتآكل والإنبطاح.....
وتم تحويل العد العكسي نحو اللا مصداقية للفعل الحركي الذي تاسس كتعبير حضاري لتصحيح مجموع من المغالطات التي اعتبرت المكون الامازيغي خارج المرتكزات المؤسسة للهوية المغربية ,فكان بالفعل عمل تصحيحي ينطلق من منظور حداثي علمي يتجاوز مفاهيم الميتافيزقيا والادبيات الشعبوية المنغلقة بفعل سيادة أدلجة العروبة حتى نتمكن بإعادة الإعتبار للتوازنات السوسيو إنسانية كبنية دالة تزمع الخطو نحو انتقال ديمقراطي ودولة المؤسسات النزيهة ,
مما كان للعمل الجمعوي بعد عقد من الزمن نكسة درامية او أزمة قلبة بسبب بعض التحولا ت المطرأة علىالمستوى السوسيو إجتماعي والسياسي .فاستعسر علينا الامر على التكيف والإندماج والمواكبة .. وهو ما يعني ضمنيا حصول أزمة تدبير الإختلاف والقبول بالراي المتعدد داخل فضاء العمل الجمعوي الامازيغي الذي مكث حجرة عثرة في مسار الفعل الجمعوي الذي يعتمد على القدرات البسيطة والمجربة على مستوى الموارد البشرية كما تبرهن على ذالك الفئة العمرية النشيطة في حضنه, فهم إما تلاميذ أو طلبة مع الغياب التام للأنتيليجنسيا والكفاءات العلمية الاكاديمية المتخصصة وليس المتطفلة, لان العمل الجمعوي ليس رغبة فحسب ,بل ضوابط ومعايير وتقنيات دقيقة حساسة قد تنجذب للسياسي بسرعة اوتدير ظهرها للسوسيولوجي بغفلة .ولم يسمى العمل الجمعوي بهذا الإسم إلا بإيمانه بالجماعة والتشارك والتعدد والتعاضد وفي علاقته بالارضية الإجتماعية ,بمعنى أن نشوءه مبني منذ الإرهاصات الا ولى على التعدد والإختلاف من خلال الجماعة التي تجسدها القاعدة الإنخراطية ذات التكوين المختلف والراي المتنوع والتفسير المخالف لمجموعة من الحلقات التي تشكل عضد البرنامج من خلال جدول اعمال المزمع تنفيذه بإرادة المنخرط’و من هنا يبدأ الخلاف حين تتقزم الرؤية ولا يتوافق التكتيك مع الإستراتيجية
لكن وللاسف الشديد ومع صعود سنة الألفين وتزامنها مع مجموعة من التحولات في المشهد السياسي التي اثرت سلبا على الدينامية الثقافية الأمازيغية بدءا بتأسيس ليركام ومنحه كل الإمتيازات على حساب ح أ م
واعتبر في منظور المخزن الناطق الرسمي والمحاور الديبلوماسي ,وهو الأمر الذي غيب تماما صوت الحركة أ م والهجوم عليها في مختلف مواقعا الحيوية واعتقال نشطائها بتهم واهية لتضليل الراي العام الداخلي والخارجي .
ولهذه الاسباب الذاتية والموضوعية والإختراقات المتنوعة وظهور وطغيان ما بدايسمى بالمصلحة والنفوذ والسأم من العمل التطوعي الذي أريد له من البعض ان يكون مؤدى عليه وتكون الجمعيات في ملكية الغير ولو بنشاط وبهرجة واحدة كل مداركل سنة ,حتى وإن أهلها لا يفقهون في العمل الجمعوي شيئا ويرجحون مكاتبهم المسيرة إلى عقلية مقاولتية التي لا ترى غير الربح السريع ولا وجود لشيء اسمه الهم الجماهيري الذي يتعرض للقمع الثقافي في أجندتها اللهم إن شئنا الدخول في البوليميك . فبين هذه التصادمات المباشرة وغير المباشرة التي طغى عليها الإنفعال والحماس وردود الافعال السريعة والمتوهرة ...
بدل التريث واستعاب خطاب الآخر والتفكير في استجماع الذات والدعوة للقاءات جهوية ووطنية دون قاعدة خلفية ولا تروم غير إنقاذ ما يمكن إنقاذه بقراءة التجربة ومدخلها الأولي بالكاد لا يزحزح عن تقديمنا لنقد ذاتي جماعي ديمقراطي تواضعا وتقديرا للقضية الامازيغية التي تتطلب منا أكثر من اليقظة والحذر والإعتراف عند الضرورة بمآزقنا, وتللك هي محكنا لنكون في قمة استيعاب ذاتنا في شتى تساؤلاتها :
هل نحن بالفعل ديمقراطيين أم ميكيافيليين و بركماتيين لا تتحكم فينا سوى الرغبات والنزوات والمصالح الضيقة على حساب النضال الديمقراطي والحقوقي الذي في سياقهما ينوجد ويندرج الطرح الأمازيغي الذي تزكيه المواثيق الدولية انطلاقا من أنسنة فلسفته التي تنبذ كل الاشكال المهانة لكرامة الإنسان
أما إن استمرنا في هذه التجاذبات التي لا تجدي في شيئ ماعدا التشتت والتشيع واستشراء نفوذ الخصوم ذات الدعم المادي والمعنوي من سلطة المخزن المساندة لكل طرح عروبي
فسيمكث العمل الجمعوي الامازيغي جنينيا من حيث العطاء والتراكمات مقارنة مع حجم القضية الامازيغية التي يجب ان تكون فوق كل اعتبار بوليميكي او ديماغوجي.. وهذا هو التفكير الذي زج بالعمل الجمعوي الامازيغي في الضلاة والغي .داعيا الفكر النزيه والمنظومة المؤطرة لمفاهيم العلمنة والإختلاف على هامش السيرة وهذا ماندعوا للتخلص منه استعجاليا ودون تأجيل او مماطلة .
ويعد غياب الإستراتيجية الثقافية والتصور الفكري البين للعمل الثقافي الامازيغي ودون امتلاك اي جمعية فاعلة للارضية الثقافية يؤطر منهجها من الحيثيات الرئيسية التي تعوق مسيرة المشهد الثقافي أ م, وما جعل ايضا الجمعيات الفاعلة تعيش شرود ثقافي غير مؤطر ومنضبط من إشكالية عدم توفير النصاب القانوني في الإجتماعات إلى عدم اكتساب قاعدة انخراطية نشيطة وفاعلة و في المستوى وهذا هوشق الإشكال الذي نود حصر فيه كل تساؤلاتنا وإشكالياتنا ’لان الباب الرئيسي الذي سيمكننا من إصلاح ذات البين والعودة للمشهد الثقافي بكل نشاط وحيوية الذي تمثله معادلة انسجامية بين القاعدة والقيادة .ونكون وقتئذ قد سطرنا قبل عمليةالإقلاع استراتيجية ثقافية تلائم خصوصياتنا وتصوراتنا ومنطلقاتنا الفكرية أخذة بمحمل الجد كل الإكراهات الواردة لندرك قبل أي تصادم كيفية تصريف مواقفنا وأخذها بالغلبة وليس بالتمني