عقدة الظلاميين من الرصيد النضالي
للزعيم جمال عبد الناصر
الجمعة 3 اكتوبر 2008
قدمت عدة فضائيات، مسلسل «ناصر» وتوفق كاتبه «يسري الجندي» في جعل الجيل الجديد من الجمهور العربي يتعرف على ثورة الضباط الأحرار. كان جمال دون الخامسة والثلاثين عندما قاد ثورة 23 يوليو 1952، وفي البداية كان الاعتقاد هو أن عبد الناصر مجرد واحد من الضباط الذين طردوا الملك فاروق بقيادة الجنرال نجيب، ولكن سرعان ما سيظهر دوره الحقيقي في قيادة الضباط ليصبح طوال الخمسينيات والستينيات زعيما للعرب في كل مكان إلى رحيله في نهاية صيف 1970. مسلسل «ناصر» أثار جدلا ونقاشات كثيرة لكن من عايشوا بداية الثورة وواكبوا تطوراتها أعادهم «يسري الجندي» بأمانة إلى تلك الأيام بلحظاتها الحلوة والمرة. بعض لقطات المسلسل تجعلك تتخيل أن الكاميرا كانت هنا وهناك تسجل اجتماعات قيادة الثورة أو لقاءات جمال مع الناس، لقاءات تم فيها التركيز على أن جمال ظل على تواضعه وصبره وتبصره وهي الصورة التي ظلت راسخة في الذاكرة ونقلها المسلسل بإخلاص وأمانة. ومن أعجبوا، من خلال المسلسل، بشخصية عبد الناصر لا يختلفون كثيرا عن الذين أعجبوا بقائد الثورة من البداية إلى يوم خرج الملايين إلى شوارع القاهرة لتوديع جمال عبد الناصر في جنازة لم يسبق لها مثيل في تاريخ واد النيل. الظلاميون يكرهون جمال عبد الناصر لأنه فضح دورهم المعادي للثورة عندما حاولوا اغتياله في الاسكندرية سنة 1954 ومرة أخرى عام 1965 وفي كل مكان وزمان يساهم الظلاميون في الحملات المعادية لثرات جمال عبد الناصر ويدعون اليوم بأن «يسري الجندي» قام بتزوير الحقائق التاريخية فيما يخص علاقات الإخوان المسلمين بالضباط الأحرار. ولابد هنا من التذكير بأن ناصر قاد من موقعه كنائب لرئيس الحكومة سنة 1954 مفاوضات عسيرة مع البريطانيين انتهت بالتوقيع على اتفاقية للجلاء عن قناة السويس وهاجم الظلاميون عبد الناصر بدعوى أن الجلاء سيتم بعد عام ونصف وكانوا يزايدون على قيادة الثورة ويطالبون بأن يكون الجلاء فورا. كانوا في الحقيقة يتضايقون من عبد الناصر الذي حقق أول مكسب ديبلوماسي للثورة وأكد أنه هو زعيمها. في هذه الأجواء المتوترة أطلق «محمود عبد اللطيف» رصاصات على عبد الناصر عندما كان في الاسكندرية يلقي خطابا بمناسبة الذكرى الثانية لطرد فاروق وفي المحكمة صرح «محمود عبد اللطيف» بأنه تلقى أمرا من قادة الإخوان لاغتيال جمال عبد الناصر. ولهذا تم حل جمعية الإخوان المسلمين فأصبحوا حلفاء موضوعيين للاستعمار ضد جمال عبد الناصر. وتحالف الظلاميون مع جهات عربية رجعية كانت تريد التخلص من ناصر لحساب السياسية الإمبريالية في المنطقة العربية فكانت محاولة أخرى لاغتياله قبيل مجيئه إلى المغرب للمشاركة في القمة العربية الثالثة التي انعقدت بالدار البيضاء في شتنبر 1965 وبعد ذلك تعاملت الثورة بصرامة مع الإخوان بعد ثبوت تورطهم في المؤامرة. استمر منع حركة الإخوان إلى أن أعاد أنور السادات الظلاميين إلى الواجهة وتحالف معهم في سياسة تصفية عهد الثورة ولم يدرك السادات أنه تحالف في الواقع مع من لهم سلاح ذو حدين إذ لقي مصرعه في «حادثة المنصة» في أكتوبر 1981 على يد ضابط من جماعة الإخوان.
عبد اللطيف جبرو
الاحدات المغربية
rs5rs5rs5