دفاتر التـنـمـيـة الـبـشريـةهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالتـنـمـيـة الـبـشريـة : كن إيجابيا ولا تلتفت إلى السلبية، وحاول أن تنمي مهاراتك واعلم أن كل المهارات تستطيع أن تكتسبها .. انطلاقا من دفترك هذا ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
إليكم إخواني تلخيصا لدورة تدريبية إلكترونية كنت قد حضرتها للدكتورة داليا الشيمي بتنظيم من موقع إسلام أون لاين , و هي من بين الدورات التي سبق الإعلان عنها على هذا الرابط :
هل هو نوع من الطمـأنة و العطف أو لربما الشفقة و المواساة ؟
لا , ليس هذا هو المراد منه لأن المقصود منه هو مساعدة الأفراد على التخلص مما خلفته الكارثة أو الأزمة التي مروا بها بحيث لا تترك لدى الفرد اضطرابات نفسية تعيق الشخصية و تعيق قدرة هذه الشخصية على إعادة الاندماج في المجتمع و القيام بدورها المنوط بها .
إذن هواستماع متخصص بغرض تفريغ الشحنة السلبية و تزويد الشخص بآليات تجاوز الصدمة والعودة للحياة الطبيعية من جديد .
وسيكون الحديث هنا مركزا على ضحايا الحروب .
مهارات الداعم النفسي :
خطوات أساسية :
-أول خطوة هي أن تعرف المصاب بنفسك و المنظمة التي تنتمي إليها إن كنت تابعا لإحدى المنظمات الإنسانية .
-لا تقل له أبدا بأنك جئت تزوره لتدردش معه أو تستمع لقصصه و حكاياه , بل بأنك جئت تطمئن عليه و على حاله .
( كيف حالك ؟ ما أخبار أسرتك ؟ هل أصيب أحد منهم ؟)
-تلاحظ إن كان مستعدا لتقبلك والتواصل معك , فإذا كان غير مستعد يحبذ أن تتركه إلى فرصة أخرى .
(ربما أنت مجهد و غير قادر على الكلام ,سأعود غدا لأطمئن عليك )
-لا ترتدي لباسا فخما أو غير محتشم إذ يجب مراعاة نفسية المصاب.
-استشعر دائما أهمية هذا العمل و تذكر النية في هذا الأمر أنه لوجه الله فهو إحياء للنفس .
في موقع الحادث :
-يتحول دورالمتخصص إلى مسعف , و لهذا ينبغي عليه الإلمام بالإسعافات الأولية .
-التهدئة من روعه و التأكيد على أنه نجا و بأنه على قيد الحياة
- اصطحابه إلى مكان آمن , تقديم الماء له ..
أساليب التواصل الفعال :
-تكوين الألفة مع المتضرر و كسب تقثه.
-حسن الإصغاء و الاستماع الفعال له .
-البشاشة و حسن الاستقبال.
-عدم المبالغة في طلب المعلومات.
-الانتباه الجيد لكل التعبيرات الجسدية و غير اللفظية التي تصدر عنه.
-القدرة على ضبط الانفعال مع إظهار قدر من التعاطف الإيجابي ( لا احتضان أو لمس بدني لأنه يحسسه بأنه ضعيف و هذا مختلف عن التعاطف و التواصل الإيجابيين)
-في المرحلة الأولى يستحسن عدم تذكيره بالأجر و الثواب و الانتظار حتى يفرغ خبرته السلبية .
أنواع الاستماع :
1 -استماع الموتى
2- الاستماع الناقد
3 -الاستماع التفاعلي أو الفعال
فما هو نوع الاستماع المطلوب من الداعم النفسي ؟
طبعا لن يكون المصاب في حالة تسمح له بتقبل النقد لأنه يحتاج لمزيد من الثقة بالنفس وفي الغير , كما أنه لن يحس بالراحة و هو يتكلم مع شخص جامد لا يتواصل معه , فعدم التفاعل هنا قصد استفزازه ليتكلم أكثر لن يجدي نفعا بل سيؤدي إلى نتائج عكسية .
فالاستماع الأمثل هو التفاعلي حيث يكون التواصل متبادلا بين الطرفين . وهو ما يتطلب إنصاتا يتجاوز مستوى الأذن ليرقى إلى الإنصات بكل الحواس بما فيها العقل و القلب .
شروط التواصل الفعال :
-القدرة على التحكم في الانفعالات فلا يقع الداعم تحت تأثير ما يسمعه من المصاب , فلا يبكي أمامه مثلا من شدة التأثر .
