مركز تكوين المعلمين و المعلمات بكلميم.. مسيرة نحو المجهول
في ضوء المجهودات المبذولة وطنيا لتحسين جودة التربية و التكوين، و في ظل البرنامج الاستعجالي الذي وضعته وزارة التربية الوطنية لمعالجة المشاكل المتراكمة التي يعرفها قطاع التعليم بالمغرب، دشن المسؤولون الجهويون بجهة كلميم السمارة الدخول المدرسي لهذه السنة بجملة من الإجراءات التي تسير عكس ما تدعو إليه الوزارة من تعبئة جماعية ورؤية تشاركية ترتكز على إشراك مجموع الفاعلين الأساسيين داخل منظومة التربية و التكوين، في تطبيق البرنامج الاستعجالي.
و هكذا أقدم المسؤول الأول على التربية و التكوين بجهة كلميم السمارة على إصدار قرار إلغاء تكليفات الأساتذة المكونون بمركز تكوين المعلمين بكلميم – اللذين يعملون به منذ افتتاحه سنة 1999 – كما لو أنهم العقبة التي تحول دون إصلاح التعليم جهويا، و للأسف فقد تمت هذه الإلغاءات في خرق سافر للمذكرة الوزارية 85 الصادرة بتاريخ 08 يوليوز 2008 ، التي تنص على فتح باب التباري على المناصب الشاغرة بمراكز التكوين. و الغريب في الأمر هو أن هذه المذكرة تم تحريفها للانتقام من الأطر العاملة بالمركز التي ارتفعت أصواتها للتنبيه للتردي الذي يعرفه تدبير الشأن التعليمي و التربوي جهويا.
وزيادة في التنكيل بالمركز وبأطره فقد تم تحويل المركز المعني من الجماعة الحضرية بكلميم إلى الجماعة القروية لأسرير وذلك لستر عورات التدبير المادي للبنيات المؤسساتية حيث تم بناء مؤسسات ثانوية بكل من جماعة أسرير(ثانويتين / واحدة بأسرير والأخرى بتغمرت المجاورة ) وكذا ثانوية بالقصابي علما أن الجماعتين تتوفران على إعداديات بها المستوى الثانوي . هذه الثانويات الثلاثة تسكنها الطيور بحكم أن عدد التلاميذ المقبلين على الدراسة في الثانويات الثلاث مجتمعة لا تتجاوز 400 تلميذ وتلميذة ،في حين تشهد فيه مدينة كلميم اكتظاظا بجميع المؤسسات الثانوية نتج عنه احتلال مركز تكوين المعلمين و تحويله لمؤسسة ثانوية ، فهل هناك من سوء تدبير أكبر من هذا ؟
ولملء أحدى هذه الثانويات ، وكما يقال " طاحت الصمعة ، علقو الحجام " ، قرر المسؤولون الجهويون هذا التحويل الذي سوف يضرب في الصميم القرارات والمراسيم القانونية لخلق مركز التكوين بالجماعة الحضرية لكلميم (نشرت في المذكرة الرسمية) ، وكذا ضرب جودة التكوين في هذا المركز وضرب تساوي فرص التكوين بين جميع الجهات بحيث أن الطلبة الأساتذة الجدد سيكون عليهم التنقل يوميا من وإلى كلميم في ظل غياب بنيات استقبال ( منازل للكراء ومطاعم ..إلخ) مع تنامي الأعداد المتزايدة للطلبة المقبلين على التكوين .
وبهذا القرار الجائر فقد تم الإجهاز على عشر سنوات من التجربة والخبرة التي اكتسبها أطر هذا المركز واللذين يشهد لهم بالجدية والعمل سواء على المستوى المحلي أو الجهوي، يشهد بها كل من تلقوا تكوينهم في هذا المركز من طلبة وأطر إدارية كما يشهد بها أطر الوزارة أنفسهم بحكم مشاركة مجموعة من الأساتذة في بلورة برامج رائدة وأبدوا تفوقهم ومهنيتهم و حصلوا على إثرها شواهد تنويه وتقدير ، ونذكر من هذه البرامج :
v برنامج genie والذي شارك فيه خمس أساتذة من المركز كمكونين رئيسيين بالجهة
v برنامج إنجاز مصوغات التكوين في البرامج الجهوية والمحلية
v برنامج مشروع المؤسسة للارتقاء بالحياة المدرسية و تحسين جودة التعلمات
v استدعاء البعض منهم رسميا من طرف الوزارة من أجل دورة تكوينية بفرنسا
مع التذكير أن هذه البرامج لازالت سارية الإنجاز ويتعذر ـ منهجيا - تعويض فرق بأخرى ليست لها أية دراية بالموضوع ولا بمنهجية العمل من أجل إتمامها .
فهل من تدخل للوزارة من أجل تصحيح هذه الوضعية الشاذة على الصعيد الوطني لكي لا تنتقل عدوى سوء فهم المذكرات ـ المقصود ـ والمخططات وبرامج الإصلاح إلى باقي الجهات ؟
جمعية المكونين بمراكز تكوين المعلمين والمعلمات
فرع كلميم
مركز تكوين المعلمين و المعلمات بكلميم.. مسيرة نحو المجهول
المواضيع المتشابهه
