45
وبعـد مـا يُشـرِق نــور العـقـلِ
علـى الصبـي يؤمـر بـأن يصلـي
46
وليلتـزم فـعـل الـكـرام الأولـيـا
المتقـيـن الصالحيـنـا الأرضـيـا
47
ويعـتـمـد جـلـوسـه بيـنـهـم
حـتـى يـوافـق طَبـعـه طَبعـهـم
48
وينغـرس بقلـبـه مــا يستـمـع
وينطـبـع بقلـبـه مــا ينطـبـع
49
ويحتـفـظ بــه عــن الجـهـال
وكـل أهــل الفـسـق والـضـلال
50
ومـن عـرِف بالـكـذب والخيـانـة
وكـل مــن لـيـس لــه أمـانـة
51
فـــإن أصـــل أدبِ الأخـيــار
حفظ الصبي عـن صحبـة الأشـرار
52
إذ الطـبـاع تـسـرق الطـبـاعـا
وكـل مـن جالـس خبيثـا ضـاعـا
53
وقـد أتـى نـصٌ عــن الـرسـول
بــأن طـبـع الـمـرء كالخلـيـل
54
ويمـنـعـوه كـثــرة الــكــلام
لأنــه مــن عـــادة الـلـئـام
55
أيضـا ومِـن أن يبـتـدي خطـابـا
إلا يـكــون قـولــه جــوابــا
56
ثــم اليمـيـن يمنـعـوه مـنـهـا
بـتـا دوامــا دهــره يـدعـهـا
57
وجمـلـة الأشـعـار والأغـانــي
يُمـنـع منـهـا دائــم الـزمــان
58
والبـصـق والمـخـاط والتـنـخـم
عنـد الجلـيـس لا علـيـه يُـقـدم
59
واللعـن والسـب والشتـم الـنـاس
والاخـتـلاص بــذوي الأدنــاس
60
وليلـزمـوه كـثــرة الـتـواضـع
وتـرك مـا بـدا لـه مـن طـمـع
61
وأنــه مــن أعـظـم الآفـــات
حكيـتـه نـقـلا عــن الـثـقـات
62
أيضا ومـن حـب الذهـب والفضـة
فَـحَـذِّروه فـهـو شــر آفـــة
63
مـن السـمـوم القاتـلـة حبهـمـا
فالـرأي تحذيـر الصـبـي منهـمـا
64
ويـكـرم الإخـــوان بـالـتـأدب
وكـلَ مـن عاشـره مـن صـاحـب
65
وأي يـوســع لـلــذي يـأتـيـه
مجلـسـه الــذي استـقـر فـيـه
66
ويـكــرم الـواصــل بالـقـيـام
لأنـــه مـــن أدب الــكــرام
67
ويستـمـع كــلام كــل عـاقــل
ويحسـن الإصغـاء لقـول القـائـل
68
لا يفتـخـر بمطـمـع أو مـشـرب
ولا بشـيء صـار مـن ملـك الـب
69
ثــم ليعـظـم غـايـة الإعـظــام
مـن كـان ذا دِيـن مــن الأنــام
70
والوالـديـن الـكــل والـمـؤدبـا
والأقربـيـن نسـبـة والصـاحـبـا
71
ومـن بـدا فعـل الجمـيـل مـنـه
فينبـغـي بــأن يـجـازى عـنـه
72
وأن يُـجــلَّ قـــدره ويُـمــدح
بمـا بــه مــن الـنـام يَـفـرَح
73
وإن فـعـل فـعـلا ذميـمـا ســرا
فينبـغـي أن لا يعـاقـب جـهــرا
74
ولا يُـذم بيـن أصـنـاف الــورى
فإنـه يخـشـى بــأن يتجـاسـرا
75
ولا يـبـالـي بـعــده بـالـعـذل
وبالـمـلام عـنـد كـــل فـعــل
76
بـل ينبـغـي عتـابـه بحـيـث لا
يظهـر عليـه أحـد مــن الـمَـلا
77
يـقـول هــذي إن عـلـم علـيـه
فضيـحـة ، فــلا يَـعُـد إلـيــه
78
ولا تُـكَـثِّـر عـنــده الـكـلامـا
فـإنــه يُــهَــوِّن الـمـلامــا
79
يُخشـى بـأن يـجـزم ولا يبـالـي
بمـا أتــاه بـعـد مــن أفـعـال
80
وحـــذروه غـايــة التـحـذيـر
مـن الكـذب والفحـش والفـجـور
81
وسـرقــة والأكـــل لـلـحـرام
فـإنـه مــن مـوجـب الآثـــام
82
فـإن أتـى وقـت البلـوغ والصبـي
بهـذه الأشـيـا خبـيـر لا غـبـي
83
فـعـرفـوه مـقـصـد الأشـيــاء
بـمــدة الـدنـيـا ولــلأُخــراء
84
فـإن طـيـب عيـشـه الإنـسـانِ
عـون عـلـى عـبـادة الرحـمـن
85
أقـوى لـذي تقـوى علـى العبـادة
وهـي الـذي تحصـل بهـا السعـادة
86
والمـوت أقـربُ كـلِّ شـيء يُنْتظَـر
وهــذه الدنـيـا لـنـا دار مَـمَـر
87
والآخـــرة دار مـقــر بـاقــي
والآدمـــي لفـعـلـه مــلاقــي
88
فينبـغـي التكـثـيـر للـطـاعـات
تَــزَوُّداً فــي مـــدة الـحـيـاة
2 / 3