-فهم المصطلحات الخاصة بالمجتمع أو الفئة التي ينتمي إليها المصاب.
-لا يجب أن يتكلم الداعم كثيرا بل أن يستمع أكثر.
-التركيز على نبرة الصوت بحسب الموقف.
-إخراج المصاب من حالة الشروذ إذا انتابته أثناء حديثه , مثلا بإعادة أخر فكرة قالها.
-عدم لومه و نقده إذا خرج عن وعيه متلفظا بأشياء لا تجوز شرعا , لأنه حينها يكون في حالة من تخبط الوعي و هو ما يجعل التكليف مرفوعا عنه في تلك الأثناء , فالناس قدرات و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. أفضل ما يمكن فعله حينها هو الصمت و تركه يتكلم و يفرغ تلك الشحنة دون أدنى تعقيب . وغالبا ما يستدرك الأمربعد استعادته لوعيه و يعود هو بنفسه لاستغفار الله و التأكيد على إيمانه القوي و توكله على الله .
-تحصين المتخصص نفسه من آثار ما يراه و يسمعه من المصابين من خلال التنفيس عن نفسه بين الفينة و الأخرى بمشاهدة برنامج مرفه أو مسرحية مضحكة و ممارسة التفريغ عن طريق الكتابة أوالكلام أو أي وسيلة أخرى .
الأعراض التي تلحق بالأشخاص عند التعرض لأزمة أو كارثة :
تنقسم إلى نوعين :
1- التفاعل الحاد للكرب:
وهي الأعراض التي تحدث أثناء الأسابيع الثلاثة الأولى من الحادثة على أبعد تقدير , من مثل :
-الشعور بالاختناق , جفاف الحلق . صراخ , نوبات بكاء شديدة , فوبيا , توقف التفكير و الإحساس , اضطرابات الذاكرة , فقد التوازن النفسي , مشاعر الضياع و الخوف ,إنكار الحدث .
- اضطرابات النوم ( عدم النوم لأيام , النوم المفرط , النوم القلق ..)
-تخبط الوعي , إذ أن هول ما تعرض له المصاب و تفوق الصدمة على قدرته العقلية , قد يخرجه أحيانا عن شعوره و يجعله يهذي بأشياء لا يعيها قد تكون خارجة عن الدين لصعوبة إدراكه للموقف.
2 -أعراض ما بعد الأزمة:
إذا استمرتالأعراض السالفة الذكر إلى ما بعد الأسبوع الثالث فهي تستقر لمدة أطول و بعمق أكثر , مثل :
-الاكتئاب: (سوداوية الأفكار , الحزن , اليأس من الحياة , فقدان الشهية أو العكس , الأرق , -فقد المتعة التي كانت تجلبها له أشياء معينة .. )
-الذاكرة البصرية الصدمية : يرى الحادث أمامه و كأنه شريط سينيمائي يتكرر باستمرار.
-تشتت الذاكرة , خلل في ترتيب الذاكرة : يختلط عليه ترتيب أحداث الحدث , وهذا من رحمة الله لأن تذكره لتلك الأحداث كما حدثث قد ينتج عنه خلل عقلي .
-تصرفات اجتماعية غريبة : الانزواء , العدوانية ..
-الشروذ , النسيان الهستيري : كنسيان وقت الحادث ..
هذه الأعراض تحدث عند وقوع أزمة تفوق طاقة الفرد .
إعادة البناء :
إذا كان الدعم النفسي يستهدف إعادة إدماج المصاب في الحياة , فهل يتم ذلك عن طريق تقديم وصفات جاهزة ؟
الجواب هو لا , لأن المطلوب من المتخصص ليس هو التفكير بدل المصاب و تقديم الحلول له , بل دفع هذا الأخير إلى التفكير و إيصاله إلى حالة من الاستبصار , أي مساعدته على إعادة النظر في المشكل من زوايا مختلفة , و العمل على ترتيب أفكاره و تنظيمها و وضع عدة اختيارات للحلول الممكنة و من ثم اختياره للحل الأنسب له.
بمعنى آخر , مساعدته أولا على التوافق مع الأوضاع الجديدة و ثانيا على التخطيط لحياته المستقبلية انطلاقا من ظروفه الجديدة و قدراته الحالية بتوسيع زاوية نظره للأمور و انفتاحه على المستقبل, مع ضرورة التركيز على الرفع من الدافعية لديه .