إن تحقيق التعاون بين الأسرة والمدرسة ، ينطلق من مبدا أساسي هو أن التربية والتعليم مسؤولية مشتركة بين الطرفين بالدرجة الأولى ، وبالتالي فإن تحقيق نتائج جيدة من طرف الأطفال له علاقة وطيدة بمدى قيام كل طرف بدوره ووعيه بمسؤولياته .
فإذا كانت المدرسة ملزمة بالقيام بواجباتها ، فإن مشاركة الأسرة غير مقنعة وغير كافية .
إذا قمنا بدراسة النتائج المحصل عليها على صعيد كل مؤسسة ابتدائية عمومية، سنلاحظ أن الأسرة التي تهتم بالنتائج الدراسية لأبنائها وتتابع كراسة واجباتهم بشكل منتظم وتوجههم وتتبع سلوكهم داخل البيت وخارجه وتشجعهم على المثابرة والاجتهاد والمواظبة وتدعم وتقوي ما تعلموه في المدرسة ، تساهم بشكل كبير في تحقيق نتائج جيدة ، أما الأسر التي تقصر في أداء واجباتها وتلقي مسؤولية تربية وتعليم الأبناء على عاتق المدرسة ، فإنها تساهم بشكل كبير في تحقيق نتائج سلبية ، تؤثر على تقدم الأبناء
في الدراسة وفي الحياة الاجتماعية .
إذا كانت الوزارة تراهن على بناء الجودة من خلال تمتين التواصل بين المدرسة والأسرة ، فإنه أصبح من اللازم عليها وعلى الحكومة وضع برنامج استعجالي عملي
لبناء وإصلاح ومساعدة الأسرة المغربية على غرار البرناج الاستعجالي لاصلاح التعليم
لأن نسبة لايستهان بها من الأسر المغربية لاتنال النصيب الأوفر إلا من الأمية والفقر
والتهميش .